التربية بالحب - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-2008, 05:02 AM
  #1
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
التربية بالحب

التربية بالحب


د. ميسرة طاهر

بات شائعاً لدى الكثير منا أن مانحمله من أفكار بشأن العلاقة مع أبنائنا ينبغي أن يحاكم وأن يوضع في الميزان وهناك اتفاق على أنه ينبغي أن نعيد النظر في كثير من أشكال تربيتنا لأبنائنا كما ينبغي أن نفكر جدياً للحصول على إجابة سؤال مهم هو .. كيف ينبغي أن تكون هذه التربية ؟؟
فأنا مضطر في كثير من الأحيان لدراسة الواقع الذي أعيشه و أبحث بأسلوب علمي ، حتى أثبت أن أسلوباً ما في التربية له نتائج ضارة .
وهناك قواعد كثيرة حددها الوحي قد انتبه إليها وقد لا انتبه .

والآن يمكن أن نطرح السؤال التالي .. هل نستطيع أن نربي بالحب ؟؟ وهو سؤال يترتب عليه جملة من الأسئلة أهمها ... ماهو الحب ؟؟ وكيف يولد في نفوس الناس ؟؟ وما أنواعه ؟؟ وما معيار الحب الحقيقي ؟
وهل للحب لغة ؟؟

نحن نعلم أن الناس جميعاً لديهم جملة من الحاجات العضوية كالحاجة إلى الطعام و الشراب و النوم و الراحة و الحاجة الجنسية ،، وليهم أيضاً جملة من الحاجات النفسية : منها .. الحاجة إلى الحب .
و كِلا النوعين من الحاجات لابد من اشباعها حتى يشعر الفرد منا بالتوازن ، ذلك أن عدم إشباعها يجعلنا نحس بفقدان التوازن أو إختلالها .

ولكن ما الفرق بين الحاجات العضوية والحاجات النفسية ؟؟


الفرق في نقطة مهمة "إن عدم إشباع معظم الحاجات العضوية يؤدي إلى الموت ،، ولكن الحاجات النفسية ليست كالحاجات العضوية التي ذكرناها . فعدم إشباع الحاجات النفسية لايؤدي إلى الموت ولكنه يترك أثراً خطيراً على الشخصية ،، يبدو هذا الأثر في سلوك الفرد ومقدار سعادته ، كما يبدو أثناء تعامله مع غيره "

فالحب إذن ... عاطفة إنسانية تتمركز حول شخص أو شيء أو مكان أو فكرة وتسمى هذه العاطفة باسم مركزها فهي تارة عاطفة حب الوطن حين تتمركز حول الوطن وتارة أخرى عاطفة الأمومة حين تتمركز عاطفة الأم حول طفلها ,, وهكذا .

كل مافيه الحب فهو وحده الحياة , ولو كان صغيراً لا خطر له , ولو كان خسيساً لا قيمة له ، كأن الحبيب يتخذ في وجودنا صورة معنوية من القلب ، والقلب على صغره يخرج منه كل الدم ويعود إليه كل الدم .

والحب أيضاً حاجة نفسية تحتاج إلى إشباع باستمرار فكيف تتكون هذه العاطفة التي بتكوينها عند الأم تشبع الحاجة للحب عند الطفل .
دعونا نقف عند حديث قدسي ،،، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي { وما تقرب إلي عبدٌ بأحب إلي مما افترضته عليه و مايزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها } .

في هذا الحديث القدسي عدة قواعد لابد لنا من الوقوف عندها ...
أولاً " حب الله لأداء عبده للفرائض "
ثانياً "النوافل طريقٌ لتقرب العبد العبد إلى الله "
ثالثاً " تقرب العبد إلى الله بالنوافل مدعاة لحب الله للعبد "
ومن نتائج حب الله للعبد ،، أن العبد يملك عنئذٍ جملة من وسائل التمييز فلا يرى ولا يسمع إلا مايرضي الله ولا يمشي ولا يفعل إلا ما يرضي الله .
و يتماشى مع موضوعنا ، أن مايقدمه العبد من أداءٍ للنوافل هو الطريق لمحبة الله تباركت أسماؤه .
بمعنى آخر : أن حب الله وهو الغني عن العباد هو نتيجة لما يقوم به العبد من أداءٍ للنوافل .

