وقد اثبتت الدراسات ان الاطفال الذين يذهبون الى الحضانة في سن مبكرة مثل 6 اشهر او سنة يكونون على عكس المتوقع فيكونون اكثر خوفا واقل ثقة بالنفس واقل قدرة على التعامل مع الناس نسبة للاطفال الذين يأخذون حقهم وكفايتهم من حنان والديهم . وبالرغم من ذلك فيجب التأكيد على ان الاخصائيين مدركين بانه تتواجد فروق فردية بين الاطفال اذ يوجد اطفال يبدون قبولهم للبعد لفترة من الوقت وليس كل الوقت ليكونوا مع اشخاص غرباء عليهم ( كالاطفال والمعلمات ) بحيث يرحبون بالذهاب الى الروضة ونجدهم يألفون عالم الحضانة ومن فيه من معلمات واطفال ويضمونهم الى محيطهم الاسري في بنيتهم النفسية بل ان هنالك اطفالا يرحبون بالذهاب الى الحضانة في جيل السنة ونصف وعليه فان قرارالحاق الطفل بالحضانة يكون ممكنا قبل بلوغه سن الثلاث سنوات ونصف واربع سنوات ، اذا كانت لديه اولاً : القدرة على تنفيذ بعض المهمات الاساسية ودون الحاجة لمساعدة الاخرين مثل :
أ. الذهاب الى الحمام .
ب. تناول وجبة الطعام بمفرده .
ج. طلوع الدرج والنزول عنه لوحده .
د. لديه القدرة الكلامية للتعبير عن نفسه بحيث يتمكن من طلب ما يريد كالاكل والشرب والذهاب الى الحمام كذلك من المهم ان تكون لديه القدرة الكلامية ليخبر المعلمة او والديه عما يتعرض له بالحضانة من مضايقات واعتداءات من قبل احد الطلاب او الزملاء او المعلمين.
ثانيا : ان قرار الحاق الطفل بالحضانة وقبل بلوغه سن الثلاث سنوات ونصف مرهون ايضا بمدى قبوله للبعد الجزئي عن الام بحيث يقدر ان يلعب ويتفاعل ويقيم العلاقات مع من حوله . الى جانب هذا الرأي هنالك بعض الاخصائيين الذين يحسمون القول بان الحاق الطفل بالحضانة هو امر ضروري ولكنه قد يكون مضرا ان تم قبل بلوغ الطفل عامه الثاني فان وجود الطفل خلال السنتين الاوليين من حياته بجانب امه بالغ الاهمية ( كما ذكرنا سابقا) لما تزوده من حب وامن وامان واستقرار وبمجرد بلوغه السنتين يمكن ان ينفصل الطفل بعض الشيء عنها ويستقل ويمكن ان تدخل شخصيات اخرى الى حياته مستندين بهذا الرأي على ما ورد في القرآن الكريم بان اتمام الرضاعة هو في حولين كاملين اي ان يفطم الطفل بعد العامين وهذا دليل على انه بالامكان ان يبتعد بعض الشيء او على الاقل جسديا عن امه وضرورة الالتصاق بها قد تمت وقياسا على هذا يمكن ان يبتعد الطفل عن امه لفترات من النهار في عمر السنتين ويمكن ان يتم الحاقه تدريجيا بالحضانة وكأن انتهاء فترة الرضاعة هي المؤشر على قدرة الطفل على الانفصال وبداية الاستقلال وامكانية ادخال اشخاص اخرين الى دائرة معارفه . ومن الجدير ذكره اننا نعي بان متطلبات زمننا قد تجعل بل وتضطر بعض النساء والامهات العاملات الى الحاق الطفل قبل بلوغه العامين بالحضانة وهنا يسأل السؤال ما العمل ؟ يجيب الاخصائىون ان الشخصية الثانية بعد الام التي تزود الحنان والامان للطفل هي الجدة لذا فيفضل ان يبقى الطفل عندها وبرفقتها او عند اي شخصية ثانية محبة ومهتمة به حتى بلوغه السنتين فيتم حينئذ الحاقه بالحضانة .

كيف نختار الحضانة ؟
هناك شروط يجب ان تتوافر في الحضانة وعلى الام ان تستفسر اذا ما كانت موجودة قبل ان يلتحق طفلها في الحضانة وهي شروط خاصة اولاً بالمكان ثانياً بالمعلمة ثالثاً بالطعام .

