حقوق الزوجين في الاسلام - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

التوجيهات الزوجية (أرشيف) المواضيع الخاصة بالثقافة الجنسية بين الزوجين

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2007, 10:48 AM
  #1
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
حقوق الزوجين في الاسلام





حقوق الزوجين
جعل الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا كما جعل عليه واجبات، يجب أن يعلمها خير عِلم، حتى يؤدي ما عليه من واجب خير أداء، ويطلب ما له من حق بصورة لائقة، وإذا علم الزوج والزوجة ما له وما عليه، فقد ملك مفتاح الطمأنينة والسكينة لحياته، وتلك الحقوق تنظم الحياة الزوجية، وتؤكد حسن العشرة بين الزوجين، ويحسن بكل واحد منهما أن يعطى قبل أن يأخذ، ويفي بحقوق شريكه باختياره؛ طواعية دون إجبار، وعلى الآخر أن يقابل هذا الإحسان بإحسان أفضل منه، فيسرع بالوفاء بحقوق شريكه كاملة من غير نقصان.


حقوق الزوجة:


للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها، ولا يجوز له التقصير في أدائها، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228] .
وهذه الحقوق هي:
1- النفقة: أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من ماله وإن كانت ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن والملبس المناسب بلا تقصير ولاإسراف، قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها} [الطلاق:7]. وقال: {وأسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن} [الطلاق: 6].
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة على الزوجة والأبناء، فقال صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)_[مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها (أي: يبتغى بها وجه الله ورضاه) كانت له صدقة) [متفق عليه].
وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد ولا إسراف، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقتْ، ولزوجها أجره بما كسب [مسلم].
وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها -من غير إذنه- ما يكفيها، إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولا تزيد عن حد الكفاية. فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان (زوجها) رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) [متفق عليه] .
=" "]2- حسن العشرة:[/ ] يجب على الرجل أن يدخل السرور على أهله، وأن يسعد زوجته ويلاطفها، لتدوم المودة، ويستمر الوفاق. قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19] .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليّا لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب أزواجه، ويلاطفهن، وسابق عائشة -رضي الله عنها- فسبقتْه، ثم سابقها بعد ذلك فسبقها، فقال: (هذه بتلك) [ابن ماجه] وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) [ابن ماجه] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله)_الترمذي]، وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. [البخاري، وأبوداود].
ولحسن العشرة بين الزوجين صور تؤكِّد المحبة والمودة، وهي:
- السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها: فالحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين، والرجل يعطي زوجته الفرصة لتعبر عن رأيها فيما يدور داخل بيتها، وهذا مما يجعل الحياة بين الزوجين يسيرة وسعيدة. ويجب على الرجل أن يحترم رأي زوجته، ويقدره إذا كان صوابًا، وإن خالف رأيه. فذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب لتراجعه (أي تناقشه) -رضي الله عنهما- فلما أنكر عليها ذلك، قالت: ولِمَ تنكر أن أراجعَك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجِعْنه. [البخاري].
ولما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يتحللوا من العمرة ليعودوا إلى المدينة (وكان ذلك عقب صلح الحديبية سنة ست من الهجرة)، تأخر المسلمون في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا محزونين من شروط صلح الحديبية، وعدم تمكنهم من أداء العمرة في ذلك العام، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة -رضي الله عنها- فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله. أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا منهم، حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، فلما رأى المسلمون ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم زال عنهم الذهول، وأحسوا خطر المعصية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقاموا ينحرون هَدْيهَم، ويحلق بعضهم بعضًا، وذلك بفضل مشورة أم سلمة.
-التبسم والملاطفة والبر: يجب على الرجل أن يكون مبسوط الوجه مع أهله، فلا يكون متجهمًا في بيته يُرهب الكبير والصغير، بل يقابل إساءة الزوجة بالعفو الجميل، والابتسامة الهادئة مع نصحها بلطف، فتسود المحبة تبعًا لذلك ويذهب الغضب.
فعن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح (أي: لا تقل لها: قبحك الله)، ولا تهجر إلا في البيت)
[أبو داود، وابن حبان]، وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه؛ فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج) [متفق عليه] .
3- تحصين الزوجة بالجماع: الجماع حق مشترك بين الزوجين، يستمتع كل منهما بالآخر، فبه يعف الرجل والزوجة، ويبعدا عن الفاحشة، ويُؤْجرا في الآخرة. وللزوجة على الرجل أن يوفيها حقها هذا، وأن يلاطفها ويداعبها، وعلى المرأة مثل ذلك.
وقد اجتهد بعض العلماء؛ فقالوا: إنه يستحب للرجل أن يجامع زوجته
مرة -على الأقل- كل أربع ليال، على أساس أن الشرع قد أباح للرجل الزواج بأربع نسوة، ولا يجوز للرجل أن يسافر سفرًا طويلاً، ويترك زوجته وحيدة، تشتاق إليه، وترغب فيه. فإما أن يصطحبها معه، وإما ألا يغيب عنها أكثر من أربعة أشهر.
4- العدل بين الزوجات: من عظمة التشريع الإسلامي، ورحمة الله بعباده المؤمنين، ومنعًا للفتنة وانتشار الفاحشة، ورعاية للأرامل اللاتي استشهد أزواجهن، وتحصينًا للمسلمين، أباح الإسلام تعدد الزوجات، وقصره على أربع يَكُنَّ في عصمة الرجل في وقت واحد، والمرأة الصالحة لا تمنع زوجها من أن يتزوج بأخرى، إذا كان في ذلك إحصان له، أو لمرض أصابها، أو لرعاية أرملة، أو لمجابهة زيادة عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال، فإذا تزوج الرجل بأكثر من واحدة فعليه أن يعدل بينهن، قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: 3].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من لا يتحرى العدل بينهن، فقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان، يميل مع إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط) [الترمذي]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين زوجاته، حتى إنه كان يقرع بينهن عند سفره. [البخاري] .
والعدل بين الزوجات يقتضي الإنفاق عليهن بالتساوي في المأكل والمشرب، والملبس والمسكن، والمبيت عندهن، أما العدل بينهن في الجانب العاطفي، فذلك أمر لا يملكه الإنسان، فقد يميل قلبه إلى إحدى زوجاته أكثر من ميله للأخرى، وهذا لا يعنى أن يعطيها أكثر من الأخريات بأية حال من الأحوال.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) [أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه]. وفي ذلك نزل قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء: 129] .
5- المهر: وهو أحد حقوق الزوجة على الزوج، ولها أن تأخذه كاملا، أو تأخذ بعضه وتعفو عن البعض الآخر، أو تعفو عنه كله، وقد ورد فيما سبق تفصيلاً.



