[قسم مساحة فكر] تجربتي الأغرب مع وزير التربية والتعليم((قصة من الواقع)) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
قديم 18-10-2010, 04:14 PM
  #1
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
[قسم مساحة فكر] تجربتي الأغرب مع وزير التربية والتعليم((قصة من الواقع))

(( قصة حقيقية ))

تجربتي مع وزير التربية والتعليم تجربة غريبة جداً, تجربة مؤثرة تركت أثراً كبيراً في داخلي لا يمحى أبداً, هي من تلك التجارب التي يقال عنها ((تغير مسار)) نعم كانت التجربة الأعمق والأشد تأثيراً في حياتي والتي غيرت مفهومي تجاه كل شئ وأكسبتني نظرة مختلفة لكل شئ, ولا غرابه فالتجارب مع العظماء لابد أن تكون مؤثرة وشديدة العمق, لأنهم عظماء فتأثيرهم عظيم, وأثرهم أعمق .بدايةً سأتكلم عن بعض الأحداث الجانبية سبقت تجربتي مع معالي الوزير وهذه الأحداث جوهرية ولها علاقة كبيرة بهذه التجربة , أحداث كان والدي طرفاً فيها, فليعذرني معالي الوزير لا بد أن أبدأ بوالدي وأذكر كيف كان والدي مقدمة للقاء معاليه وكيف دفعني دفعاً للقاء سعادته . فلابد أولاً أن أعود بالذاكرة الى مراحل الطفولة المبكرة وبالتحديد إلى سنوات ما قبل الدراسة ففي تلك المرحلة بدأت بوادر لقائي بوزير التربية والتعليم وبلا معرفة مني ولا من والدي لما ستخبئه لنا الأقدار .وتبدأ القصة تحديداً من أحد الأيام وأنا في سن الخامسة أو قريب منها حيث كنت الأنشط بين أشقائي والأسرع استيقاظاً للمدرسة , بالرغم من أني لم أكن بعد قد إلتحقت بها , لكنها طفولتي البريئة وعدم معرفتي ماذا يعني أن تستيقظ صباحاً للمدرسة , كنت أرى جميع أشقائي وشقيقاتي وهم يتبرمون ويعلنون رفضهم القاطع الاستجابة لمحاولات أمي وهي تحثهم على ذلك وكلاً حسب شخصيته في البيت ومدى تفاعله مع والدتي سلباً أو ايجاباً , فصاحب الشخصية المتساحمة (الطيب) كان ينال كل التقريع والصراخ صباحاً وكأنه المتسبب في عدم استيقاظ البقية وصاحب الشخصية القوية ذو المزاج النكدي (الشرير) كان يعامل معامله ملكية ويناله نصيب كبير من عبارات المديح ووصفه بصفات الطيبين النبلاء أتقاءً لشره فقط وليس بالضرورة توفرهذه الصفات فيه,
وهناك الأجمل من أشقائي (الأبله) الذي يجعل من مهمة الاستيقاظ المهمة الأصعب على مر التاريخ فتجد والدتي تقوم بأكبر عملية مطاردة وحصار حتى تقنعه بأننا في فترة الصباح وأنه يتوجب عليه الاستيقاظ والذهاب إلى المدرسة فتجره جراً إلى الحمام ليستعد للذهاب وما أن تضعه بمواجهة باب الحمام حتى تفاجئ بوجوده وبقدرة قادر في المطبخ يضطجع بين (المواعين) فتنطلق إلية مهددة ومتوعدة وتأخذه بيده مرة أخرى الى باب الحمام وما أن تلتف حتى تجده يتوسد عتبة باب الدخول إلى البيت , هنا تحدث المنازلة الأقوى والأشرس فيسحب بشعره سحباً الى الحمام وبفعل الخوف والألم , يتنبة ويدخل الى الحمام لتفتح والدتي عليه الباب بعد 10 دقائق فتجده متوسداً الغسيل ينام ملأ جفنيه على إحدى الغسالات ..