ويمكن صياغة هذه القاعدة بالآتي [ إن العطاء طريق الحب ] .والعطاء يقدمه العبد والحب من الرب .
مع أن الله تبارك وتعالى غنيٌ عن أداء كل العباد لفروضهم ناهيكم عن نوافلهم . ولكنها قاعدة أراد الله وهو الأعلم أن يعلمنا إياها وهي ((أن من يريد أن يكسب الحب فليبدأ هو بالعطاء)) ، أي فليقدم العطاء ،، عطاءٌ فوق المفروض عليه ،، عطاءٌ يتعدى الواجب أداءه لله ، والنافلة هنا وهي عمل فوق المفروض كانت سبباً لمحبة الله .
وفي موقع آخر يؤكد رب العالمين على لسان من اقتدروا على الحب الحقيقي أن عطاءهم لوجه الله وليس ابتغاء مردود يحصلون عليه من الناس { إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكُوراً } .

وإذا عدنا إلى علاقة الحب بين الأم وولدها ، لتبين لنا أن حب الأم وولدها ، لتَبيّن لنا أن حب الأم لولدها ، مثل النوع الأول من الحب (الحب الحقيقي) الحب الذي لاتبغي الأم من ورائه مردود أو نتيجة ، إنما هو حبٌ مغروس في أصل خلقتها ، إنه حبٌ فطري جُبلت عليه ولم تتعلمه وإن كان هذا الحب قد يفسد بسبب التربية غير السليمة للأم ، فيتحول إلى مايمكن تسميته بحب كشف الحساب . ذلك الحب الذي يتمركز حول من يقدمه وليس حةل من يُقدم له وهو مايمكن تسميته

بالحب النرجسي
إذاً الحب النرجسي هو حبٌ أناني ، حبٌ للذات وليس للآخر ، حبٌ يعتمد على الأخذ فيحيل صاحبه إلى فردٍ ذو شخصية دوامية تبتلع مايحيط بها . إن من كانت شخصيته ذو حبٍ نرجسي فإنه يريد أن يبتلع كل ماحوله ليصب في ذاته .
شخصية من هذا القبيل تحب غيرها ..نعم ، ولكن طالما أن الغير يحقق لها ماتريد ويشبع حاجاتها ورغباتها ويعظمها ويبجلها ويعطيها وحين يتوقف الآخر عن العطاء ولو كان توقفاً بسيطاً أو يقصر ولو قليلاً .. يتوقف الحب مباشرةً .
و كِلا النوعين من الحب النرجسي والحقيقي فيهما عطاء ، ولكن الحب الحقيقي عطاءٌ دائم ومستمر هدفه مصلحة المحبوب ،،، تماماً كما تفعل الأم مع طفلها .
وفي الثاني أيضاً عطاء ولكنه عطاٌ مشروط بجملة من الشروط ، حبٌ فيه يتوقف المحب عن العطاء بمجرد توقف المحبوب عن الرد ، حبٌ يدور حول ذات المحب وليس حول ذات المحبوب ، حبٌ يجعل المحب يصدر كشف الحساب فوراً ودون تردد ، ويريه كم ضحى من أجله وكم أعطاه وكم حرم نفسه من النعيم من أجله . حبٌ يظهر كشفاً طويلاً من العطاء كما يُظهر كماً كبيراً من الجحود من قِبلِ المحبوب ، حيث يعتمد عل إظهار المن في العطاء من المحب والجحود من المحبوب .

ودعونا نقرأ الحديثين التاليين لنتعرف أكثر على هذين النوعين ولنعرف هل حبنا لأبنائنا حبٌ حقيقي أم نرجسي .
سمع أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ كانت امرأتان معهما ابناهما ، جاء الذئب فذهب بابن إحداهما ، فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنكِ وقالت الأخرى إنما ذهب بابنكِ أنتِ فتحاكمتا إلى داوود فقضى به للكبرى ، فخرجتا على سليمان بن داوود فاخبرتاه فقال : ائتوني بالسكين اشقه بينهما . فقالت الصغرى : لاتفعل يرحمك الله هو ابنها ,, فقضى به للصغرى ] .
لن نقف عند هذا الحديث كثيراً لأنه واضح وضوح الشمس و أوضح مافيه أن الأم الحقيقية وهي الصغرى رضيت أن يؤخذ ابنها منها طالما أنه سيبقى حيّاً سليماً ، وذلك من شدة حبها لها وخوفها عليه ولو أدى ذلك الإبعاد إلى حزنها الشديد .
لقد ضحت هذه الأم بوجود ابنها معها في سبيل مصلحته الكامنة في بقائه على قيد الحياة ، وهذا بالطبع ما تريده كل أم .
حب الأم في تسميته كالشجرة تغرس من عود ضعيف ثم لاتزال به الفصول و آثارها و لاتزال تتمكن بجذورها وتمتد بفروعها حتى تكتمل شجرة بعد أن تفني عِداد أوراقها ليالي وأيام .
هذا عن الحب الحقيقي .

