رحلة إلى الماضي. - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

موضوع مغلق
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2008, 10:50 AM
  #1
خالد انا
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 66
خالد انا غير متصل  
رحلة إلى الماضي.



تمر الأيام دون أن نعي مرورها لنجد انفسنا وقد بلغنا من الكبر عتيا ، وعندها نبدأ بإسترجاع الذكريات وربما غالبتنا دمعة ونحن نعود إلى أيام الطفولة.

بالنسبة لي كانت أول صدمة لي عندما أصبحت ذكرياتي تعود إلى 10-20 سنة. شعرت حينها بألم يسري داخلي لم أستطع تفسيره، صحيح أن ليست بالسنوات الكثيرة لكن هل فعلا بغلت هذا الحد (ربما هي أزمة منتصف عمر متقدمة) دخلت في يوم من الأيام النت وقد عزمت الأمر على أسترجاع الذكريات واللتي كانت غالبا تتمحور حول برامج التلفاز. كم سعدت وحزنت وأنا اري مقاطع من فلونا، هايدى، سينشيرو أفتح يا سمسم, فارس الشجاع، خالتي قماشة، وغيرها الكثير. تسآلت حينها لماذا شعرت بالألم رغم كونها ذكريات رائعة!؟ هل لان الحياة وقتها كانت أبسط بلا تعقيدتها أم أن واقع الكبار مر بالطبيعة؟ هل الصورة أصبت أشمل وأوضح أم أن نفسي هى اللتي تغير, هل فقدت نفسي برأتها؟ حبها لكل شيء؟ أم أن الجميع أصبحوا يجاملون (ينافقون)؟ قد تكون صورة متشائمة لكن ربما هي صرخات الطفولة بداخلي والتى لا ترى سوى أما أن تكون صديقي أو لا, لا وجود لأنصاف الحلول حتى وأن كانت هذه الحلول لا تدوم أكثر من يوم لتعود المياه إلى مجاريها مع أطلالة شمس الصباح وربما أبكر. آآآآه أين هي تلك الأيام. صدق من قال "عذبات الأيام ما تمدى لياليها"


لم أستطع منع نفسي من تذكر أصدقاء الطفولة كيف فرقتا "حياة الكبار!!" تذكر أبناء الخوال والخالات وكيف أصبحنا لا نرى بعضا إلا بالمناسبات؟؟ تذكرت صديقات الطفولة وكيف أن تلك الطفلة بجدائلها وشعرها المنكوش أصبحت أم وأصبحنا نرى أطفالها ولا نرها (الله يستر علينا وعليهن) وأن كنت ترى ملامح طفولتهن في أطفالهن ..

وأنا أمر بحالة أسترجاع الذكريات قررت الرجوع لبيت جدتي رحمها الله لإعيد تنشيط ما خوى من الذكريات. بحثت بين أغراض الوالدة حفظها الله لأجد تلك المفاتيح وهي ما تزال مربوطة بقطعة القماش واللتي ربما لم تستطع تحمل صدمة البعد والجفاء لتنقطع مع أول مسكه لها انقطع معها قلبي ألما وأنا أتذكر جدتي رحمها الله وهي تربط هذه المفاتيح بطرف (شيلتها) رحمة الله عليك يا أم (...)


دخلت البيت وكان أول مكان توجهت أليه المستودع لأبحث عن صندوق (الحوامة) كان صندوق كبير من المعدن وقد ملء بالقريض والملبس وحلاو البيض بألوانه الزاهية وطعمه الذي لا يفارق ذاكرتي. وبالتأكيد حلاو البقر والفشافش وما منست أسمه للأسف، رفعت بصري لأجد في الغرف بقيا ذكرياتها -رحمها الله- من بيتها الطين، تسآلت حينها ماذا كانت تعني لها رحمها الله، وهل كانت تدخل كل يوم لتتذكر الماضي!؟ حينها وجدت تفسرا لسبب غضبها علينا حين كنا نعبث بها فالذكريات أغلى من تعبث بها الأيادي! رحمك الله كيف كنا نؤذيك من حيث لا نشعر.


خرجت من المستوعد وأنا أسأل الله أن يغفر لها وأن يغفر لنا على ما فعلناه بها بغير قصد. توجهت داخل المنزل لأحس بالبداية بضيق المكان تسألت حينها كيف كنت خمس عائلات تجتمع في هذا الدور وكيف كنوا يستطيعون النوم في تلك الغرف؟ أخذت بعدها أتمشي في البيت لأجد في كل زاوية منها بعض حطام الذكرات داخلها وداخل ذاكرتي. تذكرت لعبة العسكري ةالحرامي والغمزة, والأونو، وإذا تذاكينا لعبة الشطرنج البلاستيك. أخذت حينها نفس عميقا لأجد بعض بقايا رائحة عطر، وللأسف بعض بقاي رائحة (...) بعض أخوانا في الله في فرشهم.. ولكن مازل لها ذكريات رائعة فأصعب المواقف دائما ما تكون هي الذكرايت السعيدة .