.

التعديل الأخير تم بواسطة خواطر امراة ; 01-10-2007 الساعة 10:50 AM
قديم 01-10-2007, 11:04 AM
  #2
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
حقوق الزوج:

يمثل الرجل في الأسرة دور الربان في السفينة، وهذا لا يعني إلغاء دور المرأة، فالحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة، رأس المال فيها المودة والرحمة، والرجل عليه واجبات تحمل أعباء الحياة ومسئولياتها، وتحمل مشكلاتها، وكما أن للمرأة حقوقًا على زوجها، فإن له حقوقًا عليها، إذا قامت بها سعد وسعدت، وعاشا حياة طيبة كريمة، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم} [البقرة: 228] .

وقد سألت السيدة عائشة -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أي الناس أعظم حقًّا على المرأة؟ قال: (زوجها)، فقالت: فأي الناس أعظم حقًّا على الرجل؟ قال: (أمه) [الحاكم، والبزار].
وللرجل على المرأة حق القوامة، فعلى المرأة أن تستأذن زوجها في الخروج من البيت، أو الإنفاق من ماله، أو نحو ذلك، ولكن ليس للزوج أن يسيء فهم معنى القوامة، فيمنع زوجته من الخروج، إذا كان لها عذر مقبول، كصلة الرحم أو قضاء بعض الحاجات الضرورية. فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
والقوامة للرجل دون المرأة، فالرجل له القدرة على تحمل مشاق العمل، وتبعات الحياة، ويستطيع أن ينظر إلى الأمور نظرة مستقبلية، فيقدم ما حقه التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34]

ومن الحقوق التي يجب على الزوجة القيام بها تجاه زوجها:


1-الطاعة:
أوجب الإسلام على المرأة طاعة زوجها، ما لم يأمرها بمعصية الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد أعدَّ الله تعالى لها الجنة إذا أحسنت طاعته، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) [أحمد، والطبراني].
وقال أيضًا: (أيما امرأة ماتت، وزوجها عنها راضٍ؛ دخلت الجنة) [ابن ماجه]. وروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك؛ هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن -معشر النساء- نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج، واعترافًا بحقه يعدل ذلك (أي: يساويه (وقليل منكن من يفعله) [البزار، والطبراني].


2- تلبية رغبة الزوج في الجماع:

يجب على المرأة أن تطيع زوجها إذا طلبها للجماع، درءًا للفتنة، وإشباعًا للشهوة، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم من امرأة ما يعجبه فليأتِ أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه) [مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح) [البخاري، ومسلم، وأحمد].
ولا طاعة للزوج في الجماع إذا كان هناك مانع شرعي عند زوجته، ومن ذلك :
- أن تكون المرأة في حيض أو نفاس .
- أن تكون صائمة صيام فرض؛ كشهر رمضان، أو نذر، أوقضاء، أو كفارة، أما في الليل فيحل له أن يجامعها؛ لقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187] .
- أن تكون مُحْرِمَة بحج أو عمرة .
أن يكون قد طلب جماعها في دبرها
ما يحلّ للرجل من زوجته في فترة حيضها:
يحرم على الرجل أن يجامع زوجته وهي حائض؛ لقوله تعالى: {فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} [البقرة: 222]، ويجوز للرجل أن يستمتع بزوجته فيما دون فرجها.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر إحدانا إذا كانتْ حائضًا أن تأتزر ويباشرها فوق الإزار. [مسلم]. فإذا جامع الرجل زوجته وهي حائض، وكان عالمًا بالتحريم، فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، عليه أن يتوب منها، وعليه أن يتصدق بدينار إن كان الوطء في أول الحيض، وبنصف دينار إن كان في آخره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا واقع الرجل أهله، وهي حائض، إن كان دمًا أحمر فليتصدَّقْ بدينار، وإن كان أصفر فليتصدَّقْ بنصف دينار)_[أبو داود، والحاكم]. ويقاس النفاس على الحيض.


3- التزين لزوجها:
حيث يجب على المرأة أن تتزين لزوجها، وأن تبدو له في كل يوم كأنها عروس في ليلة زفافها، وقد عرفت أنواع من الزينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالكحل، والحناء، والعطر. قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر) [الترمذي، والنسائي].
وكانت النساء تتزين بالحلي، وترتدي الثياب المصبوغة بالعُصْفُر (وهو لون أحمر)، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ألا يدخل أحدهم على زوجته فجأة عند عودته من السفر؛ حتى تتهيأ وتتزين له، فعن جابر-رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يَطْرُقَ الرجل أهله ليلاً.
[متفق عليه].
وما أبدع تلك الصورة التي تحكيها إحدى الزوجات، فتقول: إن زوجي رجل يحتطب (يقطع الأخشاب، ويجمعه من الجبل، ثم ينزل إلى السوق فيبيعها، ويشترى ما يحتاجه بيتنا)، أُحِسُّ بالعناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد؛ حتى إذا قدم وجده، وقد نَسَّقْتُ متاعي، وأعددت له طعامه، ثم وقفتُ أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ولج (دخل) الباب، استقبلته كما تستقبل العروسُ الذي عَشِقَتْهُ، فسلمتُ نفسي إليه، فإن أراد الراحة أعنته عليها، وإن أرادني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها. وهكذا ينبغي أن تكون كل زوجة
مع زوجها. فعلى المرأة أن تَتَعَرَّف الزينة التي يحبها زوجها، فتتحلى بها، وتجود فيها، وعليها أن تعرف ما لا يحبه فتتركه إرضاءً وإسعادًا له، وتتحسَّس كل ما يسره في هذا الجانب.


