الحياة مع الله ’’’ - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مقاطع مرئية وصوتية المقاطع الدينية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-2013, 06:12 AM
  #11
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

جادَّة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات


إن جادة أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات وفي الدين عمومًا جادةٌ مستقيمةٌ وصراطهم صراط مستقيم؛ لأنه قام على تعظيم نصوص الشريعة ولزوم ما جاء في الكتاب والسنة دون زيادة أو نقصان، فيؤمنون بما ورد فيهما من أسماء الرب وصفاته، ويمرِّونه كما جاء، ويُثْبِتونه كما ورد، ولا يُحَرِّفون الكلم عن مواضعه، ولا يُلْحِدون في أسمائه وآياته، ولا يكيِّفون صفاته، ولا يمثِّلون شيئًا منها بشيءٍ من صفات خلقه؛ لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفء له ولا ند ولا يُقاس بخلقه.




ويؤمنون بأن رسله الذين أخبروا عنه بتلك الصفات صادقون مصدوقون، فكلامهم وحي من الله، ومهمتهم تبليغ رسالة الله، بخلاف الذين يقولون على الله مالا يعلمون بما تُمْليه عليه عقولهم القاصرة وأفهامهم الضعيفة؛ ولهذا قال الله–سبحانه-: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الصافات: 182>.
فسبَّح نفسه عمَّا وصفه به المخالفون للرسل، وسلَّم على المرسلين لسلامة ما قلوه من النقص والعيب، ثم حمَِد نفسه على تفرُّده بالأوصاف التي يستحقُّ عليهما كمال الحمد.

وهكذا الشأن في أتباعهم المقتفين آثارهم، يُثْبِتون ما أثبته رسل الله لربهم من صفات الكمال ونعوت الجلال، كتكليمه لعباده، ومحبته لهم، ورحمته بهم، وعلوه عليهم، واستواءه على عرشه، وغضبه على أعدائه وسخطه عليهم، إلى غير ذلك مما ورد من نعوت الرب الكريمة وصفاته الجليلة، فآمنوا بذلك كله، وأمرُّوه كما جاء، من غير تعرض لكيفية، أو اعتقاد مشابهة، أو مِثْلِية، أو تأويل يؤدِّي إلى تعطيل صفات ربه البرية؛ بل وسِعَتْهم السنة المحمدية والطريقة المرضية، ولم يتجاوزوها إلى ضلالات بدعية أو أهواء ردية، فحازوا بسبب ذلك الرُتَب السنية والمنازل العلية في الدنيا والآخرة، فسَنَنُهم أبيَّن وطريقهم أقوم وهَدْيُهم أَرْشد، بل هو الحق الذي لا حق سواه، والهدى الذي ليس بعده إلا الضلال.


ومنهجهم في هذا الباب قائم على أصلين عظيمين وأساسيين متينين هما: الإثبات بلا تمثيل، والتنزيه بلا تعطيل، فلا يمثِّلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثِّلون ذاته سبحانه بذواتهم، ولا ينفون عنه صفات كماله ونعوت جلاله الثابتة في كتابه وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-؛ بل يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.وهذا الإيمان يعدُّ أصلًا من أصول الإيمان الراسخة وأساسًا من أُسُسِه العظيمة التي لا إيمان لمن لم يؤمن بها، فمن جحد شيئًا من أسماء الله وصفاته ونفاها وأنكرها فليس بمؤمن، وكذلك من كيَّفها أو شبَّهها بصفات المخلوقين-سبحان الله عما يصفون وتعالى الله عما يقوله الظالمون-.
قال نُعَيَم بن حمَّاد-رحمه الله-: "من شبَّه الله بشيءٍ من خلقه فقد كفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر، فليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله-صلى الله عليه وسلم- تشبيه".
وقال الإمام أحمد-رحمه الله: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله-صلى الله عليه وسلم-، لا يتَُجاوز القرآن والحديث"
وقال ابن عبد البر-رحمه الله-: "ليس في الاعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء به منصوصًا في كتاب الله، أو صحَّ عن رسول–صلى الله عليه وسلم-، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء في أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يُسَلَّم له ولا يُنَاظَر فيه".

