اسئلة واستفسارات شرعية أجاب عليها فضيلة الشيخ سعد بن مطر العتيبي - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-09-2008, 11:19 PM
  #11
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناااوي مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ جزاك الله كل خير وفرج الله عنك ..

ماالحكــــــم لو كان للزوجان سواك واحد يستخدمونه سوياً وبعد ان تسوكت به الزوجة تسوك الزوج بعدها وكان في طعم لعابها وشرب اللعاب ..؟؟

آصحااب المنتدى جزاكم الله كل خير وجمعنا واياكم وشيخنا بجنات الفردوس على سرر متقابلين ..
وكتب لكم بمثل ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
تكلم الفقهاء رحمهم الله عن هذه المسألة في كتبهم ، فيما يعرف بمسألة : إذا بلع الصائم ريق غيره ؟
وقد نصّ الفقهاء على أن من خرج ريقه إلى ثوبه ، أو بين أصابعه ، أو بين شفتيه ، ثم عاد فابتلعه ؛ فإنه يفطر بذلك ؛ لأن الريق الذي أذن ببلعه ما كان داخل الفم لا ما كان خارجه . ولأن ما كان داخل الفم لا يمكن الاحتراز منه إلا بمشقة تتنافى مع رفع الحرج ، والله قد بين لنا سبحانه وتعالى أنه يريد بنا اليسر ، قالوا بخلاف التحرز مما كان خارج الفم .
قالوا : وأوضح منه لو بلع ريق غيره فإنّه يفطر ؛ لأنَّه ابتلعه من غير فمه ، كما لو بلع قطرات من ماء أو نحوه مما يفطر دخوله للجوف .
وللموفق ابن قدامة رحمه الله كلام في هذا في ( المغني ) يمكن الرجوع إليه ، وقد أجاب فيه على بعض الإيرادات ، ومنها عدم ثبوت الزيادة المروية في حديث عائشة رضي الله عنها ، وقد نفى صحتها جمع من أهل العلم منهم ابن القيم رحمه الله في تعليقه على تهذيب السنن .
فينبغي عدم التساهل في هذا الموضوع ، فإنَّ المحافظة على صحة الصوم وسلامته أولى من الإغراق في مثل هذه الأمور في نهار رمضان ، والله تعالى أعلم .

ملحوظة : يوجد في بعض توقيعات الإخوة والأخوات محظورات شرعية ، فينبغي التنبه لها
قديم 11-09-2008, 02:21 PM
  #12
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صاحب الظل لطويل مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله بكم على مجهودكم الطيب

الاخ فضيلة الشيخ " من قال جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء"

فجزاكم الله عنا كل خيرا ومن كان سببا في وجودكم بيننا

فضيلة الشيخ :

نعلم جميعا الاختلاف الحاصل بين العلماء في ما يتعلق بنظر الجنسين لبعضهما البعض ,

بالنسبة لنظر الرجل للمراة فهو واضح انه حرام عدا النظر الاولى

لكن ما اريد منك فضيلة الشيخ توضيح لموضوع وضع صور الرجال خصوصا في المنتديات التي اكثر روادها من النساء , وهل تشترط الشهوة في نظرة المراة لصورة الرجل حتى تحرم ام ان الاعجاب كافي بان ندرء السيئة ؟

كنت في صدد تنزيل موضوع عن احد رحلاتي في هذا المنتدى وقد وافقت ادارة المنتدى مشكورة على طلبي وضع صور يظهر بها الرجال فقط واحببت ان اجلب حكم شرعي قبل وضعي لصور رحلتي خصوصا وان بالرحلة صور رجال تتضح معالم وجوههم

افيدونا بالدليل الشرعي بارك الله بكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله خيرا ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
سؤالك عن حكم وضع صور الرجال في المنتديات التي أكثر روادها من النساء ، وهل تشترط الشهوة في نظرة المرأة لصورة الرجل حتى تحرم أم أن الإعجاب يكفي في التحريم ؟
والأصل في المسألة أمر الله تعالى للمؤمنات في قوله : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) فهن كما الرجال مأمورات بغض البصر عن كل ما طلب من جهة الشرع عدم النظر إليه ، دون ما أذن فيه ، إلا أن توجد شهوة فيمنع .
والقاعدة العامة في هذا : وجوب غض كل من الجنسين من بصره نحو الآخر ، أي فيما عدا ما أذن فيه كنظر المخطوبة للخاطب والعكس ، أو دعت إليه الحاجة كالمبايعة ، أو دعت إليه الضرورة كإنقاذ بعلاج أو غيره . فإن صحب ذلك شهوة مع الحاجة أو الضر ر فللعلماء فيه كلام ليس هذا محل التفصيل فيه ، ومدار الحكم في هذه الحال الأخيرة على فقه الموازنة في حكم وقوعه لا في رفع الإثم فيه .
ولا أريد أن أدخل في تفاصيل المسألة .
وحينئذ فينبغي أن يبتعد عن عرض ما قد يثير الفتنة أو يجلب الإعجاب والتعلق ، وهو أمر يصعب تحديده لأن من الصور العادية عند أناس ما يعد سبا للفتنة عند آخرين . والله تعالى أعلم .
قديم 11-09-2008, 02:42 PM
  #13
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منادي 28 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حيّاكم الله ... يافضيلة الشيخ في هذا المنتدى وجزكم الله خير والله ينفع بكم الإسلام والمسلمين

عندي سؤال أثابكم الله وهو

انتشرت في الآونــه الأخيرة في المنتديات ورسائل الجوال هذه الرسالة :

هل تعلم أن(التحيات)اسم طائر في الجنة على شجره يقال لها (الطيبات), بجانب نهر يقال له(الصلوات)
فإذا قال العبد : (التحيات لله والصلوات الطيبات)نزل الطائر عن تلك الشجره فغطس في ذلك النهر ونفض ريشه على جانب النهر, فكل قطره وقعت منه خُلق منها ملك يستغفر لقائلها إلى يوم القيامه .

