ملف كامل عن العادة السرية . - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
قديم 16-02-2006, 04:12 PM
  #11
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
هناك كتاب قيّم للشيخ محمد الدويش بعنوان كيف تقاوم الشهوة وقد نشره في موقعه حفظه الله

اختارمن هذا الكتاب مايلي عل الله ان ينفع به :

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،

أسباب الوقوع في الشهوة المحرمة


إن الأمور لا تسير اعتباطا وجزافا، فلكل حادثة سبب يوصل إليها، والسير وراء الشهوة المحرمة له أسباب تؤدي إليه، ومنها:

ضعف الإيمان


إن الإيمان بالله عز وجل هو الضمانة والوقاية من المعصية، وهو الصخرة التي تتحطم عليها شهوات النفس الجانحة، فكلما ضعف إيمان العبد كان أكثر جرأة على محارم الله عز وجل، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن العبد لا يواقع الفاحشة إلا حين يؤتى من ضعف إيمانه، فقال:"لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ..." (رواه البخاري (2475) ومسلم (57))إن من يقوى إيمانه ويصل إلى منزلة أن يعبد الله كأنه يراه، قلما يتجرأ على المعصية، وإن وقع فيها فلا يصرّ عليها، بل يبادر إلى الله بالتوبة.

جليس السوء:


أخي الشاب وأختي الفتاة استعرضوا أصدقاءكم واحدا بعد الآخر، فهل فيهم ممن قد تقولون لهم يوم القيامة } يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً { (الفرقان:28). وهل هم جميعا ممن ترضون أن تحشروا معهم، فقد قالصلى الله عليه وسلم :" المرء مع من أحب"( رواه البخاري (6168) ومسلم (2641))، ثم هل أنتم راضون عن دينهم جميعا؟ فلا يخفاكم قوله eصلى الله عليه وسلم " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"( رواه أحمد (8212) وأبو داود (4833) والترمذي (2378)).

وأخيرا فمن أي الطائفتين هم؟ من باعة المسك أو نافخي الكير؟ فأنتم تحفظون قوله صلى الله عليه وسلم " مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير"( رواه البخاري (5534 ) ومسلم (2628)).

ولئن كان الرفقاء والزملاء يؤثّرون على زملائهم بصورة أو أخرى، فتأثيرهم أكثر مايبرز - في مرحلة الشباب - في جر صاحبهم إلى أوحال الشهوة . في تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية يقول الشاب ( ن .م 17 عاما)"وفي أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم فقام بتشغيل فيلم..."( جريدة الأنباء الكويتية 13 / 8 / 87 انظر العفة ومنهج الاستعفاف (59 )).

وكثير من من الفتيات كانت بداية العلاقات المحرمة لديها من إحدى صديقاتها التي عرفتها على بعض الساقطين، وربما عرضت عليها صورهم، وسهلت لها طريق الصلة بهم.

وجليس السوء يلاحق الإنسان حتى بعد إقلاعه عن معصيته، يقول أحد العائدين لدار الملاحظة بالرياض بعد خروجه منها "إن سبب عودتي أني عدت إلى نفس الشلة، ونفس رفاق السوء، لأني إذا خرجت من الدار أجدهم ينتظرونني ويدعونني إلى العودة إلى المشاكل السابقة بعد أن حسّنوا لي القبيح وقبّحوا لي الحسن فأنسوني توبتي وعزمي على الاستقامة فلذلك عدت إلى الدار بسبب هذه الشلة الفاسدة"( مجلة دار الملا حظة العدد الثالث ص51 .).

والجليس السئ ليس بالضرورة أن يكون من نزلاء السجون أو الدور الإصلاحية-كما يظن البعض- ولا يشترط أن يكون من المدخنين كما يتوهم البعض الآخر، إن الجليس السئ هو كل من حسّن لك المعصية، أو قبّح لك الطاعة، وقد يكون ابن عمك أو قريبك أو حتى شقيقك.

وأخيرا إياك من التدرج في ترك جليس السوء فحين تكتشفه اليوم فلا ينبغي أن تراه غدا، فمثل من يتدرج في ترك جليس السوء مثل من اعتاد على طعام فاسد وحين اكتشف ذلك أصبح يأكل منه في اليوم وجبتين بدل الثلاث تدرجا في تركه، بل المتدرج في ترك قرين السوء أعظم ضررا وخطورة من المتدرج في ترك الطعام الفاسد.

النظر المحرم:


إطلاق النظر هو الشرارة التي تثير الغريزة المكبوته، إنها ترسم صورة في القلب مايلبث صاحبها أن يستعيدها برهة بعد أخرى حتى تستولي عليه فتأسر لبه.

ولذلك أرشد الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين والمؤمنات إلى غض البصر، وأخبر أن ذلك سبب لطهرهم وزكائهم فقال } قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُــنّ....{ (النور: 31-32).

وحذر السلف من مغبة إطلاق النظر، فهاهو الإمام ابن القيم رحمه الله يقول:"والنظر أصل عامة الحوادث التى تصيب الانسان؛ فإن النظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة؛ فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع، وفى هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده"( الجواب الكافي (106)).

كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم من نظرةٍفتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوسٍ ولا وترِ

وقال آخر:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك اتعبت المناظر

رأيت الذي لا أنتت قادر عليه ولاعن بعضه صابر

لقد كان النظر الذي يتعرض له الشخص آنذاك هو لامرأة متحجبة، أو ربما كشفت الريح بعض محاسنها، فكيف بنا اليوم وقد امتلأت مجتمعات المسلمين بالمناظر والمشاهد المثيرة المغرية، في السواق والجامعات، وفي الصحف والمجلات، وفي القنوات وشبكة الإنترنت، وقد ارتقت صناعة الإعلام، وأجاد المنتجون لهذه الصور والأفلام إثارة الغرائز الكامنة.

الفراغ والوحدة
:

ثمة سبب وباعث آخر يثير الشهوة ألا وهو الفراغ والوحدة، فحين يبقى الشاب أو الفتاة وحده يستسلم للخواطر والأفكار، ويسعى الشيطان لإمساك الزمام، ويقوده للتفكير هناك، في الشهوة واللذة، ويبدأ الأمر تفكيرا ويتطور، حتى يصبح همة، ثم عزيمة ثم ...!