هذا هو المشهد اليومي الذي كنت أضطر لرؤيته صباح كل يوم فهو يلخص لي رواية ( الطيب والشرير والأبلة ) حتى قبل أن تؤلف . هي معركة تنتهي غالباً بانتصار ساحق لأمي إذ وهبها الله شخصية قوية وأيضاً غريبة ولسنا بصدد مناقشة غرابة والدتي .
ينطلق النجباء والنجيبات من بني أمي إلى مدارسهم فتعتريني_جهلاً بطبيعة المدرسة_حالة من الضيق والحزن وكنت أقضي اليوم متسائلاً لماذا لا أذهب إلى المدرسة كبقية الرفاق , ولا تنتهي حالة الضيق هذه إلا بعودتهم المظفرة من ميادين العلم وساحات المعرفة فيزداد حنقي وغضبي خاصةً أن بعض أشقائي لم يكونوا من الثقات في رواية الأحاديث وكان لابد ممن يمارس عليهم وعلى أحاديثهم الجرح والتعديل وأنا مجروح أصلاً لعدم ذهابي معهم إلى المدرسة وأحاول تعديل كل هذا ولا أجد إليه سبيلاً , فأحاديثهم عن اليوم الدراسي كانت تراوح بين الضعيف والمكذوب فأحدهم لا يذكر رحلة الى مدرسة بل إلى الجنة ويظل يروي لي كيف لعبوا ووزعت عليهم الحلويات وكم كانت النعم منتشرة والعدل مستتب حتى يخيل لي أن أحد أشقائي ذكر لي أن المنى والسلوى وجبتهم الرئيسية في المدرسة وأن المعلمين يحبونه كثيراً ويثنون عليه لنجابته ولذكائة ودماثة خلقه , مع أن الواقع المشهود في البيت يقول عكس ذلك إلا أنني كنت أصدق فيزداد حسدي لهم , فلم أصل بعد إلى مرتبة الغبطة لأني كنت أرى فيهم الأخوة الأعداء لتخليهم عني صباحاً وعدم إصطحابهم لي .كان كل ذلك و الأحمق يصف لي جنة في الأرض وأنهار تجري ولهم فيها ما يشتهون , ليكتشف والدي وعن طريق الصدفة أن هذا الأحمق ولمدة فصل دراسي كامل كان يهرب من المدرسة صباح كل يوم ويذهب ليختبئ في بيت عمتي !!!

والحمدلله أنه نال جزاء فعلته ونزل عليه العقاب الرادع فقد ضُرب من والدي ضَربَ غرائب الإبل .

وما فاقم مأساتي وعمق شعوري بالوحدة أن إحدى شقيقاتي وأكذبهم على مر التاريخ و التي لا أجد من يشبهها في كتب التاريخ إلا (خلف الراوية)
بل أنها فاقته , تلك الحمقاء كانت تروي لي رحلتها إلى المدرسة فأجدها شديدة الشبه برحلة ( أليس الى بلاد العجائب )




لأكتشف بعد سنوات طويلة وعلى لسانها أنها لم تكن ( أليس )بل كانت( سالي ) جرح الزمان وقصة انسان , فقد أرسلت لها عدالة السماء طالبة تكبرها سناً تسومها سوء العذاب وتمارس بحقها طائفة من العذابات تبتدئ بحمل الحقيبة لتلك الفتاة صباحاً , مروراً بأخذ مصروفها أنتهاءً بحمل الحقيبة في طريق العودة , ناهيك عن كمية الضرب وشد الشعر وكل أنواع العقاب البدني الذي يمارس بحقها من قبل معلماتها



وأجد لهم العذر في ذلك فشقيقتي لم تؤتى نصيباً من الذكاء ولا من النباهة ولا حتى في أضيق الحدود
ولعل هذا يفسر أعتزلها الدراسة في المرحلة المتوسطة والتفرغ للعبادة بعيداً عن فتنة التعليم القاعد فيها كالقائم
وزواجها بعد ذلك كان القرار الأذكى والأرحم لها وللتعليم معاً .

