زوجة بثمانى بقرات - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المقبلين على الزواج مواضيع تهم المقبلين على الزواج من الرجال والنساء

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-2012, 09:01 PM
  #1
fatoushi
عضو نشيط جدا
 الصورة الرمزية fatoushi
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 942
fatoushi غير متصل  
زوجة بثمانى بقرات

زوجة بثماني بقرات

June 20, 2012 | discussions
كان سكان كينيواتا يقدرون جوني لينغو كثيراً , سوى أنهم إذا أتوا على ذكر اسمه علت وجوههم ابتسامات هي اقرب ما تكون إلى الاستهزاء .
ذكر فتى كان يجلس قريباً اسم جوني عالياً باستهزاء , واستغرق في الضحك.
استوضحته :" ماذا في الأمر؟ كل إنسان يقول لي "اتصل بجوني لينغو" ثم ينفجر ضاحكاً .قل لي ما الذي يضحكك في الأمر ".
أجاب شنكن وهو يهز كتفيه :" أوه, الناس يحبون الضحك , إن جوني أذكى شبان الجزيرة وأقواهم .وهو بالنسبة إلى عمره يعد الأغنى ".
فقلت له :" ولكن إذا كانت له كل هذه الصفات التي ذكرت فما الذي فيه يستدعي الضحك ؟".
قال لي:" أمر واحد فقط .قبل خمسة أشهر في مهرجان الخريف ,جاء جوني إلى كينيواتا واختار لنفسه زوجة ودفع إلى والدها ثماني بقرات!".
قلت :" يا الهي , ثماني بقرات ! لابد أنها ذات جمال آخاذ".
فأوضح وابتسامة خفيفة تعلو شفتيه :" ليست قبيحة , بيد أن ألبق الناس لا يستطيع أن يصنف ساريتا أكثر من عادية , كان والدها سام كارو خائفاً أن تصير عانساً".
قال لي :" قلت أنه سيكون من اللباقة لو أنت صنفتها عادية .كانت ناحلة , وإذا هي مشت أحدبت كتفيها وأحنت رأسها . كانت تخاف من ظلها ".
قلت له :" حسناً , أظن أنه لم يكن في الأمر منزلة للحب ".
وإذ أصررت على مقابلة لينجو فرحب بي في منزله أيما ترجيب, وسررت للاحترام غير الممزوج بالسخرية الذي يكنه له بنو قومه . جلسنا وأخذنا نتبادل أطراف الحديث
وبينما نحن جالسان أذ دلفت إلى الغرفه إمرأة , راقبتها وهي تدخل لتضع إناء من الزهر على الطاولة .وقفت بلا حراك للحظة تبتسم للشاب الجالس إلى جانبي , ثم خرجت مسرعة .
كانت أجمل امرأة وقعت عليها عيناي على الإطلاق . في ارتفاع كتفيها وانحناءة ذقنها وبريق عينيها ما يدل على عزة نفس لا يستطيع أحد نكرانها .
التفت إليّ جوني فألفيته يحدق إليّ . وهمس : " هل أعجبتك ؟ " .
أجبت :" إنها .... إنها رائعة . غير أنها ليست هي ساريتا ابنة كينيواتا ! ".
قال :" ثمة ساريتا واحدة . قد لا تبدو هنا كما وصفوها في كينيواتا...أتعتقد أن ثماني بقرات كان بدلاً كبيراً ؟". وافتر ثغره عن ابتسامة .
قلت :" لا , ولكن كيف يمكن أن تكون مختلفة إلى هذا الحد ؟".
سألني :" هل تبادر إلى ذهنك ماذا يعني أن تدرك امرأة أن زوجها قرر أبخس ثمن لها ؟ ثم إن النساء إذ يتحادثن يفاخرن بما دفعه أزواجهن مهراً لهنّ. فتقول إحداهن:أربع بقرات وأخرى ربما تقول: ستاً.كيف سيكون شعور المرأة التي كان مهرها بقرة أو اثنتين ؟ إن هذا لا يمكن أن يحصل لساريتا".
