المشكلة
اقتباس:
|
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء الهيئة الاستشارية / السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أشكر لكم جهودكم الرائعة في حل المشكلات التي تعترض الأعضاء . نفع الله بكم و جعل جهودكم في موازين أعمالكم .كما أنني كلي ثقة بأنني سأجد لديكم - بعد الله - الحل الذي سيريحيني و يأخذ بيدي الى الطريق الصحيح فقد كانت لكم جهود رائعة من قبل معي في حل مشكلة سابقة .
أكتب لكم اليوم بعد أن تعبت من التفكير في مشكلتي التي تؤرقني كثيرا وهي طريقة تعاملي مع أبنائي .
أنا أم لخمسة أطفال أكبرهم في الرابعة عشر من عمره و أصغرهم يبلغ من العمر 7 أشهر مشكلتي أنني لا أعرف كيف أتعامل معهم بهدوء فأنا كثيرة الصراخ عليهم و لا أحتمل لعبهم أو مشاغبتهم . أريدهم دائما مطيعين و هادئين .أغضب جدا من كلمة لا أو لا أحب . أحرمهم دائما من الاشياء التي يحبونها اذا خالفوا اي أمر حتى لو كان بسيطا مع علمي بأن هذا خطأ حتى أنني غالبا عندما ينامون أبكي و ألوم نفسي كثيرا لماذا تعاملت معهم بهذه القسوه .
لا أشعر بالحب تجاه ابنائي , اتمنى دايما ان اشعر بشعور الامهات مع ابنائهن حتى اذا مرض احدهم او اشتكى لا اشعر بتعاطف معه ولا اشتاق اليهم اذا غابوا عني . اعلم ان هذا غريب و لا اعرف سببه ولكنها الحقيقة .
نادرا جدا ما أحضنهم أو أقول لهم كلمات حب .
اما بالنسبه لابنائي فهم كثيروا الصراخ على بعضهم و لا يحبون بعضهم ابدا – وهذه مشكله اعاني منها كثيرا – لا يساعدون بعضهم و لا يحبون اللعب مع بعضهم بل يفضلون اللعب مع الاخرين اكثر .
اريد المساعده في طرق تجعل حياتي مع ابنائي أفضل و أهدأ و تجعلهم يحبون بعضهم البعض فقد تعبت من حياتي المليئة بالصراخ و من تأنيب الضمير كل يوم
لا اعلم ماذا اكتب بعد و انا جاهزه لاي استفسار سواء عني او عن ابنائي
انتظر الرد مع الشكر
|
* بعد طرح الأسئلة وتلقي الإجابات وبعد تحليل المشكلة تم الطرح كالآتي :
التمهيد الإستشاري
عزيزتي لا يوجد أمـــ في هذا الكون لا تحب ابنائها لان هذه فطرة خلقها الله بها تتمتع بها كل أم على وجه الارض واكبر دليل هو انزعاجك وتأذيك من هذا الشعور الغريب على نفسك كأم وطلبك المساعدة لتتخلصي منه وتعودي لفطرتك التي فطرها الله عليك ، فلو كانت هذه طبيعتك او ان الامر لا يعنيك او لا يضايقك لم تكوني لتلاحظي هذه المشاعر الغريبة وتطلبي الخلاص منها
ولكن هذه العاطفة الفطرية إن قلت او انعدمت فلا بد وان يكون هناك سبب فهذه سنة الله في كونه لكل شئ سبب
الرأي الإستشاري
{ 1 }
هذا الشعور لا تشعر به الأم إلا لو كانت ذات طفولة تعيسة ولو اني لا أؤمن ابدا ولا اسوغ مهما كانت الاسباب لاي ام هذا المبرر فلا مبرر ابدا ابدا لطفولة تعيسة عاشتها الأم فتتعس أطفالها مهما بلغت طفولتها من تعاسة وعذاب وهذا بإجماع خبراء الطب النفسي ايضاً ، او ان الزوجة تكره زوجها او بتعبير ادق تكره افعاله ، والأخير هو الغالب وهو الادق وخاصة في حالتك لان طفولتك كانت طبيعية وكنتي من احب الاولاد لامك واكثر من اخذت حب وحنان منها
فعند تحليلي لما تعانيه تبين لي ان طبيعتك تغيرت فجاة وظهرت مشاعر الكره هذه منذ فترة ليست طويلة نوعا ما أي ان هذا الكره او عدم المبالاة أمر أستجد عليك ولم تولدي به وبالتحديد لاحظت انه منذ أربع سنوات ، وبالعودة لحياتك أربع سنوات للوراء تبين انها عمر بداية هذا الشعور وبالبحث والإستفسار واخراج الماضي بحثا عن أي حادث او مشكلة او خطب ألم بك اكتشفت انك تعرضتي لصدمة شديدة وألم نفسي منذ أربع سنوات بالتحديد نتيجة اكتشافك علاقة زوجك بإمرأة أخرى
{ 2 }
بالتوقف عند هذا الامر نجد انه حصل لديكِ ردة فعل عكسية او ما يسمى في الطب النفسي بالازاحة وحصل تحويل نتيجة كبت مشاعر الغضب والتعبير عن كرهك ورفضك للأمر الذي يفعله زوجك ، فتحولت مشاعرك المكبوتة لا شعورياً تجاه اطفالك لانك ترينهم ابنائه هو ولانك ترين انك حملتي نطفة زوجك وتعبتي فيها وهو يعرف غيرك فتحول الكره لهم دون ان تشعري لانك لم تخرجي تلك المشاعر بطريقة صحيحة فبقت مخزونة وتحولت لذلك الاتجاه واذيتي بها اطفالك ومن ثم نفسك