ما صحة هذه الرسالة بارك الله فيكم ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
هذه الرسالة التي ذكرتم يبدو أنها مأخوذة من كتاب : الجواهر في عقوبة أهل الكبائر ، للميليباري ، وهو من الكتب التي حذر منها العلماء ، كاللجنة الدائمة للأفتاء في المملكة العربية السعودية ، وغيرهم ؛ فهو كتاب يشتمل على روايات غير مسندة ، وفيه أحاديث موضوعة وضعيفة ؛ فليحذر من الاعتماد عليه أو نشر ما فيه ، وفي غيره من الكتب الموثوقة ما يغني عنه .
وقد بينت في جواب سابق أهمكية الحذر من إشاعة المتصوفة الغلاة لما يتداولونه من مرويات غير ثابتة ؛ فينبغي الحذر من المبادرة إلى نشر روايات لا يعلم الناشر صحتها ، حتى لا يبوء بإثم نشر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولو أن هؤلاء اكتفوا بنشر ما ثبت لكان خيرا لهم ، وأنفع لغيرهم . والله تعالى أعلم .
قديم 11-09-2008, 05:23 PM
  #14
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهره مشاهدة المشاركة
شيخنا الفاضل..

في كل رمضان يتكرر سؤال عام حول المفطرات .. وتدور بعض الأسئلة عن بععض الحالات الخاصة وما إذا كان ينتقض معها الصوم أم لا ... من ذلك: دخول الماء في الأذن خلال الاستحمام أو السباحة مثلاً .. أو وصول ماء الاستنشاق عبر الأنف إلى الحلق .. أو دخول الغبار أو الدخان إلى الجوف .. وغيرها من حالات قرأت عنها أو سمعت بها وكان الرأي الشرعي هو عدم جواز ذلك وبطلان الصوم عنده!

وحقيقةً فإنني أستغرب من هذا الرأي لسببين:

الأول أن الصوم يفترض أنه امتناع عن الأكل والشرب ... بمعنى عدم إشباع غريزة الجوع والعطش ... فأين الإشباع في ماء دخل عبر الأذن أو عبر الأنف .. وأين الإشباع في دخان أو غبار؟؟

وقد فاجأتني فقرة قرأتها عن مبطلات الصوم جاء فيها (ويشمل ما ينفع ومايضر,ومالا ينفع ولايضر,,فما ينفع كاللحم والخبز وماأشبه ذلك,ومايضر كالحشيشة ونحوها,ما لانفع فيه ولاضرر مثل أن يبتلع خرزة سبحة أو نحوها,ووجه العموم إطلاق الآية{وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ} وهذا يسمى أكلاً.

فكيف يكون ابتلاع خرزة أكلاً؟!!!!!!!


الثاني هو إغفال النية .. بمعنى أن من تحدث معه مثل تلك المواقف العرضية فإن نيته لا تكون إبطال صيامه ولا تناول أي مفطر .. وإذا كنا نعرف أن من أكل ناسياً فإن صيامه لا يبطل فكيف نقول إن من دخل جوفه شيء من ماء أو غيره بدون قصد أو نية للإفطار يكون صيامه غير صحيح؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
مع تحفظي على ما جاء في السؤال من إطلاقات وما ذكر في التسبيب من تعليل ، ألخص جواب أصل الاستشكال ببيان أمرين رئيسين :

الأول : التفريق بين نص الشارع ، وفهم الفقيه له .
فقد يكون الفقيه عالما بالنصوص والآثار ، ملتزما بأصول الاستنباط الصحيحة ، مجتهدا في تحري الأصوب منها باجتهاد معتبر ، وقد يكون فقيها مقلدا يأخذ الفقه كما يتلقاه من مذهبه ، ويخرِّج ما يجد من أحكام على ما تعلمه بغض النظر عن مسألة التمحيص و التحقيق . ومن هنا ظهر بعد مدة من التقليد عدد من المجددين المحققين من أهل العلم بالنصوص والآثار الفقه وأصول الاستنباط . ووجدنا المحققين يشددون النكير على المقلدة ممن يقفون عند نصوص الفقهاء التي جاءت في سياق يناسبها ليعمموها على ما لا يقبله أولئك الفقهاء الكبار . وممن شدد النكير على هؤلاء القرافي وابن القيم والشوكاني وغيرهم .
وغالب الغرائب الفقهية توجد في كتب المقلدة ، كمن يقول : إن من أخرج لسانه من فيه ثمر رده إلى فيه وابتلع ما كان عليه فقد أفطر ! وهذا تنطع عجيب بعيد عن مقاصد التشريع وفقه نصوصه ، التي أتت بالمضمضة التي يتبقى منها بعد مج الماء شيء منه ، لكن لم يأمر الشارع بالتنطع في إخراجه خشية الفطر .