ومن صور هذه الحرب النفسية التي مورست بحقي تصوير أحد أشقائي المدرسة على أنها ساحة للعب كرة القدم تبدأ من الحصة الأولى ولا تنتهي إلا بجرس الأنصراف وأن معلم التربية البدنية جعله (كابتن) منتخب المدرسة والأحمق معرفته بكرة القدم كمعرفة ماجد عبدالله بعلم الذرة , ولعلي أشد حمقاً بل الأكيد أني أشد حمقاً منه لأني صدقته . هذا ما كنت أتعرض له من حرب نفسية عصبية شعواء ولدت في داخلي إصراراً لتغير هذا الواقع المرير فكنت ألجأ الى والدي بعد الله أشتكي له ضعفي وهواني على أشقائي وشقيقاتي أرجوه ألا يملكهم أمري وألا يكلني إلى أبناء الحي يتجهموني . والحق أني لم أتعب كثيراً مع والدي في سبيل إجاد حل لي , فقد تفتق ذهنة للحل سريعاً وهذه من أبرز سمات النجباء وأشهد الله أنه كان أعظمهم وأكثرهم تأثيراً في حياتي إذ بدأ معي التجربة الأطهر والأكثر جمالاً والاشد تأثيراً والتي بدأت بأن أشترى لي حقيبة تشبه حقائب أشقائي ووضع لي فيها الدفاتر والأقلام وكراس الرسم والألوان وبدأت رحلتي التعليمية مع والذي منذ تلك اللحظة . بدأ بتعليمي الأرقام وكتابتها والحروف وبعض سور القران وكان يلاحظ انشغال أشقائي بحل واجباتهم فينطلق الى دفاتري يضع لي واجبات ويطالبني بحلها وبعد أن يعود مساءً الى البيت أركض حاملاً دفاتري له , فيلقاني بالمديح ويزرعني بالأطراء . وليس هذا فقط بل أنه أشترى لنفسه قلماً أحمر كان يصحح به واجباتي ويصوب ما أقع فيه من أخطاء ويترك لي في نهاية كل صفحة عبارات الثناء والتشجيع , لقد نقلني كل هذا الى مصاف العصابة (أشقائي) وبدأت أشعر بالرضى وأني مثلهم أمارس حقي في التعليم كأي واحداً منهم . لكنني ولجشع يتملكني لم أكتفي بهذا فقد تبقى الأعظم والأشد تأثيراً على نفسي وهو عدم الذهاب صباحاً رفقة أشقائي إلى المدرسة فبدأت ألح عليه أني أريد الذهاب صباحا متلما يذهبون وأن الحقيبة والدفاتر لا تكفي لسد هذا الفراغ وكأني أقول لوالدي ( العب غيرها ) فلا يغنيني شئ إلا أن أستيقظ صباحاً وألا أبقى مع المخلفين , فما خلقت إلا للصف الأول , ولكم كان رحيماً وحليماً في هذا الجانب بالذات , فالمتتبع لمسيرة والدي يعلم كم هو رجل حازم وشديد بل أنه يميل الى العصبية والعنف أحياناً إذا ما أخطأ أحدنا أو أساء الأدب فقد سطرت له كتب التاريخ ملاحم في هذا الجانب فأذكر أنه عندما كان ,يضربنا أنا وأشقائي ( نعضُ الأرض ) بعد أقل ملحمة من ملاحمه بارك الله فيه , ومع هذا أحس بعقلية التربوي الناجح وهو لا يحمل إلا شهادة المرحلة المتوسطة, أن هذا الأحمق الصغير( أنا ) يجب أن يعامل معاملة خاصة وأن الرفق أدعى في حالته وأنجع فلم أسمع أو أرى منه طوال مدة أشرافه على تعليمي كلمة واحدة تؤذيني أو تصرفني أو تنفرني منه أو من الدرس, فما كان منه إلا أن استجاب لطلبي بأن أساوى بأشقائي في الحقوق دون الواجبات, فبدأ يصطحبني صباحاً في سيارته الأجرة الى مكان عمله ولم يكن مقر عمله دائرة حكومية أو مرفق وزاري .. لا .. معاذ الله لقد كانت عبارة عن مجموعة محلات يجتمع فيها الناس لبيع الخظار والفواكه( حلقة الخضار )(◠ ‿◠) ..... يتبع
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
قديم 18-10-2010, 04:18 PM
  #2
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
تتمة معالي الوزير

