الرحمة بين الزوجين..رقة في القلب وإرهاف في الشعور 2
لكي تكونا متراحمين
الفرحة: لكن ما الوسائل والأفكار العملية التي تساعد الزوجين على اكتساب خلق الرحمة ومن ثم التراحم فيما بينهما؟
أ.نسيبة: هذه الأفكار كثيرة وهي مقتبسة من الكتاب والسنة، ومنها ما يلي:
- التقوى والإيمان قال تعالى( اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) أي اتقوا الله حق تقاته وآمنوا بما جاءكم به الرسول صلى الله عليه وسلم تضاعف لكم الرحمة.
- الطاعة قال تعالى (وأطيعو الله والرسول لعلكم ترحمون) أي أطيعوا الله في الفرائض والرسول صلى الله عليه وسلم فيما أبلغكم به، يرحمكم الله تعالى.
- الإحسان قال تعالى ( إن رحمة الله قريب من المحسنين) أي إن رحمة الله مرصدة للمحسنين الذي يتبعون أوامره ويتركون زواجره.
- الإصلاح قال تعالى: ( فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) أي اصلحوا بين كل أخوين في الدين والحرمة والنسب، واتقوا الله في الإصلاح بينهما لتكونوا راجين الرحمة من ربكم.
- الإيمان والاعتصام قال تعالى: ( فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه).
- بر الوالدين، قال صلى الله عليه وسلم: "من بر والديه بما تناله يده نظر الله إليه بالرأفة والرحمة وأنا كفيله".
- اتباع القرآن قال تعالى

وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا الله لعلكم ترحمون) فاتبعوه أي اعملوا بما فيه، واتقوا الله حتى تنالكم الرحمة.
- الصلاة والزكاة قال تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون).
- الاستغفار قال تعالى: (لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون).
- الاستماع للقرآن قال تعالى: ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون).
فإذا استطاع الزوجان أن يترجما في حياتهما هذه التعاليم الإسلامية فإن أسرتهما سوف تكون مرحومة بإذن الله، وسوف تعيش في ظلال من الرحمة والهدوء والرفق واللين.
درجات التراحم
الفرحة: وهل التراحم سواء بين الزوجين وغيرهما أو له مستويات أو درجات؟
أ.نسيبة: بالطبع الرحمة ذات مراتب ودرجات ولها مستويات متفاوتات قد يصل بعضها إلى أن يشعر الراحم بمثل مشاعر من يرحمه تماماً، في النوع والمقدار، وقد يصل الشعور إلى أن تكون فعلاً أكثر من مشاعر من يرحمه، وتتنازل هذه المراتب والمستويات حتى تكون شفقة عبارة أو رقة آنية لا تقوى على تحريض صاحبها تحريضاً مؤثراً في بذل معونة، أو تقديم مؤونة، أو مساعدة في خدمته أو مشاركة في دمعة، أو تضحية بأي شيء قد ينفع مستحق الرحمة.
وتختلف دوائر الرحمة اتساعاً وضيقاً، فبعض الناس تتدفق في قلبه مشاعر الرحمة نحو الذين يحبهم من ولد وأب وأم أو زوجة أو أخ أو قريب أو نحو ذلك، فإذا شاهد آلام الآخرين الذين لا صلة له بهم لم يشعر نحوهم بأية مشاركة لهم في آلامهم بل قد يقابلها ببرود في مشاعره أو قسوة في قلبه، بينما نجد من الناس رحماء تجاه كل من يستحق الرحمة من قريب أو غيره.
استوصوا بالنساء
الفرحة: وكيف يرحم الزوج زوجته خاصة إذا قصرت في بعض شؤون بيتها؟
أ.نسيبة: لا تقل مهمة المرأة في تربية أولادها عن مهمة الرجل، لذا يجب على الزوج أن يؤمن لها الراحة النفسية لينعكس ذلك على تربية أولادها وهي إلى جانب هذه المهمة الشاقة تشرف على نظافة الأسرة وطعامها وشرابها وجميع شؤونها، فإن ظهر منها بعض المواقف الانفعالية نتيجة لثقل مهمتها، فيجب أن تتسامح بشأنها لأن هنالك الكثير من المواقف الإيجابية التي تبقى لها اعتبارها والاعتراف بفضلها.
قال تعالى: (وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وأن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء".
ثمرات التراحم
الفرحة: وما فوائد الرحمة على الزوجين والأبناء؟
أ.نسيبة:
- تهذيب نفوس الزوجين والأبناء.
- إقامة التراحم بين جميع أفراد الأسرة.
- شيوع روح العطف والرفق واللين بينهم.
- شفاء القلوب من أمراض الحقد والحسد والغضب.
- إنتاج أبناء أسوياء متراحمين فيما بينهم ومع المجتمع.
- التخفيف والتقليل من المشكلات الزوجية.