يرقة تتناول وريقات شجرة التفاح الخضراء بشراهة
لتنام متخمة وهي مقلوبة الراس معلقة مؤخرتها بوريقة التهمت نصفها
لتستيقظ وهي متشرنقة فعلمت انها مرحلة النطلاق الى العالم
الى الابعد من تصورها
لتلتهم وهي ساكنة ببطء شديد كل ما بالشرنقة رغم حماسة الانطلاق حتى جف غلافها وشف وخدشته بطرفها الناعم برفق
لترى من خلاله نور ينفذ
خرجت وهي بالكاد تفتح عينيها السوداوتين من شدة النور المرحب بها وهي بجناحين ورديين فارعي الجمال تحركهما يمنة ويسرى
متنفسة الصعداء
لترى الصحب ايضا
منتشيا بالهواء بعد ظلمة الشرنقة
وتغادر الشرنقة لتترك في خدها قبلة الوداع
دون ان يؤلمها مغادرة ذاك الرحم الصغير
فالمجهول المثير يستحوذها
لكنها سقطت
ولم تحلق
سقطت وسط حشرات كثيرة مرعبة
اصواتها مخيفه ومدوية
والرطوبة لاتطاق
وتفوح رائحة ليست كرائحة الورق الاخضر بتاتا
التفت لترى ان الجناحين الورديين ابتعدا عنها وقد بهت لونهما
فهما ليسا الا ريش من هدهد مهاجر من جزيرة بعيده
نعم
ليس هناك جناحان
صرخت بذعر
وكلما صرخت تكالب الماشون عليها
حتى بكمت فجاه وبلاقرار
وهناك ما يحثها لان تبقى على قيد الحياة وان لم تكن تلك الفراشة
فقررت ان تجعل لها المخالب والنابان
والدرع ذلك لانها
تمشي على الارض
ومرات تحبوا او تتمرغ
لذا وجدت ان عليها ان تحمي نفسها
مهما بدا شكلها بوسائلها قبيحا فهي جميله لدى الجميع بما ان تلك الاسلحة تجعلها
على قيد الحياة وبخير
بخير ارضي!
ليس مهما ان تحيا
فالمهم ان لاتموت!
مازلت اخبرها بان لها جانحان بمكان ما
لكن الذعر انبت لها النابان والمخالب وامسكها العنف درعا
ليتها تستكين وتهدا ولاتلتفت اليمنة واليسرى
وتقول لنفسها
تستحقين ما خلقت من اجله
وهناك اكثر
تملكين اسلحة اشبه بالعسل والقطن الابيض
والعنبر والمسك
وغيمومة مختبة خلف الغيمة الام مكتنزة كالشامة البيضاء على وجنة السماء
...
بقلم نعاس يبدو انه يهذي بهذيان غير موزون و قد يسال نفسه غدا, من كتب هذا