4- حق الاستئذان:
ويجب على المرأة أن تستأذن زوجها في أمور كثيرة منها صيام التطوع، حيث يحرم عليها أن تصوم بغير إذنه، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي: حاضر) إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ومن حق الزوج على الزوجة ألا تصوم إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها) [الطبراني]. ولا يجوز للمرأة أن تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه، ولا أن تخرج من بيتها لغير حاجة إلا بإذنه.
عن ابن عباس وابن عمر قالا: أتت امرأة من خثعم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أيِّم (لا زوج لي)، وأريد أن أتزوج، فما حق الزوج؟ قال: (إن حق الزوج على الزوجة: إذا أرادها فراودها وهي على ظهر بعير لا تمنعه، ومن حقه ألا تعطي شيئًا من بيته إلا بإذنه، فإن فعلتْ كان الوزر عليها، والأجر له، ومن حقه ألا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت، ولم يُتقبَّل منها، وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو أن تتوب) [البيهقى، والطبراني].
5- المحافظة على عرضه وماله: يجب على المرأة أن تحافظ على عرضها، وأن تصونه عن الشبهات، ففي ذلك إرضاء للزوج، وأن تحفظ مال زوجها فلاتبدده، ولاتنفقه في غير مصارفه الشرعية، فحسن التدبير نصف المعيشة، وللزوجة أن تنفق من مال زوجها بإذنه. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب. [مسلم].
6- الاعتراف بفضله:
يسعى الرجل ويكدح؛ لينفق على زوجته وأولاده، ويوفر لهم حياة هادئة سعيدة، بعيدة عن ذل الحاجة والسؤال، والرجل يحصن زوجته بالجماع، ويكفيها مئونة مواجهة مشاكل الحياة؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها) [أبو داود، والترمذي، وابن حبان].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يجحدن فضل أزواجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: (اطلعتُ في النار، فإذا أكثر أهلها النساء؛ يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط) [البخاري]. ولا يخفى على الزوجة عظم فضل زوجها عليها، فعليها أن تديم شكره والثناء عليه؛ لتكون بذلك شاكرة لله رب العالمين.
7- خدمة الزوج: الزوجة المسلمة تقوم بما عليها من واجبات، تجاه زوجها وبيتها وأولادها وهي راضية، تبتغي بذلك رضا ربِّها تعالى، فقد كانت أسماء بنت أبي بكر تخدم زوجها الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في البيت، وكان له فرس، فكانتْ تقوم على أمره.
كما كانت فاطمة -رضي الله عنها، بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقوم بالخدمة في بيت علي بن أبي طالب زوجها، ولم تستنكف عن القيام باحتياجاته، ولما طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا يعينها على شئون البيت، ولم يكن ذلك متوفرًا، أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تذكر الله إذا أوت إلى فراشها، فتسبح وتحمد وتكبر، فهذا عون لها على ما تعانيه من مشقة.
وهذا الحق من باب الالتزام الديني، وليس حقًّا قضائيًّا، وعلى هذا نصَّ الشافعي وأحمد وابن حزم وغيرهم.
قديم 01-10-2007, 11:27 AM
  #3
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
الاحاديث الضعيفة الاسناد والموضوعة حول المراة
وكثير مايستشهد بها







تفشى بين الناس أقوال خاطئة على أنها من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم أو من سنتة الشريفة، ولقد بحثت في دراسات الشيخ الالبانى عن الأحاديث الضعيفة فوجدت الاتى:

عن المرأة وما قيل في حقها بالكذب

· "من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا ومن يتزوجها لحسنها لم يزده إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يتزوجها إلا ليغض بصره أو ليحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه (ضعيف جدا)
· " لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يردينهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغينهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل (ضعيف)
· " أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة " (ضعيف)
· " أعظم نساء امتى بركة أصبحهن وجها واقلهن مهرا " (باطل)
· خير نساء امتى أصبحهن وجها واقلهم مهورا (موضوع)
· للمرأة ستران القبر والزوج قيل و ايهما أفضل قال القبر(موضوع)
· للنساء عشر عورات فإذا زوجت المرأة ستر الزوج عورة وإذا ماتت المرأة ستر القبر تسع عورات(منكر)
· ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فاني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط محبنطئا على باب الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول حتى يدخل والدي معي (موضوع)
· من أراد أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر(ضعيف)
· اى امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة (منكر)
· ليس للنساء سلام ولا عيهن سلام (منكر)
· آمروا النساء في بناتهن (ضعيف)
· خير نساؤكم العفيفة الغلم (ضعيف جدا)
· اى امرأة خرجت من بيت زوجها بغير إذن لعنها كل شيء طلعت عليه الشمس والقمر إلا أن يرضى عنها زوجها (موضوع)
· الرضا ع يغير الطباع (منكر جدا)
· لا يدخل ولد الزنا الجنة ولاشيء من نسله إلى سبعة آباء(باطل)
· فرخ الزنا لا يدخل الجنة (ضعيف)
· البر لا يبلى والإثم لا ينسى والديان لا ينام فكن كما شئت كما تدين تدان (ضعيف)
· ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له (ضعيف)
· ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول نظرة ثم يغض بصره إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها (ضعيف جدا)
· النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله أيمانا يجد حلاوته في قلبه (ضعيف جدا)
· ثلاث لا يقبل الله لهم صلاة ولا يرفع لهم إلى السماء حسنة ، العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه فيضع يده في أيديهم ،والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى،والسكران حتى يصحو (ضعيف)




منقول
وتاكدت من اكثر من مصدر قبل نقله
قديم 01-10-2007, 11:31 AM
  #4
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
يتعلق بالزوجة والأولاد
· تزوجوا ولا تطلقوا فإن الطلاق يهتز له العرش ( موضوع ).

· إذا جامع أحدكم زوجته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى ( موضوع ).

· شاوروهن يعني النساء وخالفوهن (لا أصل له).

· نهى عن المواقعة قبل المداعبة ( موضوع ).

· هلكت الرجال حين أطاعت النساء ( ضعيف ).

· أيما امرأة خرجت من غير أمر زوجها كانت في سخط الله حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها . ( موضوع ).
· إن المرأة إذا خرجت من بيتها وزوجها كاره لذلك لعنها كل ملك في السماء وكل شيء مرت عليه غير الجن والإنس حتى ترجع (ضعيف).

· أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة . ( ضعيف ).

· ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن . ( ضعيف ).

· أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة . ( منكر ).

· آمروا النساء في بناتهن . ( ضعيف ).

· إياكم وخضراء الدمن فقيل وما خضراء الدمن قال المرأة الحسناء في المنبت السوء (ضعيف جداً).

· من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرا ومن تزوجها لحسنها لم يزده الله إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يتزوجها إلا ليغض بصره أو ليحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه . ( ضعيف جدا ).

· ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم . ( موضوع ).

