منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   مساحة مفتوحة (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=3)
-   -   تأكيد الذات ( موضوع متجدد... تابعنا دوماً ) 2 (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=131485)

hazem007 15-06-2007 09:51 PM

تأكيد الذات ( موضوع متجدد... تابعنا دوماً ) 2
 
بسم الله الرحمن الرحيم

طالت الغيبة

ولكن

تبقى محبتكم فى القلب
اسماء لا اعلم اشخاصها ولكن القلم فرض نفسه على القلوب
.
.
.
.



لم استطع ان امهد لكلامى لفرط شوقى لاخوة احبهم فى الله


ولكنى قد عدت من جديد والحمد لله


لعل البعض يذكر موضوعى عن



تأكيد الذات


وهذا هو الجزء الثانى تتمة للموضوع يأتيكم فى حلقات تباعاً بداية من الغد ان شاء الله


رابط الموضوع الأول


http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=116828

زهره ورد 16-06-2007 03:18 AM

يسعدني جدا متابعة موضوعك الهادف بانتظار ك وشكرا

سلامات يا قلبي 16-06-2007 03:44 AM

الف حمد لله ع سلامتك والف مبروك :14: :14:
ان شاء الله تهنيتي بزواجتك ومليت عينك بشوفة اهلك
نور المنتدى خيي حازم
ام وليد

hazem007 16-06-2007 03:00 PM

زهره ورد شاكر لك مرورك
======

الاخت الفاضله ام وليد سلمك الله

الحمد لله رب العالمين الجميع بخير حال

====


جزاكم الله خيراً

hazem007 16-06-2007 03:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأبيض الناصع
ونظراً لطولها وضيق وقتي الخاص قررت نسخها ومن ثم قرأتها على مهل للأستفادة منها إن شاء الله تعالى.
لك مني كل الأحترام والتقدير ، وأتمنى أن تقبلني كأخ لك ، عسى الله أن يجمعنا على خير .


ارد هنا على اخى ( الأبيض الناصع ) رداً على مشاركته فى الموضوع الاول وعدم تمكنى من الرد طوال هذه الفتره

(لى الشرف باخوتك أخى الكريم)

جزاك الله خيراً

hazem007 16-06-2007 03:06 PM

شاكر مرورك اخى / اختى ( عيووش ) على المرور فى الموضوع الاول

جزاك الله خيراً

hazem007 16-06-2007 03:13 PM

خذ عهداً على نفسك


من أعظم هبات الله أننا لا نستطيع أن نتنبأ بالمستقبل،

قد يكون التوقع مغريا، ولكن تخيل الضجر أو الفزع المطلق الذي سيلازم الحياة إذا عرفنا مقدما كل الأشياء – الجيدة والسيئةالتي ستحدث لنا

لن تكون هناك أية مفاجآت أو احتفالات بالنجاح،

أو دموع تعبر عن الحزن،

وقليلا ما سنجد شيئا يحفزنا،

ثم ما الذي سيدفعنا إلى الجد و الاجتهاد للتغلب على العقبات ما دمنا نعرف النتيجة بالفعل؟

تمثل البداية أصعب جزء في أي عمل

تشبه الحياة في جوانب كثيرة القيام بنزهة طويلة بالسيارة،

إذ نعلم مكاننا، والمكان الذي نريد أن نذهب إليه،

ولكن هناك طريقان للوصول إلى هذا المكان،

الأول أن نقفز داخل السيارة ونذهب إليه و نقوم بالترتيبات اللازمة في الطريق،

والثاني أن نخطط مقدما، ثم نرسم خريطة بالطريق، ونحسب المسافة التي نريد أن نقطعها كل يوم،

وهكذا فإننا سنصل في النهاية إلى نفس المكان على الأرجح،

ومع أن الطريق الأول ربما يكون أكثر مغامرة فإن الطريق الثاني قد نصل من خلاله بسرعة أكبر، وجهد أقل بكثير.

هكذا نرى بوضوح أهمية التخطيط لأي رحلة،


مع ذلك نفترض في كثير من الأحوال أن الأمور ستسير من تلقاء نفسها،

وبنفس الطريقة عندما نتعامل مع أمور أكثر أهمية مثل الأمور العائلية أو ما يتعلق بالوظيفة،

إننا نتوقع أن نكسب أموالا طائلة، ونعول أسرة مثالية، ونكون سعداء، بدون أن نعد خطة محددة لتحقيق ذلك.

عادة ما تبدأ أول خطوة للوصول إلى حياة ناجحة وسعيدة بأن نأخذ عهداً على أنفسنا بأن نقيم حياة ناجحة وسعيدة بالفعل،

وبأن نركز على الاحتمالات الممكنة لا على الأخطاء،

مما يعني التركيز على المستقبل وليس على الماضي،

ربما لا نستطيع أن نبدأ بالمستقبل ولكن يمكننا أن نسهم في تشكيله،

إن واقعنا هو ما نصنعه، إذا اقتربنا منه بإيجابية وحماس،

فسوف نحقق النتائج الإيجابية. ولسوء الحظ فإن العكس صحيح أيضا فالسلبيات لا تجذب الإيجابيات، بل تؤدي إلى الفشل واليأس.

من أبطأ به عمله لم يسعفه نسبه

لا ينبغي لأحد التعويل على نسبه وما فضل الله به آباءه على غيرهم من العالمين،

فإنه من أبطأ به عمله لم يسرع بن نسبه،

وما هلك اليهود إلا بقولهم "نحن أبناء الله وأحباؤه"

وشعبه المختار من عباده، ونحن ذرية الأنبياء وذرية الصالحين،

فاعتمدوا على ذلك واغتروا به

وظنوا أنهم ناجون من عذاب الله عند فعل معصيته وترك طاعته بشفاعة آبائهم من النبيين والمرسلين

حتى قال لهم الله سبحانه وتعالى: "واتَّقوا يوماً لا تَجْزِي نَفسٌ عَن نَفْسٍ شَيئاً ولا يُقْبَلُ مِنهَا شَفَاعةٌ، ولا يُؤخَذُ مِنهَا عَدلٌ، ولا هُمْ يُنصَرُون"، سورة البقرة، من الآية 48،

علينا ألا نعتمد علىأحسابنا وأنسابنا في تقديرنا لأنفسنا؛

بل نعتمد و في المقام الأول على صالح أعمالنا!.

شجاعة التغيير

يتطلب تغيير أي شيء فينا إلى شجاعة وتصميم ومثابرة كافية لنستمر حتى النهاية،

من الصعب أن نتحول من أشخاص سلبيين أو محايدين إلى مفكرين إيجابيين لأننا عندئذ نكون كالذين يسيرون ضد تيار الخضوع للقواعد،

إن المفكرين الإيجابيين يمثلون الأقلية في أي مجموعة

في موقع العمل أو المدرسة أو الأحداث الاجتماعية أو في البيت،

فإن الاتجاه العام في التفكير هو أن نركز على أسباب الفشل واحتمالاته بدلا من التركيز على إمكانية النجاح.

علينا أن نمتلك الشجاعة لنكون مختلفين،

ولكن علينا ألا نكون مجادلين أو متباهين باستقلالنا.

إن الصفة التي تجذب الأنظار إلينا وتجعل منا شخصيات مميزة هي شجاعتنا في أن نكون صادقين مع أنفسنا،

إن المفكرين السلبيين قد يتسترون على آرائهم الحقيقية بعبارات تفيد الإنكار مثل

"اسمح لي بأن أخالفك قليلا في الرأي"، أو "اقبل مني هذا على سبيل النقاش

ولكن النتيجة واحدة،

فهم يحاولون دائما أن يجدوا أسباباً لكي لا يطبقوا فكرة جديدة،

أكثر من التركيز على احتمـــال تطبيقها،

إن أي فكرة جديدة تنطوي على قدر من الخطر – قد يكون كبيراً أحيانا

ولكن لن يتحقق أي شيء مهم بدون نسبة من المغامرة المحسوبة، مع توافر الرغبة في تجريب شيء جديد.

بناء الثقة

إن للثقة بالنفس أثراً عجيباً،

إذ أن الرجال والنساء الذي يثقون بأنفسهم يجذبون انتباه الآخرين بنسبة كبيرة ويتقدمون في أعمالهم بصورة سريعة،

ويبدو أن شيئا عجيبا قد حدث لهم عند الولادة، فالنجاح يأتي إليهم بشكل طبيعي وبسهولة.

إذا تعمقت أكثر من ذلك لوجدت أن ثقتهم هذه تكون نتيجة عملية الاجتهاد المستمر،

والذي يمكن أن يقوم به أي شخص منا،

إن الثقة تتحقق للبعض بسهولة وبشكل طبيعي،

ولكن العملية واحدة، فمبادئ الثقة يمكن أن يتعلمها الجميع ويطبقونها بسهولة،

إليك بعض الأساليب التي يمكن أن تطبقها لتصبح مفكرا إيجابيا،

وإنسانا واثقا يرى احتمالات النجاح متوافرة بدلا من احتمالات الفشل

خالط الأشخاص الإيجابيين

كانت والدتك على حق عندما قالت لك ألا تصاحب الأصدقاء الأقل من مستواك،

فسوف يجرونك إلى مستواهم؛

و كما قيل: "من يصاحب الأحمق فعليه أن يتحمل أفعاله وتصرفاته

لذا من الصعب جدا أن تكون إيجابيا عندما تصاحب مفكرين سلبيين.

ولذا فمن الأفضل أن تقضي وقتك مع هؤلاء الذين يستطيعون تحقيق أهدافهم إذا آمنوا بقدرتك، كما يؤمنون هم بقدراتهم على تحقيقها.

أعدّ قائمة بالإيجابيات

كان بنيامين فرانكلين –وهو أحد قادة أمريكا الحكماء– يصدر القرارات الحاسمة بأن يقسم صفحة ورقية إلى عمودين،

أحدهما للحجج المؤيدة والآخر للحجج المعارضة،

ثم يصنف كل الأسباب التي تؤيد وتعارض تصرفا ما يريد أن يقوم به،

إن هذا الأسلوب لم يكن يوضح الأمور فحسب، بل كان يدله أيضا على الطريق السليم.

تعلم من التجربة

إذا كنت تميل إلى السلبية، فعليك مراجعة سلوكك كل يوم وهو حاضر في ذهنك.

قم بتحليل أفعالك، وحدد ما يجب أن تفعله بشكل مختلفة لتصبح أكثر إيجابية.

ولا تنسى أخي العزيز أنه "ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ".

قيل لبعض الحكماء: "بم ينتقم الإنسان من عدوه ؟

فقال بإصلاح نفسه".

لهذا كله علينا أن نخجل من عيوبنا،

ولا نخجل أبداً من تصحيحها.

ولا ننسى في المقابل أهمية التسامح مع من أخطأوا في حقوقنا ثم أظهروا ندمهم على ذلك أو اعتذروا -ولو على استحياء- حفاظاً على ماء وجوههم؛

و دائماً ما يقول العقلاء من البشر

"الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا، وفي تغذية روح العداء بين الناس".

خصص وقتا للتفكير

تأكد من أنك تخصص نصف ساعة على الأقل في كل يوم للتفكير والتخطيط،

إذهب إلى مكان هادئ لا يزعجك فيه الآخرون،

ثم إهدأ وفكر في أهدافك، وإحسب تقدمك حتى الآن،

وحدد الأفعال التي يجب أن تقوم بها لتحقيق هذه الأهداف.

و لا تنسى أخي العزيز أهمية الوقت؛

يقول ديل كارنيجي: "كل دقيقة لا تُضيف إلى وجودك، فإنها تحُطُ من قدرك".