أما الحب النرجسي فنرى مثلاً جليّاً له بسلوك فرعون مع موسى { قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك سنين . وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين . قال فعلتها إذاً وأنا من الضآلين . ففرتُ منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكماً وجعلني من المرسلين . وتلك نعمةٌ تمنها عليّ أن عبدّتَ بني اسرائيل }
والملاحظ أن فرعون استخدم أسلوب كشف الحساب حين قال لموسى { قال ألم نربك فينا وليداً ولبثت من عمرك سنين . وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين . }
إن الحب الفرعوني حب نرجسي واضح المعالم ، حبٌ يعتمد على المن و الأذى وما أراد أن يقوله فرعون لابنه هو بالضبط ما يقوله الكثير من الآباء و الأمهات لأبنائهم حين يتوقف الأبناء عن السير في أطراف الدوامة . عندها نسمع كلاماً من قبيل ... ألا تذكر مافعلته لك ؟ ألا تذكر أني حرمتُ نفسي من كثير من المزايا في سبيل تأمين ما تريده ؟ ألم أعطك من وقتي وعمري ؟ ياحسرتى على عمري وتربتي لك لو ربيتُ قطةً لكانت خيراً منك .

ليس بحبٍ إلا ماعرفته ارتقاءً شخصياً تعلو فيه الروح بين سماوين من البشرية وتبوح منها ،، كالمصباح بين مرآتين يكون واحداً فترى منه العين ثلاثة مصابيح ، فكأن الحب هو تعدد الروح في نفسها وفي محوبها .

ولنقرأ هذه الحادثة التي سطرتها لنا كتب التاريخ .. اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد فلما تزوج رسول الله بخديجة وهبته له فتبناه الرسول . فخرج أبو زيد وعمه لفدائه فلما وصلا لمكة سألا عن النبي صلى الله عليه وسلم وذهبا إليه وخاطباه بلغة راقية جداً ، قالا : يا ابن عبد المطلب يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون الأسير و تطعمون الجائع و تغيثون الملهوف وقد جئناك في ابن لنا عندك فامنن علينا بفدائه فإنا سندفع لك في الفداء ما تشاء . قال رسول الله ومن هو ؟؟ فقالا : زيد بن حارثة . فقال عليه الصلاة والسلام فهلاّ غير ذلك . قالا: وماهو ؟؟ قال : أدعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فما أنا بالذي اختار على من يختارني أحداً . فقالا : قد زدتنا على النصف و أحسنت .
فدعاه و قال له هل تعرف هؤلاء ؟؟ قال : نعم . قال : من هذا ؟؟ قال : هذا أبي ومن هذا ؟؟ قال : هذا عمي .
فقال لزيد : فأنا من قد علمتَ فاخترني أو اخترهما . " ولم يقدم كشف حساب طويل. "
هذا الكلام مهم أيها الإخوة و الأخوات ، مهم جداً . لأنه يمثل مفتاح التربية بالحب.
قال زيد : ما أنا بالذي يختار عليك أحداً ، أنت مني مكان الأب والعم.

الحب الصحيح ليس له فوق ، و لايشبه من هذه الناحية إلا الإرادة الصحيحة فليس لها وراءٌ ولايمين ولا شِمال ، وماهي إلا أمام أمام .

** إذا غضبنا على أولادنا هل ندعو عليهم أم لهم ؟؟ وهذا معيار من معايير الحب .
** الحب يكون من الإنسان وهو في أحلك حالات الضعف تماماً كما يبدو والإنسان في أشد لحظات القوة .

