عيناي لم تعودا تدمعان خشيةً.. كيف أسترِدُّ إيمانياتي؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 24-01-2006, 12:41 PM
  #1
أم اثير
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم اثير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,398
أم اثير غير متصل  
عيناي لم تعودا تدمعان خشيةً.. كيف أسترِدُّ إيمانياتي؟

لقد قرات هذا الموضوع و نقلته لكم

السؤال
أنا طالبة جامعية، في فترة من الفترات كنت أشعر بإيمان عميق في داخلي، كنت أشعر بخشوع شديد في صلاتي وقراءتي للقرآن تصل إلى حد البكاء، ولكن هذا الشعور تغير، أرغب في استرداده، ولكن لا أعرف كيف، مع إنني الآن مواظبة على صلواتي، وأيضا صلوات النوافل وقراءتي للقرآن والأدعية، فأرجو منكم المشورة .
المستشار الدكتور كمال المصري


أختي الكريمة،
اسمحي لي بدايةً أن أطمئنك بأن ما تشعرين به هو شعورٌ طبيعيٌّ ينتاب الإنسان، مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وروى الترمذي نحوه وقال: حسن صحيح غريب.

والحمد لله أن فتورك جاء وفق سنته صلى الله عليه وسلم، فأنتِ ما زلتِ – ما شاء الله- محافظةً على الفرائض والنوافل والطاعات والذكر، فلا تقلقي كثيراً لما ترَيْن، فهي حالةٌ طبيعيةٌ تجتاح النفس البشرية وتأخذ وقتها وتمضي إن شاء الله، وستعودين بمشيئته تعالى إلى أفضل مما كنت، بشرط الحفاظ على ما تقومين به من طاعات وعدم الاستسلام لليأس، هذه النقطة الأولى.

أما النقطة الثانية فهي : أظن – أيضاً- أن من أسباب هذا التغير الذي تشعرين به تطورات طرأت في حياتك؛ انشغالات.. مشكلات.. دراسة.. التزامات عائلية. … وما إلى ذلك، فعليك النظر فيما استجدَّ في حياتك وشغلك، وبالتالي قلَّل من تركيزك في طاعاتك، فأثر على شعورك بلذة هذه الطاعات، انظري في هذه المستجدات، حاولي أن تضعيها في حيزها الطبيعي، لا تجعليها تتملك كل تفكيرك ووقتك، وبذلك تستطيعين العودة لتركيزك وخشوعك.

نقطةٌ ثالثةٌ تحدثتُ عنها مراراً وتكراراً في الاستشارات، لا أدري يا أختي لماذا تسلَّل إلى نفوسنا من غير أن نشعر مفهوم النصارى للدين، أو منطق العلمانية في التعامل معه، فغدا ديننا – بحسب مفهوم النصارى – مجموعة صلوات وعبادات وطاعات، ولم يتعدَّ ذلك إلى سلوك ومعاملة وفعل، وأصبحنا – بحسب المنطق العلماني– نقسم حياتنا إلى قسمين: قسم لربنا سبحانه متمثلاً في هذه العبادات والطاعات، وقسم لدنيانا نعيش فيه كيف نشاء!

الناظر لإسلامنا المدقق فيه، يجد كل ذلك مخالفًا لأسسه وقواعده التي بني عليها، عندما يصف ربنا سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم: "وإنك لعلى خلق عظيم"، "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، ويحثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بفعله على حسن الخلق، كما وصفه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً، وإنه كان يقول إن خياركم أحاسنكم أخلاقا" رواه البخاري.

عندما يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الرائع حقاً: "تبسمك في وجه أخيك صدقة لك، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلالة لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة" رواه الترمذي وقال: حسن غريب، ورواه ابن حبان في صحيحه.

وعندما يحكي صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فأخذه فشكر الله له فغفر له" رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وعندما يأمرنا صلى الله عليه وسلم بالسماحة: "رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى" رواه البخاري وابن ماجه، ويصف المنافق بـ "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"رواه أحمد والبخاري ومسلم.

كل هذا الكم من الأوامر والفضائل "المعاملاتية" هل هي لمجرد العلم، أم هي للممارسة أيضًا؟ وهل لها –إذا ما طبقناها- علاقة بزيادة الإيمان في قلوبنا أم لا؟ لو كانت ليست لها علاقة بالإيمان، فمعذرة، فما فائدتها؟ ولماذا وردت؟ ولماذا حثَّ ديننا عليها وأمر بها؟

أختي الكريمة؛
هذه مشكلة كبرى نحيا فيها.. الدين المعاملة، الدين المعاملة، الدين المعاملة، خذي زادك الإيماني من هذه المعاملات.. ابتسمي في وجوه الناس تزدادي إيمانًا ، أميطي الأذى عن الطريق، وتذكري أن من فعل ذلك وشكر الله غفر الله له، فاشكري الله، واستشعري مغفرة الله لك، عاملي الناس بخلق حسن تكوني بجوار نبيك صلى الله عليه وسلم، كوني سمحةً سهلةً لينةً مع الناس يرتفع إيمانك، تقربي إلى الله بالمعاملة كما تقربت إليه بالطاعة.. أتقني عملك، التزمي في مواعيدك التي تعدين بها.

ولسفيان الثوري رحمه الله قولة جميلة في ذلك: " الكذب منازل، فأعلاها، وأكثرها ضرراً: إخلاف المواعيد"، فلا تستهيني يرحمك الله بكل ما يتعلق بمجتمعك، كوني فرداً نافعاً عاملاً فعالاً فيه، واشتركي في مؤسساته وفعالياته بقوة، وافعلي كل ذلك إرضاءً لله تعالى، واستشعري ذلك الإرضاء بقلبك، كوني طالبةً مجتهدةً، شاركي في الأنشطة الجامعية بأشكالها، ساهمي في المعارض والمؤتمرات والمنتديات، وعندئذ لن تحسي بالتراجع الإيماني، وسيكون ذلك -أيضاً- وسيلةً لزيادة الإيمان.