التعديل الأخير تم بواسطة خواطر امراة ; 01-10-2007 الساعة 12:01 PM
قديم 01-10-2007, 11:41 AM
  #5
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
من المصائب العظمى التي نزلت بالمسلمين منذ العصور الأولى للإسلام والى اليوم انتشار أحاديث ضعيفة وموضوعة ، بل وكلمات وعبارات تداولها الناس فيما بينهم وتلقاها البعض بالقبول وقاموا بتدوينها ونشرها على أنها من أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا الدين كما قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) آية (9) ، سورة الحجر

، ومن حفظ الله لهذا الدين أن هيئ الله للسنة من يكشف القناع عن حقيقة هذه الأحاديث فقد قام هؤلاء الأئمة جزاهم الله خيراً ببيان حال الأحاديث من صحة أو ضعف أو وضع واصلوا أصولاً متينة وقعدوا قواعد محكمة وبينوا درجة أي حديث ونصوا عليها وذلك هو علم (مصطلح الحديث) أو ما عرف بعلم الجرح والتعديل وهو المعني لدى المحدثين بـ"علم الرجال" وبذلك قطعوا الطريق على الذين أخذوا يحذفون أو يدرجون أو يحرفوا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتقولوا عليه ما لم يقل ذلك لما عجزوا عن أن يدخلوا في القرآن ما ليس منه(10) .
وقد انبرى فريق من علماء السنة إلى جمع الأحاديث الموضوعة في كتب مستقلة وبيان دلائل وضعها ومن هؤلاء:
1- أبو الفرج ابن الجوزي .
2- جلال الدين السيوطي.
3- ابن عراق .
4- علاء على.
5- محمد بن علي الشوكاني.
6- ابن القيم الجوزية.
7- الشيخ ناصر الدين الألباني سلسلة « الأحاديث الضعيفة » و « ضعيف الجامع الصغير والكبيـــر » .
8- محمد بن إسماعيل العجلوني « كشف الخفاء » .
9- « تمييز الطيب من الخبيث للشيباني » ، وغيرهم ممن هيأهم الله لهذا الفن .


وقد انتقيت كتابين عرض كل منهما لبيان ( الأحاديث النبوية ) التي انتشرت على ألسنة الناس في القرنين العاشر والثاني عشر الهجريين ، وتوارثها بالطبع أبناء القرنين الثالث عشر والرابع عشر حتى وصلت إلينا !
أما الكتاب الأول فهو ( كتاب الشذرة في الأحاديث المشتهرة ) لمحمد بن طولون الصالحي ، المولود 880 هـ والمتوفى 953هـ ، وقد جمع كتابة قرابة ألف ومائتي حديث كانت مشتهرة بين المسلمين في القرن العاشر الهجري .
وأما الكتاب الثاني فهو كتاب ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ) للشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى عام 1162هـ وقد جمع فيه أكثر من ثلاثة آلاف ومائتي حديث كانت شائعة بين المسلمين في القرن الثاني عشر الهجري .

وقد استعرضت ما في الكتابين من ( أحاديث ) ، أو بعبارة أدق : ما اشتهر على ألسنة الناس أنها أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتبين لي أمران :
الأول : أن[ قسماً كبيراً منها عن ( المرأة ) مكانتها ، وكيف يتم التعامل معها ، والنظر إليها في المجالات المختلفة . والثاني : أن القليل من هذا القسم يمثل حديثاً صحيحاً ، وأن أكثرها لا أصل له في الحديث النبوي الصحيح ، وفي الإسلام بعامة ، بل إنه معارض معارضة جلية لنصوصه الصحيحة ! والعجب بعد هذا من انتشاره بين المسلمين على أنه من الحديث الصحيح ، وتناقله بينهم جيلاً بعد جيل .


ولعل الذي يفسر هذا الانتشار والتوارث - إلى جانب جهل كثير من الناس -

هو أن هذه النصوص صادفت هوى وقبولاً سريعاً في الشعور واللاشعور الجمعي لنفسية الرجل الشرقي التي تسيء الظن بالمرأة لأسباب كثيرة متوارثة منذ عصور الجاهلية الأولى وربما قبلها ، ومن ثم وجد الاستعداد التلقائي عند عامة الناس وجمهورهم لتلقي هذه النصوص على أنها من صحيح الدين - دون تحقيق علمي أو وقفة موضوعية مع النفس - وهذا من منهج العوام وأشباههم ؟ بل إن الأمر لم يقف - فيما يبدو لي - عند العوام وأشباههم ، بل تعداهم إلى ( بعض أهل العلم ) الذين نجد بعض هذه النصوص فيما سطروه أو أذاعوه ( دون تحقيق علمي ) ، وما ذلك إلا ، لأن عقلهم ووعيهم في مجموعه جزء من الوعي الجمعي العام لعصورهم ومفاهيمه ! .