إن من حق الجميع على أولادهم أن يبروهم أي أن يردوا جميلهم وصنيعهم و إحسانهم بإحسان . وإن لم يفعل ذلك الأبناء فقد خسروا خسراناً كبيراً .
ولكن لاينبغي التوقف عن الإحسان إليهم إذا أساءوا أو أخطأوا إن كنا نحبهم حباً حقيقياً .
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
قديم 10-07-2008, 05:04 AM
  #2
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
لقد عرفنا الآن أيها الأحبة أنواع الحب و أهمية الحب و معيار الحب ،، ويبقى شيءٌ واحد لابد من معرفته وهو لغة الحب . فهل للحب لغة ؟؟

يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية ...

1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،،، 3- لقمة الحب
4- لمسة الحب ،،،، 5- دثار الحب ،،،،،، 6- ضمة الحب
7- قبلة الحب ,,,,,,, 8- بسمة الحب

الأولى : كلمة الحب .
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة ) .
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلاّ فلا .
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ] .

الثانية : نظرة الحب .
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يافلان ) 3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يافلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .

الثالثة : لقمة الحب .
لاتتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الآبتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض (ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي) بعد هذا سيقبلها .

الرابعة : لمسة الحب .
يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه.

الخامسة : دثار الحب .
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة ... إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟
فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه .
في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل .
بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا .

السادسة : ضمة الحب .
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له .

السابعة : قبلة الحب .

قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك .
أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام .

هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ماتعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لانغيره .
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحن إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء .



وجزى الله خيرا من لخص المحاضرة وبارك فيه وجزاه الفردوس الأعلى من الجنة
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
قديم 10-07-2008, 01:12 PM
  #3
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
الحمدلله أنا تعودت


نعم عودت نفسي منذ ولادة ابني على مراعاة هذا الجانب بشكل كبير .. وحرصت أشد الحرص على أن أعبر عن حبي لابني في معظم اللحظات وكثير من الأوقات .. كوقت اللعب ووقت الاستحمام ووقت الأكل ووقت النوم وعندما نكون في السيارة ... وحتى أحياناً بدون مناسبة ولا وقت محدد تراني جالسة وفجأة أنادي ابني وأقول (انا أحبك جداً) .. (أنا أموت عليك) .. (فديتك) .. (أنت روحي وعمري) .... والجميل ان ابني اعتاد هذا الأمر مني وعندما تطورت قدرته على الكلام أصبح يقلدني .. فاراه في كثير من الأحيان يأتيني ويقول لي (ماما انا أحبكِ) .. (أموت عليكِ)

والآن عندما أسأله (هل تعرف أنني أحبك؟) .. يرد (نعم) والابتسامة تملأ وجهه




فقط عندي تعليق بسيط على الحب النرجسي وارتباطه بالتذكير بالعطاء والتضحية .. فنعم هو حب مرفوض بين الأم وابنها على وجه الخصوص .. ولكن رأيي الشخصي أن الأم لا يمكن أن تصل لهذه المرحلة إلا إن رأت إساءة واضحة وجحوداً كبيراً من ابنها .. وعندها فإن الألم النفسي الشديد وخيبة الأمل الكبيرة التي تشعر بها هي التي ستجبرها على تذكير ابنها بما فعلته من أجله .. بل إنني أدعي أن الابن أحياناً يصل في جحوده وإساءته إلى درجة كبيرة وخطيرة يستحق معهما بالفعل إلى حرمانه من أي عطاء من أمه لعل ذلك يعيده إلى رشده .. ولذلك فإنني شخصياً أتفهم كثيراً موقف مثل هذه الأم.

وربما يفترض أن يكون (عطاء الأم بلا حدود) .. ولكنني شخصياً لا أحبذ استخدام هذه العبارة لأنني أرى أن عطاءها يجب أن يكون (عطاءً مدروساً) في المقام الأول إن كنا نريد لأبنائنا أن يكونوا ذوي شخصيات مستقرة وصالحة وتستطيع تحمل المسؤولية.



نقل موفق جداً يا عزيزتي.
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.