الثاني : التنبه إلى مأخذ الحكم عند الفقيه ، فقد يضيّق في معنى المفطرات وقد يوسع وقد يتوسط ، وهذا أمر له أسباب كثيرة تتعلق بنشأته البيئية وملكته الاستنباطية ومدرسته الفقهية ، وهي مما يطول الحديث فيه .

وكثير من هذه الأسباب موجودة عند كل من يريد فهم نص على أصول معينة ، سواء كان نصا شرعيا أو غير شرعي . ومن أمثلة ذلك : نظر الفقيه لدلالة الكلمة في اللغة العربية الأصيلة وفي الاصطلاح الشرعي والاصطلاح الفقهي والاصطلاح العرفي . فهل الأكل مثلا هو لما يطعم فقط ؟ أو أنه يشمل كل ما أدخله الإنسان في فيه وابتلعه ؟!
وتتلخص مدارس الفهم عند المسلمين وغيرهم في ثلاث مدارس رئيسية :
الأولى : مدرسة الحرفية الظاهرية . ويمثلها بشكل عام : مدرسة الفقه الظاهري . وهي كما أسلفت موجودة عند المسلمين وغير المسلمين ، ولها أنصار في كل الأمم . ولو كان المجال يسع لمثلت لذلك بأثلة إسلامية وغير إسلامية .
الثانية : مدرسة التوسط في الفهم جمعا بين الدلالة النصية والملابسات الأخرى . وهذا ما عليه جمهور المدارس الفقهية من المالكية والشافعية والحنابلة . ولها مسميات مختلفة في المدارس الأجنبية .
الثالثة : مدرسة التوسع في المعاني . ويمثلها في الجملة المدرسة الحنفية .

وهنا ينبغي على طالب العلم : الاهتمام بفقه وفتاوى المحققين من أهل العلم . لأنها تمحص كل ما صدر عن تلك المدارس من فقه ضخم ، وتحقق ما يترجح وفق أصول الاستنباط ؛ لجمعها للنصوص ، وإفادتها من المدارس الفقهية والحديثية ، وإجراء المقارنة الفقهية بين مناقشاتها لبعضها في حراكها العلمي الهاديء ، وقياس الصواب منها وفق أصول الاستنباط المعتبرة عند العلماء .

والمناسبة لا تسع لأكثر من هذا ، وإلا ففي جواب هذا الاستشكال مباحث ومسائل لطيفة وظريفة وبيان لفلسفة التشريع وأهميتها .
قديم 11-09-2008, 11:57 PM
  #15
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهره مشاهدة المشاركة
أنا أتناول نوعاً من الدواء للمساعدة على الحمل .. وأحد الأعراض الجانبية لهذا الدواء هو (تأخير موعد الدورة الشهرية).

موعد الدورة الشهرية كان يفترض أن يكون من يومين تقريباً .. والحاصل أنني رأيت دماً خفيفاً وقليلاً أول أمس بعد الفطور ولكنني لم أرً شيئاً بعد ذلك .. ثم رأيت دماً خفيفاً وقليلاً مرة أخرى أمس قبل وقت الفطور بحوالي ساعة .. وأفطرت اعتقاداً مني بأنها الدورة .... ولكنني لم ارً أي دم منذ ذلك الوقت وحتى الآن! ...... ولا أدري هل يفترض بي أن أفطر أم لا!!

سألت أحد الشيوخ عندنا فأفادني بأنه ما دام الوقت هو وقت الدورة فيمكنني اعتبار ما يحدث هو من مقدمات الدورة وعليه لا يجب عليّ الصوم .... ولكنني بصراحة لم أرتح لهذا الرأي خاصةً أنني لم أرَ أي دم حتى هذه الساعة!

علماً بأنني لست معتادة على مثل هذه المقدمات .. بمعنى أن دورتي تأتي مباشرة حتى لو تأخرت قليلاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
أظن أن التحقق من هذا الأمر يحتاج إلى سؤال طبيبة متخصصة ، لأن استعمال الدواء قد يؤثر في توقيت العادة ، وقد يعد ما يخرج من الدم أثناء استعمال الدواء عند أهل الشأن نوعا من الاستحاضة مهما قلّت وقد يعد حيضا .
ومما ينبغي عمله إلى حين تبين الأمر : الاستمرار في الصيام والصلاة ما دام الدم متوقفا . وله مأخذ في دلالة كلمة ( حيض ) ولا سيما أن العادة مع الأدوية قد تقل مدتها عن المعتاد . والله تعالى أعلم .
قديم 12-09-2008, 12:02 AM
  #16
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيف المسلول مشاهدة المشاركة
حياك الله أخي الشيخ / سعد

وبارك الله فيك ونفع بعلمك ...
وحياك الله أخي الكريم وبارك فيك ونفع بك ..
قديم 12-09-2008, 12:22 AM
  #17
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فيصل مشاهدة المشاركة
فضيلة الشيخ الدكتور قرأت لك في أحد المواقع أجوبة مختصرة على أسئلة أحد النصارى العرب طرحت عليك لغرض إعلامي
، وكانت بشأن نظرة الإسلام إلى زيتة المرأة وحجابها وقد أجدت وأفدت بارك الله فيك . وحيث أن أعضاء موقع عالم الأسرة
والمجتمع مسلمين يعيشون في مختلف بلدان العالم ويواجهون بعضًا من هذه الأسئلة التي يجهلون الإجابة عليها فهل
يمكن أن تعرض لنا هذه الأجوبة مع شيء من التفصيل حول ظوابط حجاب المرأة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
ما ذكرتم أخي أبا فيصل ، صحيح بشأن الأسئلة والجواب عليها ..
غير أنه بلغني فيما بعد أن من أعد الأسئلة اثنتان من المعاونات النصرانيات لذلك الشخص ، ونوعية الأسئلة تؤكد ذلك .
وهذا يؤكد وجود طواقم عمل في القنوات الموجهة لبلادنا ، يخدم بها القوم أهدافهم ..