ولو لم يأت في ذلك إلا الوقوع في العادة السرية التي من نتائجها: الهم والحزن، وبلادة الذهن، وفتور الهمة، وذهاب المرؤة، والخجل، والإضرار بالذاكرة، والإضرار بالبصر، وتقوس الكتفين، وضعف الهضم، وقد تؤدي للعجز عن أداء الوظيفة الزوجية إذا أكثر منها، وهي قبل ذلك كله مخالفة شرعية ينطبق عليها قوله تعالى}فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{ (المؤمنون:7).

وكثير من الشباب يشتكي من أن وقوعه في العادة السرية إنما يكون في الأغلب في أوقات الفراغ والوحدة.

وكثير من الفتيات بدأن العلاقة مع الشباب فرارا من ضغط الفراغ والوحدة.

التفكير بالشهوة


من رحمة الله وعدله أن لا يحاسب العبد على تفكيره وخواطره حتى يتكلم أو يعمل . ويحلو للمرء الاسترسال في التفكير بالشهوة، ويكون الأمر في بدايته مجرد أفكار وخواطر قد يكون فعلها أصعب عليه من أن يهوي من السماء، لكنه قد يسترسل معه حتى يفكر وهو في الصلاة!! - كما ذكر لي غير واحد من الشباب - وحين يطول التفكير على الشاب أو الفتاة تتغلغل الشهوة حتى تملك عليه فؤاده ويجتمع البركان الذي يبحث عن متنفس .

فإياك إياك والتفكير بالشهوة، واقطع وارده كلما طرق بابك، وانتقل بالتفكير إلى ماينفعك في الدنيا والآخــــــرة ( في مخلوقات الله، في عظمة الله، في اليوم الآخر، في واقع الأمة المؤلم)
__________________
قديم 16-02-2006, 04:14 PM
  #12
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
.العلاج

ينبغي أن يعلم الشاب والفتاة أنه ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهلة من جهلة، إن الله تعالى هو الذي خلق الناس ويعلم دواخلهم وغرائزهم، وهو الذي شرع لهم شرعه، فلا يمكن أن يأمر الله تبارك وتعالى الناس بما لا يطيقون فعله، ولا أن ينهاهم عما لا يطيقون تركه، ومن أهم وسائل العلاج لهذا الداء.

.قوة الإيمان:

إن الإيمان بالله عز وجل هو العاصم- بعد توفيق الله سبحانه- للعبد من مواقعة الحرام . أليس النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن"( رواه البخاري (2475) ومسلم (57)) إذاً فحين يعمر الإيمان قلبك، ويملأ فؤادك ومشاعرك فلن تتجرأ بإذن الله على محارمه.

فالإيمان يردع صاحبه عما حرم الله تعالى، والإيمان يوجد في القلب الحلاوة واللذة التي لا تعدلها حلاوة الشهوة ولذتها، وأين تأتي هذه الشهوة العاجلة من تلك اللذة، والإيمان يملأ القلب بمحبة الله تبارك وتعالى فلا يبقى في القلب إلا حب الله عز وجل وحب مايحبه تبارك وتعالى، وشتان بين ذلك وبين الهوى والعشق، لكن من لم يذق لذة الإيمان لا يدرك هذا المعنى ولا يقتنع به، والإيمان يجعل العبد في كنف الرحمن فلا يتسلط عليه الشيطان } إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بـِهِ مُشْرِكُونَ{ (النحل:99-100) }إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ{ (الحجر:42) .

والمؤمن لو وقع مرة فسرعان ما يفيق؛ فقد وصف الله تعالى عباده بقوله } إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ{ (لأعراف:201).

فاحرص أخي واحرصي أختي - رعاكم الله - على تعاهد بذرة الإيمان في قلوبكم فهي حين تنمو تثمر سعادة الدنيا والآخرة.

.الوقاية قبل العلاج

أي الطريقين أسهل على نفسك وأي السبيلين تختار ؟ أن تطلق العنان لنفسك وتفتح الأبواب على مصارعها ، ثم تظل تدافع الشهوة وتصارعها؟ أو أن تغلق الأبواب وتسدّ الذرائع ؟

إن العاقل الحصيف والكيّس الفطن يختار غلق الباب وسدّ الذريعة . بل إنه المنهج الشرعي ... فهل من العقل واتباع الشرع أن تطلق النظر فيما حرّم الله عز وجل ثم تشتكي من الشهوة واستيلائها على قلبك ؟ وهل يليق بك أن تتصفح المجلات الهابطة، أو تتابع الأفلام الساقطة، ثم تسأل أين طريق العفة؟ وهل تريد النجاة وأنت تسمع أغاني الحب والغرام الساقطة؟

أخي الشاب أختي الفتاة إن أردتم النجاة فاختصروا الطريق من أوله، وأغلقوا الباب الذي تأتيكم منه الريح، وأنتم أعلم بأنفسكم، فأي طريق (زميل، كتاب، مجلة، شريط....) يدعوكم للمعصية ويثير فيكم الغرائز الكامنة فقلوا له هذا فراق بيننا وبينك .

.وصفة نبوية ناجعة:

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطى كل ذي حق حقه، ونصح لكل الأمة. أتراه يترك هذا الأمر دون توجيه أو بيان؟ حاشا لله بأبي وأمي ماترك خيراً إلا دل عليه، ولا شراً إلا حذر منه، ولذا لم يكن صلى الله عليه وسلم ليترك هذا الأمر دون بيان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يامعشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"( رواه البخاري (5065) ومسلم (1400))، فيالها من وصفة ناجعة من طبيب القلوب والأبدان .

ففكر جادا بالزواج ولا تخش الفقر فالله يعدك -ومن أصدق وعدا منه؟- }وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ{ (النور:32) ويخبر صلى الله عليه وسلم أن من تزوج بنية صالحة أعانه الله تعالى؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف"( رواه الترمذي (1655) والنسائي (3120) وابن ماجه (2518)).

وبادري أختي بالقبول بالزوج الصالح؛ فالتأخير مخالفة للسنة، ومدعاة للوقع في الحرام، وقد يلجئ الفتاة إلى القبول بمن لاتحب.