إلزم نفسك بالتركيز على الإيجابيات

عندما تتسلل إليك أفكار سلبية، عليك أن تتوقف وتعيد النظر،

ثم تعود على البحث عن الأسباب التي تفسر لماذا يمكننا أن نقوم بشيء ما؟

بدلا من لماذا لايمكننا القيام به؟، وفي ذلك؛ قيل لنابليون: كيف نجحت في تعليم جيشك ؟

قال لأني ربيتهم على ثلاث خصال

أولا: من قال لا أعرف قلت له تعلم.
ثانيا: من قال لا أستطيع قلت له حاول.
ثالثا: من قال لا أقدر قلت له جـــــرب.

وقال أيضا: جبان في جيشي أخطر عليّ من عشرة بواسل في جيش الأعداء.

ومن المهم الصبر على الشدائد وتحملها؛

كي يحقق الشخص أهدافه الإيجابية في الحياة، وألا ينسحب الشخص عند أول خسارة،


بل عليه بالصبر والمثابرة،

يقول الشاعر

ولرب نــازلة يضيق لهــــا الفتى *** ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فرجت، وكنت أظنها لا تفرج


لكل ذلك علينا أن نتذكر:"أن الآراء الإيجابية كالمسامير؛ كلما طرقها المرء أكثر ازدادت عمقاً و رسوخاً".

تعلم أن تتعاطف مع الآخرين

أنظر إلى الموقف من منظور الآخرين.

حاول أن تفهم لماذا يتصرفون هكذا،

وما يمكن أن تفعله لتكوين علاقة إيجابية وبناءة معهم.

وأذكر هنا أنني قرأت حادثة وقعت للكاتب الكبير مصطفى أمين أثناء اعتقاله سياسيا بعد ثورة يوليو 1952 بمصر،

وهي قصة تعلمنا أن نبذر بذور الخير دائما مع الآخرين دون انتظار جزاء ولا شكورا ما دمنا نستطيع تقديم يد المساعدة لمن يحتاجونها؛

ولنتأمل معاً معنى هذا البيت الحكيم:

الناس للناس من بدوٍ وحــــاضرةٍ *** بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خدمُ


وللحديث بقية

.
.

للتذكير فقط بالجزء الاول والربط بينه وبين الجزء الثانى اعدت كتابة آخر مقال فى الجزء الاول مرة اخرى

الأبيض الناصع 17-06-2007 12:47 AM

بارك الله فيك
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hazem007
ارد هنا على اخى ( الأبيض الناصع ) رداً على مشاركته فى الموضوع الاول وعدم تمكنى من الرد طوال هذه الفتره
(لى الشرف باخوتك أخى الكريم)
جزاك الله خيراً

السلام عليكم ورحمة الله أخي الكريم ، الحمد لله أنك طيب وبخير يعلم الله أني إنشغلت عليك ، ولم أعرف كيف أسأل عنك ، وها أنت تعود عوداً طيباً محمودً مباركاً فيه بأذن الله .
شرفك الله بالتقوى والأستقامة على دينه الحنيف ، وجزاك الله خيراً ، ولاتغيب عنا مرة ثانية
دمت بحفظ الله ورعايته ، ولا تنساني من الدعاء .

زهره ورد 17-06-2007 01:30 AM

جزاك الله خيرا

زوج فاهم 17-06-2007 02:15 AM

الحمد لله على السلامة وسوف نتابع معك إلى انتهاء الموضوع,,,

روح الغالي 17-06-2007 09:58 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:14::14:

اهلا بك ياعريس المنتدى اللهم صلي على النبي

الحمدالله على سلامتك وعودتك بين اخوتك ونحن في انتظارك وفي انتظار صولاتك وجولاتك في المنتدى

وحفظك المولى ورعاك وألف بين قلبك وقلب زوجتك



نحن في انتظار موضوعك المتجدد




الاشراف:

اخوتي الافاضل ارجو عدم تغير مسار الموضوع



حصنتكم بلا اله الا الله

hazem007 18-06-2007 09:46 AM

سلمك الله اخى الكريم ( زوج فاهم )

شاكر لك مرورك

hazem007 18-06-2007 09:51 AM

اهلاً بك مشرفتنا الفاضله ( روح الغالى )


وجزاك الله خيرا ً على الدعوات الطيبه

اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

.
.
.

عذراً للتأخير


ولكن


الجديد ياتى بعد قليل ان شاء الله

hazem007 18-06-2007 10:30 AM

لا تتردد في مساعدة الآخرين إن استطعت


موقف مع مصطفى أمين

حين تم اعتقال مصطفى أمين (الكاتب الصحفي المعروف) – رحمه الله -

قال: أنه تعرض لمنع الطعام والماء عنه لفترات طويلة جدا،

وكان عدم الأكل لا يؤرقه كما يؤرقه عدم وجود ماء (لأنه مريض بالسكر) واضطر في أحد الأيام لشرب البول الخاص به!!؛

وحين أشرف على الهلاك من عدم وجود ماء وجد أحد الحراس يعطيه كأسا به ماء مثلج فشربها بنهم شديد.

وقد التقى بهذا الحارس فيما بعد داخل المعتقل وسأله لماذا فعل ذلك؟ بالرغم من أنه يعرض نفسه للتعذيب أو القتل إذا علم قائده بذلك.

فقال له الحارس إن والده كان يمتلك قطعة أرض صغيرة وكان لديه بقرة ولكن شاءت إرادة الله أن تموت البقرة،
فوجد أحد المحررات من جريدة أخبار اليوم وهي تحضر ومعها بقرة وكان ذلك في ليلة القدر....

لذا لم يرى بُداً من أي يرد الإحسان بالإحسان.

وتلى قول الله عز وجل "وما تنفقوا من خير فلأنفسكم، وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله، وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون". سورة البقرة آية 272

إفتتح أنت الحوار

يتسم معظم الناس بالخجل؛

فإذا كنت تكره الحديث إلى الغرباء أو الأشخاص العاديين الذين تتعرف عليهم بشكل عارض،

فاعلم أنك لست وحدك، تشير الأبحاث إلـى أن 40% من البالغين يرون أنهم يتسمون بالخجل،

افترض إذاً أن الطرف الآخر يشعر بالخجل وبادر بالخطو الأولى لتبدأ حوارا معه،

و تذكر دائماً ذلك القول: "إذا تحدثت مع الناس وفشلت، فقد حققت نجاحاً واحداً، وإذا ضحكوا سروراً من قولك فقد حققت نجاحين".

تجنب المواقف التي تنطوي على ما يضايقك

إذا كانت المناقشات التافهة تفسد يومك قبل أن تغادر البيت، فحاول مغادرة المكان قبل أن يبدأ أفراد الأسرة الآخرون في إثارة الضجيج المعتاد في الصباح.

أذهب إلى العمل مبكرا بين الحين والآخر، ثم انتهي بسرعة من الأعمال المزعجة التي تركتها بالأمس.

إبدأ يومك بإيجابية

فكر في الأشياء التي تحبها، والأشياء التي أسعدتك،

ولا تفكر في المشكلات، أو كل الأشياء التي تتمنى أن تصل إليها، والتي ربما لا تصل إليها أبدا.

ولا مانع من مساعدتك للآخرين إذا كان ذلك سهلاً وميسراً بالنسبة لك،

فأحياناً إذا اشتد عليك أمر، وعجزت عن بلوغه وتحقيقه،

فحاول أن تساعد ملهوفاً أو محتاجاً، وغالباً ما يكون ذلك سبباً في قضاء حاجتك،

يقول الشاعر

ازرع جميلاً ولو في غير موضعه
ما خاب قطٌ جميلٌ أينما زُرعـــا


خذ راحة

عندما تنزعج من بعض الأشخاص أو المواقف التي لا تستطيع أن تسيطر عليها،

فابتعد عن هؤلاء الأفراد وعن تلك المواقف لفترة قصيرة،

قم بشيء مختلف تماما لفترة، سوف تكون قادراً على الاقتراب من المشكلة بموضوعية أكثر بعد أن يصبح ذهنك صافيا.

كن واقعيا


حدد لنفسك أهدافا يمكن تحقيقها،

ثم قسمها إلى أهداف صغيرة.

حاول أن تحقق شيئا واحدا على الأقل كل يوم لتصل في النهاية إلى هدفك،

إن الإنجازات اليومية الصغيرة تمنحك الثقة اللازمة لمواجهة أهداف كبيرة وبعيدة.

خاطر بشكل مدروس

إذا لم تنتهز الفرصة أبدا؛ فلن تحقق أبدا شيئا ذا قيمة،

تحمل المخاطرة ما دمت مقتنعا بصحة فكرتك،

حاول أن تقابل أفرادا جدد، وصاحب أصدقاء جدد، بعضهم سيستجيب لك، وبعضهم لن يفعل.

تعلم أشياء جديدة

في عالم التكنولوجيا الحديثة والفائقة اليوم،

إذا لم تتعلم فأنت تموت.

إن معظم ما لدى الخريجين الجدد من معارف سيبطل في خلال سنوات قليلة.

ومن المهم جدا أن تداوم على المعرفة إذا ابتعدت عن المدرسة لفترة أكبر. إن التعلم ليس مثيرا فقط، ولكنه يجعلك أيضا موضع اهتمام الآخرين.

يقول الشاعر

اصبر على مر التعلم ساعة فإن رسوب العلم في نفراته

ويقول المتنبي

وفي الـجهل قبل الموت مـوتٌ ... لأهله وأجسادهم قبل القبور قبور


أنظر إلى النكسات بشكل بناء

كما هو الحال مع رافع الأثقال، فإن المقاومة تجعلك قويا.

إننا نبدأ بأثقال صغيرة، ثم نزيدها بانتظام حتى نصل إلى أن نرفع أثقل مما كنا نحلم به في البداية.

إن الفشل تجربة نتعلم منها، لا أكثر ولا أقل.

تقول الحكمة: "العاقل هو من يستفيد من مصيبته، ولكن الكيِّس هو من يستفيد من مصيبته ومصيبة غيره".

ومن الناس من يعرف عدوه من صديقه في النكسات؛

يقول الشاعر

جزا الله الشـدائد كــل خيــر ... وإن كانت تغصصني بريقي

وما شكري لها حبا ولكن ... عرفت بها عدوي من صديقي

فكر قبل أن تتحدث

إذا كانت لديك عادة التحدث أولا ثم الندم بعد ذلك،

فتعلم أن تسيطر على أعصابك،

قم بذلك كل يوم لفترة قصيرة حتى تتعود على السيطرة على أعصابك،

عندما تقول شيئا تندم عليه، فإن موقفك الإيجابي هو المتضرر الأكبر.

إرتد ملابس مناسبة


انظر حولك،

إذا كان الناس الذين تعمل معهم يرتدون ملابس فضفاضة أو بدلاً أو بنطلونات، فارتد مثلهم،

لاشيء يمكن أن يزيد من ثقتك مثل معرفتك أنك تبدو جيدا في مظهرك، وأن الآخرين يدركون ذلك،

إن المظهر يجعل الآخرين يركزون على قدراتك، بدلا من أن يتساءلوا لماذا تبدو مختلفا.

إعتن بصحتك

مارس التدريبات الرياضية بانتظام،

وحافظ على هيئتك،

من الصعب جدا أن تحافظ على تصورك الإيجابي عن نفسك عندما تبدو كسولاً أو ثقيل الوزن أو متبلدا،

إن التمرين القصير والمستمر يساعدك في تحسين ثقتك بنفسك.

كن كريما في المجاملة

سوف تساعدك المجاملات الصادقة على تكون علاقات إيجابية مع الآخرين،

مما يشعرك بقدر من التحسن.