فأما الأسئلة وأجوبتها فقد نشرتها في صفحتي في صيد الفوائد ، وهذا نص الأسئلة وأجوبتها :

س 1/ كيف ينظر الإسلام إلى زينة المرأة؟
ج 1/ يؤكّد حقها في التزيّن ، بل ويثبت نشأتها في الزينة الكمالية وليس الضرورية فقط ( أو من يُنَشَّأ في الحلية ) ! ويشرع لها أحكاما ذات أطر واسعة في هذا المجال في ضوء أطر التشريع الإسلامي ، فلها أن تتزين بما ليس محرما ، والمحرم بالنسبة للمرأة أضيق دائرة من المحرم بالنسبة للرجل في هذا الجانب فالحلي والإسبال مثلا ليس من المحرمات في حق المرأة بينما هو من المحظورات في شأن الرجل . يلحظ أنه يؤكد على أن تبقى زينتها في دائرة أنوثتها ، فلا تتشبه بالرجال ولا بمن يفقدها التشبه به هويتَها الإسلامية كغير المسلمات ، أو يؤثِّر في انتمائها للمجتمع الإسلامي المحافظ ، أو يخدش حياءها وعفتها ، ويدفع عنها أذية الأشرار ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ) .

س / ما رأيك أن الحجاب سلعة استهلاكية فاق سعره أغلى الكماليات؟
ج : الحجاب لباس مطلوب شرعا أي بنص الشارع ، فليس من الكماليات ، والهيئة العادية للحجاب الشرعي لا يدخل بها ضمن دائرة السلع الثمينة ؛ لأنه لا يشتمل على زينة يرتفع سعره من أجلها ، ومن ثم فالمشكلة تعود إلى الحجاب الذي تجاوز الشروط الشرعية وخالفها أو خالف بعضها .
فالمواصفات الشرعية سهلة وليست غالية ، كبقية أحكام الشريعة التي تراعي عموم الناس لا طبقة معينة .
ولو أردنا التمثيل للكماليات التي ليست واجبة بنص الشارع والتي يمكن أن ينطبق عليها السؤال تماما : الشماغ بالنسبة للرجال في مجتمعنا ! فهو يكلف في السعودية مثلا في إحصائية اطلعت عليها منذ مدة : مليار ريال سعودي سنويا !

س / هل هناك خاصيّة لكل بلد من ناحية التطبيق الشرعي لمفهوم الحجاب (مصر، السعودية، لبنان...): ما يطبّق في مصر مختلف في السعودية من جهة، عن لبنان من جهة أخرى؟ وأين التشابه وأين الاختلاف؟ ولماذا الاختلاف؟ وما هي الأرضية المشتركة بين كل هذه الحالات؟
ج : الحجاب الشرعي منه ما هو محل اتفاق فهذا لا يجوز تجاوزه بحال ، ومنه ما هو محل خلاف ، وهذا يحكمه الدليل الشرعي لمن عرفه ، وتحكمه الفتوى التي جرى عليها العمل في البلد لمن لا يعرف الدليل .
ولكن يجب أن يكون الأخذ بالفتوى بشروطها ، فمن يجيز كشف الوجه مثلا من أهل المذاهب الفقهية يشترطون أن لا يؤدي كشف الوجه إلى فتنة ، ويمثلون لذلك بالفرق بين الشابة والعجوز ، والمتجملة وغير المتجملة ، كما يشترطون أن يكون الحجاب ذاته حجابا شرعيا أي ساترا محتشما خاليا من الزينة .
لكن المشكلة اليوم أن بعض الأخوات لا يتقيدن بشروط القول بجواز كشف الوجه ، ومن أسباب ذلك أن بعض المفتين المعاصرين ممن يرون جواز كشف الوجه ، لا يؤكدون على الشروط التي يشترطها القائلون بجواز كشف الوجه ، وهذا هو الذي أوقع الناس في خلط وخبط وجرأة على أحكام الشرع .
والأرضية المشتركة تكمن في الاهتمام بالمحافظة على النظام العام لكل بلد ، فالبلد الذي يلتزم المجتمع فيه بالحجاب الأكمل ينبغي أن يحترم المقيمون فيه عوائده الشرعية ومعاييره الاجتماعية ، ولا سيما أنها لا تتعارض مع الأحكام الإسلامية الأكمل .
والبلد الذي لا يمنع التزام الحجاب الأكمل تبقى فيه المسلمة على حجابها الأكمل ، وهكذا .
لكن لا ينبغي أن يخرج من يرى الحجاب المختلف فيه على نظام عام حتى وإن كان فيه خلاف .
والغريب أننا نجد العرب يلتزمون بالقوانين الغربية في الجملة عندما يذهبون إلى البلاد الغربية ! بينما يجادل بعضهم في التزام النظام العام في البلاد الإسلامية ، وخاصة في المملكة العربية السعودية !
وهذه قضية تستحق التفصيل أكثر لكن وقتي الآن لا يسمح .

س / الحجاب "المودرن" يشجّع عدداً أكبر من الفتيات على اعتماد غطاء الرأس، وبدلاً من أن يكون لدينا 10 محجبات بطريقة تقليدية، سيكون عندنا ضعف هذا العدد ولكن بطريقة تراعي متطلبات العصر. ما ردّكم؟
ج / الحجاب لباس له خصائصه التي شُرع من أجلها ، وشروطه التي لا معنى له بدونها ، ومن ثم فليس هناك حجاب ( مودرن ) إذا كان غير مستوف للشروطِ الشرعية ، وغير محقق للمقاصد الشرعية ، وليسمه أصحابه ما شاءوا لكنه ليس حجابا بالمعنى الشرعي .
أما التطوير في الحجاب كزي إسلامي مع بقائه محافظا على شروط الحجاب الشرعي فهذا هو ما جرى عليه العمل في الشعوب الإسلامية على مرّ التاريخ ، ولذلك نجد اختلافا في شكل الحجاب وطريقة ارتدائه بين البلدان الإسلامية المحافظة .
والإسلام لا يهتم بالكم فقط ولكن بالكيف أولا ، ولذلك جاء وصف الأمة في آخر الزمان بأنها كثير ولكن ( كغثاء السيل ) ، كما جاء وصف اللباس الذي لم يستوف الشروط الشرعية بما يشعر أن وجوده قريب من عدمه كما في الحديث المعروف : ( كاسيات عاريات ) فمع أن عليها لباسا إلا أنها تبقى كالعارية ، لأنه يُظهرها أكثر إغراء فتنتفي المصلحة التي شرع من أجلها الحجاب ، ويتحول إلى وسيلة إغراء وابتذال بدل أن يكون وسيلة صيانة وعفاف .
ومع هذا فإن من تلبس حجابا ناقص الشروط ، ليست كمن لا تلبس الحجاب أصلا ، وكما يقال : حنانيك بعض الشر أهون من بعض . كما أن من تلبس حجابا ناقص الشروط من الأخوات اللاتي لم يعتدن على الحجاب ، ربما يكون وسيلة لتعودها على الحجاب ومن ثم الانتقال إلى الحجاب المطلوب شرعا بمواصفاته الكاملة .

س / كيف تلخّص الجدلية القائمة بين الشباب التوّاق إلى الموضة والتقاليد الدينية للرجال والحجاب الشرعي للنساء.
ج : ليس هناك تقاليد دينية وإنما أحكام شرعية وآداب إسلامية ..
والمشكلة تكمن في أيهما يقود الآخر ؟ دينه أو تدينه وانتماؤه لأمته ومحافظته على هويته ، أو الموضة المستوردة بغض النظر عن موقف مكوناته الثقافية الخاصة منها .

س / هل مقبول شرعاً أن يقال اعتبروا الحجاب اكسسواراً للمرأة المسلمة ؟
ج /الحجاب كما ذكرت في جواب سابق هو جزء من التكاليف الشرعية الواجبة بشروط شرعية محددة .

س / هل ما تقوله يصح فقط على الحجاب في بلاد الشام كون المرأة الخليجية تعتمد الحجاب كجزء من زيّها الوطني، وقد لا يكون بالضرورة عن قناعة ؟
ج : الحجاب الشرعي الذي تؤجر عليه المرأة إذا التزمت به ، وتؤاخذ بعدم لبسه ، هو الحجاب الشرعي بشروطه الشرعية ، ومن شروط الأجر عليه أن تلبسه عبادة لا عادة ، وتبقى القاعدة الشرعية المنصوصة في الشرع الإسلامي ( إنّما الأعمال بالنِّيَّات ) ، ومن تلبسه عن غير قناعة فهي وإن كانت لا تؤجر على لبسه ، إلا أنها تتميز بالحياء والمحافظة على النظام العام ، وهو في حد ذاته مطلب مهم في المجتمعات المتحضرة .
والنظام الإسلامي يهتم بالمحافظة العامة على خصائص المجتمع الإسلامي ، بغض النظر عن قناعات الأشخاص ، ويكافئ من يلتزم به ولو عن غير قناعة بالحفاظ على كرامته وعدم تعريضه للعقوبات التي يعاقب به المجاهرون بالمخالفة ؛ ولذلك نجد أن النظام الإسلامي يتقبل المنافقين كجزء من المجتمع الإسلامي ويشرِّع للتعايش معهم ، إلا إذا أظهروا مخالفات علنية ، مع أن المنافقين يشكلون خطرا على الأمة ، وصفاتهم معروفة .
وبالنسبة لمن تتحجب عن غير قناعة ، إن كان نتيجة عدم قناعتها بالإسلام مع التظاهر به فهذا نفاق ؛ وأما إن كانت مقتنعة بالإسلام لكن تريد أن تماشي الموضة وتقلد صديقاتها مثلا ، فهي تحرم نفسها من أجر المحجبة امتثالا للحكم الشرعي ، وقد يقودها ذلك إلى ترك الحجاب فتكون مجاهرة بالمعصية ويكون إثمها أشد من إثم من لم تجاهر بذلك . لكنها أيضا قد تصحح نيتها فتلبسه قناعة وديانة وتحصل على ثواب لبسه تعبدا لله تعالى .

