![]() |
شرخ في جدار النفس..
شرخ في جدار النفس صباح يوم الأربعاء الموافق18/10/1425هـ الساعة الخامسة صباحاً تستيقظ الأم وهي حامل في آخر شهرها التاسع لتبدأ في إعداد طعام الإفطار وبعد ذلك بأقل من الساعة توقظ أطفالها على أشعة الشمس لتناول طعام الإفطار والاستعداد لبداية اليوم المدرسي ، وما أن يتوجه الجميع إلى حجرة الطعام حتى يجدوا الأب في انتظارهم يتناول قهوة الصباح (كعادته) ، وبعد أن تناول الجميع إفطاره يذهب الأب إلى عمله مصطحباً أولاده معه لإيصالهم إلى مدارسهم . خلال الفترة الصباحية تقوم الأم بترتيب منزلها , ,وإكمال الأعمال الروتينية اليومية ، ثم تشرع في إعداد وجبة الغداء ، وما أن يعود زوجها متعباً من عناء يوم عمل شاق ويعود أولادها وقد أرهقهم شرح المعلمين ،حتى يجد الجميع الراحة والسكون بانتظارهم . وما أن فرغ جميع أفراد الأسرة من وجبة الغداء حتى بدأ يداهمها ألم المخاض ،فتحملت ذلك الألم الشديد (الذي لا يدركه الرجال أمثالي) حتى الساعة السابعة مساءً ( ونتيجة لخبرتها من ولاداتها السابقة عرفت بقرب ولادتها ) فطلبت من زوجها إيصالها إلى المستشفى فوراً . وضعت حملها السادس وكانت ( طفلة جميلة ) وفي صباح اليوم التالي هاتفها زوجها : - كيف حالك ؟ الحمد لله على سلامتك - أنا بخير وعافية ، وقد أوصى الطبيب بخروجي نهاية اليوم - هل تريدين شيئاً ؟ - لا حقيبتي معي وفيها ما أحتاجه ، ولكن أريد العودة إلى منزلي ,و كذلك رؤية أطفالي . - بأذن الله سوف تعودين إلى منزلك وترين أطفالك ،إلى اللقاء عصراً .. مع السلامة - إلى اللقاء .. مع السلامة ( لم يكن يعلم أنّ ذلك آخر حديث يدور بينه وبينها وأنّها لن تعود إلى بيتها ولن ترى أولادها مرة أخرى ) ذهب الزوج الساعة الخامسة عصراً إلى المستشفى ودخل مع الباب الرئيس ، وتوجه إلى المصعد الطابق الثاني حجرة ذات الرقم(317) ،دخل الحجرة توجه نظره مباشرة إلى السرير ( ب ) فلم يجد زوجته ، فظن أنها _ أجلكم الله _ في دورة المياة ، انتظر .. انتظر ..فأخبرته المرأة المقيمة مع زوجته في نفس الحجرة ( من خلف الستار) زوجتك نقلت إلى قسم العناية المركزة !! تجمد الوقت ، وبدأت الأصوات تقل حتى ساد الصمت ، وبدأت خفقات قلبه تتسارع كلما تسارعت خطاه إلى مكانها ، حتى وصل إلى القسم المختص ، فبادر بسؤال الطبيب عن حالها : - ماذا حدث لزوجتي ؟ - زوجتك أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية.. أدع لها بالشفاء .. _ ولكن ولادتها طبيعية!! _ في الطب بعض الحالات لا تقبل أي تفسير علمي ..ولكن لا تخف أطمئن.. سنعمل كل ما بوسعنا..فهي في أيدي أمينة .. انتظر.. وانتظر .. وأصبح الزمن بطيء جداً وكأنّ عقارب الساعة متوقفة عن الدوران وفي الساعة السابعة مساءً أخبروه بأنّها فارقت الحياة (ساعتان من الانتظار كأنّها عامان ) ، كانت المفاجأة كبيرة...