ولم يكن من قبيل المصادفة أن ينبه أبو حامد الغزالي (هـ450 - 505 هـ ) في بحثه عن حقائق الأشياء إلى الحذر من النظر إلى كل ما يرثه الأبناء عن الآباء والأجداد على أنه عنوان الحقيقة ومجالها ، فكثير من هذا الموروث أمور باطلة عند التحقيق .
ولم يكن الغزالي في تنبيهه إلى عدم اعتماد الوراثة عن الآباء والأجداد معياراً لصحة الموروث دون فحص - إلا واحداً من علماء المسلمين الذين أخذوا هذا عن القرآن الكريم الذي عاب على الذين يبررون سلوكياتهم ويحتجون لصحتها بأنهم وجدوا آباءهم عليها وأنهم على آثارهم مقتدون كقوله تعالى : ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون ) ( البقرة 170 ) وقوله تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئاً ولا يهتدون ) (المائدة 104) وقوله تعالى : ( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ü وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير ) ( لقمان 20 - 21 ) .. والآيات في هذا كثيرة .
قديم 01-10-2007, 11:47 AM
  #6
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
[SIZE="4"][CENTER]بعض ما اشتهر عن المرأة من أحاديث ضعيفة ومكذوبة :
وقد آن الأوان لنراجع بعض ما اشتهر عن المرآة في القرون الأخيرة من أحاديث ضعيفة وموضوعة فمن ذلك :
1 . ( شاوروهن وخالفوهن ) ( رقم ( 512 عند ابن طولون ، 1529، عند العجلــوني ) وروى(12) العجلوني أنه لم يرو مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن عند العسكري عن عمر أنه قال : خالفوا النساء فإن في خلافهن البركة .
2 . كذلك ورد بسند ضعيف جداً مع انقطاع عن أنس مرفوعاً : ( لا يفعلن أحدكم أمراً حتى يستشير ، فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها ، فإن في خلافها البركـــــــة ) .
3 . وروى العسكري عن معاوية : (عودوا النساء ( لا ) فإنها ضعيفة ، إن أطعتها أهلكتك ) .
4 . وروى بسند ضعيف عن عائشة مرفوعاً: ( طاعة النساء ندامة ) كما روي عن زيد بن ثابت مرفوعاً ..
5 . وروي عن أبي بكرة مرفوعاً : ( هلكت الرجال حين أطاعت النساء ..)(13) أما ما ينسب إلى عمر ( رضي الله عنه ) فقد ثبت عنه صحيحاً أنه خالف هذه النصوص كثيراً : فمن ذلك أنه كان " يقدم الشفاء بنت عبدالله في الرأي ويرضاها " ، وأنه استشار النساء في : كم تصبر المرأة على فراق زوجها ؟ وأنه ترك كبار الصحابة واقفين وأخذ يستمع إلى حديث خولة بنت ثعلبة حتى انتهت منه وقال في ذلك ما قال ، ومنه قوله : أصابت امرأة وأخطأ رجل ، والقصص في هذا كثير صحيحة .
أما ما يروى عن أنس مرفوعاً فقد خالفه النبي صلى الله عليه وسلم نفسه حين استشار أم سلمة في صلح الحديبية ، وعمل بمشورتها ، ووجد فيها البركة كلها(14) ، والعجب - كل العجب - من تعليق عالم جليل من علماء المسلمين هو إمام الحرمين(15) على هذه القصة حيث قال - فيما يروي عنه العجلوني وابن طولون وغيرهما - " لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة " وعلقا عليه بقولهما : " لكن اعترض عليه بابنة شعيب في أمر موسى عليهما الصــــلاة والســــــلام "(16) .. وتعليقهما عندي أعجب من قوله ! حيث لم يجد العالمان الفاضلان - ومن نقلا عنه - في التاريخ البشري كله إلا واقعتين أصابت فيهما المرأة ! فما قولهم إذن فيما أشارت به خديجة ( رضي الله عنها على النبي صلى الله عليه وسلم ) - حين جاءه الوحي أول مرة - من الذهاب إلى ورقة بن نوفل ؟ وما قولهم في مشوراتها المتتابعة الصادقة المباركة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفيت ، فاستشعر لفقدها غاية الحزن.
وما قولهم فيما أشارت به ملكة سبأ على قومها بالإسلام وقادتهم إليه ؟ وما قولهم في مجمل أمرها الذي سجله القرآن الكريم في سورة النمل ؟ .
أما ما روي عن معاوية في هلاك الرجال بطاعة النساء ، فما نظنه صحيحاً ، فقد كانت أمه ( هند بنت عتبة ) في جاهليتها ثم في إسلامها - في مواقف عديدة - أحزم رأياً وأثبت جناناً من أبيه أبي سفيان سيد قومه وزعيمها في الجاهلية(17) .
أما ما يروى عن عائشة(18) وزيد بن ثابت وأبي بكرة مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم : فإن أخذ الكلام فيه على عمومه فهو مخالف قطعاً للوقائع الكثيرة الصحيحة التي ( لم تهلك فيها الرجال ) حين أطاعت النساء ! وما كان صلى الله عليه وسلم ليناقض قوله فعله ! بقي احتمال وهو : أكان هذا في خصوص واقعة بعينها لا تتعداها إلى غيرها أساءت المرأة فيها المشورة ( وهذا وارد أحياناً مثل الرجل ) فأطاعها رجال ما فهلكوا ؟ ربما كان الأمر كذلك(19) ، وإن كان ابن الجوزي قد أدخل حديث عائشة هذا ضمن الموضوعات(20) ! .
6 . والعجب من العجلوني بعد هذا حين عقب على الكلام على ( الحديث ) بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعس عبد الزوجة " - ولم يخرجه - " فمن أطاعها فقد بدل نعمة الله كفراً (21) ) ومن ثم لم تكن هذه الروح تجاه المرأة مقتصرة على العوام ومن في حكمهم ، إنما تجاوزتها إلى العلماء ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .
والذي يقرأ ( قسم النساء ) في الكتب التي ترجمت للصحابيات والتابعيات ، تبين له أن هذه التراجم الصادقة تعطي صورة مختلفة تماماً ( إلى حد التناقض ) عن صورة المرأة التي تصورها هذه الأحاديث )(22) .