إن النكاح يتيح للزوجين صرف الشهوة في الحلال، دون ضغوط أو آثام، بل يؤجران على ذلك ويثابان؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : "وفي بضع أحدكم صدقة" قالوا : يارسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال :"أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجراً" (رواه مسلم (1006)).

وقال عبدالمؤمن المغربي : "ورجل بلا بعل كرِجْل بلا نعل ، والعزوبة مفتاح الزنى والنكاح ملواح الغنى، ومن نكح فقد صفد بعض شياطينه، ومن تزوج فقد حصن نصف دينه، ألا فاتقوا الله في النصف الثاني، فإن خراب الدين بشهوتين : شهوة البطن وهي الصغرى، وشهوة الفرج وهي الكبرى، فاعمر الركعتين وأحكم الحصنين" .

وهاهم عقلاء الغرب -إن كان فيهم من يعقل - هاهم ومع هذه الإباحية السافرة، والفجور تتنادى أصواتهم في المطالبة بالزواج المبكر يقول ول ديورانت: " ولسنا نرى مقدار الشر الاجتماعي الذي يمكن أن نجعل تأخير الزواج مسؤولا عنه، ولا ريب أن بعض هذا الشر يرجع إلى ما فينا من رغبة في التعدد لم تهذب .. ولكن معظم هذا الشر يرجع في أكبر الظن في عصرنا الحاضر إلى التأجيل غير الطبيعي للحياة الزوجية، وما يحدث من إباحة بعد الزواج فهو في الغالب ثمرة التعود قبله، وقد نحاول فهم العلل الحيوية والاجتماعية في هذه الصناعة المزدهرة، وقد نتجاوز عنها باعتبار أنها أمر لا مفر منه في عالم خلقه الإنسان -هكذا قال-، وهذا هو الرأي لمعظم المفكرين في الوقت الحاضر غير أنه من المخجل أن نرضى في سرور عن صورة نصف مليون فتاة أمريكية يقدمن أنفسهن ضحايا على مذبح الإباحية، ولا يقل الجانب الآخر من الصورة كآبة لأن كل رجل حين يؤجل الزواج يصاحب فتيات الشوارع ممن يتسكعن في ابتذال ظاهر " .

ويقول : " كان البشر في الماضي يتزوجون باكراً، وكان ذلك حلا صحيحاً للمشكلة الجنسية ، أما اليوم فقد أخذ سن الزواج يتأخر، كما أن هناك أشخاصاً لا يتوانون عن تبديل خواتم الخطبة مراراً عديدة، فالحكومات التي ستنجح في نص القوانين التي تسهل الزواج الباكر ستكون جديرة بالتقدير؛ لأنها تكشف بذلك أعظم حل لمشكلة الجنس في عصرنا هذا ".

فحري بالشباب والفتيات أن يبادروا بالزواج ويحصنوا أنفسهم؛ فإعفاف النفس يستحق أن يبذل الإنسان من أجله الشئ الكثير.

.الصيام:

حين لا يتيسر أمام الشاب والفتاة أمر الزواج، فثمة حلّ آخر إنه الصيام، فلم لا تفكر أن تصوم ثلاثة أيام من كل شهر، أو يومي الإثنين والخميس؟

إن الصيام كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم جنة ووقاية من النار(رواه النسائي (2231) وابن ماجه (1639) وأصله في الصحيحين.)، وهو مع ذلك طريق لمضاعفة الجزاء قال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى :"كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"( رواه البخاري (1904) ومسلم (1151))، وأخبر تبارك وتعالى أنه فرض علينا الصيام لتحقيق التقوى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُـمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (البقرة:183).

إن الصوم مع مافيه من الوقاية من الانسياق وراء الشهوة، ومن الأجر العظيم عند الله، يربي في الإنسان قوة الإرادة والصبر والتحمل، والاستعلاء على رغبات النفس وملذاتها . فبادر أخي وبادري أختي وفقني الله وإياكم لذلك، واجتهدوا في صيام ماتستطيعون من الأيام.

.إياك والصغائر:

قد تدعوك نفسك للتساهل ببعض الصغائـر ( النظر، المقدمات ....) وقد يتطور إلى الخلوة المحرمة، ولا شك أن الصغائر ليست كالفواحش الكبيرة لكن :
__________________
قديم 16-02-2006, 04:15 PM
  #13
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
أ - الصغائر يحتقرها المرء وحين يجتمع بعضها على العبد تهلكه يقولصلى الله عليه وسلم لعائشة: "إياكِ ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا"( رواه ابن ماجه (4243) وقال في الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات.) ويضرب eصلى الله عليه وسلم لمحقرات الذنوب مثلا بليغاً فيقول "إياكم ومحقرات الذنوب، كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود وذا بعود، حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقرات الذنوب متى ما يؤخذ بها صاحبها تهلكه"( رواه أحمد (22302)).

وهاهو ابن المعتز يخاطبك:

خــل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر مايرى

لا تحقــــرن صغيرة إن الجبال من الحصى

ألا ترى الجبل العظيم الشامخ؟ إنه يتكون من حجارة صغيرة بعضها فوق بعض، وأنت كذلك حين تتهاون بالصغائر تجتمع عليك حتى يعلو بعضها بعضا وينوء بها كاهلك } وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ{ (الأنبياء:47).

ب - لا تنس أنك في معركة دائمة مع عدو لدود يدعوك للهلاك من كل سبيل، ويسلك لإغوائك كل مسلك . إنه القائل } ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِيـنَ{ (الأعراف:17).

ولا يخفى عليك أن وقوعك في المعصية يعني ضعف إيمانك الذي يمثل الحصانة ضد هذا العدو اللدود، وبصورة أوضح فكلما تساهلت في المعصية ضعفت أمام عدوك وتسلط عليك } إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ{ (النحل:99-100) فأنت ياأخي حين تتساهل بالمعصية تُفرِح هذا العدو الحاقد، وتمده بالسلاح الذي يقاتلك به .

