لم يكن دافع الزواج عند كثير من الرجال سوى الشهوة، حتى وإن كان هذا الدافع خفياً، إلا أنه المسيطر الحقيقي في ذلك القرار في نظري، وإلا لما أعتبر النجاح والتوافق والأرتياح الجنسي في العلاقة الزوجية من أهم العوامل فيها.
تبدأ الحياة الزوجية بين زوجين مقبلان على بعضهما، وبفعل عوامل متعددة ومختلفة يطول ذكرها ينشأ ذلك الحب ويكون هناك الأنتماء والأنجذاب، ترى المرأة زوجها مصدر حياتها وآمالها وعشقها وحبها نظراً لميلها العاطفي الشديد أولاً ثم لأن الأبواب لم تعد مفتوحة لديها لتجربة حب أخر، فتكرس ذلك الحب وتلك العاطفة في هذا الرجل إذ أن لا طريق في حياتها سواه، وهي أنسانة تحتاج إلى أشباع غرائزها العاطفية والجنسية والأمومية والأحساس الشعوري الأنوثي بكونها زوجة، وهنا يكون والولاء والأخلاص لهذا الرجل الذي تفداه بروحها ومالها وحياتها حتى أن تموت.
في المقابل الرجل يعيش حباً جميلاً في سنواته الأولى مستمتعاً بتلك الأنثى التي بين يديه والتي أشبعت كل رغباته، فيدوم هذا العشق مع الزمن ويستمر ويؤكده الأطفال فيصبح الرابط والمشترك مع تلك الأنثى عميقاً ويصبح الأساس أصلب، فتكون هي مأوى روحه وألامه إذ لا يحظى بكمية هائلة من الأهتمام والرعاية كما يلقاه عند تلك الزوجة حتى وإن لم يشعر بأثر ذلك بفعل الأعتياد وتقادم الزمن، كما أن هذا العطاء والرعاية من جانب الأنثى يرضي عاطفتها ويشعرها بتمعة نفسية كبيرة، وللرغبة الجنسية عند الرجل فإن عقله لايركز كثيراً صوب تلك الزوجة التي ألفها وتكون هي المصب الوحيد لرغباته الجنسية كما هو الحال عن المرأة، فهو متمرد يعشق القفز على الحواجز سواء بخواطره على أقل تقدير أو بالممارسة الفعلية على أكثره وبين ذلك قفزات متفاوتة صغرت أو كبرت، يعزز ذلك أتاحة الشرع للرجل بأن يعدد ويتزوج أكثر من واحدة وهذا يؤثر كثيراً على الرجل المتدين فهو يتحرك في تلك الدائرة أما الرجل الذي لايردعه دين فإن دائرة التفكير تصبح أكبر وقد يتجرأ على الحرام.
مالم تفهمه كثير من المتزوجات هو خارطة تفكير الرجل الجنسية والتي تختلف تماماً عن الخارطة لدى النساء ،أيضاً المساحة الكبيرة والمتاحة لدى الرجل والتي تتمثل في أتاحت الشرع له بالتعدد كما ذكرت آنفاً، المرأة تربط بين الميول الجنسية لزوجها تجاه أمرأة أخرى وبين نقصان الحب تجاهها، وهذا لا علاقة ولا رابط بينه إذ أن الحب أو التقدير قد يوجدان ويلاحظ ذلك في كثير من تصرفات الرجل مع زوجته، لكن الشهوة الجنسية لا علاقة لها في نقصان الحب، وهذا مايجب أن تدركه المرأة وعلى أساسه يجب أن تتفهمه أو على الأقل تتعامل على أثره.
ختاماً، هذا الموضوع ليس هدفه تقليب المواجع أو الترهيب إنما محاولة لفهم الرجل حول ميوله للنساء، وفك التشابك بين الحب والجنس.