وإن كنت لا تميل إلى الطرف الآخر، فقم بتهنئته إذا حقق نجاح،

ربما تكتشف أن كل واحد منكما قد أساء في حكمه على الآخر.

انسب إلى الآخرين نجاحهم

لا تفتئت على نجاح الآخرين.. وأنسب الفضل لأهله "ولا تنسوا الفضل بينكم" (البقرة 237)

وإذا نسب الآخرين النجاح في الأداء لإدارتك.. فحاول أن تثنى على الآخرين،

وأن هذا النجاح لم يكن ليكتمل لولا مجهودهم وعطائهم..

قصة الأديبان الصحفي والأديب

وبسرعة قفز إلى ذهني تصرف نبيل من الأستاذة في افتتاح مجلة لأحد قصور الثقافة على الإنترنت،

وكانت فرحتي غامرة حينما قدمت هذه السيدة الفاضلة هذين الزميلين اللذين كانا أصحاب الفكرة والإخراج والتنفيذ إلى جمهور الحاضرين على أنهما أصحاب العمل،

وأن دورها كممثلة لهيئة الثقافة لم يكن إلا في دعم الفكرة وتبنيها..

- فإذا كنا حريصين على أن نبني علاقات ناجحة مع الآخرين فلابد أن ننسب إلى الآخرين نجاحهم؛

يقول المعري في العلاقة بين من يمدحون الناس على نجاحهم و من يتكبرون عليهم أنها علاقة عكسية

والكبر والحمد ضـــــدان اتفاقهما ... مثل اتفاق فتاء الســن والكبر
يجني تزايد هذا من تناقص ذا ... والليل إن طال غال اليوم بالقصر

إن التكبر والثناء على شخص ما لا يلتقيان مثلما لا يلتقي الشباب مع الكهولة،

فإن أحدهما يكبر على حساب الآخر مثل الليل والنهار فإن طال الليل قصر النهار.

ساعد الآخرين

أفعل شيئا جيدا لمصلحة الآخرين بدون أن تتوقع أي شيء،

في المقابل،

سيساعدهم ذلك على التوازن في علاقتهم معك كما يُشعرك بأهميتك.

أحب لأخيك ما تحب لنفسك

يقول إيرنست هولمز

"إن الأشياء العظيمة تتم على أيدي مفكرين عظماء ، وعندئذ يخرجون للعالم لتحقيق أحلامهم."

أنشأ الدكتور محمد يونس (من بنجلاديش) بنكا يدعى بنك جرامين وذلك من جيبه الخاص فقط،

حيث أنه تعرض لواقعة هي التي أدت به إلى إنشاء هذا البنك،

وهذا البنك تخطت فروعه ألف وثمانية وأربعون فرعا،

والواقعة تتلخص في أنه أكمل دراساته العليا في أمريكا ومن ثم وصل إلى منصب رئيس الاقتصاد في جامعة شيتاجونج بجنوب شرق بنجلاديش.

وقد كان دكتور يونس يتجول بين القرى التي تقع حول الجامعة التي يعمل بها، ومر يوما بامرأة تكسب قروش قليلة جدا من صنع الكراسي، وحار في أمرها،

كيف تبذل تلك المرأة كل هذا المجهود ولا تحصل إلا على الفتات،

واكتشف أنها لا تملك مالا كافيا لتشتري الخامات من المصنع،

لذا فقد كانت مضطرة للشراء من تاجر التجزئة بالسعر الذي يحدده هو على أن تقوم أيضا بتوريد ما تنتجه إلى نفس هذا التاجر والذي بدوره يتحكم في السعر.

لذا حاول دكتور يونس الحصول لتلك السيدة وللكثيرين غيرها في تلك القرى الحصول على قروض من البنوك حتى تنمو تجارتهم بصورة جيدة،

إلا أنه اصطدم بلوائح البنوك وأنظمتها التي رفضت إعطائهم تلك القروض،

فاضطر إلى الاستدانة بضمان شخصي منه، ولما وجد أن ذلك ليس كافيا للكثير من الناس،

فهداه تفكيره إلى إنشاء بنك "جرامين"، وكانت فكرة هذا البنك قائمة على أن من يطلب قرضا يصبح مساهم في هذا البنك بنسبة معينة،

حتى أن نسبة النساء اللاتي أصبحن مساهمات في هذا البنك وصلت إلى 90%،

ووصل عدد المقترضون (المساهمون) إلى أكثر من مليوني شخص في جميع أنحاء بنجلاديش،

مما دعا إلى المزيد من إنشاء فروع لهذا البنك والتي وصلت كما ذكرنا أعلاه إلى ألف وثمانية وأربعون فرعا.

وقد تمت محاكاة نموذج هذا البنك في جميع أنحاء العالم، ويؤكد دكتور يونس أنه في كل خطوة كان الخبراء يقولون له إنه من المستحيل عمل هذا،

وأن هناك عوائق ضخمة أمام تحقيقه، ولكن الواقع يقول إنه قد تم تحقيق ذلك الحلم بطريقة عبقرية وغير مسبوقة.


يتبع

hazem007 18-06-2007 10:32 AM



((((تتمه))))
.
.
.


فكر في إسعاد الآخرين بأبسط الأفكار

يقول تشارلز بيجاي

"إن جوهر العبقرية يكمن في الاستفادة من أبسط الأفكار

في بلدة صغيرة،

وبعيدة بدأ شاب عمله الخاص،

كان متجرا للبضائع الرخيصة في زاوية التقاء شارعين،

وقد كان الشاب طيبا وأمينا وأحبه الناس فاشتروا بضائعه، وأخبروا عنه أصدقائهم،

وقد نمى عمل الشاب وكبر متجره،

وفي غضون سنوات نمًى متجره الوحيد إلى سلسلة متاجر تمتد في أرجاء مختلفة من السلطنة.

في أحد الأيام تم نقله إلى المستشفى حيث كان مريضا،

وقال الأطباء إن حياته على وشك الانقضاء، فاستدعى أطفاله الثلاثة البالغين معا،

وطرح عليهم هذا التحدي قائلا

"أحدكم سيصبح رئيسا لهذه الشركة التي بنيتها عبر السنين، ولأقرر أيكم يستحق أن يصبح الرئيس، فسأعطي كل واحد منكم دينارا واحدا ولتذهبوا اليوم لتشتروا أي شيء يمكن شراؤه بهذا الدينار، ولكن عندما تعودون إلىً، فأيا ما كان ما اشتريتموه بدنانيركم، فيجب أن يملأ جنبات الغرفة.

استثارت فكرة إدارة مثل هذه المنظمة الناجحة الأطفال كلهم ،

وذهب كل منهم إلى المدينة وصرف الدولار ،

وعندما رجعوا إلى أبيهم ،

سأل الأب أولهم عما فعله بالدينار ،

فقال " لقد ذهبت إلى مزرعة أحد أصدقائي وأعطيته الدينار واشتريت كمية كبيرة من القش ، وهاهي تلك الكمية فقام بنثرها في الهواء حتى امتلأت الغرفة بالقش ووقع القش على الأرض ولكنها لم تملأ جنبات الغرفة تماما كما كان يأمل الأب

فسأل الثاني، فقال،

لقد ذهبت إلى محل واشتريت وسادتين محشوتين بالريش، ففتح الوسادتين ونثر الريش في جنبات الغرفة حتى استقر كل الريش على أرضية الغرفة ولكنها أيضا لم تكن مملوءة بالكامل.

فسأل الثالث عما فعله بالدينار،

فقال، ذهبت إلى متجر وأعطيت صاحبه الدينار وطلبت منه فكًه إلى الفئات الصغيرة،

وطلبت منه أن يستثمر لي نصف دينار وأخذت الباقي وأعطيت منظمتين خيرتين في المدينة عشرون درهما،

وما تبقى اشتريت به شيئين هما شمعة صغيرة وعلبة ثقاب،

وقام الابن الثالث وأطفأ النور، وقام بإشعال عود الثقاب وأنار الشمعة حتى أضاءت جميع جوانب الغرفة بالنور.

فرح الأب وابتهج وقال لابنه الثالث: حسنا يا بني ستصبح رئيسا لهذه الشركة لأنك تعرف درسا هاما جدا في الحياة، تعرف كيف تجعل نورك يسطع، وهذا أمر حسن.

الممكن الأيجابي

لقد تردد كثيرا أن عقل الإنسان أشبه بالحاسب الآلي الخارق،

إذ أنه أكثر فعالية وقوة إلى حد بعيد من أحدث جهاز،

إن العقل يشبه نظيره الميكانيكي في جوانب عديدة وخاصة في هذه النقطة:

إننا نحصل من كليهما على ما ندخله إليهما،

إنها ما تسمى بنظرية الإدخال والإخراج في برمجة الكمبيوتر.

إذا سمحنا لعقلنا الإنساني أن تسيطر على التأثيرات السلبية من حولنا،

فإن أغلبية دوافعنا ستكون سلبية،

سوف تسيطر علينا الأفكار السلبية والخوف من الفشل،

ومقاومة المخاطرة والتغيير،

ولكن إذا أزلنا الأفكار السلبية مثلما فعل الرجل في بيت الدكتور بيل مع فروع الشجرة الفاسدة،

يمكن أن نبدأ عملية استبدال أفكار إيجابية بالأفكار السلبية.

في الغابة

من المستحيل أن تزدهر شجيرات صغيرة إلا بعد إزالة الأشجار الأكبر والأقدم،

لا يمكن أن يخترق ضؤ الشمس الفروع المورقة للأشجار الناضجة ليصل إلى أرضية الغابة ويمد الشجيرات بالمقومات الضرورية لحياتها ونموها،

عندما تتم إزالة شجرة ناضجة، تحدث المعجزة،

ففي خلال أسابيع قليلة، تغطى الأرضية بالنبت الجديد،

وتزدهر الشجيرات في كل مكان، فقد وصل إليها ضوء الشمس الذي لم يكن متاحا من قبل.

يمكن أن يكون كل إنسان إيجابيا أو سلبيا أو محايدا،

ولكن الممكن لا يعني شيئا بدون السعي لتحقيقه،

و إلى أن نبدأ في القيام بالأشياء اللازمة لتغيير الأسلوب الذي نفكر به لن يمكن لنا أبدا أن ندرك الفوائد العظيمة التي تنتظرنا.



وللحديث بقيه

روح الغالي 21-06-2007 08:33 PM

ماشاء الله تبارك الله

الله يعطيك العافيه اخوي الفاضل


بصراحه يبغاله تروي في القرآه

احس مخي يقفل اوقات فيبغالي اركز شوي اكثر


عموما ماشاء الله عليك


ننتظر بقية الموضوع


بصراحه مجهود تشكر عيله حقا

الله يفتح لك ابواب رحمة ويسخرلك من في السموات والارض

أبو أحمد 21-06-2007 09:42 PM

الأخ الكريم

أنا لم أطلع على موضوعك الأول ولكن ولله الحمد ما شاء الله ولا قوة إلا بالله هذا محيط وليس نهر بارك الله فيك ونفعنا الله بعلمك.
وعلي دراسته وليس قراءته لإن القراءة وحدها لن تكفي

مرة أخرى سلمت يمينك

ولك تحياتي

مشمشة عمري 21-06-2007 10:51 PM

يعطيك ألف عافية أخونا الفاضل حازم
وتعبناك بالنقل..الله يوفقك ويسعدك دنيا والأخرة كما تساعدنا دوما وتسعدنا
كثر الله من أمثالك

hazem007 22-06-2007 01:30 AM

الأخت الفاضله ( روح الغالى ) شاكر لك مرورك الطيب
والمقال يحتاج بالفعل ذهناً صافياً ربما فى الصباح الباكر يكون أفضل
جزاك الله خيراً على الدعاء ولك مثله ان شاء الله

.................................

