بقلم : شيخة العصفور (( اتمنى من الاشراف عدم حذفه ولو اقل من يوم لأهميته والله يكتب اجركم )))
من المتعارف عليه أن المرأة خلقت من ضلع الرجل، فهي نفسيا جزء منه لا يمكن الاستغناء عنه، وعلى صعيد تلك الحقيقة فإن فطرة المرأة تجعل من الرجل كيانا لها وشيئا كبيرا ومقدسا بالنسبة لها، وإنما التشوهات الفكرية لمعالجة المشاكل المتعلقة بعلاقة المرأة والرجل ثقافة المجتمع السائدة اليوم، قد أثرت على مكانة الرجل داخل أسرته وفي مجتمعه، لعل السرد قاس وإنما هو بمنزلة وعي لتفسير واقع مؤلم، يقول الرسول عليه أفضل الصلاة: «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» (رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح)، والمراد من هذا الحديث أن الإسلام يحث المرأة ويوجبها على تقديس مكانة الرجل في حياتها، وعندما تكون المرأة بتلك النفسية فإنها من الطبيعي أن تعلق حياتها وكيانها بالرجل، ويأتي اليوم الاستشاريون النفسيون والاجتماعيون عندما يعالجون مشاكل زوجية مثال «الخيانة – الاتكالية – الإهمال – البخل...» من قبل الرجل أو مشاكل من نوع آخر مثل «تمرد الأبناء وانحرافهم...إلخ يوبخون الرجل عن طريق غير مباشر، وذلك عن طريق توجيه نفسية المرأة بالاستقلال التام عنه، فعلى سبيل المثال:» لا تحزني لأجله رجل بدله ألف رجل – اهم أمرين في حياتك اليوم هما وظيفتك وأبناؤك – اتركيه وشأنه وعوضي حبه بحب أبنائك وصديقاتك وأهلك ومن حولك... وإلى آخره من تلك الجمل التي امتدت آثارها على مكانة الرجل ودوره الأسري، فهناك الكثير من الأسر من تشعر أن رب المنزل «وجوده وعدمه سيان» فبعض الرجال لا يجد اليوم هيبته وسط أهله وهي مشكلة أسرية وزوجية من نوع جديد، إن معالجة المشاكل الزوجية أو الأسرية بشكل عام فن قليل من يحترفه، ففي المعالجة يجب أن «تحاكي الفطرة ولا تحاكي الغريزة» وفي جانب آخر ممكن أن تكون محاكاة الغريزة في حالات خاصة جدا تخدم الموقف بمعنى «رب ضارة نافعة» بشرط أن تكون لا أثر لها في خلق ظاهرة اجتماعية سلبية جديدة، ألا يجدر أن يكون هناك وعي إعلامي قوي للرجل خاصة من أجل توجيه ثقافته الزوجية والأسرية للأفضل.
إن للرجل هيبته ومكانته الرفيعة داخل أسرته ويجب عدم المساس بها والتقليل من شأنه وإلا تنعكس نتائجه سلبيا على المجتمع، وعلى هذا فمن واجب المجتمع توجيه وعي الرجل بالدرجة الأولى من الناحية الفكرية أي حقيقة الأمور من حوله حتى يجدر به التفاعل معها بإيجابية والتي سوف تخدمه بشكل كبير وعن طريق غير مباشر، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم ذا هيبة ومكانة رفيعة عند أهل بيته، في الوقت نفسة لم يمارس دوره بقسوة وعنف وانانية، فلم يذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه ضرب قط أو وبخ او عاقب أو غضب إلا في حدود الله عز وجل، ومع ذلك كان يمتلك صفات القوة والهيبة التي تكون بالصبر والاهتمام والإحسان والرفق... إلخ من الصفاة الحميدة، ومن جانب آخر إن معالجة المشاكل الزوجية والأسرية داخل الأسرة يجب أن تأخذ خط سير معاكس حيث لا يؤثر حكمها على مكانة ودور أي من أفراد تلك العلاقة إن كانت زوجية أو أسرية.
إن عمل المرأة هو من أجل المساندة في احتياجات الأسرة وليس من اجل الاستقلال عن الرجل – وتربية الأب لأولاده واجب أولي ورئيسي لا يترك للمرأة أبدا – واستثمار وقته لبيته هو استثمار له على المدى القريب والبعيد – وصرف المال على أهل بيته أعظم أجرا من صرفه على فقير – وان احسان المشاعر يكون برا ووقاية من فتن الزمان «قليل من التأمل كثير الفائدة»، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «ألا كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، وأصلي وأسلم على نبينا الكريم وعلى صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.