الحمدلله أنا تعودت
نعم عودت نفسي منذ ولادة ابني على مراعاة هذا الجانب بشكل كبير .. وحرصت أشد الحرص على أن أعبر عن حبي لابني في معظم اللحظات وكثير من الأوقات .. كوقت اللعب ووقت الاستحمام ووقت الأكل ووقت النوم وعندما نكون في السيارة ... وحتى أحياناً بدون مناسبة ولا وقت محدد تراني جالسة وفجأة أنادي ابني وأقول (انا أحبك جداً) .. (أنا أموت عليك) .. (فديتك) .. (أنت روحي وعمري) .... والجميل ان ابني اعتاد هذا الأمر مني وعندما تطورت قدرته على الكلام أصبح يقلدني .. فاراه في كثير من الأحيان يأتيني ويقول لي (ماما انا أحبكِ) .. (أموت عليكِ)
والآن عندما أسأله (هل تعرف أنني أحبك؟) .. يرد (نعم) والابتسامة تملأ وجهه
فقط عندي تعليق بسيط على الحب النرجسي وارتباطه بالتذكير بالعطاء والتضحية .. فنعم هو حب مرفوض بين الأم وابنها على وجه الخصوص .. ولكن رأيي الشخصي أن الأم لا يمكن أن تصل لهذه المرحلة إلا إن رأت إساءة واضحة وجحوداً كبيراً من ابنها .. وعندها فإن الألم النفسي الشديد وخيبة الأمل الكبيرة التي تشعر بها هي التي ستجبرها على تذكير ابنها بما فعلته من أجله .. بل إنني أدعي أن الابن أحياناً يصل في جحوده وإساءته إلى درجة كبيرة وخطيرة يستحق معهما بالفعل إلى حرمانه من أي عطاء من أمه لعل ذلك يعيده إلى رشده .. ولذلك فإنني شخصياً أتفهم كثيراً موقف مثل هذه الأم.
وربما يفترض أن يكون (عطاء الأم بلا حدود) .. ولكنني شخصياً لا أحبذ استخدام هذه العبارة لأنني أرى أن عطاءها يجب أن يكون (عطاءً مدروساً) في المقام الأول إن كنا نريد لأبنائنا أن يكونوا ذوي شخصيات مستقرة وصالحة وتستطيع تحمل المسؤولية.
نقل موفق جداً يا عزيزتي.