الأخ الفاضل ( أبو أحمد ) شاكر لك اطرائك اللطيف.... حقيقة من يستحقه هو الكاتب وفقه الله
جزاك الله خيراً

...............................

الأخت الفاضله ( مشمشة عمرى ) جزاك الله خيراً
شاكر لك دعائك الطيب

hazem007 22-06-2007 04:12 AM

الخلفية النظرية لبرامج تأكيد الذات

لفَهم القاعدة النظريةِ لبرامج تأكيد الذات يَجِبُ علينا أَنْ نَفْهمَ نظريات التَعَلّم لإيفان بافلوف

ذلك الفسيولوجي الروسي الذي قدم للعالم نظرية الارتباط الشرطي

وذلك عن طريق تجاربِه الشهيرة على الكلاب في أوائل القرن العشرين،

وكانت أولى هذه التجارب مكونة من كلب، ولحم، وجرس.

فلقد أثبت بافلوف بأنَّ سلوكاً (في هذه الحالةِ وهو سيلان لعاب الكلب

قد حدث بناء على وجود محفّز واحد

(وهو اللحم كغذاء للكلب

كما يُمْكِنُ أَنْ يرتبط مثل هذا السلوك بمحفّز آخر (وهو الجرس الذي يتم دقه قبل تقديم اللحم للكلب

وقد لاحظ بافلوف أنه إذا تم ارتباط المحفز الثاني، وهو دق الجرس، بتقديم الغذاءِ (اللحم)، فإن الكلب يسيل لعابه عند حدوث أي من المحفزين سواء كان دق الجرس أو تقديم اللحم للكلب.

في النهاية،

أصبح دق الجرس لوحده سبّبا في سيلان لعابُ الكلبَ.

وهذا ردِّ الفعل المتعلّمِ الجديدِ يُدْعَى

"بالفعل الانعكاسي الشرطي".

ولكن أعطتْ هذه التجربة المشهورةِ الناسِ انطباعا خاطئا عِن تجربة عِلْمِ النفْس المتعلقة ببافلوف،

والمشهورة بالارتباط الشرطي، فهم يَعتبرونَها كأهم مسبب في حدوث المخاوف المرضية المختلفة،

فلقد تم التطبيق الميكانيكي لهذه التجربةَ على مفاهيمِ السلوك البشري.

في الحقيقة، عَرضَ بافلوف لتَقْرير خصائصِ النظامِ العصبيِ

الذي يَجْعلُ من الممكن للحيواناتِ والناسِ التَصَرُّف بتكيّف مع الشروطِ المتغيرةِ في البيئةِ. وفي صياغاتِه الحيويةِ،

قام بافلوف باكتشافَ أنّ النظامَ العصبيَ لديه سمتان

(1) هناك جزء مَوْرُوث مِنْ النظامِ العصبيِ.

هذا الجزء يؤدي إلى العمليةُ التطوّريةُ للنظامُ العصبي، وذلك ُ لكي تقوم بَعْض المحفّزاتِ بتوليد بَعْض ردودِ الأفعال.
وهكذا، نجد أن محفّزِ الغذاءِ (اللحم) يَرد عليه الكلب بسيلانِ اللعاب؛ وذلك لأن حِقَبَ التطورِ عَملت على أن يكون َ هذا العنصر أو الجزء الموروث مكمّلا لنظام الجهاز العصبي.

كما يَحدثُ نفس الشيءِ في استجابة بؤبؤِ العين بالضيق والاتساع مع َتغيّر شدة الضوء الواقعة على العين، وذلك كرد فعل للضوء من جانب العين.

وتَحتوي الأنظمةُ العصبيةُ الإنسانيةُ بَعْض الخصائصِ أيضاً التي تُؤثّرُ على الشخصيات.

ويعتقد علماء النفس بوجود علاقة بين "هذا المزاج المميز لشخصية ما" و تلك القوى الحيويةَ التي تُؤثّر على الحسّاسيةِ للمحفّزات والمثيرات،
مع ميلٍ إلى المزاجِ المُتَأَكِّدِ، مثل الكآبة والعدوانيةِ.

وقد يَجْعلُ هذا المزاجِ المَوْرُوثِ بَعْض الناسِ يَرُدّونَ بسرعة أكبر وبحدّة أكثر مِن الآخرين.

لكن ليس بالضرورة -لكون الخصائصَ المزاجيةَ تُعزى إلى النظامِ العصبيِ الموروث– أن نجد تلك الخصائص المزاجية غير متأثرة بالارتباط الشرطي،

فالبشر يَتغيّرونَ و يتطورون من خلال تجاربِ الحياةِ.

(2) أي شخص يَجِبُ أَنْ يَعِيشَ مرتبطا بعلاقةِ نشطةِ وفعالة ببيئتِه،

حيث يقوم الشخص بالَرْدُّ على التغيراتِ في العالم الخارجي بتغيراتِ في نظامِه العصبي.

فبينما تَتغيّرُ البيئة المحيطة بالشخص يَتعلّمُ الشخص التَغْيير في سلوكه وشخصيته.

وهذا الذي عناه بافلوف مِن قِبل نظريته عن الإنعكاس الشرطي.

والشيء المميز في نتائجِ بافلوف: كَانْ

مفاهيمَه عن المثيرات وتأثيرها على الإنسان، فالإثارة عمليةُ دماغيةَ،

تقوم بتصعيّد و تنشيط الأنشطة السلوكية، مع تُسهيّلُ عملية تشكيلَ الردود المشروطةِ الجديدةِ.


وبعد زمن بافلوف، أتى ثلاثة من المنظرين السلوكيين، وهم

أندرو سالتر

جوزيف ولبي

أمولد لازاروس،

والذين قاموا بتطوير وتقنين المفاهيم المُخْتَلِفة لتدريبات تأكيد الذات، وذلك بالاقتباس المباشر أَو غير المباشر مِنْ نظريةِ بافلوف للتعلم الشرطي.

فأندرو سالتر من علماء النفس الأمريكيين، وهو الذي أَسّسَ العلاجَ السلوكيِ الحديثِ،

مَستعملاً مفاهيمَ بافلوفَ عِنْ المحفزات و المثيرات والمنع أو الكف كقاعدة لعلاجِ الاضطراباتِ العُصَابِية

"كالمخاوف والقلق والهلع والاكتئاب العصابي والوسواس القهري وتوهم المرض"،

ولابدّ أن يكون هناك ميزان صحيح للإثارة وعمليات الكف في الدماغِ.

وطبقاً لأندرو سالتر: يُعاني المريض المصاب بمرض عُصَابي دائماً مِنْ زيادةِ المنع أو الكف،

ويهدف العلاجُ السلوكي لبِناء وتَقْوِية عملياتِ الاستثارة مع خَلْق ميزان جديد يُمكِّنُ الشخص من السيطرة على كيفية عمل عقله،

حيث يَتصرّفُ المريض وفق إسلوبِ التحفيز والاستثارة؛ فيَزِيدُ سلوكه من مدى الإثارةِ الحادثة في قشرةِ الدماغ.

وحتى الميزان التلقائي الجديد يَحْدثُ بين الإثارةِ والمنعِ، والسلوك الجديد يُصبحُ جزءً "طبيعيا" مِنْ شخصية الإنسان. وهكذا،

في باديء الأمر عندما يحدث َتغيّر في السلوك يتبعه تغيّر في التركيب الحيوي للدماغِ، والذي تباعاً ما يُؤثّرُ على شخصيةِ المريض ككلِ.

أما الدّكتور جوزيف ولبي ، أستاذ طبّ الأمراض النفسيةِ ومديرِ وحدةِ علاجِ السلوكَ في كلّيةِ الطبّ بجامعة تمبلِ،

فيُعرّفُ سلوكَ تأكيد الذات بأنه

"التعبير الصحيح لأيّ عاطفة -ما عدا القلق- نحو الآخر ِ!"؛

وكمثال: فبسبب التفاعلات بين الأشخاص؛ فقد تَخَافُ من الاعتِراض على الخدمةِ السيّئةِ في مطعم ما، تتناول فيه طعام الغذاء،

وقد دعوت أنت وزوجتك صديقك وزوجته، وذلك حياءً من ضيفيكما الموجودين معكما،

وكذلك تجنبا للمشاكل التي قد تنشأ من اعتراضك على سوء الخدمة في هذا المطعم،

فتكظم غيظك بداخلك، وتقوم بدفع الحساب وتنصرف بعد الغذاء دون أن تنبس ببنت شفة.

وهدف الدّكتورِ ولبي في مثل هذه الحالة هو أَنْ يُخفّضَ من تخوّفاتك و مخاوفك الشخصية،

واللذين يَمْنعانِك مِنْ الاعتراض على الخطأ والمطالبة بحقوقك الضائعة؛ لذا يقول المثل: "لا عيش لمن لم يضاجع الخوف".

ويذكر المبدأ "إذا حدث كف للقلقِ وذلك في وجود محفّزاتَ لذلك القلق، فإن هذا الكف سَيُضعفُ الرابطةَ بين تلك المحفّزاتِ وذلك القلقِ."

وهكذا، ففي الجلساتِ العلاجّية ِ،

كان الدّكتورَ ولبي يعالج مرضاه بالرَدّ على الحالاتِ الاجتماعيةِ بالغضبِ، أو المودّة، أَو أيّ عاطفة أخرى قد تَمْنعُ أَو تُواجهُ ذلك القلقَ.

كما كان يقوم الدكتور ولبي أيضا في الجلساتِ عِنْدَهُ بتبادل الأدوار مع المريض، حيث يقوم الدكتور ولبيُ بتقليدِ الحالاتَ العُصَابية المثيرةَ،

بينما يسأل المريض أن يقلد دوره كطبيب معالج. كما يُدرّبُ المريض على إبْداء مشاعرهِ ما عدا القلق أثناء انتحالِ أو تقليد الأدوار.

ويستمر ولبي في تدريب مريضه على مواجهة المواقف التي يظهر فيها المريض قلقه أومخاوفه أو تردده،

حتى يتقن ذلك المريض مواجهة مثل هؤلاء المواقف بكياسة ولباقة،

فعندما يؤدي المريض المشهد بنجاح، هو في الحقيقة يُضعفُ الرابطةَ بين المحفّزاتِ والمثيرات الاجتماعيةِ، وكذلك القلق المصاحب لهؤلاء المحفزات والمثيرات،

ويتم تكرار تمثيل مثل تلك المواقف بين المريض والمعالج حتى يَختفي القلقَ بالكامل.

وبينما المريض يَتعلّمُ أَنْ يَقوم بتقمص مثل تلك الأدوار يَنْقلُ مثل هذا التدريب إلى حياته العملية َ، ويصبح سلوكه أكثرَ حزماً وتأكيداً لذات ذلك المريض.

أما النظرة الاجتماعية النفسية للدّكتور أمولد لازاروس ، أستاذ عِلْمِ النفْس ومديرِ برنامج عِلْمِ النفْس السريريِ بالولايات المتحدة الأمريكية،

والذي يقول

"إن الحرية في التعبير عن المشاعر والعواطف لشخص ما تكون كاعتراف وتعبير ملائم عنّ الحالة الفعّالة لذلك الشخص." ".

فيَجِبُ عليك أَنْ تَبدي مشاعرك وبشكل ملائم

فالسلوك الحازم المؤكد للذات يظهر في "حرية التعبير عن المشاعر

وبالذات إذا كانت تلك المشاعر مرتبطة بمخاوف الدفاعُ عن حقوقِك.

وهذا يَتضمّنُ: (1) مَعْرفةُ حقوقَكَ؛

(2) والقيام بالتصرف المناسبِ تجاه تلك الحقوق

(3) مع عَمَلِ هذا ضمن إطار من الكفاح لتحقيق الحريةِ اللازمة و للتعبير عن مشاعرك.

