الآباء أنواع ,

أب ديكتاتور جائر ,,, يتجبر ,,, يحكم بيد من حديد لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلبه ,, يستأثر بقراراته ,, يجعل رغباته الشخصيه أهم أولوياته متناسيا متجاهلا حاجات عائلته ,,

أبٌ .. ضبط أسرته بصواب القرار ,, وفنون التربية الصالحه ,, يحكمه سداد الرأي ,, وتغمره مساحات الحنان وعطف الأبوه ,, ثابت على قاعدة الحزم مع اللين ,, والصلابة مع الرأفه ,

أبٌ تمرس في احتراف التوازن العاطفي وتمرس في مهارات حسن تربية أبناءه ,, فصادقهم واقترب منهم , حاورهم بل تفنن في الحوار معهم بكل معاني الشفافيه , دخل إلى عالمهم وتمكن من اجتذابهم ,, فأصلح تربيتهم ,,


أما طائر الفلامنغو ,, ففي سابقة هي الأولى من نوعها في استحداث نماذج جديده للآباء هي أقرب ما تكون مستنسخة من الأب في الغرب والذي هو قاب قوسين أو أدنى من أن ُينادَى باسمه من قبل أبناءه ,, هو بحق
طائر فلامنغو !!!!!!!

هذا الطائر ويالعظمة الخالق يتمكن من الوقوف على ساق واحده وقد تأخذه ساعات نوم على هذه الشاكله مع ذلك ,, هو محافظ على توازنه,, فتراه يريح ساقا ويستند على الأخرى ,,, ويكمن الشبه بين وقوف ذلك الطائر العجيب ,, والنموذج الدخيل المستحدث للأب في مجتمعنا ,, في أن عوامل النحت والتعريه طالت القاعدة التي ينبغي أن يقف عليها في التربية من حيث قوة الضبط مع التوازن العاطفي ,,


ولكن يبدو أن تلك العوامل نحتت قاعدته,, لتصبح لا تكفي إلا لساق واحده ,, فبات يتأرجح ويترنح خلال وقوفه ,, وهو على شفا لحظة من السقوط أرضا ,,

هذا النوع من الأباء فقَدَ كلَ مُقِوماتِ الأب القدوة ,, فهو خانع خاضع ,, ضعيف تناسى شخصيته وقوة حضوره وتأثيره على أبناءه ,, وهنا يتبادر السؤال البديهي للأذهان لمن هو خانع خاضع ؟؟؟؟؟؟؟؟

لزوجته ؟؟؟؟؟؟؟؟ أبدا .

لأحد والديه أو كلاهما ؟؟؟؟؟؟؟ إطلاقا .

لأشقاءه أو أصحابه أو أرباب عمله ؟؟؟؟؟؟ كلا هو ليس كذلك .

إذا لمن يا ترى ؟؟؟؟؟؟؟

إنه محكوم مسيطَر عليه من قِبل إبنته المراهقه ,, تلك التي لم تُغرَس فيها معاني بر الوالدين وتوقيرهما ,, لا سيما الأب الذي تخاذل ,, وتخلى عن أرقى مبادئ حسن التربيه ,,, فتغاضى عن أخطائها ,, وترك لها زمام الأمور ,,, وتجاهل حقه في ضبط سلوكها ,,, ظنا منه أن حسن توجيهها يندرج تحت قمع وسيطرة وديكتاتورية الأباء ..,, واتخذ من الحرية المفرطة بشتى المقاييس شعارا له كأب يتعاطى الديمقراطيه,, يحاكي ويجاري الأب الذي يمارس التربية الحديثة .

ما دعا ابنته للانتقاص من قدره,, واعتبار وجوده واهن كما نسيج العنكبوت ,, فاستغلت تراخيه لتسوء أخلاقها ,, تذمر صريح ,, صراخ في وجه الوالدين وصدهما صدا ,, لا اعتبار لوجودهما ,, حرية في التصرفات , تمرد في كل لحظه سلوكيات غير مقبوله ,, وجديدة على مجتمعنا ,, ومن ذا الذي يجرؤ على منعها !!!,, سيقلب البيت إلى جحيم ما دامت ساخطة ,, والكل خاضع لرهن إشارتها ,, فإن رضيت هنئوا ,, وإن سخِطت ابتأسوا وطأطأوا روسهم !!!!