نقطةٌ رابعةٌ أخيرةٌ أنصحك بها أختي الكريمة: لكل إنسانٍ بعض الطاعات المحببة له في التقرب لله تعالى، أعمالٌ يحبها أكثر من غيرها، ويشعر من خلالها بالقرب من الله أكثر من أعمالٍ أخرى، وتختلف هذه الطاعات من شخصٍ لآخر، كلٌّ حسب نفسيته وطبيعته وفطرته، وأما وأنت في هذه الحالة من الإحساس بالتراجع الإيمانيّ، فأنصحك بالإكثار من الأعمال التي تشعرك بقربك من الله عز وجلّ، إن كانت قراءة القرآن فأكثري من قراءته وفضليها على غيرها من النوافل والطاعات، وإن كانت في قيام الليل فالتزمي ببرنامجٍ مكثفٍ من قيام الليل زائدٍ عن الحد الطبيعي الذي كنت تقومين به، وإن كان السجود فاستزيدي منه وأطيلي، وإن كان التصدق فأنفقي حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك، وهكذا.. أكثري من الأعمال المحببة إليك، والتي تزيدك قرباً من الله عز وجلّ، واسأليه سبحانه أن يعيد السكينة والهدوء إلى قلبك، وأن يرجع إليك العين التي لا تمسها النار "عينٌ بكت من خشية الله".
افعلي كلَّ ما سبق.. وبشِّريني بالأخبار والتطورات.. ولا تنسيني من دعواتك من فضلك.


منقوووول
__________________
قديم 24-01-2006, 01:27 PM
  #2
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
شكرا لكى اختى ام اثير على نقلك الموفق


وفى انتظر المزيد من اطروحاتك القيمة

تحياتى وتقديرى
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل
قديم 27-01-2006, 07:50 PM
  #3
أم اثير
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم اثير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,398
أم اثير غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد شوبير
شكرا لكى اختى ام اثير على نقلك الموفق


وفى انتظر المزيد من اطروحاتك القيمة

تحياتى وتقديرى

جزاك الله خيرا على المرور
وفقك الله لما يحب ويرضى
__________________
قديم 28-01-2006, 04:56 AM
  #4
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
الا بذكر الله تطمئن القلوب
جزاك الله خيرا مشرفتنا الفاضلة على الطرح التوعوي القيم
نسخة لمفضلة القسم
احترامي
__________________





قديم 28-01-2006, 08:49 AM
  #5
أسد الصمد
عضو موجّه
 الصورة الرمزية أسد الصمد
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 581
أسد الصمد غير متصل  


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير على هذا النقل الموفق

والتأصيل الجميل الرائع

والطرح المتميز

ويعطيك الله العافية

دمتم في سعادة من الباري جل جلاله

وشكرا
__________________
هل تجوز كلمة (ألو) في الهاتف، إنهم يقولون: إن هذه اللفظة ليست للمسلمين بل هي للنصارى، وجهونا ووجهوا المستمعين؟

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فلا أعلم حرجاً في كلمة "ألو" لأن الناس اعتادوها وتعارفوا عليها ولا حرج في ذلك، وكثير من الكلمات الأعجمية تعارف عليها الناس وصارت بينهم فلا يضر ذلك، وإذا قال نعم بدل "ألو" كله طيب، المقصود أن "ألو" لا حرج فيها والله أعلم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/17207

قديم 30-01-2006, 04:08 PM
  #6
أم اثير
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم اثير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,398
أم اثير غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجه الخير
الا بذكر الله تطمئن القلوب
جزاك الله خيرا مشرفتنا الفاضلة على الطرح التوعوي القيم
نسخة لمفضلة القسم
احترامي
بارك الله بيك استاذ و جه الخير

احترامي
__________________
قديم 30-01-2006, 04:10 PM
  #7
أم اثير
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم اثير
تاريخ التسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,398
أم اثير غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسد الصمد


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير على هذا النقل الموفق

والتأصيل الجميل الرائع

والطرح المتميز

ويعطيك الله العافية

دمتم في سعادة من الباري جل جلاله

وشكرا
بارك الله بك استاذ اسد الصمد

تحياتي
__________________
قديم 31-01-2006, 01:05 AM
  #8
omax
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية omax
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 2,267
omax غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام اثير4
مصداقاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لكل عمل شِرَّة، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك" رواه أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وروى الترمذي نحوه وقال: حسن صحيح غريب.


مشرفتنا الفاضلة أم أثير

جزاكم الله كل خير على هذا الموضوع الراقي والذي جاء بوقته صراحة

فالجامعة أضعفت من إيمان الواحد منا حتى هزل ...

ومقالك الكريم هذا جاء دواء ناجعاً إن شاء الله

أكرمكم ربي بالجنة وحفظكم من كل مكروه

نسخة لعالم المواضيع المميزة

تحياتي
__________________
أرجو منك يا كريم يا من تقرأ هذه الكلمات أن تدعو لي الآن بالزوجة الصالحة والهداية .. وفقك الله وأنالك مناك



قديم 31-01-2006, 01:11 AM
  #9
infinite
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية infinite
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 551
infinite غير متصل  
جزاك الله خيراً يا أم أثير ,,,
__________________
عبـــد الرحمـــــــن
الله لايحرمني منك يا عسى عمرك طويل ياللي كلّ الناس عندي ما يساويهاا غلاتك
((دنيا القوي فيها حكم خان المبادئ والقيم لو يدري أن الله وراه مايووووم في عمرهـ ظلم))
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:14 PM.


images