أكبر من أن يستوعبها عقله ،أصابته حالة من الذهول وعدم التصديق فكأنه يحلم !! ،ثم أجهش بالبكاء، بكاء المحب ، بكاء الفقد. واساه الطبيب وبعض أفراد الطاقم الطبي في القسم ، وذكروه بالله عز وجل ..حتى هدأت أعصابه وسكنت نفسه .. استلم بعد ذلك المولودة ووضعها عند خالتها ، وفي اليوم التالي استلم جثت زوجته وغسلها وصلى عليها ووضعها في اللحد بيديه وفاءً وإكراماً لها . أدرك حقيقة الأمر أولاده البالغين أما من لم يصلوا إلى سن التمييز فعند سؤالهم أين ماما ؟؟ يقول سافرت فوق فوق في السماء ولن تعود . رحلت وتركت له ثلاثة ذكور وثلاث إناث،أكبرهم ابن في الصف الأول الثانوي وأصغرهم رضيعة . ( مختلف الأعمار ) هو من يرتب كتبهم و من يذاكر لهم دروسهم ومن يتفقد ملابسهم و من يسهر على المريض منهم و من يتابعهم وهو من يهتم بمشاعرهم ومن يعرف نواقصهم وحاجاتهم ومن يراعي خواطرهم ..هو الأب وهو الأم في آن واحد .. هل يعقل أن تقوم الخادمة بدور الأم ؟! وهل يمكن أنّ تقوم البنت ذات الأحد عشر ربيعاً بدور أمها ؟! وهنا لا بد من وقفة : بعد أن كان يجمعها منزل واحد في لحظة : أفتقدها و أفتقد نفسه وأفتقد طعم الحياة التي اكتسحها السواد من بعدها ..أراد الهروب من الواقع المؤلم ولكن لم يستطيع الهروب إلا إلى الوراء حيث كان معها..فهو يهرب منها إليها!! كل يوم من أيامه يوم غارق في الذكريات الحزينة، والهم، و طلب الصبر.. ؟!الفرح فيه لم يجد له موضعاً في قلبهً فلا وجود له ما لم يكن معه من يحب ليقاسمه معايشة الأحداث.. بل إن الأعياد والمناسبات السعيدة عند هذا الإنسان طقوس تجلب الأسى إلى أعماقه ..فلا يريد التهاني ، بل يحتاج العزاء ..! أناس كثير فقدهم ، لكن لا يتغير شيء في حياته سوى إضافة بعض الحزن يختلف ( في درجته ) باختلاف الأشخاص ومكانتهم عنده وقربهم له .. لكن هنا أفتقد من يكون فقده شرخ في جدار النفس لا يكسبه الحزن الطبيعي فقط بل غير مسار حياته نحو منعطف خطير يحتاج إلى جهاد و مجاهدة وصبر ومصابرة ، منعطف دمر حصناً منيعاً يصد ريحاً عاتية محملة بالمتاعب المادية والمعنوية .. منعطف سلبه الأمان النفسي والعاطفي الذي لم يدركه جيداً إلا بعد أن أفتقده.. ولكم تمنّى الآن أن يعود الزمن إلى الوراء، وترجع أجندة التاريخ إلى الخلف .. ليحسن معاشرتها ، ويكف عن الأخذ منها ، ويبذل لها مزيداً من العطاء ، ويوفيها حقها من التقدير والاحترام . أخي الزوج : هل فكرت أنّك في لحظة قد تفقد زوجتك ؟ شريكة حياتك ، من تهتم بنفسها وجمالها لإرضائك،، أم ومربية أطفالك، طاهية طعامك، غاسلة ثيابك ، مصدر أنسك وراحتك في بيتك، تأتي إليها وهمومك كالجبال، فسرعان ما تبددها عنك ، ولم يقتصر اهتمامها بك ، بل تعدى إلى أهلك وأقاربك، كم ظرفاً وأزمة نفسية ومالية.. مريت بها وقدرتها لك ،وكانت لك نعم الزوجة ،فهي كل حياتك . أختي الزوجة : هل فكرت أنّك في لحظة قد تفقدين زوجك ؟ شريك حياتك ، وأبوأولادك ، يكدح ويعمل ليحقق لقمة العيش لك ولأولادك ،هو من يقوم بواجباتك ، يعرف ما في نفسك وأفكارك ، كلما أردت حاجة وجدتيها بطلبك أو باختيارك ، سندك ( بعد الله) وأمانك ،فهو رأس مالك .. لو فقدت شريك حياتك : فأعلم أنّ الحزن أكبر من أن تتجاهله ، والفرح أصعب من أن تتصنعه ، و أنّ النسيان أقل من أن تتحصنه .. وخصوصاً إذا تجاوزت ذكراه حدود المكان والزمان لتتجسد في بشر يمشي على الأرض .. هم أولادك . أخي الزوج وأختي الزوجة : أظهر لزوجك حبك وإخلاصك وتقديرك واحترامك .. قبل أن يأتي يوم يكون هو في عالم آخر ، لم يعد يهمه إذا كنت تحبه و تقدره أو يتمنى أن تظهر له حبك وتقديرك أم لا ؟! اللهم أحفظ لي الزعيمة ما دمت حياً ودمتم سالمين ،،، الزعيم55 |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=34846 والف شكر على الموضوع الذي يحمل بين كلماته منتهى الحس الراقي . |
مراقبتنا الكريمة / البتول الشكرلك على المرور الطيب.. والشكر موصول مرة أخرى على الرابط.. بارك الله فيك.. |
شكرا أخي على الموضوع
|
اخى الكريم الزعيم
الموضوع ابكانى وربى فعلا لا نشعر بقيمة من حولنا الا حينما نفقدهم نحو التميز دائما اخى الكريم |
أم جهان شكراً على مرورك.. omfateeeema أسعدني مرورك .. بارك الله فيك.. |
ياااااااارحماك قصة مؤثره يااااااارب لانسالك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
فعلن اخي الفاضل اناس يجلبون الهم والهناء بين ايديهم ولايفتكرونه الا عند فقدانه واكبر دليل كثر المواضيع والشكاوى الي نقراها بهالمنتدى بارك الله فيك اخي الفاضل تحيتي |
الله يسامحك يازعيم نحاول ننسى الموت والله ،،،،،،، وكانه خيال وتذكرنا فيه الحياه
تعرف عمري ماكنت اخاف الموت قد الحين كنت اقول الحمدلله اصلي اطيع والديني اصل رحمي محجيه اصوم واقوم الليل واقرأ القرآن كنت احس اني لو بموت ماحدا راح يتاذى اما الحين زوجي ولادي زينة وعبدالله لو تركتهم لمين لامي ماعادت تتحمل خوات زوجي كلهم لهم بيتهم وولادهم نفس الكلام خواتي وزوجي اكره ماعليه يقعد نص ساعه مع الاولاد ،،،،،،، احس ولادي بيضيعوا غير الخوف من اخرتي بعد مالهوني الولاد والوظيفه عن قراءة القرآن والقيام بالليل لاني اكون مجهده غير من الجمعه للجمعه يارب قويني ،،،، الله يسامحك يالزعيم فتحت علي جروحي وحزني على تقصيري ادعيلي اني رب يقويني ويثبتني |
واااااااااااااااااااو
جزاك الله خيرا بكيتني من صباح رب العالمين اللهم احفظنا لازواجنا واحفظ ازواجنا لنا |
والله فعلا الايام تمشي والعمر يجري ... واحنا مانتغير ... ومانحس بطعم الشئ الا لما نفقده ...
