الشيء الوحيد الذي تملكين تغييره ... هو أنت!
فعلا..
"إدفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"......وتاملي تكملة الآية..." وما يلقاها إلا الذين صبروا...وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"!!
تأملي جمال هذه الآية وترتيب مفرداتها..
أنت تبحيثين عن الولي الحميم..ورب القلوب يقول : "ادفع بالتي هي أحسن" ليس بالحسنى... بل بالأحسن
ومن ثم يحدد الله جل وعلا من يستطيع على هذا البذل:"وما يلقاها إلا الذين صبروا" ولا يكون الصبر إلا فيما علا مرارة طعمه! واعلمي أن الصبر لا حدود له، فمن نفذ صبره، سيكون هناك من تعداه
ولذلك جعل الله اجر الصبر يوم القيامة بغير حساب!! أي بلا حدود...وذلك من عدل الله وكرمه، إذ الصبر لا نهاية له..
وتنتهي الآية بالنتيجة الجميله" وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"! أي بعد الدفع بالتي هي احسن، والصبر على هذا الدفع والمداومة عليه يفوز الإنسان بالحظ العظيم في الدنيا باستمالة قلب المقابل وفي الآخرة بأجر الصبر.
أختي..
نعم لك كرامة
ولك حدود تطيقينها..
ولك حقوق يجب أن تعطى لك..
لكن يا أختي ..تذكري وصية رسول الله لنا في آخر الزمان فيما معناه أن على الإنسان تأدية ما عليه من واجبات،" واسألوا الله الذي لكم" أي أسألو الله أن يسهل لكم حقوقكم.... طبعا هذا لا ينافي أهمية السعي في أخذ الحقوق.
ولو سمحتي لي ... كلمة أخيرة..
هل تريدين الجنة؟!
بالطبع ستقولين نعم!
ولكن هل تعرفين المشقة التي يجدها المجاهد في سبيل الله، والخوف والضغوط النفسية ...الخ
أنتم يا معاشر النساء ، جعل الله أجر الواحدة منكم والتي تقوم برعاية زوجها وحسن التبعل إليه بأجر المجاهد!
لذة ... وأجر..!
أفلا تستحق الجنة قليلا من التعب!
ألا تستحق استحضار ثمن الجنة!
ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله غالية! ألا إن سلعة الله الجنة!
أختي..
يوم القيامة يجمع الله الأزواج في نفس المرتبة، ومن كرمه أن يجعلهم في مرتبة الأعلى منهما! فكوني أنتي من يرفعه إلى أعلى عليين
أختي..
حافظي على بيتك وعلى زوجك وعلى نفسك.. فلا تكوني فوق ضغط العمل، ولا تجعليه يظن أو يسول له الشيطان أن يبحث عن غيرك ..
كوني له الواحة التي يستظل فيها بعد عناء الدنيا!
كوني له السكن والسكون..
ويبقى أنك تعاملين الله في أداء واجباتك...
وتذكري... "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"
وهذا لا يمنع أبدا أن تصارحيه بأسلوب يخاطب نخوته ورجولته، بورقة أو رسالة أو مسج جوال.. بأنه هو إنسانك والرجل الوحيد في الكون الذي تثقين فيه وتحتاجين إليه، وأنك مستعدة عن الاستغناء عن كل شيء إلا عنه وعن حبه ودعمه... كل هذه المعاني تدغدغ نفسية الرجل وتشعره بقيمته.. وكوني حصيفة...وعليكي بشعرة معاوية!
مع دعائي الخالص لك بالتوفيق والسعادة والهناء في الدنيا والآخرة وان يجمع بينكما دائما على حب والفة وحنان وتسامح وتواصل وعطاء وإيثار... وللمسلمين جميعا
اللهم آمين
اعتذر عن الإطالة
ودمتم
التعديل الأخير تم بواسطة واحد محظوظ ; 05-12-2005 الساعة 09:22 AM