أنطلق إليها مع والدي بعد صلاة الفجر ((بورك لأمتي في بكورها)) ما أكسبني ميزة أتفوق بها عل بقية أشقائي فأنا الوحيد فيهم أخرج أولاً من البيت وأذهب مع سائق خاص وفي سيارة خاصة بينما هم يذهبون مشياً على الأقدم, للتاريخ أسجل أن كل ما صاحب رحلتي التعليمية التربوية مع والدي هي مميزات ناهيك عما توفره لي المدرسة (الحلقة) التي كنت أذهب إليها صباح كل يوم من مساحات رحبة لممارسة ألعابي بكل راحة واستمتاع , كما أن توفر صناديق الخضار التي كنت أبني منها قصور وأشيد بها ممالك وهو ما أنعكس علي إثراءً في تلك الفترة أكسبني خيالاً خصباً ساعدني بعذ ذلك أن أكون الرقم الأصعب في حصص الأنشاء والمسرح المدرسي طوال فترة وجودي طالباً في مدارس الحكومة, ولا أنسى رحلاتي المكوكية بين ( البسطات) والتي كانت تمثل لي حصص التربية البدنية ما كان لها كبير الأثر على لياقتي البدنية وجعلي أتمتع بكاملها .ثم بعد ذلك تنواع المناشط اللا منهجية و وسائل الجذب المتعددة فهناك ترى من (يحرج) على خضروات وآخر يبيع الفواكة وقريب منه تجد من يبيع الطيور أو الأرانب أو الدجاج إنها معمل للعلوم والأحياء بل أفضل منه للواقعية الكبيرة فيها هذا بالاضافة الى التنوع الثقافي والتعدد العرقي فكل البشر لهم ممثل في مدرستي ولعل أجمل ما خرجت به من كل هذا, أن الحياة بين البسطاء تكسبك بساطتهم فلا تنزعها منك تعقيدات الحياة ما حييت.ثم حين ينتصف النهار أنطلق لوالدي فأجده هو بقية (العمال) تحت احدى المضلات يعدون وجبة الفطور وهي الفترة الأجمل من يومي الدراسي فبالإضافة إلى تنوع الطعام وتوفره على كامل ما يحتاجه الجسم لينمو هناك الموقع حيث الفطور تحت مضلة مستوفيه جميع الشروط الصحية هواءها بحري وقبلي وكل شئ, يلقاني والدي بالبسمة فيخرج حقيبتي بينما أكمل فطوري ليصحح لي أو ليكلفني بواجب جديد أسارع بحله فور إنتهائي من الأكل و بعد أن أكمله أنطلق لمعلمي لأريه ما قمت بكتابته فلا ألقى منه إلا كلمات التشجيع والثناء حتى وإن أخطأت يوجهني بطريقة المتلطف المحب فلا أنسى ذلك أبداً ولا أقع في نفس الخطأ مرةً أخرى, ثم حينما يأتي وقت الإنصراف أودع كل من في مدرستي ولا أنسى تلطفهم وحبية يبدونها تجاه المتعلم الصغير.
طريق العودة الى الدار كان جميلاً بقدر الذهاب إلى المدرسة فطوال الطريق كان والدي يستمع لي ولكل ما مر بي في يومي الدراسي بل يصغي لي بكل اهتمام ويشاركني الحديث حتى أنه في بعض الأيام كان يغني لي بعض الأغاني القديمة وكم كنت أستمتع وأستمع بكل انتباه وهو يردد أغاني نصري شمس الدين أو أغاني فهد بلان أو بعض أغاني التراث والتي مازلت أحفظها إلى الآن .في البيت وفي فترة المساء كان يستكمل معي معلمي الدرس فلا يتأخر عني ولو كلف الأمر ما كلف فتجده حريص أشد الحرص على أن يرى ما أنجزته من واجبات منزلية ثم يقوم بتصحيحها ويوقع باسمه في دفتري مع الكثير من عبارات المديح والتشجيع ثم بعد أن ينتهي الدرس تأتي أجمل وأقوى مرحلة وهي مرحلة القراءة الحرة فوالدي قارئ جيد ويحتفظ بالعديد من الكتب في غرفته وكان يداوم مرتين أو ثلاث مرات اسبوعياً على أن يحكي لي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وقصص الصحابة وكان الأبرز في سرد التاريخ والقصة يحكيها بروح الأب وبلسان الحكواتي المتمرس وكان يصيغها ويكيفها لتصل لعقل طفل في الخامسة , ما أبقها راسخة إلى الآن في ذاكرتي فمن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومالقيه في سبيل الدعوة الى قصص الخلفاء وفتوحاتهم الى سير الصحابه وقصصهم مع الدعوة والجهاد والعلم والعمل , هو والدي من عرفني بصقر قريش ومشي معي رحلته من الشام حتى الخلافة في الأندلس وما لقيه في سبيل إقامتها , هو والدي من عرفني بصلاح الدين وبالأقصى هو والدي من أخذني إلى عنان السماء وهو يحكي رحلة المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف مر بالأقصى وصلى فيها ثم أنطلق إلى ربه في السماء هو والدي من قص علي حطين وكيف استعدنا بيت المقدس . الله كم ليلةٍ نمت متوسداً درة عمر وسيف خالد وكم لاعبت هرة الدوسي في المنام وركبت حصان صلاح الدين وحملت سيفه , هو والدي من علمني كل ذلك . . .