ومن عظيم نعمة الله على العبد أن يوفِّقه لسلوك هذا النهج القويم القائم على لزوم كتاب الله تعالى وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-، بعيدًا عن انحرافات أهل الباطل، وتخرُّصات أهل الضلال؛ بل إنهم مضوا-بحمد الله- على جادَّة واحدة، ولم يتنازعوا في مسألة ٍ واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال، بل كلهم على إثبات ما نطق به الكتاب والسنة كلمةً واحدةً من أولهم إلى آخرهم، لم يسوموها تأويلًا، ولم يحرِّفوها عن مواضعها تبديلًا، ولم يُبْدوا لشيءٍ منها إبطالًا، ولا ضربوا لها أمثالًا؛ بل تلَقَّوها بالقبول والتسليم، وقابلوها بالإيمان والتعظيم، وجعلوا الأمر فيها أمرًا واحدًا، وأَجْرَوها على سَنَن ٍ واحد، ولسان حال قائلهم يقول: من الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التسليم. وهذا الاتفاق الذي مضى عليه أهل السنة عبر التاريخ المديد يُعَدُّ من أبين الدلائل على صحة منهجهم واستقامة مسلكهم.
ولهذا يقول أبو المظفر السمعاني-رحمه الله-: "ومما يدلُّ على أن أهل الحديث على الحق، أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنَّفة من أولهم إلى آخرهم، قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم، وتباعد ما بينهم في الديار، وسكون كل واحدٍ منهم قِطرًا من الأقطار، في بيان الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد، يَجْرون فيها على طريقة لا يحيدون عنها، ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونَقْلُهم لا ترى فيه اختلافًا، ولا تَفَرُّقًا في شيءٍ ما وإن قل؛ بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم، ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء عن قلبٍ واحد، وجرى على لسانٍ واحد.



وهل على الحق دليل أبين من هذا؟
قال الله تعالى:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً}[النساء: 82>، وقال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}[آل عمران: 103> إلى أن قال-رحمه الله-: وكان السبب في اتفاق أهل الحديث: أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل، فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم، فأورثهم التفرق والاختلاف. فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلَّما يختلف، وإن اختلفت في لفظةٍ أو كلمة فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلَّما تتفق، بل عقل كل واحد ورأيه وخاطره يرى صاحبه غير ما يُرِي الآخر" انتهى كلامه-رحمه الله-.

هذا وإن الخطأ في أسماء الرب سبحانه وصفاته ليس كالخطأ في أي أمر آخر، والواجب على كل مسلم أن يلزم نهج أهل السنة والجماعة، ويسلك سبيلهم، فإنهم على الحق المستبين.قال ابن مسعود-رضي الله عنه-: "من كان مستناً فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة؛ أولئك أصحاب محمد-صلى الله عليه وسلم-، أبرَّ هذه الأمة قلوبًا، وأعمقهم علمًا، فاعرفوا لهم حقَّهم وتمسَّكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم".
فهؤلاء معاشر المستمعين سادات هذا الشأن، ثم يليهم تابعيهم بإحسان رزقنا الله حسن الاتباع وحسن العمل إنه سميع مجيب’’
رد مع اقتباس
قديم 27-06-2013, 08:04 AM
  #12
فجر الاعياد
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 1,809
فجر الاعياد غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

جزاك الله خير

نفع الله بك وزادك علما

ينقل للقسم الأنسب مع وافر الشكر أختي الفاضله
__________________
مُساعدتك للآخرين وإن نسوا ؛ خيرٌ لا ينساهُ .. الله ♥ !
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2013, 01:34 AM
  #13
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’





وهو اسم عظيم من أسماء الله الحسنى،وهو أكثر أسماء الله الحسنى ورودًا في القرآن الكريم،فقد ورد في القرآن أكثر من ألفين ومائتي مرة،وهذا ما لم يقع لاسم آخر ،وقد افتتح الله جل وعلا به ثلاثًا وثلاثين آية.
وذكر جماعة من أهل العلم أنه اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب ،وإذا سُئل به أعطى،ولهذا الاسم خصائص وميزات اختصَّ بها.


منها أنه الأصل لجميع أسماء الله الحسنى ،وسائر الأسماء مضافة إليه ،قال الله تعالى :{ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها }.

وهو مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى ،دالٌّ عليها بالإجمال ،والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية التي هي صفات الجلال والكمال والعظمة ،فهو الاسم الذي مرجع سائر أسماء الله الحسنى إليه، ومدار معانيها عليه.