اولاً : المكان ما المقصود بالمكان هو كل المساحة التي يقضي الطفل فيها اوقاته من خلال تواجده بالحضانة ، مثل الحديقة التي يلعب فيها وغرف الحضانة التي يقضي معظم وقته فيها وعليه فيجب ان تحتوي الحضانة على مساحات واسعة لحركة الطفل وتحتوي هذه المساحة على الالعاب والعربات والدراجات الصغيرة لان طفل الحضانة لا يشغل تفكيره الا المرح واللعب والاستمتاع بالوقت ويجب ان تكون هذه الحديقة او المساحة المخصصة للعب مؤمنة باسوار حديديه مرتفعة ومغطاه بستار يحمي من اشعة الشمس .
غرف الدراسة : لا بد ان تكون جيدة التهوية بان يكون هناك اكثر من نافذة تدخل الهواء والشمس الى المكان واذا تواجدت شرفات الحضانة فلا بد ان تكون مؤمنة ايضا باسوار مرتفعة حرصا على حياة الطفل كذلك يجب ان تكون سعة الحضانة متناسبة مع عدد الاطفال حتى يتمكنوا من الحركة والحرية وفي الوقت ذاته تقدر المعلمة ان تسيطر عليهم ، اضافة الى ذلك من المفضل ان تكون الحضانة مكيفة او على الاقل بها هوايات لتلطف من حرارة الجو على الاطفال من المهم ايضا ان تتوفر في الحضانة اماكن لراحة الطفل لانه من الممكن ان ينام في منتصف اليوم او آخره ولا ننسى الالعاب التربوية التي تنمي فكر الطفل وحتى لا يشعر بالملل اثناء وجوده في الحضانة .

ثانيا : المعلمة، لعل اهم شروط اختيار الحضانة هو المعلمة لان هذه المعلمة تعتبر الام البديلة للطفل والتي يقضي معها وقته على غياب الام عنه فيكون لها دور كبير في تكوين شخصيته فكثيرا ما تسمع من الامهات انهن بعد الحاق اطفالهن بالحضانة يعود هذا الطفل لامه بسلوكيات خاطئة ومعلومات معرفية غير صحيحة وتكتشف الام ان هذه المعلمة لم تكن كفؤا لرعاية طفلها وتعليمه. والشروط التي يجب ان تتوفر في المعلمة هي :
أ. التربيه بأن يكون لديها المعرفة المطلوبة بحقائق نمو الطفل واحتياجاته النفسية والمعرفية وما الذي يناسبه والذي لا يتناسب معه .
ب. توفر الخبرة .. فلا بد ان تسأل الام هذه المعلمة عن خبرتها : هل هي حديثة العهد في عملها هذا ام لديها خبرة مسبقة ؟ فكلما زادت خبرتها كان افضل ويكون الحد الادنى لخبرة هذه المعلمة عاما ونصفا .
ج. سلوكيات المعلمة مع الاطفال: وان كان التأكد من ذلك امراً صعبا الا انه ممكن بطريقتين :
1) سؤال من تصادفه الام من اولياء الامور الذين اختاروا ان يسجلوا اولادهم في هذه الحضانة عن سلوكيات المعلمة مع الاولاد في الحضانة ( هل تضرب ؟ هل تصرخ ؟ ) .
2) المراقبة وذلك بالتواجد فترة زمنية بالحضانة لملاحظة سلوكيات المعلمة والتعرف عليها
وهنا تتجلى اهمية الحاق الطفل بعد ان بلغ السنتين ففي حال تعرض لمعاملة قاسية من المعلمة او لم يرغب في الذهاب كانت لديه القدرة الكلامية ليوضح لنا ذلك ويروي لنا ما يحدث معه .

ثالثا : الطعام - كثير من الامهات من يعتمدن على الحضانة في اطعام الطفل وذلك لانه عادة يرفض تناول الغذاء الصحي والوجبة الكاملة في المنزل ويكثر من اكل الحلوى التي لا تفيد جسمه ونموه ولكن في الحضانة يتشجع الطفل عندما يجلس على مائدة واحدة مع بقية اصدقائه ومع تشجيع المعلمة له يأكل لذلك فان الطعام في الحضانة يجب ان تكون له عدة شروط :
1) التأكد من نظافة المكان ونظافة الاكل ومن يعده .
2) اذا كان هناك طعام معلب مثل علب الحليب يجب التأكد ان تاريخ صلاحيته لم ينفذ .
3) ان تكون الوجبة متكاملةالعناصر الغذائية حتى تتحقق للطفل الفائدة الكاملة من هذه الوجبة .