مرت الأيام بي بين كل هذا وفي النهاية أنقضت رحلتي التعليمية مع والدي أنتهت فصول التجربة الأجمل في عمري وكأنما أنتهى معها عمر , وهنا أستقبل عمراً آخر يختلف عن ما عشته وخبرته مع والدي , وها أنا أبدأ أول خطوة باتجاه مدارس الحكومة , أستيقظ صباحاً كبقية الرفاق , عادي مثلهم , نمطي اليقظة والعبور , لا أختلف عن أي واحد فيهم لا شكلاً ولا مضموناً .. لا أنسى لوالدي ما حييت رحلة تعليمة كانت الأروع لي على وجه الأرض ولا أنسى له أنه في أول يوم لي في المدرسة الحكومية لم يشأ أن يتركني ألاقي مصيري المجهول أو أن أشكو مرارة الفقد وعدم وجوده إلى جانبي بعد أن انزرع سنةِ في كياني , فذهب معي إلى المدرسة في أول يوم , قضاه إلى جانبي كان يثق أنني سأشعر بالغربة وبفارق كبير هو وحده يعرفه , فارق كبير بين أن أكون تلميذا في مدرسة والدي وبين أن أكون في مدرسة أخرى , هو وحده يعرف هذا الفرق لأنه وحده بعد الله من صنع هذا الفرق , و لن أنسى وهو يخرج من المدرسة يخطو قليلاً ثم يتوقف ويلتفت ليطمئن أني لن أبكي أو أحاف , لن أنسى ذلك اليوم المر والذي بنى حداً فاصلاً بين العمر الأجمل قضيته سنةً في مدرسة والدي ولحظات قضيتها في التعليم على امتداد 27 سنة .يا الله .. يا الله .. سبع وعشرون سنة لا أذكر منها إلا أقل القليل , وسنة واحدة قبلها لا أنسى لحظة منها و لم يسقط من ذكرتي يوم واحد من كل عمري الذي قضيته مع والدي . هذا هو والدي .. نعم .. والدي الذي زرع عمره وعمري سنة في ذاكرتي , زرع العلم , زرع الدين زرع المبادئ , زرع القيم , والدي زرع كل شئ . والدي زرع أمة بأسرها في حسدي الصغير هل بوسع رجل أن يزرع أمة في ذاكرة صبي وفي عقله وفي وجدانه وفي كل خلايا جسده و في سنة واحدة فقط !!! .

هذا أدعى لي أن أرفع قضيةً على كل وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي لأنهم أنتحلوا صفة أبي وشخصه ولم يزرعوا شيئاً !!!



عذراً والدي حاولوا أن يسرقوا منكم معاليك

التوقيع / ܓܨܓابن معالي وزير ܓܨܓ


__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
قديم 18-10-2010, 06:56 PM
  #3
تعاندني
قلم مبدع
 الصورة الرمزية تعاندني
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,055
تعاندني غير متصل  
كتبت فأبدعت أخي حفيد الداخل,,سلمت يداك على هذا الطرح الأكثر من رائع,,والله يحفظ لك معالي الوالد..
__________________
ستذكرني إذا عاشرت غيري ,,, وستبكي عِشرتي زمناً طويلا ...