قلت له :" إذن أنت فعلت هذا فقط لتسعد زوجتك ؟".
قال :" أردت أن تكون ساريتا سعيدة , نعم . غير أني أردت أكثر من ذلك . قلت أنها تختلف عن الأخريات .وهذا صحيح . أمور كثيرة يمكن أن تغير المرأة . أمور تحدث داخلها , وأخرى تطرأ على مظهرها الخارجي . إنما الأهم هو ما تفكر فيه هي عن نفسها . في كينيواتا اعتقدت ساريتا أنها لا تساوي شيئاً . والآن هي تعرف أنها تساوي أكثر من أي امرأة في هذه الجزر مجتمعة ".
قلت له :" إذاً , كنت تريد ......".
قاطعني :" كنت أريد أن أتزوج ساريتا . أحببتها , ولم أحبب سواها ".
قلت :" ولكن ..........".
قاطعني وختم برقة قائلاً :" كنت أريد زوجة بثماني بقرات
تلك القصة ماهى إلا مقدمة لما يعنيه المهر للمرأه .... المهر الذى ما شرعه الله سبحانه وتعالى إلا جبراً لخاطرها عن فراق بيت أبيها وتعبيرا ً من الزوج عن رغبته فيها وتقديره لها وإبرازا لكل من مكانته ومكانتها معا.
والأصل فى المهر أنه ليس عوضا أو ثمنا كما يدعى البعض ولكنه هدية مقدمة من الزوج لزوجة المستقبل إسترضاءا لها وإعلاءاً من شأنها ومكانتها بين أقرانها لو علمنا أنه مدعاة للفخر والتباهى .
وحين قال رسولنا الكريم إلتمس ولو خاتما من حديد , ما كان ذلك إلا تيسيرا لمن يقبله أهل العروس إن كان لا يملك
وليس هناك حدٌّ أدنى أو أقصى في الإسلام لقيمة المهر، غير أَنَّهُ ينبغي أَنْ يكونَ ذا قيمة حتى وإنْ كانَتْ محدودة، والمهر المعقول في نظر الشَّريعة هو ذلك الذي يتناسب مع المكانة الاجتماعية والمادية لوالِدَيْ العَروس، وهو بذلك يختلف من مكان لمكان ومن زمان لآخر بل ومن دولة لأخرى. ويوضح هذا القرآن الكريم: "…عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ…"(البقرة: 236).
فالمهر مبلغ من المال يدفع للزوجة وليس لأهلها سلطان عليه وليس لزوجها كذلك أن يطالبها بتجهيز نفسها منه أو بالمشاركة به أو بجزء منه فى تأثيت المنزل .
وتحتفظ المرأة بمهرها حتى وإنْ طُلِّقَتْ بعد ذلك، وزوجُها ليس له الحَقّ في أنْ يُقاسِمَها أيَّ جزءٍ من هذا المهر إلا أَنْ تعطيَهُ هي منه بمحض إرادتها عن طيب نفسٍ منها، يَقولُ القرآنُ الكريمُ في ذلك: ]وآتوا النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا.[ (النساء: 4). فوَفْقًا لإرشادات التي جاءت في الآية الكريمة فإنه يجب أَنْ تُعْطَى النِّسَاء مُهورَهن كهدية خالصة بدافع من الوازع الديني لدى الرجل لا كأمرٍ مفروض عليه، والتعبير القرآني: "نحلة" يوحي بأن المهر هدية وأنه شرط لصحة عَقْد الزواج
ولذا فيأثم الزَّوْج إذا استردَّ أيَّ جزء منه إلا إذا وافَقَتْ الزَّوْجة. ومن الأمثلة التي توضح حرص الإسلام على حماية حقوق المرأة أَنَّهُ حينما يُطلِّقُ المسلم زوجته قبل أَنْ يبنيَ بها ولم يكن قد تم الاتفاق على المهر مُسبقًا فعلى الزَّوْجِ في هذه الحالة أَنْ يدفَعَ لها مبلغًا مناسبًا على قَدْرِ سَعَتِهِ يُسمَّى (مهر المِثْلِ)، يقول عَزَّ من قائل:
"لا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ." (البقرة: 236)
إلا أننا وتماشيا مع بعض الأعراف التى لا نعلم من اين أتتنا وربما كما ندعى أنه تيسيراً على الرجال فرطنا فى حقوقنا التى شرعها لنا الله سبحانه وتعالى ثم أنبرينا لندخل فى مهاترات وجمعيات لحقوق المرأه ونحن من أهدرنا حقها أولا بالحيد عما كتبه الله على الأزواج كحق واجب لزوجاتهم عليهم . وظلمنا رجالنا بتحميلهم مالا يطيقون من شراء منزل وتأثيث نصفه وشبكة وإقامة حفل وما إلى ذلك من أمور ترهق الزوج وتنفره وتجعل الزواج بمثابه هم وعبء .