س / إذا كان الحجاب مودرن أو على الموضة، يسهل على المرأة المسلمة الاندماج في المجتمع، فلماذا نمنعه عنها؟
ج / إذا كان الحجاب بمواصفات شرعية فهو حجاب شرعي سواء كان ضمن دائرة الموضة أو دونها ، وأما إذا لم يكن مستوفيا للشروط الشرعية ، فلا يجوز أن نخادع أنفسنا ونسميه حجابا شرعيا ، ومن ثم لا يجوز أن نقول إنه يجوز استعماله مع أنه مخالف للشروط الشرعية ؛ وهذه قضية منطقية .

( يتبع )
قديم 12-09-2008, 12:37 AM
  #18
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
س / جزء من السعودييات يخلعن زيّهن وبالتالي حجابهنّ خارج السعودية ؛ فإذا كان لا إكراه في الدين، لماذا يفرض الحجاب عليهنّ؟
ج/ ملحوظة مهمة : المسلمة التي لا تلبس الحجاب لا يجوز أن توصف بأنها غير مسلمة أو أنها على دين آخر .. اللهم إلا إذا كانت ترى أن الحجاب تخلف أو أنه لا يتناسب مع العصر فهذه يسميها العلماء مرتدة ، والردة جريمة لها أحكامها وعقوبتها في الشرع .
وأما من تخلع حجابها من السعوديات خارج السعودية مثلا ، فلسن على منهج واحد ، فهناك من تخلعه قهرا بسبب زوجها أو والدها غير المحافظ ، ومنهن من تخلعه انهزاما أمام الأجنبي مع قناعتها بشرعيته ، ومنهن من تخلعه خوفا من الملاحقات الأمنية ولا سيما بعد الحملة الأجنبية الظالمة على كل ما هو إسلامي ، وبعد نشوء قوانين الإرهاب الموجه ضد الإسلام والمسلمين وليس ضد الإرهاب الذي سببته وصدرته عدد من دول الغرب لنا بواسطة استخباراتها وعملائها ومن ينخدع بهم من أبناء المسلمين .
ثم إني قد ذكرت لك موضوع المحافظة على النظام العام ، بغض النظر عن قناعات الأفراد ، وهو أمر بدهي فيما يعرف بحكم القانون .

س / ما رأي الشرع بعمليات التجميل الجراحية؟
ج / تختلف أحكامها باختلاف الحالات وقد عقدت العديد من المؤتمرات الفقهية لهذا الموضوع وخرجت بقرارات تفرق بين العمليات التجميلية العلاجية وبين العمليات التي تتضمن تغييرا لخلق الله كتغيير الجنس أو التي لا حاجة لها من الناحية العلاجية لعدم وجود أمراض عضوية أو نفسية تتطلب العلاج ، والتفصيل في هذا الموضوع يطول .

س / ما رأي الشرع بالتقليعات الغربية التي يعتمدها بعض الشباب من تطويل للشعر/ وضع أقراط/ وشم/ جينز "خصر واطي"...
ج / يحرص الإسلام على إبقاء الشخصية الإسلامية متميزة عن غيرها ، محصنة ضد الانهزام ، والانبهار بما يعارض أحكام الإسلام ، مهما كانت الدوافع . فالنصوص الشرعية والقواعد العامة في الشرع تمنع – مثلا - التشبه بغير المسلمين فيما هو من خصائص غير المسلمين مطلقا .
بل وتتعمق في وضوح الشخصية وإبقاء الخصائص الفطرية لكل من الجنسين في دائرة الإسلام ذاته ، فتعطي المرأة حق التجمل بكل ما يخدم أنوثتها ونعومتها مما لا يخالف الشرع . وتمنع كلا من الجنسين من التشبه بالآخر فيما هو من خصائصه الفطرية والشرعية ، وتعدّ تشبّه الرجال بالنساء فيما هو من خصائصهن ، أو النساء بالرجال فيما هو من خصائصهم - من كبائر الذنوب ، ومن ذلك وضع الأقراط فهو يُعدّ عند الفقهاء من التخنث ، وما يعرف الآن بالجنس الثالث ! وهي جريمة تستحق العقوبة التعزيرية في الفقه الإسلامي .
وهي أمور ممقوتة فطرة ولذلك ترفضها بعض المجتمعات الغربية ، بل منها ما هو مستهجن في المجتمعات الغربية فضلا عن الإسلامية ، مثل موضة الجنز الواطي ‍!
كما تمنع بعض الأمور لحِكَم تخصها ، كالوشم فهو محرم في الإسلام وكبيرة من كبائر الذنوب .
فمن يفعل هذه المحرمات من المسلمين تشبها بغير المسلمين يكون إثمه أشد وعقوبته في الفقه الإسلامي أكبر من عقوبة من يفعلها من غير تشبه فيما لو أقيمت عليه دعوى حسبة .

س / كيف نتعامل مع هذه الظواهر؟
ج/ بالتأكيد يجب أن نبني الشخصية الإسلامية والعربية المعتزة بدينها وثقافتها ، وأن يوقف في وجه المظاهر الانهزامية والانقلاب المجتمعي التبعي التغريبي بشتى الوسائل المتاحة والممكنة ، ومنها التقنينية والتنظيمية أو ما يعرف بالتشريعية ، حتى يحافظ على الشخصية الإسلامية والعربية الحرة التي لا تقبل التبعية والخنوع ومن ثم التنازل عن المقدسات والحقوق والأوطان .
كما يتحمل الإعلام والقائمون عليه من شخصيات إعلامية ورجال أعمال وحكومات مسؤوليتهم أمام الله تعالى ثم أمام أمتهم في ذلك ، وأن يسعى الإعلام في رصد الظواهر ووضع البرامج المضادة ، والاستعانة بالمختصين في التخصصات ذات الصلة ، كالشريعة والاجتماع ، والاهتمام بوسائل الإقناع .

س / هل الدين يحرّم قصّات الشعر الغربية وتخطيط الذقن بين الشباب (يحرّّم أم يرفض؟)
ج/ سبق الجواب على هذا في موضوع التقليعات .
ويضاف إلى ذلك مسألة اللحية ، فهي من الشعائر الإسلامية للرجال في الإسلام . فيجب أن تبقى لحية رجولة لا عبث مراهقة .
ومن يخطط ذقنه تقليدا لغير المسلمين يكون قد جمع إثم التشبه وإثم حلق اللحية ، كما ينظر إليه العقلاء على أنه شخصية مهزومة في داخلها بسبب التقليد .
ومما يؤسف له أن بعض القصات والتعامل مع اللحية بحلق أو تخطيط ، له دلائله في المجتمعات الغربية ، وللأسف أن كثيرا من الشباب لا يدركون ذلك ، فتجد بعضهم يظهر بمظهر يخص فئة معينة من المجتمعات الغربية كالشواذ مثلا ! وهولا يعلم بذلك ! ويظن أنه يقلد موضة لا فئة ذات أفكار معينة ، ومثله من يتشبهون بعبدة الشيطان وهم لا يعلمون ، وهكذا التشبه بأتباع التيارات المعينة أوالتنظيمات السرية إلخ ..

س / كيف تنظر إلى من يهدد بالقتل من يعتمد أو يروّج لهذه الموضة (القصّات الغربية) بين الشباب ؟
ج / هذا إن وجد فهو ردة فعل غير شرعية ، فمسألة العقوبات عموما ليست حقا للأفراد ، وما يخص الأفراد هو التأديب لمن يكون في ولاية الشخص كالأب مع ابنه مثلا . وإن كنت أرى أننا في عصر ينبغي أن تقوم التربية فيه على الإقناع قبل كل شيء ، فشبابنا فيهم خير كثير ، لكن مرحلة السن وكثرة المخالطة للآخرين مباشرة أو عبر وسائل الإعلام والإنترنت تصنع قناعات يمكن تفكيكها بالإقناع أولا بإذن الله تعالى .
نعم من يروج لهذه القصات يجب أن لا يترك ليعبث في خصوصيات الأمة ، وشخصيتها ، ولكن عبر وسائل نظامية وقانونية ، وجهود مناصحة وتوعية .

س / باختصار، الموضة حرام أم ماذا ؟
ج : في ذلك تفصيل ، فه تكون حراما إذا اشتملت على ما يوجب تحريمها كما في الأمثلة السابقة .
وتكون من باب المباح إذا لم تشتمل على حرام ، وكمثال على ذلك ، نجد العلماء يرخصون في تشبه المسلمة العربية بالمسلمة من بلاد أخرى أو العكس ، في نوع الزي أو اللباس عموما حتى الأحذية ، أو طريقة تسريح الشعر وهكذا ، فنجد في مجتمعاتنا موضات تتعلق بلبس جلابيات تقليدية في بلد آخر ، لكنه يبقى لباسا مباحا لتوفر الشروط الشرعية فيه .

http://www.saaid.net/Doat/otibi/59.htm

------------------------

وأما الضوابط فلعلي أكتفي بإيراد ما أجبت به قبل بضع سنوات على سؤال إحدى الداعيات في النادي السعودي بإحدى المدن الكندية ، ولم أنشره من قبل ، وهذا نصه مع ما فيه من إحالة :

" س 1 : ( سؤال مطول حول الحجاب الشرعي وتفصيل أقوال العلماء فيه ) ؛ ج/ أحيل في جوابه على كتاب ( المتبرجات ) ، للأخت / فاطمة الزهراء بنت عبد الله ، ففيه ما يكشف المسألة ويبينها بيانا جيدا .
ويمكن استعارة هذا الكتاب من الأخت / أم عبد الرحمن ؛ وهذا الكتاب كتاب مفيد في موضوعه ومناقشته للشبه التي تطرح حول الحجاب ، وادعاءات بعض المتبرجات في ردهن للحجاب الشرعي ؛ فأنصح الأخوات بقراءته ومحاولة الحصول على نسخ منه أو تصوير ما يحتجنه منه ، وحبذا لو قامت إحدى الأخوات بتلخيصه ، ونشر ملخصه بين الأخوات برفق ولين ، ودون تعنيف ؛ فإن الله تعالى لما أرسل موسى وهارون إلى فرعون قال لهما : ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) ، لعل الله أن ينفع به و يجعل ذلك في ميزان حسناتها . والله تعالى أعلم .

ومع التأكيد على رجحان قول القائلين بأن جميع بدن المرأة عورة حتى الوجه والكفين - ينبغي التنبيه إلى أمور مهمة :
الأول / أنَّ الفقهاء جميعا متفقون على أنَّ ستر الوجه والكفين أفضل من كشفهما .