ج - إن وقوعك في المعصية الصغيرة وتساهلك بها، يزيل استقباح المعصية من قلبك فتعتاد عليها، حتى تقع فيما هو أكبر منها. ألم تعلم أن عدوك قد أوقع بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفرار من الزحف بسبب بعض ما كسبوا } إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيـمٌ{ (آل عمران:155). أولئك قوم عفا الله عنهم أما نحن فلا ندري ماالله فاعل بنا نسأل الله أن يعاملنا بعفوه .

فاعلم أخيّ واعلمي أختي أن النظر والمقدمات طريق سهل للفاحشة - وإن طال - والفاحشة طريق للارتكاس في أوحال المعصية وزوال استقباحها من القلب .

.احذر من أن تشهد عليك جوارحك:

هل تستطيع يوما من الأيام أن تقارف معصية دون أن تستخدم جوارحك؟ وقد تسألني لم هذا السؤال؟ وما شأن الجوارح ؟ فأقول لك ألا تعلم أن هذه الجوارح وهذه الفتوة والنشاط نعمة من الله عز وجل عليك؟ فهل من شكر نعمة الله أن تصرفها في المعصية والتمرد على أوامر الله عز وجل ؟ ثمة أمر آخر جدير بك أن تتفطن له، إقرأ معي هذه الآية } حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{ (فصلت:20-21).

إنه مشهد رهيب وموقف عصيب يوم تنطق هذه الجوارح التي هي أول مايتمتع بلذة المعصية، يوم تنطق على المرء بما كان يعمل .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك، فقال :"هل تدرون مم أضحك؟" قال قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "من مخاطبة العبد ربه، يقول: يا رب، ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول :فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال: فيقول: بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل"( رواه مسلم (2969)).

فتذكر حينما تدعوك نفسك لمعصية صغيرة أو كبيرة أن هذه الجوارح التي ستتمتع بهذه المعصية قد تكون أول شاهد عليك يوم القيامة أمام الله الذي لا تخفى عليه خافيه، فهل تستطيع أن تفعل المعصية دون جوارحك؟ } وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ{ (فصلت:22).

.هل تستطيع الخلوة؟

حينما تغلق الباب على نفسك ولا يراك أحد، وتتحرك كوامن الشهوة في نفسك تبحث لها عن متنفس فتذكّر أن الله عز وجل يراك، ويعلم مافي نفسك قبل أن تتحرك بذلك جوارحك }اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ{ (الرعد:8-10) فلو استحضرت هذه الحقيقة لما تجرأت على المعصية.

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى العصيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

.لا تعد عيناك عنهم:

لعلكم تتذكرون أنّا اتفقنا عند الحديث عن الأسباب على أن الجليس السئ من أكبر أسباب الوقوع في أوحال الشهوات، واتفقنا على المبادرة بالتخلي عنه دون تردد. ونهيتكم أيضاً عن الوحدة وأظنكم تسألوني بعد ذلك ماذا نصنع وما الحل؟ إنه سؤال يستحق أن يثار، ولكم علي أن لا أهمله.

فأقول: أمامكم البديل الذي هو خير مما دعوتكم لتركه بل لا يقارن . إنهم الجلساء الأخيار الصالحون، تجد عندهم الابتسامة الصادقة، والمرح والترويح عن النفس في غير مايسخط الله، وإذا كنت تسمع عن حسن الخلق، الإيثار، التقدير، الصبر، الكرم، فسوف تراها واقعا عند هؤلاء، فهل بعد ذلك تتردد في صحبتهم؟ لا فالأمر لا ينتهي هنا .

لقد قال الله لنبيه وهو خير الناس وأعبدهم لله } وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً{ (الكهف:28) ووصفه أصحابه بأنه كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود مايكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فهاهو بأبي وأمي استفاد من لقاء الجليس الصالح وهو جبريل فكيف بي وإياك.

والأمر لا ينتهي هنا إنك حين تصاحب هؤلاء وتصطفيهم، وتدعوك نفسك للمعصية وأنت وحدك تتذكرهم وتستحي أن تجالسهم وأنت كذلك، بل ولو أصبت ذنباً فحين تلقاهم تؤنبك نفسك أيما تأنيب، كيف تفعل ما تفعل وأينك من هؤلاء؟

وأيضا فالأمر لا يقف هنا فهناك في يوم الفزع الأكبر، يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه، تتقطع الأواصر وتتمزق علائق الدنيا ويتبرأ أخلاء السوء من بعضهم} وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً. يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً{ (الفرقان:28). } إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ) (البقرة:166).

أما حين تصاحب الأخيار فلعلك أن تكون ممن قال الله عنهم } الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ{ (الزخرف:67) ، وممن قال صلى الله عليه وسلم فيهم :"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه" وهو يشمل الرجال والنساء.
__________________
قديم 16-02-2006, 04:16 PM
  #14
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
.الدعاء سلاح المؤمن

إنه سلاح لا يخون في النوائب، يدخره العبد لوقت الشدة والكرب} وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ { (غافر:60). أما المضطر فله شأن آخر فهو أحرى بالإجابة } أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ{ (النمل:62) .

وهاك وعده صلى الله عليه وسل م فأنت تثق فيه تمام الثقة وماعهدناك يخالجك الشك فيما قاله صلى الله عليه وسلم فأصغ سمعك إليه وهو يقول :"ماعلى الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها"( رواه أحمد (1079) والترمذي (3573)) .

أليس لكم في أنبياء الله قدوة حسنة ؟ . هاهو يوسف عليه السلام تواجهه الفتنة وهو في سن الشاب فيرفع كف الضراعة لمولاه } قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ{ (يوسف:33). فماذا كانت النتيجة؟ اقرأ معي الآية التي تليها } فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{ (يوسف:34) . فهل جربت الدعاء؟ وهل رفعت يوما كفّ الضراعة إلى الله، أن يحميك من الرذيلة ويصرف عنك السوء والفحشاء؟ فأخلص الدعاء إلى الله بقلب خاشع متضرع ولا تستعجل النتائج .

