اليتيم واليتيمة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
امتدادا لدروس البر بسيدتي الكريمة والدتي رحمها الله ورحم والدي ووالديهما ووالدي المسلمين وجميع المسلمين أقدم هذا الدرس
اليتيم من فقد أباه دون البلوغ
ومن الحيوان من فقد أمه
وهذا التعريف مبني على الرعاية الطبيعية المفترضة في الراعي لأنه في الواقع نجد أن منفقد أباه فإنه تتم رعايته من أمه أو غيرها.
عندما نتعمق في معنى اليتم نجد أن بداخل كل منا يايم
في تدبر اليتم وما يسببه لليتيم من ألمٍ عميق عندما يعلم بفقد أبيه وأمه أو أحدهما هذا الألم ينبع من تعريف اليتم السابق ويتركز منبع الألم بكلمة فقد فالفقد هنا المقصود به غياب الراعي بالموت والمعنى العميق للكلمة يشمل دائرة أوسع لتشمل عدد من صور اليتم منها
1- أن يكون الأب حي مفقود إما بتغييبه لنفسه بسكر والموبقات مما يجعل ابنه وابنته يفقدونه وهو بينهم فلا يحسون به.
2- عندما ينحاز الأب لزوجة وأولادها ويضيّع الأخرى وأولادها.
2- عندما يكون الأب جافا حاد الطباع وعندما تكون الأم جافة حادة الطباع فيشعر الابن والإبنة بفقد الأب والأم وهو بين أحضانهم.
3- عندما يعيش الابن والابنة بين أبوين منفصلين متحاربين يجعلان أولادهما أسلحة لحربهما فيقدهم الأولاد.
4- عندما يوكن الابن عاقاً والابنة عاقة يفقدان طعم الاب والام فهم أيتام بعمق.
5- عندما يفضل الرجل زوجته على أمه ويدعي حبها وطلب رضاها فهو يتيم.
6- عندما يشتكي الابن لأبيه والبنت لأمها بأنهما محتاجان لهما ويكون الرد(ما فيك إلا العافية وش ناقصك) وكأن عطاء الاب والام هو المال والخدمة.
7- عندما تكون شخصية الأب والأم عملية وشخصية الابن أو البنت عاطفية مبحره في العاطفة ويكون الابن والابنة حساس ومرهف المشاعر هنا ينشأ يتم عميق لا يدرك ألمه إلا من جربه.
8- عندما يجد الابن والابنة أنه وأنها في ومشكلة لا يحلها إلا الاب والأم ويجد الرد بارد جاف وتهميش المشكلة.
9- عندما ينتظر الابن أو الابنة من الاب والأم التشجيع والاشادة ويتلقيان التحطيم والدعاء عليهما لأتفه سبب.
10- عندما نزرع من قسوتنا القسوة في قلوب أولادنا فيسقوننا ما رضعو منا نعمق بهذا اليتم فيهم
وغير هذه من صور اليتم العميق.
سبحان الله الذي وسعت رحمته كل شي حتى أضعف الأيتام من الحيوان ما يقطع من جانب إلا ويصل من جانب فيهوض الفاقد ببديل يغرقه بالحنان والرعاية مع بقاء إنكسار اليتم بداخله ويعايش اليتم مع الأب والأم الموجودين المفقودين.
وأمثلة الأيتام الناجحين في الحياة لا حصر لها ويكفي عنهم صاحب أعطر سيرة وأنقى سريرة وخير ولد آدم وكل الفخر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
ومر علي بأحد برامج التواصل الاجتماعي خبر عن طلب وزير خارجية إحدى دول أفريقية عندما زار الكويت أن يزور قبر الداعية فضيلة الشيخ الدكتور. عبدالرحمن السميط حيث قال أنا أحد الأيتام الذين رعاهم رحمه الله.
(طبيب وداعية كويتي أسلم على يديه ملايين الأفارقة وامضى حياته في الدعوة إلى الله في أفريقية.
وأختم بهذا النشيد
الذي كتبته لإحدى المدارس قبل سنوات طويلة عن الأم
حيث بحثت عمن يحتاج الأم فوجدته من فقدها ووجدت البنت أشد فقدا من الابن وسميت البنت حنان لرعاية المعنى وكانت تبكي عند ذكر الام فسألوها لماذ تبكين
فأجبت على لسانها
حنان اليتيمة
أنا حنان اليتيمه
فقدت أمي من سنين
أماه يا نبع الحنان
أماه ليتك ترجعين
أماه أنت بلسم
أحتاجه في كل حين
إني فقدتك طفلة
تبكي وأنت تودعين
وعشت بعدك في طلام
ولم تفز بالغمض عين
يا من تعيش بقربها
أم توسدها اليمين
رفقا بوالدة حنون
وصى بها رب اليقين
الفائدة من هذا الدرس :
قد نجعل من أبنائنا وبناتنا أيتاما وهم بين أيدينا فالنتق الله فيهم ولا نعمق اليتم فيهم بفقد قلوبنا قبل فقد أجسامنا.
لمسة الاب والام للابن والابنة
حسن الاستماع لهم
تقدير ما يهمهم وإن كنا نراه هينا وهو عندهم عظيم
لنحضنهم وإن كان لهم أبناء وبنات يمشون بجانبهم.
كم آهة منهم أحرقت الأضلاع وبيننا وبينهم أمتار يرونها أميال.
الحب والحنان تنبت البر والإحسان