نائب رئيس الهيئة الاستشارية
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,846
رد: أرغب بالإنتقام من طليقتي / المستشارة لحظة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل لماذا تريد الانتقام من امرأة قد عاقبها الله وفقدت استقرارها واسرتها وتركها من صارحها بالحب ووعدها بالزواج وخذلها فأشعرها بمدى دناءتها وسذاجتها امام نفسها وامام الناس
اخي الفاضل لقد انتقم الله منها ولك ان تتخيل كيف تعضد اصابع الندم كل يوم ان انخدعت بهذه البساطة وهي الانسانة المتعلمة الاعلى منه بالدرجة العلمية
لقد اختار لك الله تعالى ان تتركها قبل ان تعلم بشىء وهذا من رحمة الله بك وبها
وبالطبع اي كلام يمكن ان يصدر منك عن خيانتها او اي شىء من هذا القبيل فهو اساءة لأولادك في المقام الاول
وانت تعلم بأن اي صغيرة تمس الام فهي تمس سمعة الاولاد فالمستقبل بشكل اكبر وتسبب لهم عقدة واحراج طوال عمرهم
وان كان افشاء السر من طرفك فهم لن يسامحوك ابدا لأنك لم تؤذي امهم فقط بل آذيتهم ايضا وآذيت ابنائهم من بعدهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مَن نَفَّسَ عن مسلمٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدنيا نفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ ، ومَن يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ، ومَن ستَرَ على مسلمٍ سَتَرَ اللهُ عليه في الدنيا والآخرة ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4946 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 20510
اخي الفاضل لا يغرك ما حاولت ان تظهره امامك من تماسك فهي امرأة محطمة بمعنى الكلمة وربما ظنت داخليا انك لن تعلم وان الامور ربما تعود وانك ستردها اليك لكنها فوجئت ان الامور قد ازدادت سوءا وانك علمت
واريدك ان تعرف اخي الفاضل ان طليقتك حتى وان اخطأت وهي زوجتك فهي قد كانت صادقة معك ومعه ومع نفسها ولم ترضى لنفسها ان تكون زوجة خائنة فطلبت الطلاق
اما ان كانت انسانة سيئة لتمادت معه وهي زوجتك ولكنها لم تكن تلك المرأة
ان انت اكتشفت هذا الامر وهي مازالت زوجتك لكنت واجهتها ( ان كنت انسانة عفيفة لطلبت الطلاق لتتزوجين به ولكنك تماديت معه وانت على ذمتي)
وهي فعلت الصواب وطلبت الطلاق واصرت عليه لكي لا تكون خائنة فعلى ماذا تريد الانتقام منها؟
ان انت مازلت تحبها وعندك القدرة على ان تسامحها فعد لها واخبرها بمسامحتك لها وقل لها ان كان هو تخلى عنك فأنت ام اولادي ولن اتخلى عنك
ولكن لا تفعل هذا الا اذا كنت على يقين انك بالفعل سامحتها ولن تجعل من هذا الامر وسيلة لتحطيم حياتك وحياتها وحياة ابنائكم واستخر الله تعالى كثيرا
سأل رجلٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن حُسنِ الخُلقِ فتلا قولَه تعالَى خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [ الأعراف : 199 ] ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : هو أن تصِلَ من قطعك وتُعطيَ من حرمك وتعفوَ عمَّن ظلمك .
الراوي : جابر بن عبدالله و أنس بن مالك و قيس بن سعد بن عبادة | المحدث : العراقي | المصدر : تخريج الإحياء
الصفحة أو الرقم: 3/61 | خلاصة حكم المحدث : أسانيده حسان
وان كنت لا تقدر على سماحها ولم يعد لها مشاعر حب في قلبك فدعها وشأنها كما قالت لك , يكفيها ما هي فيه من خسائر وخذلان
واحب في النهاية ان اذكرك بقول الله تعالى
( ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ( 22 )
في النهاية ادعو الله تعالى ان يؤلف بين قلبيكما ويعيد لبيتكما الاستقرار ويحفظ اولادكما من كل شر
في رعاية الله
__________________
كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا
فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا