يا جماعة الخير .. احد الاصدقاء صلى ركعتي استجارة .. ليستخير ربه .. في موضوع زواج وكرر الصلاة عدد من المرات .. ولكن لا يرى شئ .. مع العلم ان هذا الانسان خطب عدد من البنات ولم يتوفق الى الان وكل مرة لا يرى شئ في المنام .. وهو شخص لا بأس بتدينه .. ولكن .. لا يرى شئ ..

يا ترى على ماذا يدل هذا ؟؟!!

وما الحل

أظن أن عند صديقك خللاً في فهم الاستخارة ،
الاستخارة يا أخي هي أن تستخير عندما تعزم على أمر ما ، وليست عندما تتردد بين أمرين ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا هم أحدكم بالأمر ..) أي إذا عزم على الأمر ..
فآلية الاستخارة : أن تعزم على شيء معين ، ثم تستخير فيه ، فإن قبلت استخارتك فإنك ستوفق لهذا الأمر إن كان فيه خير
لك سواء في الدنيا أو في الآخرة ..
ولا تنتظر الرؤى والأحلام ، أو أن تميل نفسك لأمر معين فهذه ليست من نتائج الاستخارة كما هو شائع ..

السؤال :

هل هناك عدد معين لتكرار صلاة الاستخارة ؟ ومتى تكون رؤية المنام الدال على الخير؟</

الجواب :


الحمد لله
لا بأس من تكرار الاستخارة إذا لم يطمئن الشّخص . قال العلامة المباركفوري رحمه الله في شرح الترمذي : وهل يُستحبّ تكرار الصلاة والدّعاء في الأمر الواحد إذا لم يظهر له وجه الصّواب في الفعل أو التّرك مما لم ينشرح له الصّدر ؟ قال العراقي : الظاهر الاستحباب . تحفة الأحوذي 2/593

وإذا قام الشّخص بالاستخارة على الوجه الشّرعي فإنّه يمضي لما عزم عليه ولا ينتظر مناما ولا غيره ، وكثير من الناس يعتقد أنّه إذا صلى الاستخارة ونام بعدها مباشرة فإنه سيرى النتيجة في منامه ، وهذا اعتقاد غير صحيح فقد يفعل الشّخص ذلك ولا يرى في منامه أيّ شيء على الإطلاق . ولذلك على المسلم أن يكتفي بما جاء به الشّرع ويفعل مقتضى الحكمة ، فهو يستشير العقلاء الثّقات ويتدبّر في أمره وينظر في الأصلح له فإذا اتّخذ قراره أو مال إلى فعل شيء فإنّه يستخير الاستخارة الشّرعية ثم يُقدم على ما قرّره وهو واثق أنّ الله سيختار له الخير . والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب


الشيخ محمد صالح المنجد

السؤال :


ما النصيحة التي توجهها لشخصين يريدان الزواج ، كلاهما صلى الاستخارة والمرأة فقط وصلتها الرسالة وليس الرجل ، رأت هذه الأخت بأنها وزوجها يعيشان بسعادة سوياً وأن الله يقول لها بأن هذا هو الخيار الصحيح لكليهما . ولكن ماذا عن الرجل الذي لم ير أي علامة أو إحساس أو منام ؟ ماذا يجب عليهما أن يفعلا ؟ كم المدة الواجب فيها صلاة الاستخارة ؟ البعض قال 3 أيام والبعض قال 7 . جزاك الله خيرا

الجواب :


الحمد لله
أما صلاة الاستخارة ودعاؤها: فدليلها ما رواه البخاري ( 1109 ) وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : انظر في شرح الحديث وفوائده سؤال 2217 وسؤال 410 .
وأما قول بعض الناس " ثم يمضي لما ينشرح صدره له " فقد ورد فيه حديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رواه ابن السنِّي - قال " إذا هممتَ بالأمر فاستخر ربك سبعاً ثم انظر إلى ما يسبق في قلبك فإنَّ الخير فيه ".

قال النووي: إسناده غريبٌ. فيه من لا أعرفهم. أ.ه‍‍ "الأذكار" (ص132).

وقال الحافظ ابن حجر: وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد ، لكن سنده واهٍ جداً. أ.ه‍‍ "الفتح" (11/223).

قال الحافظ العراقي: فيه راوٍ معروفٌ بالضعفِ الشديدِ وهو إبراهيم بن البراء .. فعلى هذا فالحديث ضعيف جدا . أ.ه‍ـ "الفتوحات الربانية" (3/357).

والصواب : أنَّ تيسير الأمر من الله عز وجل - بعد تقديره وقبول الدعاء- هو علامة الخيرية في المضيِّ في العمل ، ووجود العوائق وعدم تيسر الأمر هو دليل صرف الله تعالى عبده عن هذا العمل . ويظهر هذا المعنى جليًّا عند التأمُّلٍ في حديث جابر في الاستخارة ، في قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - ويسميه - خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ".

. قال ابن علاّن - بعد أن نقل تضعيف حديث أنس عن الأئمة -: ومِن ثَمَّ قيل : إنَّ الأولى أن يفعل بعدها ما أراد ( أي : وإن لم يشعر بانشراح الصّدْر ) ، إذ الواقع بعدها- ( أي: بعد الصلاة )- هو الخير ..

وقال الحافظ ابن حجر: قال الحافظ زين الدين العراقي ( في العمل بعد الاستخارة ) : " .. مهما فعله ، فالخير فيه ، ويؤيده ما وقع في آخر حديث ابن مسعود في بعض طرقه " ثم يعزم" أ.ه‍‍ كلام العراقي . قلت - (أي: ابن حجر): قد بَيَّنـتُها فيما تقدّم وأن راويها - (أي: زيادة "ثم يعزم") - ضعيفٌ ، لكنه أصلح حالاً من راوي هذا الحديث - ( أي: حديث : ثم انظر ما يَسْبق إلى قلبك ) - أ.ه‍‍ كلام ابن حجر "الفتوحات الربانية" (3/355-357) .

هـ . ومن خرافات الناس المنتشرة أنك بعد الاستخارة تنام ، فما رأيتَه في منامك من خيرٍ وانشراح صدرٍ فهو يعني أنَّ أمرك خيرٌ فتسير فيه وإلا فلا ! ( وهذا ما قصده السائل بقوله : وصلت الرسالة !! ) وليس لهذا دليل صحيح كما عرفنا .

وما مضى من البحث لا يعني أن انشراح الصدر لا يكون من العلامات ، لكن لا ينبغي جعله هو العلامة الوحيدة والقاطعة على خيرية الأمر ، والانسان كثيرا ما يستخير على أمر يحبه ، وصدره منشرح له بالأساس .

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة انشراح الصّدْر : فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسّر له من الأمور هو الذي اختاره الله له. أ.ه‍ـ"مجموع الفتاوى" (10/539).

ففرقٌ بين مَن جعل "انشراح الصدر" هو العلامة الوحيدة وبين مَن جعلها مِن العلامات.

ولا يوجد مدة محدّدة لصلاة الاستخارة ، ويجوز تكرار الصلاة أكثر مرة ، وليست محدّدة بعدد من المرات ، وللمصلي أن يدعو قبل السلام ، أو بعد السلام ، والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


الشيخ محمد صالح المنجد

__________________

يغلق لحصول الفائدة

__________________