وياللأسف تعددت مظاهر وصور ذلك الأب,,, ما يجعلنا نضرب كفا بكف ,, على هذا التراخي والتهاون والتخاذل ,, والأدهى والأمر,, بأن أعداد تلك النماذج آخذة في الإزدياد ,, مما لا يتيح فرصة لآمالنا وحلمنا ,, للارتقاء بأمتنا .

فهذا الأب يجاري من يصادقهم من أصحاب رؤوس الأموال إذاً, فمن العيب و المشين
أن يوجه ابنته توجيها سليما ,, فهذا يتنافى مع التحضر والحضاره في الحريه المطلقه التي يمنحها أولئك الآباء لبناتهم ,, فكيف سيجاريهم ويطالعهم ؟؟,, لذلك أخذ على عاتقه أن يكون أب مستحدث ,, تراخى إلى حد السفه في التربيه فلم يكن في حياة ابنته سوى ممول لا أكثر ,, فهاهي ذي قد ملئت يومها ببرامجها الخاصه ,, فلا يجرؤ بدوره حتى على سؤالها عن وجهتها سواء ليلا أو نهارا ,, برنامج ضُج بالحفلات والسهرات والرحلات ,والمآرب الأخرى , ومع إمكانية قيادة السيارات للنساء في بعض البلاد ,, لا مجال لمنعها من استعمال سيارتها الشخصيه تارة,, بل وسيارات من بالمنزل تارة أخرى حسب ما يقترحه مزاجها الشخصي والوقت الذي تريد وحتى إن ناصف الليل ,,, حتى الأب ذاته,, تراها تعطي نفسها الحق في استخدام سيارته ودون إذنه وياللهول إن تجرأ وهاتفها مطالبا بسيارته التي قد يحتاجها لأمر هام ,,

فجدولها اليومي حافل بكل ما لا يفيد , مبيت خارج المنزل عند بعض الصديقات ,, او استقبال الصديقات للمبيت في المنزل ,,, وأي صديقات ,, وأي مراهقات ,, وأي رفيقات ,,, قد تجردن من كل ما يدعو لحسن الخلق ,,, رفيقات سوء لسن إلا كذلك ,, يخيبن آمال من يشاهدهن وقد أغمض عينيه وأطلق العنان لمخيلته لتصل إلى نوع الأجيال التي ستتربى في كنف أمهات مثلهن ,, يالدمار الأمه !!!!!!!

فأين أنت أيها الأب الخانع الذي لا يجرؤ على إصلاح سلوك ابنته تجنبا لنزع فتيل غضبها الذي سيعم أركان المنزل ,, يا من تتفادى ظهور علامات الحنق على وجهها ومن ثم إظهارك ضيعفا أمام صراخها في وجهك كما لو كنت طفلا أمامها ؟؟؟؟؟؟؟؟

قد غاب بل ذاب حضورك أمامها فكيف لها أن تحترم زوجها يوما ؟؟ ستحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تسيطر عليه كما سيطرت عليك... وإلا ستعود لك بكم هائل من مشكلاتها الزوجيه ,, هذا إن لم تعد لك مطلقه فهل نفعك ضعفك ؟؟؟؟؟


وهذا نموذج آخر لأب يُشهَد له بالورع ودماثة الخلق ,, حيث الآراء السديده وسلامة المنطق ,, والحضور المتميز في المحافل الإجتماعيه ,, وازدراء النظرة إلى كل ما هو مشين مع الاستنكار الدائم لكل سليبات المجتمع ,, ذلك النموذج الذي ظن الجميع بأن جيلا صالحا متميزا سيتتلمذ على يديه ,,,,, لنشتم في نهاية المطاف عطر ابنته الشابه على بعد أمتار ,, حتى تدنو وتقترب ليصعب تحديد ملامح وجهها بسبب كم المساحيق الصارخه ,, تلك الإبنة التي سيُشكَل عليها تحديد قِبلة الصلاة إن سُِؤَلت عنها يوما !!!
ومع كل ما يرى منها واضحا جليا ومم هو مستهجن مستنكر,, إلا أن أباها الحانِ يصر على وضع نظارة سوداء على عينيه تمنعه من مشاهدة ما يحدث حوله ,, وقد سؤل يوما ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) ,, ومع إجابته التي يٌستشَف منها التهرب من مسؤولية الجواب نفهم بأن من الصعوبة منع ابنته محاكاة جرأة جيلها ..
يالخيبة الأمل ........