الشخص الذي يُخفقُ في الدِفَاع عن حقوقِه، نجد لديه مجالا صغيرا من الحريةُ،

فيَشْعرُ بعدم الراحة والخوف، ولتعطشه للحرية فقَدْ تصدر منه سلوكيات "شريرة" أحيانا،

وذلك للانفجاراتِ غير الملائمة؛ لهذا فهؤلاء الأشخاص يجب تدريبهم على تأكيد ذواتهم،

بحيث يَشتْملُ توكيد ذواتهم على تعليمهم معْرِفة حقوقهم المشروعة،

بالإضافة إلى منعهم من التعدي على حقوق الآخرين،

.
.


((يتبع))

hazem007 22-06-2007 04:17 AM


(( تتمه ))

.
.
.


يعتقد الدّكتور لازاروس أيضا، أن الاعتراف بحقوقِكِ يَتضمّنُ اعترافكَ واَحترامك لحقوق الآخرين.

ومهما كانت النظرية أو الطريقة الفردية في العلاج، فهي تقوم على قاعدتين إثنتين:

- أَنت تَعْملُ بناءا على مفاهيمِكَ الذاتية التي تدعو إلى دفاعكُ عن نفسك،

وتُتصرّفْ وفق إسلوب تَحترمُ فيه الآخرين، وذلك من باب احترامك َ لذاتكَ.

لِذلك من المهم تحقيق المعادلة الأساسية التالية:

تأكيد الذات = الثقة بالنفس

وعليك أن تتذكر أن: "الثقة بالنفس كالنبتة؛ كلما سقيتها نمت وترعرعت".

وفي الحقيقة، تُشتق هذه الصيغةِ مِنْ معادلة متقدّمةِ مِن قِبل ويليام جيمس والتي عَرضتْ المعادلةَ التالية

الروح المعنوية أو الثقة بالنفس = النجاح \ الطموحات،

تَحتوي صياغةُ ويليام جيمس على جزأين يَتعلّقُ الأول بعَمَل ما يَجِبُ عليك أَنْ تُنجزهَ.

النجاح يَتضمّنُ امتلاكَ الطموح والعملِ والمهاراتِ الاجتماعيةِ الضروريةِ لهذا الغرض؛

حيث يَتعلّقُ جزء من الطموحات بأهدافِكَ (وهي المجالات التي تتمنى أن تحقق النجاح فيهاَ)،

ويَتضمّنُ ذلك اختياراً وقرارا، ولقد أدركَ جيمس بأنّ الناسِ قَدْ يَمتلكونَ العديد مِنْ الأهدافِ غير الواقعيةِ والمتعارضة،

ولذلك فإن إنجازِ هدفِ واحد يَجِبُ أَنْ يَكُون من الممكن تحقيقه وبتكلفة معقولة، مع إخمادِ الأهداف الأخرى غير الواقعيةِ،

كما نَصحَ أيضا بأنّ "الباحث الأقوى هو الباحث في أعماق نفسه عن الحقيقيةً،

والذي يَجِبُ أَنْ يُراجعَ قائمةِ طويلة (مِنْ الأهدافِ المحتملةِ) ويَختارُ الهدف المناسب لوضعه بعناية" .

ولقد كان جوهرياً ماذكره ويليام جيمس: من أنه يُمْكِنكُ أَنْ ترضى عن نفسك وتشبع ذاتك؛

وذلك بواسطة تقبلك لبَعْض القيودِ والنقص والعيوب الشخصية

في نفسك، أما احترامِك لذاتكَ فهو مساوي للدرجةِ التي تؤدي بها ذلك الإنجازِ بنجاح.

ولقد توسع عدد مِنْ المنظرين مُنْذُ ذلِك الحينِ في تلك النقطةِ،

والاختلاف بين صيغةِ ويليام جيمس في المعادلةِ يَكْمنُ في التأكيدِ على النجاحِ الفعليِ،

فالصيغةِ تَزْعمُ بأنهّ طالما يَتصرّفُ الشخص بشكل مؤكد لذاته، وبطموح، وباحترم لذاته وثقة بنفسه،

مع أنه قَدْ يَفْشل، وقد يَبْدو خائب الأملَ ومُحبطَ،

لكن صميم ذلَكَ الشخص: مِن بقايا احترامه لنفسه، مع مقدار من طموحه في الحياة،

حيث يُمْكِّنُ كل مَنْ احترام الذات والطموح من اَستعمالَ هذا المفهومِ كمعيار للسلوكِ المؤكد للذات.

وسلوك تأكيد الذات لا تجده في العزلةِ،

لكن بَتفاعلُ الناس مَع بعضهم البعض،

ومثل هذه التشكيلات من التفاعلات الاجتماعية تمثل ِ في حياتِنا النمط السلوكي والذي له مراحل مختلفةُ



وللحديث بقيه

زهره ورد 22-06-2007 03:38 PM

جزاك الله خيرا........... نحن بانتظار المزيد

hazem007 22-06-2007 10:42 PM

جزانا وإياكم اختى الفاضله

المزيد فى الغد ان شاء الله تعالى

دمتم جميعاً بحفظ الله

امري لله 22-06-2007 11:39 PM

ماشاء الله الله يبارك فيك ويبارك لك في علمك
واناااا من محبين هذه المواضيع وجوزيت خيراً

hazem007 23-06-2007 08:26 PM

الأخ الفاضل ( أمرى لله ) شاكر لك مرورك

جزاك الله خيراً

hazem007 24-06-2007 01:51 PM



سلوك تأكيد الذات لا تجده في العزلةِ، لكن بَتفاعلُ الناس مَع بعضهم البعض،

ومثل هذه التشكيلات من التفاعلات الاجتماعية تمثل ِ في حياتنا- النمط السلوكي والذي له مراحل مختلفةُ


مرحلة الطفولة

حيث يعتبر الطفل والداه كقاعدة آمنِه و راسخة.

وعند اعتماد الطفل على تلك القاعدة الأبوية ِ فإنه يُثبتُ نجاحا،

فلدى الطفلُ القوّةُ والأمنُ لإعادة هيكلة منظومتِه النفسية،

فيَنتقل الطفلِ إلى المراهقةِ وهو سليم ومعافى من الناحية النفسية، كما يبقى بَعْض الناسِ غير قادرين على العمل والإنجاز،

وبعض الآباء أحياناً يَقُومون ُ بطلب دور الطفل. وهذه الأرواحِ الحزينةِ تَبْحثُ عن "والد جيد" على شكل زوجِ أَو صديق ِ،

والذين يستطيعون تُزويّدهم ُ بالحبَّ الأبوي الذي فقدوه في طفولتهم؛

فهم يُريدونَ أَنْ يُغمروا بالحب لما هم عليه (بغض النظر عما هم عليه)

بدلاً مِن: غمرهم بالحب لما يَعملونه من خير وما يقدمونه من خدمات للآخرين.

وفي الحقيقة فإن هذا المطلبِ لا يُمْكن الحصول عليه إلا نادرا،

ولذا فمثل هؤلاء الناسِ يَمْرّونَ بالحياةِ مع شعورهم بالأذى وخيبة الأمل.

العلاقة بين الانغماس في الخطيئة والفكر الطفولي


رغم أننا ننظر إلى البشر الذين نحن منهم ونعيش بينهم، غير أننا نذعن لمشيئة الله عندما يأتي حكم القدر،

وهو الحكم الذي لا يتوفر بصورة مباشرة عن طريق الوعي الذاتي والتزام الصدق لدى اتهام الذات ولدى إثبات الذات.

تحت مظلة الخطيئة، ثمة إرشادات شاملة لهذا النوع من الحكم على الذات،

فالخطيئة تعتبر تجاوزا للقانون الإلهي وخرقا متعمدا لمبادئه،

يشترك البشر من حيث العرف في صيغة واحدة تحدد ما يمكن اعتباره خطيئة

الغرور والحسد والجشع والكسل والغضب والشره والشهوة

نرى البعض يقول إن العافية الأخلاقية الكاملة للفرد،

إذ أن العدالة هي النتيجة الطبيعية لهذه العاقبة،

تماما مثل القول إن الإنسان لا يحصد إلا ما زرعته يداه،

فإذا رميت حجرا لتؤذي شخصا آخر،

فإن هذا الحجر سيرتد ليسقط على رأسك.

ومن حفر حفرة لأخيه وقع فيها.

إذا كانت هذه الديناميكية في مثل هذا الوضوح والجلاء،

فلماذا يمضي بعضهم في ارتكاب الخطايا؟

لا يختزل الأمر في أن بعض الناس أخيار وبعضهم الآخر أشرار.

بل إنهم لم يصلوا لمرحلة النضوج الكامل.

تفكير الخاطئ هو أشبه بتفكير الطفل الصغير،

أي أنه تفكير مزدوج يريد أن ينفذ رغباته دون تحمل العواقب،

فالطفل إنسان مسئول وغير مسئول،

عقلاني وغير عقلاني،

يمكن التكهن بتصرفاته ولا يمكن التكهن بها في الوقت نفسه،

لكنه لا يعي هذه الازدواجية.

والاتزان الذي يتميز به سن الرشد يتطلب من الفرد تجاوز ازدواجية التفكير الطفولي،

بل إن كلمة تجاوز بحد ذاتها تعني تخطي هذه الازدواجية.

إن جميع الملل تحض الفرد –بانسجام فريد– على التخلي عن مركزيته وعن مفهوم حدوده القائم على الأنا،

وعلى سلوك السبيل المؤدي لتجاوز ذاته. تظل هذه النصائح والعظات مثلا أعلى عند الناس لا يمكن تحقيقه على الإطلاق،

هدفا ساميا وفكرة مجردة، لا تفيد سوى في زيادة إحساسهم بالعجز واليأس،

ويرجع ذلك إلى أن تجاوز الذات يتطلب قبل كل شيء بلوغ الإنسان سن الرشد.

إن بعض المشكلات التي يعانيها هؤلاء لا تعود في واقع الأمر لإخفاقهم في تجاوز ذواتهم قدر ما تعود لإخفاقهم في بلوغ سن الرشد.

يقول سكوت بك: السبيل نحو تجاوز الذات يمر عبر سن الرشد.

لا وجود لطرق مختصرة سريعة وسهلة. حدود الأنا يجب أن تقوًى قبل أن يصبح بالإمكان تليينها،

والهوية يجب أن ترسخ قبل أن يصبح بالإمكان تجاوزها. وعلى المرء أن يجد ذاته قبل أن يتمكن من فقدانها.

مرحلة المراهقة

المُراهق يُشكّلُ منظومة سلوكية جديدة، والتي فيها يصبح هدفه واحداً من كَسْب الأمنِ مِن خلال زملائهِ بدلاً مِنْ أبويه.

فأمانه يَنْجمُ عن أنْ يَكُونَ جزءا من َ مجموعة، مع ضمان تقبل وموافقةَ الأشخاص الآخرين في هذه المجموعة لهِ.

وبَعْض الناسِ أبداً لا يَنْمونَ أكثر مِنْ هذا. فتَبْقى عَودته إلى المجموعةِ التي ينتمي إليها هي المنظومة الأمنية التي يلجأ إليها عندما يخاف.

مثل هذا الشخصِ أبداً لا يَنْمو أكثر مِنْ المراهقة. ويَبْقى شخصاً غير ناضج؛

لأنه أبداً لا يُنجزُ هويتَه الخاصةَ به، فيما عَدا نحو المجموعةِ التي ينتمي إليها،

وهو دائم القلق حول نظرة الآخرين نحوهَ،

بل ويُقرّر سلوكه الخاص من خلال أفكارِ الآخرين،

وقد تؤدي أفكار الآخرين السلبيةِ إلى حتى رفضِ المجموعةِ التي ينتمي إليها له.