التعديل الأخير تم بواسطة مهره ; 10-07-2008 الساعة 01:17 PM
قديم 10-07-2008, 09:33 PM
  #4
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
شكرا على الاضافة اختي مهرة وحفظ الله ابنك من كل سوء و رزقك بره وصلاحه
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
قديم 10-07-2008, 11:39 PM
  #5
-نوران-
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية -نوران-
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 2,635
-نوران- غير متصل  
آهلا كيوتي

إيه الإبداع و الحركات و المواضيع الحلوة دي ؟؟

أنا برأيي إن التربية لا تصلح بدون الحب

يجب أن يدرك الطفل منذ نعومة أظفاره أن والديه يعشقانه و يحبانه

لأنه عندها سيدرك أنهم لم يقسو عليه في مرة إلا لمصلحته

و لما يحدث خلاف لن يطيق الطفل نفسه و سيركض لوالديه اللذان يحبهما و يعرف أنهم يحبانه

و حب الوالدين يعزز ثقة الطفل بنفسه

أعجبتني جدا جدا دثار الحب و لمسة الحب

وفقك الله حبيبتي كيوتي للخير و الصلاح و رزقكِ من حيث لا تحتسبي
__________________
سبحان الله

الحمد لله

و لا إله إلا الله



قديم 11-07-2008, 12:24 PM
  #6
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
شكرا نوران..ما نقلته هو نقطة في بحر ما تقدمينه من مواضيع..و ما يخطه قلمك...

شاكرة لك مرورك..
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
قديم 12-07-2008, 12:19 AM
  #7
فيافي نجد
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية فيافي نجد
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 11,493
فيافي نجد غير متصل  


يسلم غاليتي كيوتي


نقل موفق

احبنا المولى واياك
__________________
لاتقل أنا طيب فالكل طيب! ولا تقل أنا متعب فالكل متعب! ولا تقل أنا حزين فالكل حزين! بل قل فقط الحمد لله صبحاً ومساءً ، ليخف أنينك وتضمحل أوجاعك وتقل أمطار دموعك ... وعش هانئاً مؤمناً...متسامحاً عفواً متعاطفاً مع الغير..و ابتعد عن النزاعات والأحقاد والانتقام فلن يكسبوك سوا الندامه في الدنيا والآخره..
قديم 13-07-2008, 08:59 AM
  #8
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
شاكرة مرورك اختي فيافي
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
قديم 15-07-2008, 04:57 PM
  #9
سحب77
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية سحب77
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 4,366
سحب77 غير متصل  
tongue3

جزاكِ الله كل الخير عزيزتي كيوتي على الطرح الراااائع
أما عن علاقتي بأولادي فهي تقوم على المحبة والمودة فيما بيننا ليس بالقلب فقط وإنما بالأفعال أيضاً حتى إن إبنتي الكبرى تسألني بين فترة واخرى (هل تحبينني يا ماما) لأنني أنا احبكِ حتى أنا تعودت ان أسألهم بين فترة وأخرى هل تحبونني؟
من ناحية التقبيل فإنني لا أبخل عليهم بالقبلات، أقبلهم مرات كثيرة في اليوم وبدون أي مناسبة حتى إنهم تعودوا أن يقبلونني بالمقابل وكل واحد منهم يغار من الثاني ويكون السباق لتقبيلي
والحضنات أو الضمات أشعر براحة كثيراً عندما أحضن إبنتي أو إبني، حتى عندما يتم عرض أناشيد عن الأم على قناة سبيس تون أسارع لحضنهم وضمهم، أحضنهم قبل النوم وبعد الإستيقاظ منه وأسمح لهم ان يناموا في أحضاني بين فترة وأخرى، أحضنهم بعد الإستحمام وعند لبسهم لملابس جديدة ودائماً ما أمدحهم على لبسهم الجميل وعلى رائحتهم العطرة
كما أقسي عليهم في مرات عديدة ولكن من أجل مصلحتهم وحتى لا يكرروا الأخطاء التي أرتكبوها مرة ثانية
لكن يظل الحب موجود بيننا


يا رب يرزقكِ غاليتي بالذرية الصالحة والمعافاة عاجلاً غير أجل
__________________
أنتهت الإجازة الصيفية وبدأ الدوام








التعديل الأخير تم بواسطة سحب77 ; 15-07-2008 الساعة 05:05 PM
قديم 16-07-2008, 06:44 AM
  #10
cutiepie
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 3,918
cutiepie غير متصل  
ما شاء الله تبارك الله اختي سحب الله يخلي لك اولادك و يرزقك برهم و صلاحهم..

و شاكرة دعائك لي..
__________________
اللهم احفظ اخي و ارفع عنه..و اكشف ضره..و اعده الينا سالماً معافى..عاجلاً غير آجل..

و احفظ اهل بيتي من كل سوء...

يا حي يا قيوم برحمتك استغيث..
حسبي الله و نعم الوكيل..
لا تنسونا من الدعاء..
موضوع مغلق

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
التربية, بالحب


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:00 AM.


images