7 . ومن ذلك حديث ( اتقوا شرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر ) وهو رقم (87 عند العجلوني ) ويقول عنه : " هو من كلام بعضهم ، وهو صحيح المعنى ، ففي الكشاف عن بعض العلماء قال : إني أخاف من النساء أكثر مما أخاف من الشيطان ؛ لأن الله تعالى يقول : ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) وقال في النساء : ( إن كيدكن عظيم )(23) هذا كل ما علق به العجلوني على ( الحديث ) ، ومن الواضح أنه مع قطعه بأنه لا صلة له بالحديث النبوي - فإنه يصدر عن روح العداء للمرأة ، والخوف منها ، والزراية بها ، فهو يقول إن معناه صحيح ، أي متفق مع صحيح الإسلام ، وهذا غير صحيح ؛ لأنه يصدر عن سوء الظن بالمرأة الخيرة وانتظار الفساد منها وتوقعه في كل لحظة ! وهذا يخالف الأمر القرآني ( يا أيها الذين أمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ) (الحجرات 12 ) ، ثم لا يجد دليلاً على ذلك إلا قول ( بعض العلماء ) الذين نظروا للمرأة على أنها أسوأ من الشيطان نفسه وأكثر شراً ودعوة إلى الفساد والإفساد ! واستدلوا على ذلك بأن الله تعالى قال عن كيد الشيطان إنه ضعيف وعن كيد المرأة إنه عظيم . والواقع أن السياقين مختلفان : فالآية الأولى هي قوله تعالى : ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ) ( النساء 76 ) أما علة هذا الضعف فترجع إلى أن الله تعالى يكيد(24) لأوليائه : أي يدبر لهم أمورهم ويهيئ لهم خيرها ، ويكيد أعداءه - وأولهم الشيطان - فيبطل كيدهم ومكرهم وعملهم ، كما قال تعالى : ( إنهم يكيدون كيداً ü وأكيدُ كيداً ) ( الطارق 15 - 16 ) وقوله تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ) ( يوسف 76 ) ، فإذا قورن كيد الله تعالى بكيد الشطيان المخذول ( الذي ليس له سلطان على الذين أمنوا ) - ثبت ضعف كيده وهوانه .
أما الآية الثانية فسياقها - وموضوعها - مختلف ؛ إذ أنها تصور موقف هرب يوسف عليه السلام من فتنة امرأة العزيز ، وهي تطلبه ليرجع ويفعل ما تأمره به ، فإذا بهما أمام زوجها لدى الباب ، فلم ترتبك ولم تتلجلج في هذا الموقف العصيب بل على الفور قلبت الحقيقة وارتدت ثوب المرأة الفاضلة حين تشكو من يحاول إغراءها ! فالكيد العظيم هنا هو سرعة الانتقال النفسي - في لحظة واحدة - من موقف المجرمة المعتدية إلى موقف المظلومة المعتدى عليها وهي العفيفة المتأبية على الفتنة ، وانتقال مشاعر بعض النساء من النقيض إلى النقيض في لحظة واحدة كان مما يستوقف الرجال ويثير عجبهم ، يقول تعالى : ( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم ü قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ü وإن كان قميصه قُد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قُد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) ( يوسف 25 - 28 ) فالموقف مختلف ، وسياق الكلام فيه مختلف ، ونوع الكيد مختلف فلا يصح مقارنة الكيد هنا بالكيد هناك ؛ لأنه إنما يعني هنا براعة انتقال المرأة وسرعتها بين المشاعر المختلفة ، مما قد لا يستطيعه الرجل ، ومن هنا جاءت عظمة الكيد ، أما هناك فهو في مقابل كيد الله تعالى ؛ لأوليائه ولا شيء من فعل المخلوقات إلا وهو ضعيف حقير في جنب الله تعالى لأن كيده تعالى متين كمـا قال ( وأُملي لهم إن كيدي متين )(25) .
والعجب - كل العجب - من غفلة بعض العلماء عن هذا ! لكنه الشعور الجمعي المتوارث والمستكن أيضاً في اللاشعور يخاف المرأة ، ويحذرها ، وينتظر من صالحاتها فساداً وشراً متوقعين منها في كل لحظة ! .
وبمناسبة الحديث عن يوسف عليه السلام وصاحبته - فهناك حديث صحيح لا شك فيه سنداً ومتناً ،لكن بعض الجهال يتخذونه مستنداً للطعن في المرأة ، وبعض مدخولي العقيدة يتخذونه سنداً للطعن في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أو بعضهن .
والحديث برواية البخاري عن عائشة ( رضي الله عنها ) قالت : " لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه ، فحضرت الصلاة فأذن ، فقال : " مروا أبا بكر فليصل بالناس " فقيل له : إن أبا بكر رجل أسيف(26) ، إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس ، وأعاد ( قوله ) فأعادوا له ، فأعاد الثالثة ، فقال : " إنكن صواحب يوسف ، مروا أبا بكر فليصل بالناس " ، فخرج أبو بكر فصلى .. ووجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة ، فخـــرج ... ( صحيح البخاري ، أبواب وجوب صلاة الجماعة ، باب حد المريض أن يشهد الجماعة )(27) .
ويصور الحديث النبي صلى الله عليه وسلم في مرض موته وقد أمر أزواجه أن يبلغن أبا بكر الصديق ( رضي الله عنه ) أن يصلي بالناس بدلاً منه ، لكن عائشة ( رضي الله عنها ) لم ترد ذلك كيلا يتشاءم الناس به ( إذ يحل محل النبي صلى الله عليه وسلم ) - وقد صرحت بنيتها الباطنة بعد ذلك - لكنها " أظهرت أن سبب إرادتها صرف الإمامة عن الصديق ( رضي اللــه عنـــه ) كونه شديد الحزن رقيق القلب ، لا يستطيع أن يقوم مقام النبي صلى الله عليه وسلم (28) في إمامة الناس فأعاد النبي صلى الله عليه وسلم أمره ، فأعادوا عليه قولهم ( ويبدو أن عائشة وجدت من يؤيدها فيما أظهرته ) فلما كانت الثالثة قال صلى الله عليه وسلم لهن : " إنكن صواحب يوسف " وأصر على قوله ، فخرج أبو بكر فصلى بالناس .. وتشبيهه صلى الله عليه وسلم الحاضرات ( أو بعضهن ) اللاتي راجعنه في أمر أبي بكر ، بصواحب يوسف إنما هو في اختلاف الظاهر المعلن عن الباطن الخفي ، أما الظاهر في قصة يوسف فهو حضورهن إجابة لدعوة امرأة العزيز لإكرامهن في بيته ، وأما الباطن الخفي فهو أن ينظرن إلى حسن يوسف وأن يعذرن امرأة العزيز في محبتها له ، فليس في هذا الشبيه ( في مجمله ) إلا وصف المرأة بأنها أحياناً تظهر في موقف ما سبباً معلناً غير السبب الحقيقي الذي تخفيه .. وهذا صدق وحق ، ولعائشة وصاحباتها فيه عذر الخوف على أبي بكر ( رضي الله عنه ) أن يتشاءم الناس منه إن حدث الموت بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وله أن يزجر أزواجه مؤنباً مؤدباً كي يطعنه فيما أمر ، ولم يقل في ذلك إلا حقاً ! لكن هل تنفرد المرأة وحدها بفعل هذا ؟ الرجال أيضاً يفعلونه في مواقف عديدة يظهرون فيها غير ما يبطنون مراعاة منهم لاعتبار ما ، لكن ربما كانت المرأة بطبيعتها أكثر فعلاً له(29) .. مرة بسبب الحياء ، وأخرى مكراً وتدبيراً ودهاء.. وهن بذلك كله متصفات ! فلا شيء في الحديث كله يعيب . ولنقرأ الآيات ( وقال نسوة في المدينة امرأتُ العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها في ضلال مبين ü فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئاً وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم ü قالت فذلكن الذي لمتنني فيه .. )(30) .
ثم لنعد إلى الأحاديث المشتهرة ..

