اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن تيمية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
.
.
في يوم من أيام الإجازة المشمس
تلتقي الجارات أمام المنازل كالعادة و إحداهن تحمل إبريق و مجموعة من الكاسات ليحتسين الشاي
و لتطمئن كل واحدة على الأخرى و لكي يتناقلن الأخبار و القيل و القال
و في إحدى الإجتماعات .... جرى حوار هادئ بين زوجة لاتعمل جالسة في بيتها و أخرى عاملة
قالت العاملة :
في الصباح الباكر أخرج مع زوجي و أبنائي و أجهز نفسي و أولادي للخروج
و أما الإفطار فعادة يكون سندويشات سريعة أو بسكويت حتى لا نتأخر .. و من ثم يتوجه كل منا إلى عمله
فقالت ربة البيت :
في الصباح الباكر أجهز الإفطار مبكراً و أجهز أبنائي و أتناول معهم طعام الإفطار
ثم أودعهم جميعاً ليذهبوا لعملهم و أبقى أنا بعملي لأجهز بيتي و أرتبه
قالت العاملة :
انا أهتم بأبنائي فأضع لهم الخادمة أو أدخلهم في مدارس خاصة ذات دوام طويل حتى ينتهي دوامي و أعود لهم
فقالت ربة البيت :
و أنا أهتم بأبنائي و أربيهم بيدي و أعلمهم و أتابعهم و دائما يجدونني بإنتظارهم متى جاؤا من المدرسة
و كم من أطفال عادوا من المدرسة و لم يجدوا أمهم و وجدوا البيت مغلق فإلتجأوا لجيرانهم حتى تعود أمهم
و كم من زوج عاد لبيته و لم يجد زوجته و هي مازالت في دوامها
أو كان هو في إجازة و كانت زوجته في دوامها ...فكان البيت خاويا له بين جدرانه ليطبخ لزوجته طعامها و يجهزه لها ..!!!
فقالت العاملة :
أسهر الليل لتجهيز غداء الغد و إن نمت من تعبي أحضرت لهم من أحد المطاعم من ملاذات الطعام و الشراب
ثم ندخل جميعا على البيت لنفتح شبابيك المنزل لنغير هواءه و لنجلس على مائدته ولنأكل ... ثم لنرتاح و لامجال لتنظيف المائدة الأن
فكلنا أنهكته أعماله ... فندع ذلك لساعة أخرى
فقالت ربة البيت :
أسهر الليل على راحت زوجي و أبنائي
و بعد صحيان الصباح و خروج الجميع أجهز بيتي و طعامهم و أجهز نفسي لهم
فيأتون ليجدوا كل شيء يفتح يديه لإستقبالهم ... و رائحة العطور تفحفح من أرجاء المنزل
و بعد حمام دافئ و لترتاح أجسامهم من عناء العمل .. يكون الطعام ساخن و جاهز لنستمتع بأكله جميعاً
و أكون انا في قمة نشاطي و هم يأخذون قسطاً من الراحة لأعيد المنزل لما هو عليه من الترتيب و الأناقة
ثم نجلس جميعاً لنتجاذب أطراف الحديث مع رشفة ناعمة من القهوة العربية الفاخرة
فقالت العاملة :
أنا أشعر مع زوجي و أعينه على مصاعب الحياة براتبي و أتحمل أعباء البيت المادية
فقالت ربة البيت :
و أنا أشعر مع زوجي و أعينه على مصاعب الحياة بنفسي و بيتي
فأوفر عليه الكثير من المطالب التي لاداعي لها و لا أسرف في الصرف
ثم راتبكِ هذا .... والذي تتقاضينه
يذهب بين مواصلات و ملابس و إتصالات و كثر الزيارات لزيادة العلاقات و متابعة موضات الزميلات
عدا عن خروجك من المنزل .. والذي لا يخلو من إختلاط و محادثة الرجال " إلا من رحم ربي و هن نُدرة ممن مجالهن بعيد كل البعد عن الرجال "
و يكفيني قول الله تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } الأحزاب 33
و غير أن المشاكل تكثر بين الزوجين بسبب المال ... هذا راتبي و هذا راتبكِ
و غير ذلك من المشاكل التي سببها تقصير الزوجة بواجباتها في البيت نحو بيتها و زوجها و أولادها و أحياناً نفسها
فصحيح أن لديك قدر من المال أكثر ... إلا أنك أبدلت أموراً أهم و تنازلت عن تنازلات كثيرة مقابل هذه الحفنة من المال ...
فقوليلي بربك ما هي الإيجابيات التي تتفوقين فيها على ربات البيوت حتى تكون حجة لكِ على ربة البيت ...؟؟
و هل هذه الإيجابية تخلو من سلبيات كثيرة تؤثر على نواحي أخرى من مجرى حياتكِ ...؟؟؟
و من منا يستمتع بحياته أكثر و تؤدي واجباتها أكمل من الأخرى .. هل هي انا أم أنتِ ...؟؟!!
.
.
.
((( وإنتهت المناقشة بهذه الأسئلة التي بقيت بدون إجابه )))
و الله تعالى الموفق
|
نسيت اخي اباعبدالله ان انوه بفائدة هذا الحوار 00
لمن تأمل 00ولاشك ان الإيجابي سوف يجيّر هذا الموضوع لمصلحته 00
لأنه لا يمكن ان يمر عليه امر ما إلا إستفاد منه درساًً إن لم يكن دروساً00
جزيت الخير وسلمت يمينك 00