ويبين ابن القيم رحمه الله أثر الدعاء في هذا المثال فيقول :" كرجل كان في كنف أبيه يغذوه بأطيب الطعام والشراب واللباس، ويربيه أحسن التربية، ويرقيه على درجات الكمال أتم ترقية، وهو القيم بمصالحه كلها، فبعثه أبوه في حاجة له؛ فخرج عليه فى طريقه عدو فأسره وكتفه وشده وثاقا، ثم ذهب به إلى بلاد الأعداء فسامه سوء العذاب وعامله بضد ما كان أبوه يعامله به، فهو يتذكر تربية والده وإحسانه إليه الفينة بعد الفينة، فتهيج من قلبه لواعج الحسرات كلما رأى حاله، ويتذكر ما كان عليه وكل ما كان فيه، فبينا هو في أسر عدوه يسومه سوء العذاب ويريد نحره في آخر الأمر، إذ حانت منه التفاتة إلى نحو ديار أبيه، فرأى أباه منه قريبا، فسعى إليه وألقى نفسه عليه وانطرح بين يديه يستغيث: يا أبتاه يا أبتاه يا أبتاه ، انظر إلى ولدك وما هو فيه ودموعه تستبق على خديه قد اعتنقه والتزمه، وعدوه في طلبه حتى وقف على رأسه وهو ملتزم لوالده ممسك به، فهل تقول إن والده يسلمه مع هذه الحال إلى عدوه ويخلي بينه وبينه؟ فما الظن بمن هو أرحم بعبده من الوالد بولده ومن الوالدة بولدها؟ إذا فر عبد إليه وهرب من عدوه إليه وألقى بنفسه، طريحا ببابه يمرغ خده في ثرى أعتابه، باكيا بين يديه يقول: يا رب يا رب، ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك، ولا مؤوي له سواك، ولا مغيث له سواك، مسكينك وفقيرك وسائلك ومؤملك ومرجيك، لا ملجأ له ولا منجا له منك إلا إليك، أنت معاذه وبك ملاذه

ومن أعوذ به مما أحاذره ولا يهيضون عظما أنت جابره(مدارج السالكين 4/429-430)يا من ألوذ به فيما أؤمله لا يجبر الناس عظما أنت كاسره

.تذكر نعيم الجنة:

أعد الله في الجنة لمن أطاعه مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ويتنعم أهل الجنة بسائر ألوان النعيم وأصنافه، بل كل مايتمناه المرء هناك يحصل له.

ومما يتنعم به أهل الجنة إتيان هذه الشهوة لكن شتان بين ما في الدنيا والآخرة، وأنّى لبشر مهما أوتي من البلاغة أن يصف هذا النعيم.

وصف تبارك وتعالى نساء الجنة بقوله } إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً. عُرُباً أَتْرَاباً{ (الواقعة:37) .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأت ما بينهما ريحا، ولنصيفها -يعني الخمار- خير من الدنيا وما فيها"( رواه البخاري (6568)).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين على آثارهم كأحسن كوكب دري في السماء إضاءة، قلوبهم على قلب رجل واحد، لا تباغض بينهم ولا تحاسد، لكل امرئ زوجتان من الحور العين، يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم" وفي رواية مسلم:"ومافي الجنة أعزب"( رواه البخاري (2354) ومسلم (2834)).

وعن سعيد بن عامر بن خريم رضي الله عنه قال سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول:"لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت لملأت الأرض ريح مسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر"( رواه الطبراني).

ومثل هذا النعيم يحصل للمرأة فتنعم بعشرة زوجها دون غل أو نكد، وقد صفت القلوب وسلمت من كل مايكدرها.

ويغيب عنها زوجها فيعود إليها قد زاد جماله وحسنه؛ عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r صلى الله عليه وسلم قال :"إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا، فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا"( رواه مسلم (2833)).

فشتان بين هذا النعيم المقيم الذي لا يزول ولا يحول، وبين اللذة العاجلة التي تعقبها الحسرات الطويلة، إنه ثمرة للتخلي عن الشهوات ابتغاء وجه الله }كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ{ (الحاقة:24).

.ألا تحب أن تكون من هؤلاء :

فترة الشباب فترة تكثر فيها الصبوة، ويزداد فيها الطيش، ولذا فإن أولئك الذين يستقيمون على طاعة الله تبارك وتعالى في فترة الشباب يكرمهم عز وجل بنعيم وثواب ليس لغيرهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه"( رواه البخاري (660) ومسلم (1031)).

قال ابن حجر في شرح الحديث :"خص الشاب لكونه مضنة غلبة الشهوة؛ لما فيه من قوة الباعث على متابعة الهوى".

وهذا النعيم يشمل الرجال والنساء، قال الحافظ ابن حجر "ذِكْرُ الرجال في هذا الحديث لا مفهوم له بل يشترك النساء معهم فيما ذكر"( فتح الباري (2/148)).

ويعظم أجر المتمسكين بطاعة الله حين يكثر الفساد وتزداد أبوابه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر"( رواه الترمذي (2260).)
__________________
قديم 16-02-2006, 04:18 PM
  #15
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
أخطاء ومحاذير


--------------------------------------------------------------------------------



ثمة أخطاء ومحاذير تقع للشاب والفتاة في التعامل مع مشكلة الشهوة، ومنها:

الاستجابة للضغوط:

يمارس بعض أصدقاء الماضي ضغطا على من يهمّ بالتوبة من الشباب أو الفتيات؛ فهم يملكون رصيدا من أخبار صاحبهم أو صاحبتهم، وربما يملكون صورا أو وثائق تدينه بالسوء، فيستخدمون هذه الوسائل ورقة للضغط عليه وصده عن طريق التوبة.

إنهم يسخرون منه مذكرين إياه بالماضي السئ، أو يهددونه بكشف أوراقه وإفشاء أخباره أمام الآخرين.

إن النجاة من ذلك تبدأ باجتناب الرفقة السيئة ومجافاة طريق الرذيلة، لكن حين يلم المرء بشيء من ذلك فلا ينبغي أن يعوقه ويصرفه عن التوبة والسير في طريق العفة.

إن تنفيذ مايهدد به هؤلاء الفجرة نادرا مايحدث؛ ففضيحتهم لهؤلاء فضيحة لأنفسهم، وما يقولونه يصعب إثباته، وهم إنما يسلكون ذلك مساومة واستمثارا لنقطة الضعف ليس إلا ، وأعرف طائفة من الشباب والفتيات أنقذهم الله تبارك وتعالى من الرذيلة ولم يستجيبوا لتلك الضغوط، وكان الأمر بردا وسلاماً.