وأجمع وأحسن ما قيل في معناه ما ورد عن ابن عباس-رضي الله عنهما-،انه قال : (الله:ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين).رواه ابن جرير في (تفسيره).
أي:الذي له أوصاف الجلال والكمال والعظمة التي استحق لأجلها أن يُؤله،وأن يُخص وحده بالذل والخضوع والانكسار له سبحانه.’’’’
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2013, 01:39 AM
  #14
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’




وهو اسم عظيم لله جل وعلا،تكرر وروده في القرآن الكريم في مقامات عديدة وسياقات متنوعة تزيد على خمسمائة مرة ،قال الله تعالى :{الحمدُ للهِ ربِ العالمين }،وقال تعالى :{قل إنَّ صلاتي ونُسكي ومَحْيايَ ومَماتي للهِ ربِّ العالمين}.

ومعنى الرب:أي ذو الربوبية على خلقه أجمعين خلقًا وملكًا و تصرفًا وتدبيرًا ،وهو من الأسماء الدالة على جملة معانٍ لا على معنى واحد.

بل إن هذا الاسم إذا أُفرد تناول في دلالاته سائر أسماء الله الحسنى وصفاته العليا،

وفي هذا يقول العلامة ابن القيم-رحمه الله-: (إن الرب هو القادر الخالق البارئ المصوِّر الحيُّ القيّوم العليم السميع البصير المحسن المنعم الجواد،المعطي المانع،الضار النافع،المقدِّم المؤخِّر،الذي يُضل من يشاء ويهدي من يشاء،ويُسعد من يشاء ويُشقي من يشاء ،ويُعزُّ من يشاء ويُذلُّ من يشاء،إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقُّه من الأسماء الحسنى)
رد مع اقتباس
قديم 28-06-2013, 01:41 AM
  #15
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الاعياد مشاهدة المشاركة
جزاك الله خير

نفع الله بك وزادك علما

ينقل للقسم الأنسب مع وافر الشكر أختي الفاضله

وجُزيتِ الفردوس الأعلى من الجنة أيتها النقية ’’’
رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 01:02 AM
  #16
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’


[img]http://im35.***********/K5gZy.jpg[/img]

الرحمن ، الرحيم
وهما اسمان جليلان كثر ورودهما في القرآن الكريم ، افتتح الله بهما أم القرآن ، و جعلهما عنوان ما أنزله من الهدى و البيان ،و ضمنهما الكلمة التي لا يثبت لها شيطان ، و افتتح بها كتابه نبي الله سليمان عليه السلام ،و كان جبريل ينزل بها على النبي صلى الله عليه وسلم عند افتتاح كل سورة من القرآن .
و هذان الاسمان كل منهما دال على ثبوت الرحمة صفة لله عز و جل ،فالرحمن أي:الذي الرحمة ،والرحيم أي:الراحم لعباده .
و في هذين الاسمين دلالة على كمال الرحمة التي هي صفة الله و سعتها ،فجميع ما في العالم العلوي والسفلي من حصول المنافع والمحاب والمسار و الخيرات من آثار رحمته ،كما أن ما صرف عنهم من المكاره والنِّقم والمخاوف والأخطار و المضار من آثار رحمته ؛فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو ،ولا يدفع السيئات إلا هو ،وهو أرحم الراحمين .
رد مع اقتباس
قديم 03-07-2013, 01:07 AM
  #17
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im33.***********/ybEq9.jpg[/img]


الحي ،القيوم
وهما اسمان وردا في القرآن مقترنين في ثلاثة مواضع،أولها في آية الكرسي {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ،و الثاني في أول سورة آل عمران {الم*للّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ،والثالث في سورة طه{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } .
و اسمه تبارك وتعالى : (( الحي)) فيه إثبات الحياة صفة لله ،وهي حياة كاملة ليست مسبوقة بعدم ،و لا يلحقها زوال وفناء، و لا يعتريها نقص وعيب جلَّ ربنا و تقدس عن ذلك . واسمه القيوم فيه إثبات القيوميّة صفة له، و هي كونه سبحانه قائمًا بنفسه ،مقيمًا لخلقه .
و هذان الاسمان (الحي القيوم ) هما الجامعان لمعاني الأسماء الحسنى ؛إذ جميع صفات البارئ سبحانه راجعة إلى هذين الاسمين .فالصفات الذاتية كالسمع والبصر و اليد والعلم و نحوها راجعة إلى اسمه (الحي)،و صفات الله الفعلية كالخلق والرزق و الإنعام والإحياء و الإماتة و نحوها راجعة إلى اسمه (القيوم )؛ ولذا ذهب بعض أهل العلم إلى أنهما اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ،و إذا سُئل به أعطى
.
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 04:34 AM
  #18
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im35.***********/zyS50.jpg[/img]