فاقد الشيء لا يعطيه أيها الأب الناصح الأمين بل أيها المتراءي المتحذلق .. ماذا غرستَ في ابنتك من مفاهيم تنادي بها,,,؟؟,, لا شيئ ,, إذا فبئست التربيه ,, وبئس الأب أنت .

وما خفي كان أعظم من تلك النماذج لا يتسع المقام لاستعراضها .



فهل لنا وبعد انتشار تلك النماذج أن نلقي باللوم على تلك المراهقه او تلك الشابه ؟؟؟؟؟؟؟؟ الجواب بالنفي طبعا ,,, فتلك المراهقة لم تجد لها قدوه تكون لسلوكها وتوجيهها عونا وسندا أو عينا مُبَصِرة لها لانتهاج الصراط السوي .

أما أنت يا من نفترض بأنك القدوة,,, يا من تهاونتَ وبررتَ تخاذلك بدافع الحب والدلال المفرط ,, فأنت وياللعار المتسبب الأول والأخير في ضياع ابنتك , وستُسأل عن تخاذلك وتهاونك يوما ,, فهي نفس من رعيتك التي حُمِلتَ مسؤوليتها ,,


قال تعالى :" قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها " .

وها أنت تجني ثمار سوء تربيتك وفشل أبوتك ,, ألا تعلم بأن تلك المرحله من حياة ابنتك هي ملتقى الطرق التي تتقابل فيها الإتجاهات المختلفه من جهة مع الرغبات الذاتيه من جهة أخرى ؟؟ فمن السهولة أن تتيه فيها تلك الشابه فيسهل على الإنحراف التسلل إليها ,, فأين أنت أيها الموجه الغيور على استقامة مستقبل ابنتك ؟أين أنت من حسن استخدام الإقناع في توجيهها وإرشادها ,,

التربية الصالحة أيها الأب تطبع الإنسان بطابع الخير وتجبله عليه,, فالإنسان ومنذ نعومة الأظفار قابل للتشكيل ,, فالتربية الأخلاقية والإجتماعيه هي نواة الإنسان الصالح ,, فإن رغبتَ في الحصول على هذا الإنسان ,, حَريٌ بك أن تغرس في ابنتك مبادئ التربية الأخلاقيه والأداب الإجتماعيه فلا تتركها لصحبة جليسات السوء الفاشلات ,, بل ينبغي عليك أن تهيئ لها البنية الطاهرة من المفاسد بكل مظاهرها حتى لا تترك بابا لزحف الرذائل والخبائث إلى عقلها ,,

" فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ".

فذلك سيجنبك مم قد تجنيه إن تخاذلت في تربيتها وأول مظهر لذلك هو سوء برها بك ,, فلم تتعلم شيئا عن البر ومعانيه كيف لا وقد كان وجودك لا يعني لها شيئا ما دعاها للاستهتار حتى في ملبسها أمامك فارتدت العاري الفاضح أمام ناظريك وأنت راض ,, خانع ,, خاضع باسم الحريه وتحت مسمى الديمقراطية الأبويه !!!!!

قم أيها المتخاذل ,, ولملم ما بقي لك من كرامه وأعد النظر فيم يقترفه تهاونك ,, وتعلم نهج دينك أنت أولا قبل أن تعلمه لابنتك ,, احرص على حسن تنشئتها ,, عالمة بأمور دينها وتربيتها الإسلاميه التي جمعت بين ثنايا الروح والجسد ,, إغرس في نفسها الحياء والإحتشام ,, لقنها أصول الإيمان وأحكام الدين كي تنشأ ثابة العقيدة لا تتأثر بأي تيار مُغَرِض ,, فمن خلال ذلك فقط سيلوح لك ولنا أيضا الأمل في الأفق في إعداد جيل سوي سليم .

فيا من استقطعتم مشكورين من وقتكم الكريم لقراء ة كلماتي ,,
إن عاصرتم أو مررتم بتلك النماذج من أولئك الآباء ,,, فقولوا : يا أسفى على جيل عاش في كنفهم ,, وهناك تذكروا طائر الفلامنغو !!!

أترك للكرام المشرفين والمشرفات تحديد المكان المناسب لهذا الموضوع حيث اخذتني الحيره في وضعه هنا أم في قسم الثقافه والتوجيهات أم في قسم الأسره والطفل فالأمر إليكم في تحديد المكان المناسب مع جزيل إمتناني .