وهب أن الأمر تحول إلى جد، فالشاب والفتاة أمام خيارين:

الأول: أن يتخذ قراره بالتوبة وسلوك طريق العفة، ويتحمل ما يصيبه؛ فمن يقع في الرذيلة ثم يقلع عنها خير عند الله وعند الناس ممن يستمريء الفساد ويتجرع مزيدا من كؤوس الرذيلة. إنها برهة من الوقت سرعان مايتجاوزها إلى طريق السعادة والاطمئنان، وينسى الناس عنه كل شيء ولا يعرفون عنه إلا الطهارة والنزاهة، بل إن مايصيبه في طريق التوبة إنما هو من الابتلاء ورفعة الدرجات بإذن الله تعالى.

الثاني: أن يرضخ للضغوط، ويستمر في طريق الرذيلة؛ فيجني خزي الدنيا، وإن فاتته الفضيحة في هذه الدار فهي مرصدة له يوم القيامة يوم لا تخفى خافية.

ومما يعين على تجاوز هذه العقبة أمران:

الأول: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، وسؤاله الإعانة والتوفيق؛ فهو رحيم بعباده، قريب منهم، يسمع سرهم ونجواهم، فإن علم من عبده الصدق أعانه ويسر له كل عسير.

الثاني: أن يستعين بمن يثق به، فيفتح الشاب مشكلته لأستاذه أو والده، وتفتح الفتاة مشكلتها لمعلمتها أو والدتها. مع الحذر من استشارة غير الناصح والأمين. وسيجد بإذن الله عند هؤلاء حلاَّ لما كان يعتقد أنه مستحيل، ومخرجا لما يعاني منه مشكلة.

التحديث بما كنت تمارس:

تساهل بعض الشباب والفتيات بتحديث أصحابهم عن بعض ما مارسوه وعملوه، وهذا فيه مخالفة لأمر النبي e القائل :"كل أمتي معافى إلا المجاهرين و إن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح و قد ستره الله تعالى فيقول : عملت البارحة كذا و كذا و قد بات يستره ربه و يصبح يكشف ستر الله عنه " (رواه البخاري (6069) ومسلم (2990)).

وعلاوة على مافي هذا المسلك من مخالفة، فهو يولد نتائج، منها:

تهوين المعصية لدى الشخص، ولدى من حدثه عنها، ومنها أنها قد تجريء الطرفين فيما بعد على الوقوع فيها، ومنها أنها تفتح الباب لحديث أوسع في مثل هذه الرذائل وتزيل حاجز الحياء.

فليستتر الشاب والفتاة، فهذا مما يعينه على التوبة، وقد أمر النبي e بذلك فقال:"اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألم بشيء منها فليستتر بستر الله، و ليتب إلى الله؛ فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله"( رواه الحاكم والبيهقي).

التهاون بالمعصية:

ومع أهمية الحذر من اليأس من التوبة، وضرورة البعد عن فقد الأمل في التغيير، فلا بد من الحذر من أن يؤدي ذلك إلى الاستهانة بشأن المعصية فالاعتدال مطلوب، فالشعور بعظمة الذنب، وإدراك حقيقته له أثره البالغ في تقوية الدافع نحو التوبة، وله أثره في دفع المرء إلى الاجتهاد في الأعمال الصالحة بعد التوبة علّها أن تكفر عنه ما اقترف من سيئات.

التخلي عن الصالحين:

حين يكون الشاب أو الفتاة مصاحبا للصالحين ومجالسا لهم، وتهوي به نفسه في خطيئة من الخطايا، يسمع صوتا يهزه في داخله قائلا له: كيف تصاحب الصالحين الأطهار الأخيار وأنت على هذه الحال؟ إنك منافق، غير جاد...إلخ، حينها قد يقوده الشيطان إلى أن يفارق الصالحين.

إن مقارفة الرذيلة ممقوت بلا شك، ومن يجالس الصالحين الأخيار فهو أولى الناس باجتنابها ومفارقتها، ولكن: هل مفارقته للصالحين ستزيده قربا من الرذيلة أم بعدا عنها؟ وحين يفارقهم فهل سيزداد إيمانه أم ينقص؟ بل هل سبيقى ذاك الصوت الذي يلومه من داخله ويدفعه نحو التوبة أم لا ؟

إن الشرع القويم، يدعو إلى خلاف ذلك، فالمقصر المذنب حين يصاحب الصالحين يحشره الله معهم يوم القيامة؛ فحين سئل النبي e عن رجل يحب القوم ولما يلحق بهم قال:"المرء مع من أحب" وهذا ليس دعوة إلى الاتكاء على هذا الحب وإهمال حظ النفس من صالح العمل؛ فالحب الصادق يدفع المرء إلى التأسي بمن يحب، والسير في طريقة.

والمنطق السليم يقول لصاحبه بقاؤك مصاحبا للصالحين حتى لو وقعت في التقصير خير من مفارقتك إياهم، وحين تفارقهم فلن يؤدي بك ذلك إلى التوبة والإقلاع، بل سيؤدي بك إلى استمراء السوء، وإلى مزيد من الارتكاس حمانا الله وإياك.
__________________
قديم 16-02-2006, 04:19 PM
  #16
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
درس في العفة




قص الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام، وجاء ضمن أحداث القصة مراودة المرأة له على إتيان الفاحشة وفي هذه القصة من العبر والعظات ما نحن بحاجة إليه، وبخاصة ونحن نتناول هذا الموضوع.

لقد كانت هناك أمور عدة تدعو يوسف عليه السلام إلى الوقوع في الفاحشة والاستجابة لمراودة المرأة له، ومنها:

1- العامل الطبعي فالرجل يميل إلى المرأة، وكل الرجال إلا من شذ لديه هذه الشهوة.

2 - كونه شابًّا، و الشهوة عند الشاب تكون أكثر توقداً منه عند غيره

3 - أنه كان عَزَباً لم يتزوج بعد؛ فالمتزوج قد يسر اللّه له طريق الحلال فلو أثاره ما آثاره فأمامه المصرف الشرعي.