لو أننا عدنا لصحيح ديننا لوجدنا أن المهر حين يدفع للعروس فإن أهلها لا يتدخلون مطلقا فى شكل منزلها الذى ستأوى إليه مع زوجها ولا يشترطون أثاثا معينا ولا طريقة معينة لتأثيثه بل أنها قد أخذت حقها كاملا فيستطيع زوجها والحال كذلك أن يسكنها حيثما شاء وكيفما شاء . فإذا نظرنا للمهر بنظرة مجرده وجدناه تيسيراً على الزوج وإن ظهر وكأنه إعسار له .
وبدلا من أن يسعد الأباء بتزويج بناتهم أصبحت الأبنة عبء ثقيل على والديها إذا ما فكروا فى تكاليف تزويجها وكأننا عدنا لشريعة الدوطه لنستميل بأموالنا الرجال ليتزوجونا بما نقدمه من أثاث أو من مساهمات فى بناء بيت الزوجيه من أموالنا وأموال اهلنا كنساء وما بما نقدمة للرجال كثمن ليتزوجونا .
وبدلا من أن يتم الزواج فى هناء وسرور وأفراح نجد أننا نتنازع على شكل الحفل وشكل الأثاث وقيمة الشبكة وقائمة الزوجية التى هى حق للعروس مادامت قد أثثت بيت زوجها ....وتدخل العروس بيتها مرهقة ماديا ونفسيا وكذلك زوجها وأهله وأهلها ... وربما شعرت هى بأنها ما قدرت حق قدرها حين شاركت بمالها ولا يشعر هو بقوامته الحقيقيه حين ترك لها الحق فى مناصفته قوامته التى قال العزيز الحكيم فيها انها بما انفقوا وليس بشىء أخر.
وتتحول أجمل مرحلة فى الزواج إلى بؤس وألم ونزاع مادى يريد كل منهما فيه أن يكون الفائز الأكبر أو ألا يخسر كل شىء إن حدث الفراق لا قدر الله .وأحيانا تفشل الزيجات بسبب الصراع المادى الذى كان يمكن تجنبه من البدايه .
يسرها الله لنا .... وهونها علينا إلا أننا بطمعنا البشرى عسرناها على أنفسنا ورجالنا وأولادنا وبناتنا وصار الزواج من أصعب الآمور بل ومن المستحيلات فى مجتمع يعيش بأنصاف الوجوه والحلول ... فلا هو مجتمع يطبق الشرع كما انزل فى مسئلة الزواج ... ولا هو مجتمع غربى كامل يطبق المناصفه فى كل شىء وييسر الأمور كافة ويترك أمر الزواج لذوى الشأن فيه فقط يحددون هم ماذا يريدون ويكفل القانون حمايه مناصفة بينهما إن حدث الفراق .
إستقيموا يرحمكم الله وأختاروا لكم منهاجا وشرعة علنا نجد لنا طريقا ننهى به عذابات الأنثى والرجل وننهى نزاعاتنا بالمحاكم ومخاوفنا ونحن نبدأ حياتنا الجديده مع من إختارته قلوبنا .
فاطمة العُرَيـِّضْ
__________________
ليس كل ما يلمع ذهباً
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


images