أخــــوكــــم/ تعـــانــــدني ..
قديم 18-10-2010, 07:05 PM
  #4
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تعاندني مشاهدة المشاركة
كتبت فأبدعت أخي حفيد الداخل,,سلمت يداك على هذا الطرح الأكثر من رائع,,والله يحفظ لك معالي الوالد..
أخي الكريم / تعاندني
أشكر لك مرورك الكريم بكل هذا النبل وبكل ما تفضلت علي به من جميل القول
مرورك من هنا أروع وجميل خلقك أكثر من رائع .. سلمت وسلم لك كل غالي
بارك الله فيك وأبقاك .
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
قديم 18-10-2010, 07:08 PM
  #5
وردة بين الثلوج
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 4,491
وردة بين الثلوج غير متصل  

ماشاء الله لا قوة إلا بالله
ونِعم التربية والتعليم..
هنيئاً لك أخي الكريم، بوالدك المربي الحكيم.
هكذا يجب أن تكون التربية من المنزل قبل المدرسة ..
واوفقك فيما تفضلت به:
اقتباس:
"هذا أدعى لي أن أرفع قضيةً على كل وزراء التربية والتعليم في الوطن العربي لأنهم أنتحلوا صفة أبي وشخصه ولم يزرعوا شيئاً !!!"
وإذا أردت شاهدة فأنا حاضرة^_^

من صغرنا نردد "من زرع حصد" ولكن للاسف قله قليل من زرع بكل إخلاص
والباقي لايعرف بذور زراعته..

أخي الكريم "حفيد الداخل"
موضوع جدا رائع وهادف تُشكر عليه..
بارك الله فيك وفي من رباكَ وعلمكَ..

قديم 18-10-2010, 07:19 PM
  #6
little dreams
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية little dreams
تاريخ التسجيل: Sep 2004
المشاركات: 2,778
little dreams غير متصل  
كل كتاباتك رائعة - ماشاء الله - ..

وهذا من أجملها وأعمقها تأثيراً ..

حفظ الله لك الوالد ، وكثّر من أمثاله ..

والمفترض أن توقع مقالك بـ "نائب معالي الوزير" ..

بالمناسبة ؛ من هو "خلف الراوية" ؟
قديم 18-10-2010, 07:25 PM
  #7
ماريا
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية ماريا
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 10,538
ماريا غير متصل  
ما شاء الله طرح مميز و رائع

رسمت البسمة على كل من قرأ مقدمة موضوعك

عادت بي الذاكرة و انا أقرأ يوميات مدرسة (والدك ) لأيام مدرسة (والداي ) كنت أذهب مع أمي كل يوم لـ (العيادة)
و في المساء يحكي لنا والدي قصص القرآن

كانت أيام جميلة جداً و حقاً لا تنسى

أتمنى ان أكون أماً كأمي لأطفالي

أتمنى ان أعلمهم كما علمني والداي

ليتني أمتلك أسلوبك لأتكلم عن أمي و أبي كما تكلمت عن والدك


ما شاء الله تبارك الرحمن


شكرا جزيلا لك

أسأل الله أن يحفظ لك الوالد و الوالدة





__________________
.
.

استودعتك أهلي في سوريا يا من لا تضيع ودائعه
قديم 18-10-2010, 07:40 PM
  #8
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة بين الثلوج مشاهدة المشاركة

ماشاء الله لا قوة إلا بالله
ونِعم التربية والتعليم..
هنيئاً لك أخي الكريم، بوالدك المربي الحكيم.
هكذا يجب أن تكون التربية من المنزل قبل المدرسة ..
واوفقك فيما تفضلت به:

وإذا أردت شاهدة فأنا حاضرة^_^

من صغرنا نردد "من زرع حصد" ولكن للاسف قله قليل من زرع بكل إخلاص
والباقي لايعرف بذور زراعته..

أخي الكريم "حفيد الداخل"
موضوع جدا رائع وهادف تُشكر عليه..
بارك الله فيك وفي من رباكَ وعلمكَ..

