إدارة الوقت طريق العلماء والمخترعين لتحقيق الأهداف
قبل أن اطرح موضوعي هذا أحب أوجهه رسالة شكر وتقدير لأخواتي الغاليات
cute-baby
...هدوء المشاعر...
:::وأقول لهن فيها:::
أحمل لكما باقات من الشكر والعرفان
وأنهار من الثناء والامتنان..
لقاء مجهودكما ومساعدتكما المتميزه..
كثر الله من أمثالكما
ماذا نعني بالوقت ؟
ماهو الوقت ؟

سؤال قد يجيب عليه كل فرد بجواب يختلف عن الآخر!
عند تأملك في هذا السؤال قد يذهب تفكيرك نحو التقويم السنوي بأشهره الاثني عشر, وهو يشير إلى بداية الشهر ونهايته وأيامه , لكن هذا مايسمى التقويم , وربما تظن المقصود عقارب الساعة , وهي تدور حول الميناء الذي قسمه البابليون والآشوريون إلى اثنتي عشرة وحدة زمنية سُميت كل منها ساعة, لكن هذا يسمى التوقيت , ويختلف باختلاف البلد , فإذا كان التوقيت في مكة المكرمة 3:30 عصراً , فهو الوقت نفسه 12:30 ظهراً في لندن , و8:30 صباحاً في شيكاغو.
علاقة الوقت بالزمن

الوقت ليس الزمن , فالزمن أعم من الوقت , جاء في لسان العرب للعلامة ابن منظور: " الوقت مقدار من الزمن معلوم",
وقال ابن سيدة:"الوقت المقدار من الدهر معروف",
وبذلك قال مجد الدين الفيروزآبادي : "الوقت مقدار الدهر " ,
وكل شيء قدرت له حينا فهو مؤقت , وجاء في التنزيل : قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [سورة النساء، الآية: 103]
, أي مؤقتاً مقدراً , وقيل : أي كتبت عليهم في اوقات مؤقتة , قال ابن الأثير : التوقيت والتأقيت أن يجعل للشيء وقت يختص به, وهو بيان مقدار المدة. وجاء لسان العرب : " كل شيء قدرت له حيناً فهو مؤقت ".
لذلك يتبين لنا من تلك التعريفات أن الوقت هو جزء معرف من الزمن.
1)وقت الإنسان حياته
إذا كان الوقت ليس الزمن كله , الذي هو امتداد العصور والآجال في هذه الدنيا منذ بدء خلق الله عز وجل لهذا العالم وحتى يشاء الله , وإذا كان الوقت جزءاً من الزمن معلوما فإنني أعني بالوقت ذلك الجزء الذي تعيش خلاله في هذه الدنيا , إنه عمر الإنسان ومادة حياته ,
فما حياة الإنسان الدنيوية سوى الوقت الذي يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة ,
إنها تلك السنوات والأشهر والأيام التي تعيش في الدار الدنيا على كوكب يسمى الأرض لقدر معين من الزمن
وقد قيل في تشبيه العمر : " مالعمر إلا كتاب دفتاه : الولادة والموت , وصفحات الأيام ,وبانقضاء كل يوم تطوى صفحة من صفحاته يدون فيها أحد أمرين لاثالث لهما : خير وصلاح تثاب عليه , أوفسوق وعصيان تجازى عليه , كل صفحة تُطوى تدنيك من الخاتمة , وحتى إذا وصلتها كان الرزق قد اكتمل , والعمر قد نفذ , وأزف الرحيل " .
وقال الحسن البصري :" يا ابن آدم , إنما أنت أيام مجموعة , كلما ذهب يوم ذهب بعضك " .
لذلك حينما أطلق كلمة الوقت إنما أعني وقت الإنسان , أي عمره الذي يعيشه .
قال الإمام ابن القيم " وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة " .
وبما أن الوقت هنا هو العمر , فحديثنا عن الحياة , وليست أي حياة , إنما هي حياتك ,وقد قال الأستاذ حسن البنا : " من عرف حق الوقت , فقد أدرك الحياة فالوقت هو الحياة " ,
ويلاحظ أيضا أن مفهوم الوقت قريب من مفهوم الأجل , فهو الزمن الموقت والأجل المضروب , وأشمل منه الدهر والزمن والأبد والأزل , وحركة الزمان تشمل القرون والسنين والشهور والأسابيع والأيام والساعات إلى أن تصل إلى اللحظات . فكل فرد له أجل لايجاوزه ,وهو قدر من الزمن متاح له , ثم يرتحل إلى دار البقاء , قوله تعالى: { وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا } {المنافقون (11)} , وقال تعالى : { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }{الأعراف : 34}
لذا فإن اهمية الوقت تنبع من أهمية حياتك التي تعيشها فإذا كانت تلك الحياة أثمن ماتقيم , فحفظ الوقت حفظ لها , وقتله إهذار لمعيشتك التي أتاحها الله لك . قال برادلي ماكري : " إذا أضعت دقيقة , فإنني أضيع ساعة , وإذا أضعت ساعة فإنني أضيع يوماً , وإذا أضعت يوماً فقد أضعت الحياة "
2)ماذا تعني ساعة من حياتك ؟
إن ساعة من حياتك تعني حصول أربعة الآف انقباض لعضلات قلبك يضخ خلالها مايقرب من ثلاثمائة لتر من الدم إلى جميع جسدك , وهي تعني أن عضلات التنفس لديك قد انقبضت وانبسطت حوالي ألف مرة لتستنشق من الهواء قرابة 500 لتر من أجل توفير الأكسجين لجسدك , كما تعني تلك الساعة انطلاق البلايين من الإشارات العصبية من الجهاز العصبي المركزي إلى جميع أجزاء الجسم , وتعني أيضا موت البلايين من خلال الجسد وولادة مايحل محلها , هذا بالإضافة إلى تفاعلات كيميائية لاتحصى داخل خلايا الجسد وأجهزته وأعضائه المختلفة ....ألخ .
خلال الساعة نفسها أنت في حركة دائمة , فتدور مع الأرض حول محورها حوالي ألف كيلو متر (682ميلا) خلالها , وتدور مع الأرض حول الشمس بسرعة هائلة تصل إلى مليون وستمائة ألف كليومتر (909ألف ميل ) في الساعة , وأنت أيضاً تسير في حركة مستمرة ضمن مجرة درب التبانة في فلك الله الواسع بسرعة خيالية لاتتصور , فالساعة من الزمن تعني حركة لك على الأرض ومع الأرض ومع المجموعة الشمسية ثم مع المجرة داخل هذا الكون الذي لايعرف منتهاه, غير خالقه سبحانه وتعالى .يحصل هذ كله من دون شعور منك ولاحتى لك في حدوثه , لكن هذه السعهة من الزمن تعني أيضا لبعض الناس عملاً مميزاً , وإنجازات هامة , ولكنها قد لاتعني شيئاً للآخرين ,فتضيع في جلسات لهو أو نوم أو ماشابه ذلك ,
واغتنام هذه الساعة أو إضاعتها هو خيارك الأوحد .
وهذا هو الفرق بين الفعالية و اللافعالية , وبين الإيجابية و السلبية في صرف تلك الساعة من الوفت , فالساعة بالنسبة للإنسان الفعال لها قيمتها المتميزة , لايدعها تمضي من دون أن ينتفع منها . والساعة من الزمن هي نفسها لك البشر , لكنها بالنسبة للإنسان الفعال لحظات تنبض بالحيوية والنشاط والإنجازات , وليست لحظات خامدة ميتة لا أثر لها بعد مضيها, وهذا يعتمد على اختلاف تثمين الوقت لدى البشر.
3)جميع المصالح منوطة بالوقت
الوقت لايثمن بأي مادة , ولايملك الإنسان أنفس منه , ذلك لأن أجزاءه من أيام وأشهر وأعوام تشكل عمر الإنسان , وإن إهدار الوقت إهدار للحياة , واغتنام ساعاته وأيامه اغتنام لفسحة العمر.
للإنسان الإرادة والمقدرة على الإفادة من وقته , فجميع المصالح إنما تتأتى من خلال اغتنامه , فهو وعاء كل عمل , وهو ميدان كل عطاء , وهو النعمة التى خلقها الله تسخيراً للإنسان ليعمر الأرض .
:::::يتــبــــــع:::::
__________________
افتقدت كثير بعض الاخوات لي في هذا المنتدى ...
يارب يكونوا بافضل الاحوال ..