التعديل الأخير تم بواسطة خواطر امراة ; 01-10-2007 الساعة 11:57 AM
قديم 01-10-2007, 11:52 AM
  #7
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
8 . ( أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك ) وهو رقم 142 عند العجلوني . ويقول عنه " رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه ولم يذكر : أمرفوع هو أم موقوف على أبي مالك لكنه - في كافة الأحوال - لا يمكن أن يؤخذ على إطلاقه ، لأنه مخالف لآيات وأحاديث صحيحه كثيرة : فكيف يمكن أن يمتن الله تعالى على عباده بالزواج ويجعله من آياته ، ويعلله بسكون الزوج إلى زوجته التي هي " أعدى أعدائه " ؟ وما معنى وصية النبي صلى الله عليه وسلم المتكررة بالزوجات وإحسان عشرتهن(31) وهن أعدى الأعداء ؟!
لكن القرآن الحكيم يعلم الناس أن ( بعض ) أزواجهم وأبنائهم عدو لهم كما قال تعالى :
( يا أيها الذين أمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) ( التغابن 14 ) لكن هذا النص يجعل ( كل ) الزوجات أعداء ، بل من أعدى الأعداء ، وبهذا يخالف النصوص الصحيحة فينبغي أن يُرد ، مع ملاحظة أن تعبير (التي تضاجعك ) يشير إلى أعمق حالات السكن التي أمتن الله بها على عباده ! .
9 . ( ثلاث لا يركن إليها : الدنيا ، والسلطان ، والمرأة ) وهو رقم 318 عند ابن طولون ، ورقم 1033 عند العجلوني ويقول عنه : كلام صحيح لا نطيل فيه بالاستشهاد لوضوح أمــــره .. وليس بحديث (32) . وهو - فيما يتصل بالمرأة - صادر عن الروح الجمعية المتوارثة التي لا تثق فيها - أي المرأة -قيد أنملة ، وتتوقع منها الخيانة والشر في أية لحظة مهما بدا من وفائها وإخلاصها .
ومثله " ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك : أولهم المرأة .. " وهو رقم 1038 عند العجلوني " الذي يقول عنه إنه من كلام الإمام الشافعي(33) فهل يخالف الإمام الشافعي الأحاديث الصحيحة مثل ( خياركم خيركم لنسائه ) الذي رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ، كما رواه ابن ماجة عن ابن عمرو مرفوعاً ، وكذلك عن ابن عباس ، ورواه الطبراني عن معاوية بلفظ: ( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ) كما رواه الطبراني والبيهقي(34) .
وأين " ثلاثة إن أكرمتهم أهانوك .. " من الأحاديث الصحيحة الأخرى التي أوصى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء وإكرامهن .
10 . كذلك فمن ( أحاديث ) المرأة التي يرويها العلجلوني بلفظ : " ما قيل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( نعم الصهر القبر ) ثم يروى أن بعض العلماء " لم يظفر به بعد التفتيش " وقد صاغه بعض الشعراء في قوله :
لكل أبي بنت على كل حالـة ثلاثة أصهار إذا ذكر الصهر .
فزوج يراعيها وخدر يصونها وقبر يواريها ، وخيرهم القبر(35)
ويبدو أن الروح الجاهلية التي كانت تئد الأنثى مخافة العار - والتي عرضنا لها في( تساوي الذكور والإناث في حق الحياة ) - استمرت ممتدة في الزمن ، موروثة في اللاشعور الجمعي بعد الإسلام بقرون !
11 . ومن هذه ( الأحاديث ) : ( النساء حبالة الشيطان ) رقم 1530 عند العجلوني و 513 عند ابن طولون .
12 . ومنها : ( ضاع العلم بين أفخاذ النساء ) وهو رقم 557 عند ابن طولون و 1636 عند العجلوني . وكل منهما يقول عنه إنه ليس بحديث ، بل هو من كلام بشر الحافي الصوفي(36) لكنه شاع بين الناس على أنه حديث ! وعلى القارئ مقارنة هذا النص بالحديث الصحيح ( الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة ) وفي رواية ( الدنيا كلها متاع ، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة ) رواه مسلم وأحمد والنسائي وابن ماجة وغيرهم عن ابن عمرو مرفوعاً ، وقد فسرت الصالحة في الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم : " التي إذا نظر إليها سرته ، وإذا أمرها أطاعته ، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله "(37) . وقارن ما سبق من هذه الأقوال الموروثة بقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ( الروم 21 ) .
13 . ومن هذه الأقوال المشتهرة : ( طاعة النساء ندامة ) وهو رقم 1648 عند العجلوني الذي يروي أن فيه راوياً ضعيفاً ، كما يروى عن الحسن البصري أنه قال : ما أطاع رجل امرأة فيما تهواه إلا أكبه الله في النار " وهو محمول على طاعتها فيما تهواه من المحرمات ، وقيل : فيما تهواه من المباحات ؛ لأنها تجر إلى المنكرات"(38) ! .
وهل يجوز إطلاق مثل هذا القول الذي استبعد تماماً أن تأمر المرأة ببر أو صلة رحم أو خير أو مشورة حكيمة ؟ كأنها لا تشير ولا تأمر إلا بشر ، فماذا عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة في الحديبية ؟ وماذا عن طاعة أبي الفتاتين من مدين لابنته في صدق فراستها في موسى عليه السلام وقولها ( يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) القصص 26 وماذا عن امرأة فرعون .. وغيرهن كثيرات ! .
14 . ومن هذه الأقوال المشتهرة : " عقولهن في فروجهن ، يعني النساء " ( وهو الحديث رقم 598) عند ابن طولون ورقم 1740 عند العجلوني ) والحمد لله أن كلا منهما يذكر أنه ليس بحديث - وإن شاع عند الناس هكذا - لكن كلاً منهما أيضاً ( يتحفنا ) بنصوص وآثار عن استيلاء شهوة الجنس على النساء ، بحيث يلزم العاقل أن يتخوف منهن وينتظر الشر والخيانة في كل وقت ، وينهي ( موعظته ) في أمرهن " بقوله :.. وما أحسن قول أبي الخطاب بن دحيه : تحفظوا عباد الله منهن ، وتجنبوا عنهن ، ولا تثقوا بهن ، ولا بوثيق عهدهن ... الخ "(39) ، ولست أدري : هل غفل هؤلاء عن أن كلاً منهم وَلدته ( امرأة ) ؟ وهل هذا ( التقرير ) عنها يتفق مع ما أعلمنا به صلى الله عليه وسلم فيها من قوله ( الزم رجلها فثم الجنة ) (40) هل وصية ابن دحية في النساء تتفق مع وصايا الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالنساء أمهات وبنات وزوجات وأخوات ؟