.
.
.

((( يتبع )))

hazem007 24-06-2007 02:03 PM

((( تتمه )))

حالة من العيادة النفسية

أتذكره جيدا هذا الشخص القسيم الوسيم الذي دخل علي في العيادة النفسية،

وذلك في عصر يوم لم تكن فيه العيادة مزدحمة،

ولذا كان لدي الوقت الكافي للتحاور معه، هو طالب في السنة قبل النهائية من أحدى الكليات المرموقة،

لاحظت قلقه وتوتره، مع مسحة من الحزن والألم في عينيه،

وقد بدأ شكواه بأن لديه نقصا في ثقته بنفسه،

وهذا الإحساس يجعله لا يستطيع قول كلمة "لا"، لأي واحد من أصدقائه، أو حتى من معارفه، وإن كان هذا الطلب غير منطقي أو طلب سيء،

فأردت أن أستوضح منه لأي درجة هو لا يستطيع أن يؤكد ذاته ويقول لا للخطأ

فكان رده

تصور يا دكتور إن الحلاق الذي أحلق عنده عندما أتصل به قبل الذهاب للحلاقة، يطلب مني أن أحضر معي 2 كيلو كباب وأوصال.

وبالفعل أقوم بإحضار ما يطلبه مني؟

فقلت له هذا حلاق محظوظ بزبون مثلك! و الله هذه أجرة كبيرة! ياشيخ هذه أكبر من أجرة حلاقة عريس في يوم زفافه!

فقاطعني قائلا: لا يا دكتور، هذه المشويات زيادة، أما أجرة الحلاقة فهي حوالي مائة جنيها مصريا!!!

ولا أكذبكم القول أنني شعرت بالإشفاق على هذا الشاب الجامعي مع إحساسي بالاستفزاز من جراء تصرفاته،

وكأنه أحس بما أشعر به، فاستطرد قائلا: إنني غير سعيد يا دكتور من تصرفي هذا، ولكنني لا أستطيع أن أرفض طلبا لأصدقائي ومعارفي،

وأزيدك يا دكتور: فإن لي زميل بالجامعة لا يمتلك سيارة،

ويطلب مني يا دكتور أن أحضره من بيته والذي هو بعيد عن منزلي وعن جامعتنا،

وليس هذا فحسب، فعلي أن أقوم بعمل مقاضي أهل بيته معه بعد أن تنتهي المحاضرات بالجامعة،

ولو هناك أي طلب آخر بعد الظهر يحتاج السيارة فلا مانع من أن يطلبه مني ومهما كانت ظروفي وانشغالي فلا أستطيع أن أقول له لا،

والأكثر من ذلك أن هذا الصديق يغار إذا قمت بالتعرف على صديق جديد،

ولي ثلاثة زملاء آخرين عندما يطلبون مني عمل أي شيء لهم،

بينما إذا طلبت من أحدهم كراسة محاضرات مثلا فقد يرفض متعللا بأي سبب.

عندئذ سألته عن علاقته بوالديه، فوجدته ازداد توترا عندما بدأ يتحدث عن اضطراب علاقته بوالده،

حيث أن والده رجل أعمال ميسور الحال؛ ولكن ليس بينه و بين أبنه هذا حوار بناء،

فهما دائما مختلفان في الرأي، والوالد يفضل أبنه الأصغر سنا عن مريضي هذا، وهو الذي ترك دراسته الثانوية؛ ليساعد أباه في أعماله التجارية،

وهو رهن إشارة أبيه في أي طلب أو عمل أي شيء يطلبه أبوه منه،

وقد زاد من اهتزاز ثقة هذا المريض بنفسه محاولات أبيه المستمرة في التقليل من شأنه، وتسفيه رأيه،

وكان آخر خلاف مع والده هو بشأن أخ ثالث مراهق حضر متأخرا ليلا للبيت بدون سبب منطقي،

وعندما اشتد مريضي عليه في الحوار لتأخره في الحضور للمنزل ليلا ووبخه الأخ الأكبر على ذلك،

ولكن بعد عودة الوالد للمنزل قام بتوبيخ الأخ الأكبر، بدلا من أن يوجه هذا التوبيخ لابنه المراهق والذي يأتي إلى البيت ليلا متأخرا!!.

وإلى هذا الحد وجدت نفسي بحاجة إلى إعادة ثقة هذا المريض بنفسه، وتدريبه على تأكيد ذاته،

فطلبت منه أن يكف عن الذهاب لهذا الحلاق المستغل، فالمدينة التي نعيش فيها بها أكثر من ألف صالون حلاقة أو أكثر، وبدون مبالغة،

ولو سأل عن حلاق جيد فبالتأكيد سوف يجد في هذه المدينة الكبيرة،

أما مجموعة الأصدقاء المستغلين، والذين يأخذون على طول الخط من صديقهم، ولا يعطونه حتى عندما يكون بحاجة،

بل قل في مسيس الحاجة لمساعدتهم وعونهم، فلا بد أن يقف مع نفسه وقفة؛ فيسأل نفسه: لماذا يقبل استغلال الآخرين له؟

وهل إذا أردنا أن نحتفظ بصداقاتنا فعلينا أن نقبل استغلال أصدقائنا لنا؟

! بالطبع لا،

فإن لم تقم الصداقة على الأخذ والعطاء، وتقديم المساعدة لصديقي والوقوف بجانبه عند الشدة، فهي صداقة مريضة كسيرة مختلة الأركان،

وكما يُقال: "يُعرف الصديق وقت الضيق

وهؤلاء الأصدقاء إما أن تكون لك وقفة معهم وتنبههم أنك تحب أن تأخذ منهم كما يأخذون منك، و

بالذات عندما تكون بحاجة إلى مساعدة ما منهم يمكنهم أن يقدموها لك،

وإما أن تبحث لك عن أصدقاء آخرين يعرفون معنى الصداقة الحقة، وإن قل عددهم.

وفي جلسة ثانية

بعد أسبوعين من الجلسة الأولى،

بدأت أتحدث معه عن كيفية تعديل العلاقة مع والده،

فابتدرت حديثي معه بطبيعة اختلاف المفاهيم عن الحياة بين الآباء والأبناء؛ نتيجة لاختلاف الوقت والظروف والمفاهيم والتطور البشري بتعاقب الأجيال،

ولقد عبر عن هذه الحقيقة الكثير من الأدباء، مثل الأديب الروسي العالمي ديستوفسكي في روايته "آباء و أبناء

والروائي العربي المبدع إحسان عبد القدوس في رائعته "لن أعيش في جلباب أبي

والآباء بشر قد يصيبون وقد يُخطئون، ولكن هم في الغالب الأعم يحبون أبناءهم،

ويتمنون لهم النجاح والتوفيق في حياتهم، ولكن قد تختلف وجهات نظر بعض الآباء عن أبنائهم؛

وهنا إذا تعنت كل من الآباء والأبناء لآرائهم، فقد يدب الخلاف بينهما، والخلاف في حد ذاته يمكن احتوائه،

فإذا أدرك الطرفان أن الحياة كلها قامت على اختلاف الآراء بين البشر، فليس هناك خطأ مطلق، وليس هناك صواب مطلق،

أما التعصب لرأي أو موقف ما فهو دليل على الأفق الضيق، والنظرة السطحية للأمور،

والمفترض في الأبناء أنهم أكثر مرونة من آبائهم، وأكثر قدرة على تقديم التنازلات؛

ولذا أوصت الكتب السماوية بإحسان الأبناء للآباء، ولم توص بالعكس؛

لأن الفطرة البشرية السليمة تجعل الآباء شديدي الإحسان لأبنائهم دون أن يطلب أحد من الأبناء ذلك،

ولكن المشكلة أن طريقة إحسان بعض الآباء لأبنائهم قد تكون غير مرغوب فيها من جانب بعض الأبناء،

وهنا لابد من توافر المرونة وتقديم بعض التنازلات من جانب هؤلاء الأبناء،

وكثيرا مارأينا بعض الآباء يقدمون هم التنازلات عندما يبدأ الأبناء في إظهار بعض المرونة والتواضع وخفض الجناح لوالديهم.

وفي الجلسة الثالثة

والتي كانت بعد ثلاثة أسابيع من الجلسة الثانية، استهلها هذا المريض قائلاً: الحمد لله لقد غيرت صالون الحلاقة، ولم أعد أذهب لهذا الحلاق المستغل،

أما صديقي الذي كان يستغلني وسيارتي كأنني سائق خصوصي له،

فأصبحت أقول له لا أستطيع أن أذهب معك لشراء طلبات منزلك لأن أخواتي في حاجة لمن يحضرهن من مدارسهن وجامعاتهن.

ولقد انزعج هذا الصديق في البداية من كلامي معه، ولكن بعد أيام قليلة وجدته أكثر احتراما لي وبالذات عندما يطلب مني أحد الخدمات،

ولم تعد طلباته كثيرة ومزعجة لي كما كانت من قبل، أما الزملاء الآخرون فقد أصبحت معاملتي معهم بالمثل؛

فإذا طلبت من أحدهم تصوير أحدى المحاضرات التي لم أحضرها، وأخذ يسوف في طلبي،

ثم جاء يطلب مني الاطلاع على كتاب جديد اشتريته مثلا، فيكون ردي عليه وببساطة من فضلك أحضر لي المحاضرة التي طلبتها منك أولا!!.

وبعد حوالي أربعة أسابيع من الجلسة الثالثة،

سألته عن علاقته بوالده، فأخبرني أنها في تحسن، فلقد بدأ يتقبل نصائح أبيه،

ويحاول مساعدته في عمل بعض حساباته خلال عطلات نهاية الأسبوع،

كما ازداد اقترابه من إخوانه وأخواته الأصغر سنا،

ولكنه بدأ يشكو من التردد في اتخاذ بعض القرارات، وبصورة قهرية،

والتي يبدو البت فيها سهل للكثير من الأصحاء، ولذلك قمت بوصف علاج دوائي مناسب جدا في مثل تلك الحالات،

وبعد حوالي شهر من ذلك حضر المريض وهو متفائل وسعيد لإحساسه بالتغير الذي حدث في ثقته بنفسه

وقدرته على اتخاذ القرارات التي يجدها مناسبة لو ضعه وذاته،

ولقد تكررت زياراته لي بعد ذلك، وكنت ألحظ التطورات التي تحدث له بمرور الوقت إلى الأفضل،

فلقد أنهى دراسته بنجاح،

وقد عرض عليه والده أبنة أخيه كعروس وزوجة لابنه الذي أصبح أكثر تفاهما وودا معه، فأعجب الابن بها، وتم زواجه منها،

وبعد ذلك لم يعد هذا المريض بحاجة إلى مراجعة العيادة النفسية.



وللحديث بقية

زهره ورد 24-06-2007 09:48 PM

جميل..... جزاك الله خيرا ننتظر الباقي

hazem007 25-06-2007 04:49 PM

وجزاك خيرا

للأسف جهازى به عطل مؤقت

ربما اتاخر بعض الوقت فعذراً

امري لله 26-06-2007 10:42 AM

بالانتظاااااااااار

hazem007 26-06-2007 03:29 PM

حاااااااااضر

وفى قول آخر

حاظرين

:d

hazem007 26-06-2007 03:57 PM

والآن نتحدث عن المرحلة الثالثة التي قد لا يصل إليها كل الأشخاص؛

فهناك من يتوقف نموه ونضجه ولا يتجاوز الطفولة والمراهقة،

ويعاني الأشخاص المحيطون عادة من هؤلاء الأشخاص الذين يتوقف نضجهم أكثر من معاناة هؤلاء الأشخاص غير الناضجين أنفسهم!!.

وينطبق على هؤلاء غير الناضجين قول الشاعر:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

مرحلة سن الرشد

بينما المراهقة على وشك الاَنتهاء، يصبح الشخص البالغ غير محتاج إلى المجموعةِ التي ينتمي إليها منِ أجل إحساسه بالأمن.

وبدلاً مِن ذلك فإن حياته قَدْ تَتركّزُ حول عدد صغير مِن الناسِ يشتملون على بضعة أصدقاء مقرّبين، صديق أو صديقة من الجنس الآخر. في النهاية،

فعنق الزجاجة تلك والقاعدة الأمنية ترَتكزانِ على شخص واحد معيّن.

وفي هذه النقطةِ، نجد علاقات أكثر ديمومة، وأعمق تطوّراً،

وواحدة من تلك العلاقات قَدْ تُؤدّي إلى الزواج ِ. فالعلاقة الوثيقة مَع الشخصِ الآخرِ تَعملُ كمصدر لإيجاد وإظهار استقلاله الحقيقي.

وفي الحياةِ عُموماً هناك بَعْض المعالجين يَعتبرونَ الوصول إلى هذه المرحلة الذروة في نضج شخصية الفرد المتكامل.

بينما يَعتقدُ بعض المعالجين الآخرين أن تلك المرحلة ما زال ينقصهاْ خطوة تنظيميةً ضرورية أخرى،

ألا وهي تَضْمين تغيير مفهوم الأمنِ المُكتَسب مِن إنسان آخر إلى الأمنِ المستند على احترام النفس ِ،

وهذا لَهُ جذورُه ومقرّه في الشعور،

"أَعْرفُ حاجاتَي وقِيَمَي،

لكن أَنا راغبٌ دائماً في إعادة تَفحص نفسي وتغييّر ذاتي فأنا أُريدُ الشُعُور والإحساس بعمق،

وأن أَتصرّف بقوةٍ، وأن أَتعلّق مباشرةً بالآخرين، الذين أتوسم الخير فيهم،

وإلى الآن فأنا دائماً أجيد تلمس أعماقِ نفسي و معرفة أسرارها."

"

يقول أرسطو طاليس

"أصعب شيء أن يعرف الإنسان نفسه، وأسهل شيء أن ينصح غيره".

وقيل أيضاً

"من يعرف الناس يكون ذكيا ولكن من يعرف نفسه يكون أذكى".


وللوصول إلى حالةِ الشخص الناضجِ المتكاملِ، يَجِبُ عليك أَنْ تُدركَ أنهّ إذا تغيّرَ سلوك واحد لديك،

فإن كلّ سلسلة السلوك ذات العلاقة سوف تتغير.

كما أن عليك أن تَتعلّم مهارات جديدةَ، مع تغييّر سلوَكياتك غير المرغوبة،

أنت يُمْكِنك أَنْ تُغيّرَ مشاعِرَك، وكامل نمطِ منظومتِكَ النفسيةِ.

وبهذه الطريقة، يمكنك أن تدرب نفسك على تأكيد ذاتك؛ وهذا ينشأ عنه أسلوب حياة جديد ككُلّ.

وإذا أردت أن تستمع لقصة حاكم أصر على تأكيد ذاته كسلطان قوي هُمَام صاحب رأي وعزيمة،

والذي فقد سلطانه ثم استرده من الطامعين ثلاث مرات،

ولم يثنه ذلك من أن يكون مجاهداً عملاقاً، وحاكماً يُحسِن قيادة حكومته،

وينشر الرخاء والاستقرار في ربوع سلطنته، ويقمع الفتن، ويكسر شوكة الظالمين والأمراء المشاكسين،

وذلك رغم بعض الهزائم التي لحقت به أحياناً إلا أن تلك الهزائم لم تفت في عضده وعزمه وهمته،


وأصبح عصره الذهبي مضرب المثل لقوة دولة المماليك في العالم الإسلامي بالقرون الوسطى.

السلطان المؤكد لذاته

كطفل

ثم

مراهق

ثم

راشد

ثم

كهل


الناصر محمد بن قلاوون

( العصر الذهبي للمماليك )


لم يكن المماليك يؤمنون بمبدأ وراثة الحكم، وإنما كانت السلطة دائمًا للأمير الأقوى،

الذي يستطيع أن يحسم الصراع على السلطة لصالحه، ويتصدى لأي محاولة للخروج عليه،

ولكن أسرة "قلاوون" استطاعت أن تكسر هذه القاعدة،

وتخرج عن ذلك السياق؛ فقد ظل "قلاوون" وأولاده وأحفاده يحكمون دولة المماليك لأكثر من قرن من الزمان،

برغم كل ما تعرضوا له من مؤامرات وانقلابات، يتبعها اغتصاب للسلطة،

بيد أن هؤلاء المغتصبين لم يستقروا في الحكم طويلاً؛ إذ سرعان ما كان يتم عزلهم لتعود السلطة مرة أخرى إلى أسرة "قلاوون"،

ولعل هذا ما كان يحدث دائمًا عقب وفاة كل سلطان.

فبعد وفاة السلطان "قلاوون" تولى ابنه الأكبر "الخليل قلاوون" أمور السلطة،

ولكنه كان خلاف أبيه؛ فقد اتسم بالحدة والغلظة، وكان قاسيًا متعجرفًا في معاملة مماليكه؛

مما أثار عليه النفوس، وأوغر ضده الصدور، غير أنه استطاع بشجاعته أن يطرد الصليبيين من "عكا

وأن يحقق حلم أبيه بوضع خاتمة للحروب الصليبية التي دامت قرنين من الزمان. لكنه لم يستمتع طويلاً بالنصر؛

فما لبث أن تآمر عليه بعض أمراء المماليك، وانتهزوا فرصة خروجه يومًا للصيد، فانقضوا عليه وقتلوه.

وهكذا أصبح الناصر محمد بن قلاوون سلطانًا على مصر بعد مقتل أخيه؛

فجلس على العرش وهو لا يزال في التاسعة من عمره في (16 من المحرم 693هـ = 18 من ديسمبر 1293م).

وتم اختيار الأمير "كتبغا" نائبًا للسلطنة،

فأصبح هو الحاكم الفعلي للبلاد، بينما لا يملك السلطان الصغير من السلطة إلا اللقب الذي لم يدم له أيضًا أكثر من عام؛
فقد استطاع "كتبغا" أن يقنع الخليفة العباسي بعدم أهلية "الناصر" للحكم لصغر سنه،

وأن البلاد في حاجة إلى رجل قوي يهابه الجند وتخشاه الرعية،

فأصدر الخليفة مرسومًا بخلع "الناصر" وتولية "كتبغا" مكانه.

سنوات عجاف

اقترنت مدة سلطنة "كتبغا" بأحداث شتى أثارت ضده الشعب، وجعلته يكرهه؛

فقد اشتد الغلاء، وارتفعت الأسعار، ونقص ماء النيل، وعم الوباء، وكثرت المجاعات،

ولم يستطع السلطان أن يتصدى لكل تلك الكوارث، برغم الجهود التي بذلها.

وقد أغرى ذلك الأمير "لاجين" بانتزاع السلطة والاستيلاء على العرش،

وبعدها استدعى "الناصر محمد" وطلب منه السفر إلى "الكرك".

وسعى السلطان "لاجين" إلى التقرب من الناس عن طريق تخفيف الضرائب،

كما حرص على تحسين صورته بين الرعية من خلال أعمال البر والإحسان التي قام بها،

فحظي بتأييد الشعب له، خاصة بعد أن انخفضت الأسعار وعمّ الرخاء،

وعمد "لاجين" إلى إظهار تقديره للعلماء، ونفوره من اللهو، وأحسن السيرة في الرعية.

ولكن عدداً من الأمراء تآمروا عليه، فقتلوه وهو يصلي العشاء مساء الخميس (10 من ربيع الآخر 698هـ= 16 من يناير 1299م).

استعادته للسلطنه

أصبح الطريق خاليًا أمام السلطان "الناصر محمد" للعودة إلى عرشه من جديد،

واستقر الرأي على استدعاء "الناصر" فذهبت وفود من الأمراء إليه،

وعاد "الناصر" إلى مصر، في موكب حافل، فلما دخل القلعة وجلس على العرش،

جدد الأمراء والأعيان البيعة له، ولم يكن عمره يتجاوز الرابعة عشرة آنذاك.

لم يكد السلطان "الناصر" يتولى مقاليد الحكم حتى جاءت الأخبار بتهديد المغول لبلاد الشام،

فخرج إليهم على رأس جيشه حتى وصل إلى دمشق. ولكن المغول تظاهروا بالانسحاب، وانخدع بذلك السلطان والأمراء؛

فتراخى الجيش، وخمد حماس الجنود، ولم يشعروا إلا وقد انقض عليهم المغول، وألحقوا بهم هزيمة منكرة؛

فرجع السلطان يجر أذيال الهزيمة، ولكنه لم يلبث أن أخذ يعد العدة للقاء المغول، ومحو عار الهزيمة التي لحقت به.

عاد "المغول" مرة أخرى إلى الشام؛ فخرج إليهم السلطان بجنوده،

والتقى الجيشان بطريق "مرج الصفر" بعد عصر السبت (2 من رمضان 702 هـ= 20 من إبريل 1302م)،

وبرغم قوة "المغول" وكثرة عددهم فإن انتصار الجيش المصري في ذلك اليوم كان ساحقًاً،

وأظهر الجنود من الشجاعة والفروسية ما يفوق كل وصف.

عاد السلطان في مواكب النصر، وعمت الفرحة أرجاء البلاد، وقد أدى هذا النصر إلى تحقيق نوع من الأمن والاستقرار الداخلي للبلاد،

وأعاد إلى الدولة هيبتها وقوتها، خاصة أمام الأعراب الذين دأبوا على الإغارة على المدن والقرى والقيام بعمليات السلب والنهب والقتل،

دون أن يجدوا من يتصدى لهم، وقد أرسل إليهم السلطان عدة حملات، حاصرتهم في الطرق والجبال؛

حتى قضوا عليهم وكسروا شوكتهم، وتخلص الناس من شرورهم.

وفي العام نفسه

توج الناصر انتصاراته بهزيمة الصليبيين الذين كانوا قد نجحوا في الاستيلاء على جزيرة "أرواد" أمام ساحل مدينة "طرابلس" وأخذوا يهددون منها سواحل الشام،

فأرسل السلطان حملة بحرية إلى تلك الجزيرة، استطاعت أن تحقق نصرًا عظيمًا على الصليبين؛

فقتلوا منهم نحو ألفين، وأسروا نحو خمسمائة آخرين، كما غنموا مغانم كثيرة.

(( يتبع ))

hazem007 26-06-2007 04:01 PM

(( تتمه ))



يفقد سلطنته للمرة الثالثة



ولكن الأمور لم تسر بالسلطان الناصر على النحو الذي كان يتمناه،

فبالرغم من حب الشعب لسلطانه وتعلقه به، فإن الأميرين: بيبرس الجاشنكير ، وسلاد راحا يضيقان على السلطان

بعد أن اتسع نفوذهما، وقويت شوكتهما؛ فسعيا إلى التخلص منه، وحاصراه برجالهما في القلعة،

ولكن جموع الشعب خرجت غاضبة ثائرة؛ فاضطرا إلى استرضاء السلطان.

شعر السلطان "الناصر" بالضيق؛ فخرج من مصر، واتجه إلى "الكرك" في (شوال 708هـ= إبريل 1309م) وقرر ترك السلطنة والإقامة في "الكرك".