خرجت من البيت وقد وجدته أوسع بيت عرفته برحابة أهله وضحكاتهم، لأدرك صدق مقوله "الضيق بالأنفس!" خرجت والبسمة ترتسم على وجهي وصدرى قد ملء حزننا لكن ما أجملة من حزن.. وفي طريق عودتي ممرت على مسجد أبي أطال الله عمره ومتعه على طاعته. هذا المسجد الذي كنت أمر عليه بشكل أسبوعي لم ألحظة من مده لكن يبدوا أن الذكريات تجر بعضها البعض للتزاحم برأسي كمية هائلة من الذكريات قضيتها في هذا المسجد. لكن أكثر شيء أضحكني كيف كنت أجلس على "الدرابزين" جلوس كامل، والآن بالكاد يتسع لقدمي.


تذكرت تلك الأيام وكيف كان أكبر همنا السهر إلى العاشرة فهو انجاز قياسي! تذكر كيك بعد العصر، والذهاب للنخل "المزرعة" وتلك البركة اللتي لا تصل إلى الركبة. تذكرت الحمام والأرانب وأخواتها... رحمها الله من أيام.

لعل أكثر شيء يحزنني أن تلك الأيام لن تعود، وكثيرا ما يأرقني أنه سيأتي اليوم الذي أنسى فيه الذكريات. فنصيحتي للجمع أن يحفظ ذكرياته ويوثقها فلا تدري متى يأتي اليوم الذي لا يبقى لك من حياتك سوى الذكريات.

مع أسفي على الإطاله وتمنياتي لكم بذكريات سعيدة
.
قديم 09-03-2008, 09:19 PM
  #2
young woman
عضو نشيط
 الصورة الرمزية young woman
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 136
young woman غير متصل  
مررت بحاله مشابهه ..قبل اسابيع ..

حتى اني بحثت في النت عن افتح ياسمسم القديم ....وكل افلام الكرتون الى كانت تجي في فتره العصر ........وتذكرت معها اغلى واجمل الذكريات ......


مع الاسف ان الماضي الجميل لا يعود .....

وعلينا قبول الحاضر كما هو ......ونعمل لمستقبل افضل ..



تقبل تحياتي
__________________

.
.
حـــــــــــب الرجل سطــر ...... وحــــــب المرأه صفحــــات
.
.

قديم 10-03-2008, 01:00 PM
  #3
Sun_of_me
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية Sun_of_me
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 2,500
Sun_of_me غير متصل  
و الله لقد عشنا معك ذكرياتك من جمال وصفك لها

انعمي بحياتك الآن لأنها غداً ستصبح ذكرى

أسعد الله حاضرك و ماضيك و آخرتك
__________________
[poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=3 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أسير الخطايا عند بابك يقرع
يخاف و يرجو الفضل فالفضل أوسع
مقر بأثقال الذنوب و مكثر
و يرجوك في غفرانها فهو يطمع[/poem]


[blink]"و اصبر حتى يحكم الله و هو خير الحاكمين"[/blink]
قديم 12-03-2008, 01:36 PM
  #4
خالد انا
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 66
خالد انا غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة young woman مشاهدة المشاركة
مررت بحاله مشابهه ..قبل اسابيع ..

حتى اني بحثت في النت عن افتح ياسمسم القديم ....وكل افلام الكرتون الى كانت تجي في فتره العصر ........وتذكرت معها اغلى واجمل الذكريات ......


مع الاسف ان الماضي الجميل لا يعود .....

وعلينا قبول الحاضر كما هو ......ونعمل لمستقبل افضل ..



تقبل تحياتي

السلام عليكم

المشكلة بعض الأحيان تكون غير مستعد للتخلى عن الماضي أو حتى ركنه على جنب.

والسؤال الذي أبحث عن أجابته، لماذا نشعر بالألم عندما نتذكر الطفولة؟ ولما رغم كونه ألم هو جميل؟

وأتفق معك تماما في عيش الحاضر والعمل للمستقبل، لكن شيء من الماضي مطلوب لتعرف من أنت وأين ستذهب..


شكر لك مرورك وتفاعلك..


والسلام
قديم 12-03-2008, 01:45 PM
  #5
خالد انا
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 66
خالد انا غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Sun_of_me مشاهدة المشاركة
و الله لقد عشنا معك ذكرياتك من جمال وصفك لها

انعمي بحياتك الآن لأنها غداً ستصبح ذكرى

أسعد الله حاضرك و ماضيك و آخرتك
السلام عليكم

الجميل هو ردك أختى،

وجزاك الله خير على الدعاء (بس أظنك تقصدين مستقبلك وليس ما ضيك) ولك مثله أن شاء الله..


شاكر لك مرورك وتفاعلك.
والسلام.
موضوع مغلق

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:48 AM.


images