السلام عليكم ورحمة الله
لأول مرة يخطر ببالي ان اعرض مشكلتي على احد.....
مشكلتي تبدأ من 18 سنة فاتت تعرفت على شخص يصغرني بخمس سنوات ونصف وكنت مطلقة وابلغ من العمر 30 عام...
تزوجنا رغما عن ارادة اهلي واهله ...رفضنا الجميع ولفظنا المجتمع وعشنا أسوأ حياة يمكن أن تمر على بشر....وابتلانا الله بالفقر والمرض ...ووهب لنا من الاطفال توأم أولاد وبعده مباشرة ثلاث توائم بنات...كنت مدرسة وأم لخمسة أطفال وحدي...لا معين لي سوى رب العالمين ...زوجي انسان لا يصلح لتحمل أي نوع من المسؤولية...عدا عن الضغط النفسية الرهيبة عليه فكان لايأتي للبيت الا للنوم حتى الاكل لا يأكله بالبيت...
بعد ستة سنوات من زواجنا انهارت فيها قوانا وأحلامنا ....قررنا الهجرة ...وهاجرنا الى كندا
في كندا تفاقمت مأساتنا أكثر ...زوجي لم يجد عمل واتصالاته باهله كانت تزيد النيران اشتعالا بيننا...
أمه لازالت غاضبة عليه تدعو عليه ليل نهار بعدم التوفيق وقلة الرزق وهو ما جنيناه حقا في حياتنا...هو نادم جدا على زواجنا ويتمنى ان اموت انا واطفالي الخمسة ليرتاح...
بعد عدة سنوات من العذاب في كندا تركني وحدي وذهب ليقابل امه في السعودية وهي تؤدي العمرة....
غضبت عليه في الكعبة وكثفت دعاءها عليه...
طلب رضاها قالت لن أرضى عنك الا اذا طلقت زوجتك وتزوجت اخرى انا اخطبها لك...
بعد مفاوضات رضيت ان يتركني معلقة في كندا أربي أولادي وهو يبقى في دولة عربية بعيدا عني ويتزوج من تخطبها أمه....
وبقيت انا لا ادري شيئا مما يحدث سوى انه وجد عمل في دولة خليجية وسيبقى فيها لمدة بسيطة....
بقيت أناجيه وارسل الرسائل واستعطفه على التليون وانتظر مجيئه خمس سنوات.....
كنت فيه الأم والأب لأولادي حرصت على تربيتهم بأفضل صورة يشهد لي في ذلك القاصي والداني.....
لم أتحمل ...نزلت له زيارة على البلد الذي يعيش فيها واكتشفت كل شيء...
لن أتكلم عن ما اعتراني من هم وحزن ان يكون هذا جزائي....داهمني مرض السكر واصبت بضعف في عضلة القلب...ولله الحمد...
صبرت ورضيت ولكن امه لم ترض ان ابقى لجواره...أمرته أن يعيدنا لبلدنا الأول ...لتتباهى أنها انتصرت علي وأنني ذليلة أمامها....
نزلت بلدي بأولادي....انبهر الجميع بهم وبتربيتهم ....بقيت سنتين في بلدي حيث أتم الوأم دراستهم الثانوية وآن الأوان لدخولهم الجامعة...سافرت بأولادي وبناتي الى حيث يقيم أبوهم...أولادي دخلو الجامعة ...ولكن البنات رفض ان يدخلهم مدارس وهاهم في البيت بلا تعليم....
تصرفاته مجحفة بحقي ...يتعامل معي وكأني عدوته...زوجته الأخرى هي كل حياته...هي الآمر الناهي في حياته...أصغر منه بعشرين عام...وجميلة وجعلها تكمل تعليمها ماجستير ثم الان سجل لهل لتكمل دكتوراه...
شعوري بالقهر يقتلني ....أشعر بالمهانة والذل ...
كثيرا ما يتطاول على بالفاظ نابية وخارجة امام الأولاد...مصروفنا المالي بالكاد يعطينا وفي المقابل مصروفها لا يقارن بنا ونحن عائلة....
تعبت ....أكثر من مرة أفكر بأن أطلب الطلاق وهو يدفعني لذلك بالمناسبة ولكن بدون أن يكون لي الحق في اولادي بعد ذلك....
ماذا أفعل ؟؟؟؟
انا انسانة اخاف ربي جدااااا ولن أغضبه بأن أخرج عن طوع زوجي وأذهب الى كندا لأنه لايريد لأبنائه ان يتربو في كندا....ولا استطيع الطلاق والتخلي عن اولادي....ولا استطيع مواصلة حياتي بهذا الذل والحرمان من زوجي وهو أمام عيني ....بعد ان انتظرت وجوده معي سبع سنوات....
أرشدوني بالله عليكم ما الحل؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شعرت بمعاناتك اختي الفاضلة وكم الحزن والاسى الذي تعانين منه