وأصبح "بيبرس" سلطانًا على البلاد، إلا أن حركة المعارضة له أخذت تزداد يومًا بعد يوم،

وأخذ الأمراء يلحون على السلطان "الناصر" بالرجوع إلى العرش.

وبدأ "الناصر" يعد العدة لاسترداد عرشه، فلما علم "بيبرس" بذلك خلع نفسه من السلطنة،

وأرسل كتابًا إلى الناصر يطلب منه الصفح، وأخذ ما استطاع أن يحمله من خزائن الدولة ليهرب به،

لكنه فوجئ بالعامة وقد اجتمعوا عليه يريدون الفتك به؛

فأخذ يلقي إليهم بما معه من أموال، وينثر عليهم الذهب، ولكن العامة تركوا ذلك كله وراحوا يطاردونه، ففر إلى الصعيد.

عصر الرخاء

عاد الناصر ليجلس على عرشه من جديد للمرة الثالثة في مستهل (شوال 709هـ= مارس 1310م)،

وقد شهدت هذه الفترة من حكم السلطان الناصر- والتي استمرت نحو 32 سنة- ازدهارًا كبيرًا في مختلف النواحي،

وكانت من أزهي الفترات في تاريخ الدولة المملوكية؛ فقد تمتعت مصر خلالها برخاء واستقرار كبيرين،

فضلاً عن اتساع النفوذ الخارجي لسلطان مصر؛ فقد كان هو الذي يعين أشراف "مكة

وامتدت سلطته إلى "المدينة"، وخطب ملوك اليمن وده، وصار اسمه يذكر في مساجد طرابلس وتونس، وأصبحت له علاقات ودية بالدول المسيحية في قلب أوروبا، كما أرسل مساعداته إلى سلطنة الهند الإسلامية ضد المغول الذين اشتدت إغارتهم على "الهند".

كما شهدت البلاد في عهد الناصر نهضة حضارية وعمرانية كبيرة؛ فقد اهتم ببناء العمائر الفخمة،

فشيد "القصر الأبلق" و"مسجد القلعة"،

واهتم بإنشاء الميادين العظيمة مثل: "ميدان الناصر"، وأقام "خانقاه" للصوفية،

وأنشأ البساتين الجميلة، ولا تزال تلك المنطقة من ضواحي القاهرة، تحمل اسم "الخانكة" حتى الآن.

واهتم "الناصر" بشق الترع، وإقامة الجسور والقناطر، وإنشاء الخلجان؛

فحفر خليجًا امتد من القاهرة إلى "سرياقوس" مخترقًا أحياء القاهرة،

وأقام عليه القناطر الكثيرة، مثل قناطر السباع، وأنشأ عددا من البساتين منها بستان "باب اللوق"،

كما أعاد حفر خليج الإسكندرية وتطهيره، ليستمر فيه الماء العذب طوال العام،

وما زال هذا الخليج موجودًا حتى الآن، وإن تغير اسمه ليصبح "ترعة المحمودية". وفي شهر ذي الحجة (741 هـ= يونيو 1341م)

مرض السلطان الناصر مرضا شديدًا، ظل يقاسي شدته وآلامه حتى توفي بعد أحد عشر يومًا عن عمر بلغ سبعة وخمسين عامًا.

إن قصة هذا الرجل القوي الإرادة المؤكد لذاته يجب أن تُدرَّس لتلاميذ مدارسنا؛

كي يتعلموا العزيمةوالإصرار من عمر الطفولة والمراهقة إلى عمر الشباب المبكر ثم عمر النضج واكتمال الرجولة؛

كيف يفقد ملك حكمه وعرشه وسلطانه ثلاث مرات من أمراء شرسين أقوياء ثم يسترجعه ليس منتصراً وحسب،

بل وسالماً غانماً أيضاً؟!

وكيف يدخل ملك أو سلطان هذا العدد من الحروب الطاحنة ضد جيوش أقوى القوى على وجه المعمورة في زمانه ويخرج من معظمها منتصراً مؤزراً؟!،

وكيف نجح هذا السلطان في طرد الصليبيين من إماراتهم التي احتلوها بالشام نهائياً

بعد مائتين سنة من احتلال استيطاني بغيض مصحوب بالتطهير العرقي العنيف والمنظم؟!

أليست حياة ذلك السلطان المؤكد لذاته الواثق من نفسه وقدراته، المؤمن بقضية دينه ووطنه وأمته، جديرة بالدراسة التحليلية؟!.

(( يتبع ))

hazem007 26-06-2007 04:10 PM

(( تتمه ))



وسأذكر هنا نموذجاً آخر وشكل آخر للنضج النفسي فيه حسن الاعتقاد وتمام التوكل على الله تعالى،

مع الاطمئنان بقضاء الله وقدره

هو داعية إسلامي عاش خلال القرن التاسع عشر

وكان ممن بنوا أجيالا من الدعاة والمصلحين والثوار على الاستعمار في بعض البلدان الإسلامية،

وذلك في مصر والهند وإيران وأفغانستان وتركيا،

تعالى نستمع له وهو يحكي عن بعض المواقف الصعبة التي واجهته في حياته


الشيخ الأفغاني و صدق التوكل على الله


يروي الأستاذ جمال الدين الأفغاني، وكان في الهند، وقصد الحج، فركب سفينة كبيرة حملت من الحجاج عددا وفيرا.

وخلال سيرها في المحيط الهندي هبت عواصف شديدة جدا وانهمرت أمطار غزيرة وزاد الخطر،

واضطرب الركاب وكادوا يغرقون ووقع الهرج والمرج بينهم.

وأخيرا التفوا حول الشيخ الصالح (جمال الدين) يطلبون إليه الدعاء الصالح إلى الله تعالى أن ينقذهم ويُكتب لهم السلامة،

بعدما بلغت الأرواح التراقي، فما كان منه إلا أن أقسم لهم بأنهم ناجون، وأن هذا الكرب سيزول بعد ساعة.

وفعلا لطف الله بعباده وهدأت الرياح وكفت الأمطار وصفا الجو واعتدلت المسيرة،

فجاءوا إليه يشكرونه ويدعون له ويحسبونه من أولياء الله المستجاب دعاؤهم.

وقال جمال الدين بعد ذلك لأحد تلاميذه: إنني لمثلهم قلقا واضطرابا وأكثر منهم مخافة،

ولكنني قلت إما أن يتداركنا الله بلطفه الخفي وننجو وإما أن نغرق جميعا،

وفي هذه الحالة لا أجد من يكذبني أو ينازعني لأننا نكون في قاع البحر.

وفي حالة السلامة أصبح من الأحبار الأخيار، وكذلك كان.

فما برحوا يلثمون أذيالي ويقبلون يدي وذلك سر الخشوع والرجاء في رحمة الله ولطفه،

وهي حكمة بالغة ونضج نفسي، وتصرف صائب وعقل سليم.

ولقد ذكرني تصرف الشيخ الأفغاني بقول دوبيك

"حتى الذين أضحت شجاعتهم مضرب المثل، لا يمكنهم الادعاء أن الخوف لم يتطرق إلـــى قلوبهم".

كما ذكر جمال الدين الأفغاني للشيخ محمد عبده في بعض كتبه

أنه كان مسافراً على قدميه في بعض صحاري الهند فخرج عليه جماعة من اللصوص وأسروه

فأراد أن يعظهم وعرفهم بأنه من علماء الإسلام فزجروه وهددوه فاستسلم ثم باعوه على أنه عبد رق،

فلما ذهب به المشتري عرفه الشيخ بنفسه، فأطلق سراحه!!.

ومن المعروف عن هذا المصلح الكبير أنه قد طاف كداعية للإصلاح بالكثير من المدن والبلدان الإسلامية في القرن التاسع عشر،

وكان من محصلة ذلك أنه ربى جيلاً من الدعاة المُصلحين أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر:

الشيخ محمد عبده والزعيم سعد الزغلول وأحمد عرابي وسامي البارودي ومحمد رشيد رضا وغيرهم الكثير الكثير،

وبالطبع كان مكروها من رجال السلطة الخاضعين للدول الاستعمارية في ذلك الوقت،

لذلك لم يكن يستقر المقام به في أي بلد من البلاد التي زارها،

وكثيراُ ما ترك البلد الذي يقيم فيه منفياً أو بتهديد من جهاتها الأمنية بحجة أنه شخص أجنبي غير مرغوب فيه!!؛

أو لاختلافه في الرأي مع حاكم أو سلطان مستبد؛

وذلك لتجمع الناس حوله أينما حل، واعتناق الشباب لأفكاره الإصلاحية،

وهذا ما كان مزعجاً جداً للطغاة والمستبدين من أهل السلطة ومن فوقهم أسيادهم من ممثلي المستعمرين،

هذا الرجل الناضج المؤكد لذاته داعية الإصلاح

كان بلا أدنى شك سبباً من أسباب نشر الوعي الإصلاحي المعتدل المستنير في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين.

إن قصة حياة هذا الداعية تذكرني دائماً بهذين البيتين المعبرين:

والناس في حاجة دوما لذي ثقة *** بنفسه ليقيهم ما به عثروا

وإذا لم يكن من الـــــموت بــــــد *** فمن العار أن تموت جبــــانا

لقد كان يمكنه الاستقرار بأجمل مدن العالم في قصر منيف ذي حدائق غناء

مع أكل أطايب الطعام وشرب ما يستسيغه من لذيذ الشراب والنوم على الحرير بجوار أجمل من يشتهي الإنسان من الغيد الحسان،

ولكنه لم يفعل ذلك ورفض مثل ذلك العرض من السلطان العثماني،

وآثر الترحال والنفي الاختياري بدعوته الإصلاحية المستنيرة بين مختلف البلدان بلا زوجة ولا ذرية

وبلا رغبة في جمع مال أو سلطة أو منصب أو سعياً وراء الأمان المادي والذي يسعى إليه معظم البشر!،

فمن أي عجينة من الناس هذا الرجل؟ وأي درجة من النضج البشري وصل إليها هذا الداعية؟!

إنه نموذج للنضج والكمال البشري الذي يُحتذى به ونرجوه لدعاتنا وعلمائنا في حاضر أمتنا.... أليس كذلك؟

رحم الله داعية الإصلاح الأفغاني الذي شاع اسمه في أمتنا،

فكان أغنى وأشهر من الحكام والسلاطين في زمانه بقناعته وعلمه وحكمته،

يقول الشاعر


كم واثق بالنفس نهاض بها
***ســاد البـــرية فيه وهــو عصــــام

وإنما رجل الدنيا و واحــدها ***من لا يعول في الدنيا على رجل


وللحديث بقية

hazem007 28-06-2007 01:42 PM

رغم التنسيق والجهد المبذول

لماذا لا يوجد تجاوب من الاعضاء مع الموضوع

هل أصبح مملاً


لا اعرف


عموماً سأتوقف الآن عن إضافة المزيد من المقالات

فترة مؤقته او دائمه

الله اعلم


جزاكم الله خيراً

الرماني 01-07-2007 04:19 PM

مرحبا بك اخي متابعينك وسيتم التعليق لاحقا واصل

الرماني 06-07-2007 06:18 PM

وينـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــك

hazem007 06-07-2007 09:48 PM

جزاك الله خيراً اخى الكريم

اعانى هذه الأيام من مرض ألم بعيني

دعواتك بالشفاء

ان شاء الله سأكمل ما دام هناك من يتابع ويستفيد

الرماني 07-07-2007 03:39 PM

لا بأس
 
طهور إن شاء الله اللهم يشفيني ويشفيك ويسعدك

امري لله 09-07-2007 05:53 PM

ماتشوف شر اخي الكريم


الساعة الآن 08:18 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©