{ 3 }
هذا شائع جدا لانك قد تستغربين ان سبب كرهك لاولادك هو خيانة زوجك لك حتى لو انتهت المشكلة على خير ولكن مشاعرك الداخلية لم تُعالج فهناك امهات كثيرات جدا يكرهن اولادهن نتيجة كرههن لازواجهن فتكره طفلها حتى وهو ما يزال جنينا تحمله في احشائها ، ونرى امهات يكرهن اولادهن وهن رجال وقد تزوجوا لانها عانت من ابيه الذي تركها وطلقها ولم يحبها فترى دون ان تشعر صورة زوجها فيه وان هذا الولد هو صورة من ابيه لان ذلك رجل وهذا رجل ، وهذه المشاعر ايضا موجودة عند الرجال فإن كره الرجل زوجته وطلقها فهو تلقائيا قد يكره بناتها لانه يراهن صورة من امهن
خطوات التغيير
{ 1 }
الآن عزيزتي يلزمك الارداة الحقيقية للتخلص من هذه المشاعر لتصغر وتريها اصبحت ضئيلة وتقل جدا في عينك وعقلك وخاصة والحمدلله ان مشكلة زوجك انتهت وعاد اليك وهو رجل يملك الكثير جدا من الايجابيات وأولادك يحبونه جدا ويشتاقون له ويفرحون بعودته للبيت من العمل
{ 2 }
هل تعلمي عزيزتي ان من تتصف بالشخصية الجافة الخالية من الحنان مثلك فهي بالذات ممنوع ان تضرب او تصرخ او تعاقب ؟ ولتنسى الاجابات المقوبلة الفارغة لا استطيع انا لم اتعود هذه طبيعتي انا لم اتربى على الحنان مثلما يبرر البعض انا انا هذا كله قابل للتغيير لو اردتي بصدق ، فمن بمثل شخصيتك المفروض عليها ان تعطي اطفالها كل ما تفتقر له شخصيتها وكل ماهو عكس طباعها الجافة ، ممنوع عليك الضرب ممنوع عليك الصراخ ممنوع عليك تطنيش الاحتضان والثناء والابتسامة ، كلما شعرتِ بالغضب تعطي حنان كلما شعرتِ بالعصبية والزعل تعطي الحب ، كلما ضقتي ذرعا بأطفالك احضنيهم اعطي الحب دائماً أبداً .
ولتعلمي يا عزيزتي ان تغيير الطفل لا يوجد اسهل منه فالطفل قابل للتغير بشكل كبير فوق ما تتصوري فقط جربي تغيير نبرة صوتك واجعليها منخفضة وهادئة عند حديثك معه استخدمي يدك للتربيت على كتفه ورأسه اثناء كلامك معه استخدمي الدعاء مثل الله يوفقك يا ولدي او حتى ابتسامة او كلمة صغيرة جدا ولكن مفعولها كبير جداً وسحري وهي كلمة ( حبيبي )
{ 3 }
ليس من العدل ان تطلبي وتتمني تغيير اطفالك ليصبحوا هادئين ومطيعين ويحبون بعضهم وانتي عصبية معهم ولا تغذي فيهم هذا الحب فالطفل مرآة اهله ما يفعلونه معه يفعله معهم ومع اخوته فالطفل يتشرب من صفات اهله حتى يصبح على هذا الشكل وأنتي تضعين فيهم مشاعر سلبية وهم سيخرجونها في تعاملهم مع بعضهم وخاصة لانك الام وانتي اقرب لهن من الاب لانك تقضين معهم وقت اطول منه فيتأثرون بك وبعصبيتك وبأسلوبك الجاف معهم اكثر من زوجك
مراحل العلاج
1ـ جربي ان تجعلي عندك هدف وهو حب اطفالك والتقرب منهم وابدئي بذلك عن طريق هذا التمرين والذى يؤدى وهم نائمون وهذا اسهل لكِ بالطبع : اهمسي في اذنهم كل ما قلبك وداخلك وما تتمني ان تقوليه لهم من حب وهذا احد التمارين التي تطبق في اشهر مراكز العلاج النفسي للاطفال في اوروبا وامريكا فقد تبين ان لهذا التمرين اثر على تغير الطفل عند استمرار همس الاهل وخاصة الام في اذنه وهو نائم وبعد ان يقوم من النوم وشيئاً فشيئاً ستلاحظي تغيره سبحان الله وستتمكني انتِ نفسك من قولها وعينك في عينهم ان شاء الله بعد مدة ليست طويلة ،، جربي ان تحضنيهم دون كلام فلهذا اثر عميق جدا في نفوسهم ، جربي ضبط اعصابك فقط لمدة ثلاثة ايام ثم اجعليها اسبوع وهكذا
2ـ أما ان لم تستطيعي ابدا تغيير نفسك فهنا انصحك بالتوجه لطبيب نفسي لان هذا الحل الجذري لحالتك فلا تهملي نفسك ارجوك فعلاجك بسيط فلا تسكتي اكثر من هذا الوقت الذي مضى فأنتِ تؤذين اطفالك وهم امانة في عنقك تسألين عنها امام الله ، ابدئي علاجك النفسي فورا ودون تأخير فهذا الحل لحالتك
3ـ الزمي الدعاء وتحري اوقات الاجابة وادعي الله ان يشفي قلبك مما فيه من تلك المشاعر وان يقرب اطفالك منك ويقربهم من بعضهم البعض
ختام الإستشارة ونهايتها
اكتفت صاحبة المشكلة بقراءة الرأي الإستشاري
28-10-2012, 02:01 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