أختي الكريمة / وردة
أحسن الله اليك كما أحسنت تأدباً مع معالي الوزير وهذا لأن معالي والدك الوزير
أحسن التربية وأحسن الزراعة تفضلت بالكريم من قول ودعاء أسأل الله أن يكتبه لك ولمن رباك
وتأكدي حالما يصدر قرار معاليه برفع القضية ستكونين من أبرز الشهود ..
وفقك الله ورعاك
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
قديم 18-10-2010, 07:58 PM
  #9
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة little dreams مشاهدة المشاركة
كل كتاباتك رائعة - ماشاء الله - ..

وهذا من أجملها وأعمقها تأثيراً ..

حفظ الله لك الوالد ، وكثّر من أمثاله ..

والمفترض أن توقع مقالك بـ "نائب معالي الوزير" ..

بالمناسبة ؛ من هو "خلف الراوية" ؟
الأخت لتل دريمز
أشكر لك كل هذا وهذا وأكثر , تكرمت علينا بالكثير أكرمك الله في الدنيا والآخرة
صدقيني الرائع هو كرم خلقك وما أزجيته لوالدي من الدعاء والذي
أسأل الله أن يكتبه لك ولوالديك وفقك الله في الدنيا والآخرة
خلف الراوية : أسم لشخصين وليس شخص واحد وهما
خلف الأحمر وحماد الراوية وهما من منتحلي الشعر عاشا في
العصر العباسي ونسبا الى الشعر الجاهلي كثير من الاشعار المكذوبة ( إن صح التعبير )
وأنا هنا مزجت بين الاسمين لبيان أن الشقيقة كانت أكذب من الأثنين معاً كنوع من المبالغة .
أشكرك مرة أخرى
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
قديم 18-10-2010, 08:22 PM
  #10
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماريا 13 مشاهدة المشاركة
ما شاء الله طرح مميز و رائع

رسمت البسمة على كل من قرأ مقدمة موضوعك

عادت بي الذاكرة و انا أقرأ يوميات مدرسة (والدك ) لأيام مدرسة (والداي ) كنت أذهب مع أمي كل يوم لـ (العيادة)
و في المساء يحكي لنا والدي قصص القرآن

كانت أيام جميلة جداً و حقاً لا تنسى

أتمنى ان أكون أماً كأمي لأطفالي

أتمنى ان أعلمهم كما علمني والداي

ليتني أمتلك أسلوبك لأتكلم عن أمي و أبي كما تكلمت عن والدك


ما شاء الله تبارك الرحمن


شكرا جزيلا لك

أسأل الله أن يحفظ لك الوالد و الوالدة





الأخت ماريا 13
الاحساس أولا وقبل كل شئ في كل الكتابات الأدبية النثرية
ثم يأتي الباقي بعده , وأنت هنا تمتلكين الأحساس فالاحساس يبدأ عندما يقرأ الشخص ويتفاعل
ويميز الغث من السمين ويطور هذا بالقراءة ... والله لم أبدأ الكتابة الأدبية إلا قبل شهور بسيطة
فقط , كنت أمتلك الاحساس وقرأت الكثير وبعد ذلك أنطلق القلم أسأل الله أن يكون في حق
وبما يجملني معه ثم الناس ... أعتذر لك لأني بدأت من الأخير ولكن لأبين لك أن الطريق لنص جميل
هو الأحساس بهذا النص وتذوقه وفهم خباياه .... واصلي القراءة وستجدين ما أقول صحيح ..
وفقك الله لكل ما تفضلت به هنا ... شهادة أعتز بها منك ولعل صدقك في التعبير عنها جعلها أبلغ
فوفقك العلي القدير .. كل الأباء والأمهات يتشابهون ألم يخلقهم الله من نفس واحدة
وينفخ فيهم من روحه سبحانه , إذا هم( متشابهون )
أسأل الله أن يحفظك لوالديك وأن يحفظهم لك
حتى تكتبي عن مدرستهم كما كتبت عن مدرسة والدي
ومن مدرسة والدي تحايا لمدرسة والدك ووالدتك بحجم ما في الدعاء من بركة
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM.


images