وادرك مدى القهر الذي تشعرين به جراء تفضيل زوجك لزوجته الثانية عليك

ولكني اريدك ان تنظري الى الجوانب المضيئة في حياتك وهي ابنائك وبناتك الله يحفظهم

وقد دخل الاولاد الجامعة ولله الحمد ولم يتبقى سوى وقت بسيط ويكون لديك رجلان مسؤولان عنك وعن البنات

والحمد لله انك انسانة عاقلة حافظتي على تماسك اسرتك ولم تضعفي وتكوني سببا في انهيار هذا البيت

والان ابنائك قد كبروا ومدركين كم التضحيات التي قمتي بها من اجلهم

لذا اريدك ان تحاولي تجنب التفكير في تقصير زوجك معكم وميله الى بيته الثاني

وان تظلي قوية محتضنة لأبنائك فهم سندك في حياتك وفرحتك وقرة عينك بإذن الله

واذا قصر زوجك معكم في نفقات البيت فحفزي ابنائك الذكور على العمل في الصيف لتوفير احتياجاتك واحتياجات البنات

واذا كانوا الان بكندا لوجدوا عملهم بهذا السن شىء طبيعي وسائد في هذا المجتمع

وليس في عملهم بالطبع اي حرج بل انه يبني شخصياتهم وتنضج معه نظرتهم للحياة ويشعرهم ايضا بمسؤوليتهم تجاهك وتجاه اخواتهم

ولقد شعرت من خلال سردك انك انسانة واعية مثقفة مما يجعلك اهلا لأن تأخذي بيد بناتك فيلتحقون بتعليم حتى وان كان من البيت ( منازل ) ثم يذهبون فقط وقت الاختبار بصحبة اخوانهم حتى لا يكونون اقل من المستوى التعليمي السائد في المجتمعات حاليا

ولا تشعري زوجك بمدى افتقادك له ولا بأنك مبالية بتقصيره , بل اشعريه انك منشغله بأبنائك ومستقبلهم وليس لديك وقت لهذه التراهات

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يميل الى زوجه دون الاخرى

مَن كان له امرأتان فمَالَ إلى أَحَدِهما جاءَ يومَ القيامةِ و شِقُّهُ مائلٌ.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل

الصفحة أو الرقم: 2017 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وانت صبرتي كثيرا في مواقف اصعب بكثير وفي ظروف اشد من هذه التي تعيشينها الان فلا تجعلي الشيطان يصور لك ان حياتك في اسوأ حال

وانت على العكس تماما اصبحتي قريبة من ان تجنين ثمار تعبك وصبرك وتربيتك

برجال جامعيين يعملون وينفقون على البيت وببنات تطمئنين عليهن بإذن الله مع ازواجهن في بيوتهن مستقرات

شعورك وقتها بالنجاح وبأنك كافحتي لتوصليهم الى بر الامان سيجعل كل هذه الذكريات السيئة كأن لم تكن وتصبح تاريخا من الكفاح تشعرين معه بالرضا ويتباهى به ابنائك

اقتربي من الله اختي فليس كمثله معين

وهذه الايام القليلة التي نعيشها ما هي الا اختبار فنحن نعيش دنيا حيث الابتلاءات والهموم والمعاناة التي ان صبرنا عليها كنا اهلا بإذن الله للفوز بالاخرة

وهذا هو الفوز الحقيقي وهذه هي السعادة الحقيقية

فلا تضيعي اختي كل جهادك وصبرك بل واصلي وكوني اقوى وابشري قربيا بإذن الله بالفرج وتيسير الامور

( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

من يَستغنِ يُغنهِ اللهُ ؛ ومن يستعففْ يعفُّهُ اللهُ ، ومن يتصبَّرْ يصبِّرهُ اللهُ ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ من الصَّبرِ

الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى

الصفحة أو الرقم: 10/182 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الله يقويكي ويعينك ويصبرك ويسخر لك زوجك ويؤلف بين قلبيكما ويقر عينك بأبنائك وبناتك صالحين ناجحين

في رعاية الله

__________________

جزاكي الله خيرا اختى على ردك وحسن اهتمامك....