الخالق الخلاق
وقد ورد اسم الله (الخالق) في القرآن الكريم في عدة مواضع .
منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} ،وورد بصيغة المبالغة (الخلاق) في موضعين من القرآن ،في قوله تعالى :{ إنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ} ،وقوله :{ بلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ} .
والخلق يُطلق ويُراد به أمران :
أحدهما :إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق ،ومنه قوله تعالى : {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} [يس : 71]
والثاني:بمعنى التقدير،ومنه قولهم خلق الأديم ،أي:قدّره ،ومنه قوله تعالى :{ وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً} أي :تقدرونه وتهيئونه.
فالخلق في نعوت الآدميين معناه التقدير ،أما الخلق الذي هو إبداع الشيء و إيجاده على غير مثال سابق فمتفرد به رب العالمين ،كما قال تعالى :{ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ}،وقال تعالى :{ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }[لقمان : 11]
وخلق الله لهذه المخلوقات لم يكن لهوًا ولا عبثًا تنزه الرب وتقدس عن ذلك ،بل خلقهم ليعبدوه و يوحدوه {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ *فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }
رد مع اقتباس
قديم 07-07-2013, 04:37 AM
  #19
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

الخالق البارئ المصور
وقد جمع الله هذه الأسماء الثلاثة في قوله سبحانه :{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى } [الحشر : 24] ،أي :هو المنفرد بخلق جميع المخلوقات وبرأ بحكمته جميع البريات وصوّر بإحكامه وحُسن خَلْقِه جميع الكائنات فخلقها وأبدعها و فطرها في الوقت المناسب لها وقدر خلقها أحسن تقدير ،وصنعها أتقن صنع وهداها لمصالحها وأعطى كل شيء خلقه اللائق به ثم هدى كل مخلوق لما هيئ وخلق له .
فالخالق هو المقدر للأشياء على مقتضى حكمته ،والبارئ الموجد لها بعد العدم ،والمصور أي :المخلوقات والكائنات كيف شاء .فالبارئ المصور فيهما كما قال ابن القيم تفصيل لمعنى اسم الخالق ،فالله عز و جل إذا أراد خلق شيء قدّره بعلمه و حكمته ثم برأه ،أي:أوجده وفق ما قدر في الصورة التي شاءها و أرادها سبحانه .
فانتظمت هذه الأسماء الثلاثة حسب ترتيبها في الآية على الخلق أولا وهو تقدير وجود المخلوق ،ثم بريه وهو إيجاده من العدم ،ثم جعله بالصورة التي شاءها سبحانه .
رد مع اقتباس
قديم 08-07-2013, 11:51 PM
  #20
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im38.***********/t7ndn.jpg[/img]

الملك المليك

وقد ورد اسم الله الملك في القرآن الكريم في خمسة مواضع :منها قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ }[الحشر : 23]،وورد اسم المليك في موضع واحد في قوله تعالى :{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ*فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.

وهذان الاسمان دالان على أن الله سبحانه ذو الملك ،أي:المالك لجميع الأشياء ،المتصرف فيها ،بلا ممانعة ولا مدافعة.
وقد تكرر في القرآن الكريم بيان أن تفرد الله بالملك لا شريك له دليل ظاهر على وجوب إفراده وحده بالعبادة،قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}

و أن عبادة من سواه ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا أضل الضلال وأبطل الباطل،وقد ورد في القرآن آيات عديدة تقرر هذه الحقيقة وتجلي هذا الأمر.

كما قال تعالى :{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ} وقال تعالى :{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً }
ومن لا يملك في هذا الكون ولا مثقال ذرة لا يجوز أن يُصرف له شيء من العبادة ،إذ العبادة حق للملك العظيم والخالق الجليل والرب المدبر لهذا الكون لا شريك له عزّ شأنه وعظم سلطانه وتعالى جدّه ولا إله غيره .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:48 AM.


images