طبعا قبل خمسة و عشرين سنة لم يكن أثناء فترة الحج و لكن بعد أداء المناسك على الأقل هذا ما عصرته أنا وعشت لحظاته الجميلة و لم يكن النساء يقمن بملاحقة الرجال لإن الجميع أتى من الحج و لم يعدن يعرفن من تخلف عن الحج و لكنهن يحملن العصي ويضربون من تلبس ملابس الرجال وهي من يطلقون عليها ( قيس ) |
أولا أختي مهره أسأل الله أن ييسر حجكم و يتقبل منكم و أنا أضمن لك أنك أثناء أداء مناسك الحج سيأتي إليك شعور و إحساس أنك تعيشين خارج حدود الزمان و المكان و بعد إنتهائك من المناسك سيتولد لديك شعور بتغير جذري في داخلك كل لحظات حياتك السابقة كوم و بعد إنتهائك من الفريضة كوم آخر |
(القيس) تراث لطيف (يا قيسنا يا قيس الناس حجوا وأنت قاعد ليش؟ الليلة نفره قوم ادبحلك تيس قوم روح لبيتك قوم اخبزلك عيش قوم اخبزلك عيش) . ولكن ما هو ( القيس ) ؟. . حتى عهد لا يقل عن أربعة عقود ، كن نساء مكة والطائف ، وربما قلة من نساء جدة ، يخرجن ليلة عيد الأضحى ولمدة ثلاثة أيام تسمي (بالخُلّيف) بضم الخاء وتشديد اللام ، في طقس فلكلوري احتفالي يسمى ( القيس ) ، حيث تتنكر فيه النساء بالملابس ويتبادلن أدواراً ذكورية هزلية ويتغنين وقت أن تكون المدينة قد خلت من الرجال الموجودين حينها في المشاعر المقدسة برفقة الحجاج ، ومن بقي منهم في المدينة يلتزم بيته ولا يجرؤ على الظهور ، ومن يخرج يتعرض لمطاردة النساء اللواتي يلاحقنه بالعصي مرددين أهازيج منها: (يا قيسنا يا قيسنا هيا معانا لبيتنا نسقيك من شُربيتنا ونطلّعك في بيتنا والليلة نروح عند أبوعلي والله نروح وندبحلك الطلي أبو الصمادة والعقال من يوم شفته عقلي طار ) . وعندما يتم إستدراج القيس ـ وهذه التسمية تعود الى تسمية إحدى النساء بهذا الإسم الرجالي (قيس) أو المتخلف عن الحج ـ تعد النساء له وليمة من الضرب المبرح ، حتى لا يعيد الكرة في العام المقبل ويتخلف عن الحج .. وبعد إنهاء الحجيج لمناسكهم يعود الرجال الغائبين ويهنئهم أهل الحارة ويخبرونهم عن المتخلف وما جرى له . وفي أيام القيس الغابرة وحتى الوقت الراهن يتفنن الحجازيون في صنع الأطعمة والحلويات الخاصة بالعيد ، والتي ذكرها الرحالة الشهير "ابن جبير" في القرن السادس الهجري واستمر هذا الحال على مر الأزمان حتى غدت المأكولات الحجازية مضرباً للمثل . حيث تبرز في عيد الأضحى أكلات مثل حلوى ( الغُريبة ) وهي كعك من طحين الحمص المعجون بالسكر الناعم والسمن، إضافة إلى كعك ( المعمول ) المكون من حنطة محشوة بالتمر وأحياناً بالمكسرات وبعد عجنه بالسمن البلدي يخبز في الأفران ويرش ببودرة السكر البيضاء . وإذا كان جميع المسلمين يحتفلون بعيد الأضحى فان الحجازيون ينشغلون بخدمة الحجيج والعمل الجاد بحثاً عن الرزق طوال موسم الحج ، غير أن قلة من الحجازيين الآن ،وربما من الشيوخ المسنين والمسنات، يتسامرون في ليالي العيد ويرون ذكرياتهم عن ألعاب القيس لأحفادهم ، تلك الحكايا التي تفضح ،في مرح وحبور، من تلقى علقة ساخنة في أيام الخليف. |
مواقع النشر |
ضوابط المشاركة |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|