4 - كونه في بلد غريب، فوجود الغربة قد يدعو الإنسان إلى أن ينطلق وينفلت.

5 - أن المرأة كانت ذات منصب وذات جمال، أما كونها ذات منصب فهذا واضح وأما كونها ذات جمال فإن مثل العزيز العادة أن لا يتزوج إلا امرأة ذات جمال.

6 - كونها غير ممتنعة فإن مما يصد المرء عن المعصية أن تمتنع المرأة وتأبى.

7 - أنها طلب وأرادت وراودت و بذلت الجهد فكفته مؤنة الطلب وبذل الرغبة؛ فهي الراغبة الذليلة وهو العزيز المرغوب فيه، فالشاب قد تدعوه الشهوة إلى أن يواقع المعصية، لكن قد تبقى أمامه عقبه وهي الجرأة والتصريح بالرغبة والطلب.

8- أنه في دارها وتحت سلطانها وقهرها بحيث يخشى إن لم يجبها إلى ما تطلب أن يناله أذاها فاجتمع له الرغبة والرهبة.

9 - أنه لا يخشى أن تنم عليه لأنها الراضية الراغبة، فيزول لديه خوف الفضيحة ومعرفة الناس بما قارف من سوء.

10 - قربه منها وكونه مملوكاً لها مما يورث طول الأنس، فهو يلقاها كل يوم ويراها، ويدخل عليها في أحوال لا يدخل عليها فيها غيره، وهذا يدعوه إلى أن يرى منها ما لا يرى منها غيره.

11- استعانتها عليه بالنساء، فتجمع النسوة وتعطيهن الطعام، وتأمره بأن يخرج عليهن، فيبهرهن جماله، ويقطعن أيديهن دون أن يشعرن بذلك، فكيف بيوسف عليه السلام وهو يتعرض للمراودة مرة أخرى، ويسمع هذا الوصف من النسوة، ويسمع هذه المرأة تصرح بالسوء وتعلنه بكل جرأة ووقاحة؟

12 - التوعد بالسجن والصغار؛ فإنها قالت } وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ { (يوسف:32) وهي تملك ذلك؛ فهي زوجة العزيز، والأمر بيديها، وهي ممن وصفت بالكيد العظيم وقد ثبتت قدرتها على ذلك فدخل يوسف عليه السلام السجن ولبث فيه بضع سنين.

13 - أن الزوج لم يظهر الغيرة والنخوة التي تليق بالأزواج، فحين شهد الشاهد واتضح الأمر أمامه. قال هذا الزوج ليوسف عليه السلام } أَعْرِضْ عَنْ هَذَا { وقال للمرأة } وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ { (يوسف:29).

هاهو يوسف عليه السلام يعيش هذا الموقف بظروفه وملابساته، وتجتمع عليه هذه المثيرات، فينجيه الله تبارك وتعالى منه ويثبته على طاعته.

إن الشاب المسلم اليوم ليتطلع إلى هذا النموذج ويتخذه مثلا له يسير عليه، كيف لا وقد أخبر الله تبارك في مبدأ هذه السورة بشأن هذه القصة بقوله تعالى } نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ{ (يوسف:3) .

وشهد النبي r ليوسف عليه السلام بأنه من خير الناس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله: من أكرم الناس؟ قال :"أتقاهم" فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:"فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله" ، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال:"فعن معادن العرب تسألون؟ خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"( رواه البخاري (3353) ومسلم (2378)).

هذه نماذج يتطلع إليها الشاب المسلم اليوم، وهو قد لا يصل إلى هذه المنزلة ولن يصل إليها، وأنَّى لامرئ أن يصل منزلة أنبياء اللّه، لكنه يجعل هؤلاء مثلا وقدوة يقتدي بهم.

قوارب النجاة في قصة يوسف عليه السلام:

ما الأمور التي تمسك بها يوسف عليه السلام فكانت سببا بعد اللّه وتوفيقه لحمايته ولنجاحه في هذا الابتلاء؟

الأول: الخوف من اللّه عز وجل، والخوف من اللّه سبحانه وتعالى هو العاصم من الوقوع في أي معصية و أي فاحشة، فقد ذكر النبي r من السبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إن أخاف اللّه.

الثاني: توفيق اللّه وإعانته، فقد قال سبحانه وتعالى }وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ{ فإنه لو لم ير برهان ربه لهمَّ بها. وقال اللّه عز وجل في آخر الآيه }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلـَصِينَ{ (يوسف:24).

وتأمل كيف أن اللّه لم يقل: لنصرفه عن السوء والفحشاء، بل قال لنصرف عنه السوء والفحشاء) ، فالسوء والفحشاء صرفت عنه وهذا أبلغ من أن يصرف عنها هو.

وكلما ازداد المرء توكلا على اللّه وأخذا بالأسباب، كان ذلك أولى أن يحفظه اللّه ويعينه، وقد قال r لابن عباس رضي الله عنهما :"احفظ الله يحفظك" وحفظ الله تبارك وتعالى لعبده يشمل حفظه في أمور دينه وحفظه في أمور دنياه، والأول أتم وأولى.

الثالث: فراره من أسباب المعصية، فقد خاف من ربه، وحين رأى البرهان لم يقف بل فر وسابقها إلى الباب، وقدَّت قميصه من دبر.

إن مفارقة الإنسان لموطن المعصية وفراره منه مما يعينه على تركها وهو دليل على تفويضه أمره لله عز وجل، ولذا فقد نصح الرجل العالم ذاك الذي أتاه يستفتيه وقد قتل مائة شخص، نصحه بأن يخرج من قريته فهي قرية سوء ومعصية، ويغادرها إلى قرية يعمرها الصالحون الأتقياء.

ولن يحتاج الشاب والفتاة اليوم إلى أن يغادر موطنه وقريته، بل ما عليه إلا أن يعزم عزيمة صادقة على أن يودع أصدقاء الغفلة، وجلساء السوء، ويستبدلهم بمن يعبدون الله ويخشونه.

وأن يتخلص من كل مايقوده إلى المعصية ويذكره بها.

الرابع: الدعاء، فقد دعا يوسف عليه السلام ربه فقال } قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ{ (يوسف:33).

وإذا كان يوسف عليه السلام لا يستغني عن دعاء اللّه عز وجل وسؤاله فغيره من باب أولى؛ فالدعاء هو الوسيلة التي يتصل بها المرء باللّه عز وجل.

ولذا كان النبي r يقول في دعائه لربه :"اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك".

الخامس: صلاحه وطاعته وتقواه وكان ذلك من أسباب توفيِق اللّه له }كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{ (يوسف:24) . فكلما كان المرء مطيعا للّه حافظا لحدوده كان ذلك أدعى إلى أن يحفظه اللّه وأن يثبته على طاعته.

ومن هنا فازدياد المرء من الطاعة والعبادة وحرصه على ذلك يؤهله لتوفيق اللّه وإعانته له بعد ذلك.

السادس: اختياره الأذى على فعل الفاحشة فهو يقول } رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ { (يوسف:33) فاختار السجن ومرارته وفضله على أن يقع في هذه المعصية، فحينما وصل الأمر به إلى هذا الحد أعانه اللّه ووفقه، أما الأذى الذي ناله فهو أذى الدنيا وما هذه الدنيا إلا دار مصائب.



محمد بن عبدالله الدويش

ص ب 52960 الرياض 11573

www.dweesh.com
__________________
قديم 16-02-2006, 04:20 PM
  #17
زوج فاهم
من كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية زوج فاهم
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 3,146
زوج فاهم غير متصل  
كيف تقاوم الفتاة مثل هه الامور؟



س.كيف تقاوم البنت شعور الشهوة بداخلها ومحاولة صرفه؟

ج. يجيب على هذا السؤال فضيلة الشيخ/ محمد الدويش

الشهوة أمر جبل عليه الناس ولايمكن التخلص منه.

والتخلص منه ليس هو المطلوب من المسلم، إنما المطلوب هو أن يمتنع من صرفها في الحرام، وأن يصرفها فيما أحل الله تعالى.

ويمكن أن يتم حل مشكلة الشهوة لدى الفتاة من خلال خطوتين:

الخطوة الأولى:

إضعاف مايثير الشهوة ويحركها في النفس ، ويتم ذلك بأمور، منها:

1 - غض البصر عما حرم الله تعالى، قال عز وجل(وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ).

وقال صلى الله عليه وسلم :"لاتتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى وليست لك الثانية" . ومصادر النظر الحرام كثيرة، ومنها : النظر المباشر للشباب والتأمل في محاسنهم، ومنها النظر من خلال الصور في المجلات والأفلام.

ب - الابتعاد عن قراءة القصص والروايات التي تركز على الجانب الجنسي، أو متابعة مواقع الإنترنت المهتمة بذلك.

ج - الابتعاد عن مجالسة أصدقاء السوء وصديقات السوء.

د - التقليل ما أمكن من التفكير بالشهوة، والتفكير بحد ذاته لامحذور فيه، لكنه إذا طال قد يقود صاحبه إلى فعل الحرام.

هـ إشغال الوقت بالأمور المفيدة، لأن الفراغ قد يقود الفتاة إلى الوقوع في الحرام.

و - التقليل من الذهاب للأماكن العامة التي يختلط فيها الشباب بالفتيات.

ز - حين تبتلى الفتاة بالدراسة المختلطة ولاتجد بديلا فينبغي أن تلتزم الحشمة والوقار، وتبتعد عن مجالسة الشباب والحديث معهم قدر الإمكان، وتقصر صلتها بزميلاتها من الفتيات.

الخطوة الثانية:

تقوية مايمنع من سير النفس في طريق الشهوة، ويتم ذلك بأمور منها:

أ - تقوية الإيمان في النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل، ويتم ذلك: بكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن، والتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، والإكثار من النوافل. والإيمان يعلو بالنفوس ويسمو بها، كما أنه يجعل صاحبه يقاوم الإغراء.

ب - الصيام، وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء ". والخطاب للشباب يشمل الفتيات.

ج - تقوية الإرادة والعزمية في النفس، فإنها تجعل الفتاة تقاوم دافع الشهوة وتضبط جوارحها.

هـ - تذكر ما أعده الله للصالحات القانتات، قال عز وجل (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا

وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) .

و - التأمل في سير الصالحات الحافظات لفروجهن، ومنهم مرييم التي أثنى عليها تعالى بقوله (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) والتأمل في حالها وحال الفاجرات والساقطات والمقارنة بين الصورتين، وشتان بينهما.

ز - اختيار صحبة صالحة، تقضي الفتاة وقتها معهن، ويعين بعضهن بعضا على طاعة الله تعالى.

ح - المقارنة بين أثر الشهوة العاجلة التي تجنيها الفتاة حين تستجيب للحرام، ويتبع هذه الشهوة من زوال لذتها، وبقاء الحسرة والألم. وبين أثر الصبر ومجاهدة النفس، ومعرفة أن لذة الانتصار على الشهوة والنفس أعظم من لذة التمتع بالحرام.

ط - الاستعانة بدعاء الله تعالى وسؤاله، وقد حكى لنا القرآن العبرة في ذلك بقصة يوسف عليه السلام (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ لْجَاهِلِينَ

.فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
__________________
قديم 16-02-2006, 11:16 PM
  #18
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
ملف رااائع جدا ومتكامل ..جزاك الله أخي الفاضل زوج فاهم كل خير..دام قلمك الراقي

أختك

حائزة الأمل
__________________
قديم 17-02-2006, 11:24 AM
  #19
معلم الناس
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 10
معلم الناس غير متصل  
لوافترضنا ان شخص كان يمارس العادة السرية منذ زمن بعيد واصيب سرعة القذف اوميلان في العضو الذكري واراد ان يتوب عن مكان يفعله من ممارسة هذه العادة القبيحة واراد ان يتزوج وهو مصاب بسرعة القذف فسيكون لديه تصورات ان حياته ستفشل بسبب عدم قدرته على اسعاد زوجته والفشل في حياته الزوجية وقد يعزف عن الزواج
قديم 17-02-2006, 11:28 AM
  #20
turkesh
موقوف
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 5
turkesh غير متصل  
باركالله فيك وجزاك الله خيرا..
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:34 AM.


images