ثانياً / أنَّ القائلين بأنَّ بدن المرأة كله عورة إلا وجهها وكفيها - ومن ثم يرون عدم وجوب ستر الوجه والكفين - يشترطون لذلك شروطا ، منها :
1) أن لا يؤدي كشف الوجه إلى فتنة الرجال وإثارة الشهوة ؛ وكذلك الكفان بأن لا يكونا فتنة في ذاتهما ؛ فإذا كان الوجه أو الكفان جميلان وملفتان بذاتهما وجب سترهما . ومن هنا نص بعض هؤلاء الفقهاء على وجوب ستر وجه المرأة الشابة مطلقا ؛ لأنه لا يكاد يخلو من فتنة .
2) أن يخلوان من الزينة ؛ لأنها مظنة الفتنة وإثارة الشهوة ؛ ومن ذلك استعمال المكياج والكحل وأصباغ التجميل ؛ فإذا كان الوجه قد زُيِّن بشيء من ذلك ، أو أن الكفين قد زينا بصبغهما بشيء من الزينة أو بلبس خواتم ونحوها ؛ فإنه يجب سترهما .

ثالثًا / أن الجمال والفتنة نسبيان ؛ فلا يمكن ضبطهما ؛ فقد يكون وجه امرأةٍ ما فتنا لشخص ، غير فاتن لآخر ؛ وهذا يؤكد أهمية ستر الوجه على كل حال ؛ بل ذكر بعض الفقهاء أن على المرأة كبيرة السن أن تحتجب عند من يفتن بها .

رابعاً / أن الأخذ بقول من أقوال الفقهاء لا يكون بمجرد الرغبة والتشهي ؛ بل لابد أن يكون للأخذ به مسوغ شرعي .

خامساً / أنَّ المسائل الاجتهادية التي اختلف فيها العلماء ، لا يجوز أن تكون سبباً للفرقة والاختلاف بين المسلمين ؛ بل يبين الحق للناس دون تعنيف أو تشنيع على المخالف ؛ فإن قبل فالحمد لله ، وإن لم يقبل فلا يعنف ولا يعادى لذلك .

سادساً / أنَّ النقاب المشروع هو الذي لا يبدو منه شيئ من زينة المرأة ، لا في ذاته كأن يكون مزركشاً ؛ ولا من خلاله ، كالكحل ، وبعض الوجنتين ؛ فلتتنبه الأخوات لهذا الأمر.

وعلى كل فيحسن قراءة الكتاب المشار إليه ، والله تعالى أعلم . "

قديم 12-09-2008, 12:45 AM
  #19
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيدرا 1 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

فضيلة الشيخ : اختلاف العلماء رحمة ... نجد مفتي يقول أن كشف المرأة لوجهها حرام والنقاب واجب على المرأة
ويأتي مفتي اخر يقول أن كشف المرأة لوجهها حلال و أن النقاب فضل وليس فرض ..!!
سؤالي هو :
هل يتساوى أجر المنقبة و تلك الغير منقبة عند الله عز وجل مع أن كلتاهما تحتسبان الأجر عند الله ،
ان كان الجواب نعم لهن نفس الأجر ,,,,, كيف ذلك ؟
و نحن نلاحظ ان المحجبة ( واقصد هنا غير المنقبة ) تحظى بفرص في العمل أكثر مقارنة بالمنقبة ،، واعلاميا يصورون المحجبة انها ناجحة ,, متميزة ,,, متفوقة.....الخ
برنامج خاص عن احد المجتمعات التي تكثر فيه المنقبات عرض نساء متميزات,, المشترك فيهن جميعا انهن لا يرتدين النقاب او غير محجبات اصلا ولم تعرض امرأة واحدة منهن منقبة كصورة مشرفة لبلدها !!!!!!!!
جزاكم الله خيرا

بالله كيف يتساوى اجر هذه بتلك المنقبة ؟!!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
حقيقة لم يتضح لي مفهوم المحجبة في السؤال ؟
وعلى كل فأظن الجواب قد اتضح من خلال عرض ضوابط الحجاب الشرعي - في الجواب السابق - حتى عند من يتوسع فيه ، والله تعالى أعلم .
قديم 12-09-2008, 12:55 AM
  #20
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي
عضو هيئة التدريس بقسم السياسة الشرعية بالمعهد العالي للقضاء
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 70
الشيخ/سعد بن مطر العتيبي غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روح السلام مشاهدة المشاركة
انا عندي استفسار بسيط حول موضوع معين .. لو الوحدة متزوجة من واحد صابته عين او مسحوور والعياذ بالله .. وزوجها دائم النفور منها ويكرها ويأذيها ..

هل تعتبر تصرفاته هذي ظلم للزوجة..؟! يعني زوجها قاعد يظلمها ..؟! ام انه ليس بظالم والسبب انه تصرفاته هذي ناتجة تحت تأثير العين او السحر !!!

بس في كلتا الحالتين الزوجة تتعامل بطريقة سيئة من قبل زوجها ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله !
مع تحفظي على إطلاق التشخيص للتصرفات بأنها من أثر السحر أو العين إلا أنه يفرق بين وقوع الظلم ، وبين لحوق الإثم به .
فالمريض الذي حاله كالمجنون ، إذا وقع منه أذى فإن أذاه نوع من الظلم ، لكنه لا يأثم بذلك إذا كان لا يشعر بتصرفاته ، وإن كانت بعض تصرفاته مضمونة .
وأما إن كان يدري ما يفعل ويقدر على كف أذاه ولا يفعل ؛ فإنه آثم بذلك .
والقاعدة في التعامل : المعاشرة بالمعروف والنفقة بالمعروف والإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، والله تعالى أعلم .
موضوع مغلق

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
ليجيب, مطر, الأسئلة, الشيخ, الشرعية, الطواف, القدمين, جميع, يجوز, حكم


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:21 PM.


images