جزاك الله خير على هذه القصة فعلا قصة حزيييييييييييييية :29: |
قصة جدا مؤلمه الله يرحمها واموات المسلمين
الله يكفينا شر الدنيا وابشركم ياخوات نحن نؤجر على ما نفعله في بيوتنا من اعمال ورعايه الابناء والازواج اذا احتسبنا ذلك وجعلناه تقرب لله ويعتبرجهاد |
قصه فعلاً حزينه ومؤثره أتمنى أن تكون من الخيال وليست واقعيه
|
دمعت عيناي
لطالما تخيلت هذا الموقف وما ادعوه ان يكون يومي قبل يومها او ان نموت معا فلا يتعذب كلانا |
{ وإنا على فراقهم لمحزونون }
كلمة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم عند فقده لابنه إبراهيم فماذا نقول نحن ضعاف النفوس قليلي الإيمان والله لقد أثرت المشاعر وحركت المياه الراكدة أخي الزعيم : أرى مكتوبا تحت اسمك عضو نشيط جدا وأنا أطالب بكتابة : عضو مبدع جدا جدا جدا |
لكم محزن فقدان شخص عزيزعلى قلبك 00 كنت دائما ولازلت اتخيل موقفي لوفقدت زوجي 00 كلما تشاجرنا فيرق قلبي له واحزن لزعله فالدنيا فانيه لاتستحق تملكها
جزاك الله خير |
يالله القصة مؤثره ومحزنه جدا
اتخليت نفسي بالقصة والله ودمعت عيني الله يحفظنا وازوجنا جزاك الله خير |
جزاك الله خيرا قصة مؤترة جدا
|
لا اله الا الله ...... والله قصه تعبت من قرايتها
يارب احفظ لي زوجي وقدرني اسعده وارضيه لاخر يوم بحياتي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين |
يا ليت اللي عندي يقراها
حتى يفكر مليون مرة قبل لا يمد يده علي |
الأخت الفاضلة / الهم الأخت الفاضلة / eman007 الأخت الفاضلة / كيمياء ولكن الأخت الفاضلة / كبريائي الأخت الفاضلة / لحظة وداع الأخت الفاضلة / دلع ودلع الأخ الفاضل / Islam1 الأخ الفاضل / Abu-Naser الأخت الفاضلة / ديمو2006 الأخت الفاضلة / ديمو2006 الأخت الفاضلة / اين قلبي الأخت الفاضلة / fleur الأخت الفاضلة / ما فيه اسامي الأخت الفاضلة / عهووووود شكراً على مروركم العطر .. وشكراً مرة أخرى على مداخلاتكم العزيزة عليّ.. وبارك الله فيكم.. وبالمناسبة القصة حقيقية .. وسوف أكمل لكم الفصول النهائية .. إذا سمح الوقت في نهاية الموضوع.. ودمتم سالمين ،،، الزعيم55 |
في السابق كنت أقول يارب يومي قبل يومه..
لكي لا أعاني من عذاب فقدانه.. وبعد أن زاد حبه بقلبي اصبحت أقول.. يارب نموت معا في يوم واحد حتى لا يتعذب أحدنا بفقد الثاني.. واليوم.. لا أدعو بشيء.. لدي ابنتين ولا اتمنى أن تفقدا الأم والأب في يوم واحد.. جزاك الله خيرا على الموضوع.. مع أنه يضايق ولكن.. لابد لنا من وقفة.. |
قصة مؤثرة جدا
لكن العظة هى الاهم تحياتى لك اخى الزعيم الله يخليلك الزعيمة على الدوم |
بحرينية ولكن أطال الله عمرك أنت وزوجك.. شرفني مرورك .. وفعلاً هذا ما أريده (( وقفة )) متعبة شكراً على مرورك.. وصحيح السعيد من وعض بغيره.. الزعيم55 |
قصة فيها عبرة جزاك الله خير |
الأخ الفاضل / المعلم01 شكراً جزيلاً على مرورك العطر ..بارك الله فيك.. الزعيم55 |
الساعة الآن 03:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©