بسم الله وحده
والصلاة والسلام على من لانبي بعده
اما بعـــد ,,,
قبل ما يقارب الشهر تقريباً اتفقت مع احد الاصحاب المقربين إلى قلبي
أن نخرج أخوينا الصغيرين إلى صالة البولينغ (تيفوني لاند) , وعند وصولنا
للصالة حجزنا لهم ليلعبوا , وجلست مع صاحبي على الطاولات نرقبهم ونتبادل
أطراف الحديث , لكن ما أثار فيني الدهشة , أن صاحبي (محمد) قد بدا كئيباً
جداً شاحب الوجه , لاينطق إلا قليلاً , على غير عادته من كثرة المزاح والطرافة
والمشاغبة .
فدار الحوار التالي بيني وبينه ...
عزيز: أراك شاحب الوجه قليل الكلام .. فهل من خطب ما ؟
محمد: لا أبد .. الأوضاع بخير والحمدلله .
عزيز: قد تستطيع التملص من الناس كلهم .. إلا أنا فلن تستطيع أن تخدعني
فقد عاشرتك من بداية الثانوية حتى يومنا هذا .. واعرف اللحظات التي تكون فيها
فرحاً .. من الأوقات التي تتضايق فيها .
محمد: والله يا أخي .......... ( وسكت ).
عزيز: اكمل .. واعتبرني كالبئر الذي لاقعر له .
محمد: زوجتي هجرت البيت من مايقارب الثمانية أشهر !! .
وقد تعبت جداً من كثرة المشاكل بيننا .
عزيز: غريبه .. !! فقد كنت أظن بأنك من اسعد الناس بزوجاتهم
وقد كنت لي مضرب المثل .
محمد: لم اكن أخبر أحداً أبداً .
عزيز: طيب .. هل أخطأت في حقها ؟
محمد: كلانا أخطأ في حق الآخر .
عزيز: مثل ماذا ؟
محمد: أخطأنا كلانا فقط !!.
عزيز: طلبت الطلاق ؟
محمد: نعــم .
عزيز: هل حاولت الاصلاح واستمالت قلبها .. فليس العيب أن يُخطئ الانسان
ولكن العيب أن يتمادى في الخطأ .
محمد: منذ 8 أشهر .. لم أدع طريقة ولا حيلة إلا وفعلتها لكي ترجع للبيت لكن دون
جدوى .. حتى الهدايا كنت أغدق عليها بالغالي والنفيس وتصلها إلى بيت اهلها
ولا يحرك فيها ساكنا .
قد مل أهلي من الوضع .. وبات أبي يضغط علي لأطلقها .. وسيبحث لي عن غيرها .
عزيز: ومارأيك أنت ؟
محمد: تعبت كثيراً .. فأنا أحبها حباً عظيماً لايكاد يوصف وأتمنى رجوعها في كل
لحظة ودقيقة .
عزيز: الحمدلله على بقاء هذا الحب ... واسمح لي بأن اذكرك بأن الله سمى عقد
الزوجية بينكما بالميثاق الغليظ ( وأخذنَ منكم ميثاقاً غليظا ) , وأن الطلاق والفراق
بين الاحباب من الازواج بغية ابليس ومناه الاكبر بعد الاشراك بالله عز وجل .
فهو الذي يبعث سراياه على الماء ليفسدوا بين الناس , فيرجع هذا وقد جعل فلان
يزني وذاك يقتل وذاك يسرق فيثني ابليس علي اعمالهم .. فيأتيه من فرق بين
الرجل وأمرأته فيفرح لذلك فرحاً كبيراً ويقربه منه .
ومادام الحب ينبض في قلبك لها .. فأنا واثق من صدقك في ارجاعها لبيتها .
محمد: وما الطريقة ؟
عزيز : امممممممممممم دعني افكر .
( في هذه الأثناء .. وصل النادل بكوبين من الكابتشينو )
وبعد تفكير عميق ....
عزيز: تذكر الصورة التي اريتني اياها لإبنتكم الصغيرة ؟
محمد: نعـــم هاهي ... ( واخرجها من جيبه )
عزيز: تبارك الرحمن على جمالها

اسمع .. مارأيك في أن تطبع صورة ابنتكم
على كيكة سابليه وترسلها لزوجتك في بيت اهلها ؟
محمد: مستحييييل فلن أنزل نفسي لها بعد اليوم !!!
عزيز: وما الذي اتفقنا عليه ؟
ثم أنت الرجل وأنت الكبير .. وخيرهم الذي يبدأ بالسلام .
تضحيتك في سبيل انقاذ حياتك الزوجية ومستقبل ابنتك الصغيرة يُحسب في صالحك
وليس عليك .
محمد: ( وافق على مضض )
- وبعد انتهاء الاطفال من اللعب اوصلناهم للبيت .. ثم عرجنا على سابليه .....
وطلبنا كيكة بالفراولة

مطبوع عليها صورة ابنتهم الجميلة .
وبعد مرور خمسة أيام .. ومع نسياني للموضوع
كنت اهم بدخول احد المطاعم مع اختي وامي ... واذا برسالة جوال تصلني بالهاتف
من صديقي محمد مفادها ...( أبـــشــــرك فرجهــا الله )
احسست بالسعادة الكبيرة تغمرني فرحاً لحال محمد وزوجته
وحاولت الاتصال به لكنه لايرد .. فأرسل لي فوراً ( آنا مع الأهل اكلمك بعدين )
وبعد هذا الموقف استفدت انه من الجميل على الانسان
ان يتنازل في سبيل انقاذ عش الزوجية .. وان لايتسرع في التقاط وصايا الطلاق
حتى لوكانت من اقرب الناس , وأولاً وآخراً الاتكال على الله والاخلاص وتفويض
الامر إليه فهو خير مسؤول وخير معين .
ادام الله الحب ينبض في قلوبكم
ورزقكم قرب من تحبون وجمعكم في خير وعلى خير
في الدنيا والاخرة امين
اخوكم
المجدد