15 . ومن عجيب ما وُجِدَ في أحاديث النساء المشتهرة على ألسنة الناس - حديث صدره ثناء على المرأة لكن عجزه يخالف ما أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم في النساء !.
ونصه هكذا : ( النساء مصابيح البيوت ، ولكن لا تعلموهن ) وهو الحديث رقم 2805 عند العجلوني الذي يعلق عليه بأنه يجري على ألسنة الناس ، ولا أصل له(41) . وكيف يتصور أحد أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعدم تعليم المرأة وقد أنزلت عليه نصوص قرآنية عديدة ترفع شأن العلم والتعلم في الإنسان عامة لا فرق فيها بين رجل وامرأة ؟ ولماذا خصص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء يوماً خاصاً لما غلبهن الرجال عليه في المجالس المشتركة ؟ ولماذا أمر الشفاء بنت عبد الله بتعليم حفصه أم المؤمنين ( رضي الله عنها ) رقية النملة(42) ؟
إن أموراً موغلة في التاريخ البشري - ذات روافد عديدة من بعض الديانات المحرفة وبعض الأساطير الوثنية المتوارثة - ظل لها وجود في الشعور واللاشعور الجمعي لشعوب عديدة ، وقويت هذه الأمور بروافدها بنفس المقدار الذي كانت الأجيال تبتعد به عن الإسلام الصحيح ، وغذتها خرافات عديدة شاعت حول هذا الكائن الذي اختص بالحيض ، والحمل ، والولادة ، والنفاس ، والإرضاع ، وحضانة الصغار ، ومزيد من الحياء الفطري الذي يجعله يشعر بالقهر والزراية والانتقاص فيلجأ إلى الكيد الخفي ، ويتعلم إخفاء مشاعره وأحاسيسه وتغطيتها برداء آخر .. وفي ظل هذا الجو كان لا شعور الجماعة يسارع إلى إلحاق كل نقيصة بالمرأة : فإذا لم تلد الزوجة سارع الناس إلى القول بأنها هي ( العقيم ) ، وإذا ولدت إناثاً حملها الزوج والناس مسئولية عدم(43) ولادة الذكور ، وإذا مات زوجها مبكراً أو نزلت به كارثة قالوا : إنها سبب شؤمه وما حل بــه ... وهكذا ...
ولم ينج كثير من ( العلماء ) من آثار ذلك كله - وقد رأينا في الصفحات السابقة شيئاً من ذلك - ونضيف إليه أيضاً أنه - باستثناء كتب السنة التي اقتصرت على الصحيح ، أو الصحيح والحسن - فما من كتاب منها إلا وقد تسربت إليه أشياء من ذلك تحتاج إلى تمحيص وبحث ودراسة .
أما ما اشتهر على ألسنــــــة الناس - فقـــــد رأينــــا نموذجاً منــــه ، وأما حـــــين نطالع كتب ( الموضوعات ) فسوف تقابلنا أحاديث عن النساء عجيبة أيضاً .
ومن ذلك : " لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً " أورده الشوكاني في ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ) في أول كتاب النكاح ، وقال : " رواه ابن عدي عن عمر مرفوعاً وفي إسناده متروكاً ومنكر "(44) .
كذلك روي عن النساء " لا تسكنوهن الغرف ، ولا تعلموهن الكتابة ، وعلموهن المغزل وسورة النور " " رواه الخطيب عن عائشة مرفوعاً ، وفي إسناده محمد بن إبراهيم الشامي كان يضع الحديث "(45) .
كذلك روي ( طاعة المرأة ندامة ) رواه ابن عدي عن زيد بن ثابت مرفوعاً ، وفي إسناده عنبسة بن عبد الرحمن ، وليس بشيء ، وعثمان ابن عبد الرحمن الطرائقي لا يحتج به . وقد رواه العقيلي عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : طاعة النساء ندامة ، وفي إسناد محمد بن سليمان بن أبي كريمة قال العقيلي : حدث عن هشام ببواطيل لا أصل لها ، منها هذا الحديث "(46) .
وقد جاءت الأحاديث الصحيحة في الوصية بأبي البنات وتبشيره بالجنة والفلاح إذا أحسن إليهن ، لكن يروى حديث موضوع في سياقه يصدر عن روح منفرة من أبوة البنات ، وقد صيغ في عبارات مخادعة ، بعضها مخالف لمقررات الإسلام الصحيحة ونصه :
16 . " من كانت عنده ابنة فقد فدح " (47) ، ومن كانت عنده ابتنان فلا حج عليه ، ومن كانت عنده ثلاث فلا صدقة عليه ولا قرى ضيف ، ومن كانت عنده أربع فيا عباد الله : أعينوه ، أعينوه ، أقرضوه ، أقرضوه "(48) . فأين هذا الكذب الصريح بإسقاط الحج والزكاة من الحديث الصحيح ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) صحيح مسلم ، كتاب البر ، باب فضل الإحسان إلى البنات .
17 . كذلك يروى الشوكاني حديث ( أجيعوا النساء جوعاً غير مضر ، وأعروهن عرياً غير مبرح ) وهو لا أصل له . وكذا : أعروا النساء يلزمن الحجال ، لا أصل له ، وكذا : استعينوا (على النساء بالعري )(49[/center]
[/SIZE]

التعديل الأخير تم بواسطة خواطر امراة ; 01-10-2007 الساعة 11:59 AM
قديم 01-10-2007, 11:54 AM
  #8
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
المعذرة للاطالة


الغرض من الموضوع تبيان بعض الحقائق الاسلامية


وهو مرجع لكل امراة او رجل اختلطت عليه بعض الاقاويل بين المتوارث والشرع

وبين مايسند كذبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث


اتمنى من نقلي ان يكون عملا صالحا ينتفع به من يقرائه


واتمنى منكم اخوتي واخواتي بمن كان عنده مزيد من الاضافات بالحقوق الزوجية من ضوء اسلامنا الحنيف ان يدلو بدلوه
قديم 01-10-2007, 11:56 AM
  #9
Nweerh
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 730
Nweerh غير متصل  
ما شاء الله عليج .. الله يعطيج العافية يا خواطر امرأة
قديم 01-10-2007, 12:08 PM
  #10
خواطر امراة
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 744
خواطر امراة غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nweerh
ما شاء الله عليج .. الله يعطيج العافية يا خواطر امرأة

شكرا اختي الكريمة
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM.


images