منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لماذا لا يكون هناك حصة ممارسة الرياضة في مدارس الفتيات؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2009, 08:51 PM
  #3
سوري حنون
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سوري حنون
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 718
سوري حنون غير متصل  
7_ - ليس للمدارس دور في وجود هذه السمنة، وليس لحصصها البدنية قلة أو كثرة في وجودها من عدمها فتعليم البنات له عندنا ما يربو على الخمسين عاماً، ولم يشتك الناس من سمنة بناتهم، إلا في العشرين سنة الأخيرة، فلماذا يحمّل التعليم مسؤولية السمنة بعدم إقراره مادة التربية البدنية للبنات؟
إن السمنة أسبابها كثيرة منها : التغذية الخاطئة، ومطاعم الوجبات السريعة المنتشرة، وعدم العناية بالصحة، والمقاصف المدرسية التي ملئت بشتى أنواع الحلويات فجرامات قليلة منها تعوض ساعات من ممارسة الرياضة كما ذكر ذلك أهل الاختصاص.
ونستطيع أن نتخلص من هذه السمنة من خلال ما يلي :
أ - الإقلال من الطعام، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث شراب وثلث لنفسه) رواه أحمد برقم 17186 والترمذي برقم 2380 وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ب - الاستغناء عن الخادمة قدر المستطاع، أو مشاركتها بالأعمال المنزلية، في بيتها لما لها من الأثر الجيد على جسدها.
ج - اقتناء المرأة الأدوات الرياضية في منزلها كالسيور المتحركة، والدراجات الثابتة، والتي لا يزيد ثمنها على ثمن جهاز محمول.
8 - قد تكون هذه الحصة عاملاً مساعداً في انتشار ظاهرة الاعجاب المتزايدة في مدارس البنات خاصة، وهي ترى زميلتها التي تعجب بها بتلك الملابس الجميلة، والقوام الجذاب، فتزداد الفتنة فتنة والبلاء بلاء.
9 - إن اعتماد مادة التربية البدنية في مدارس البنات يعد البذرة الأولى لاقامة البطولات المدرسية، والجامعية، وهذا أمر متوقع الحدوث.
10 - إرهاق أولياء أمور الطالبات بالمصروفات المالية، فالفتاة تحتاج إلى ملابس رياضية والأبناء كذلك، علماً أن الفتاة شديدة الاهتمام بلباسها، ومظهرها بل ورغبتها بالتجديد بعكس الشباب، وحالة كثير من الناس اليوم مع الأزمات الاقتصادية لا يخفى على أحد.
11 - قد تصور الفتاة وهي بملابس الرياضة، أو أحياناً وهي تنزع لباسها لتلبس ملابس الرياضة، وآلات التصوير في هذا الوقت تعددت، فيمكن أن تلتقط الصورة من خلال جهاز الجوال دون أن تعلم الفتاة، وكم سيحدث من ضياع أعراض بسبب هذه الصورة.
12 - إرهاق ميزانية الدولة، دون أن يكون له الأثر الكبير فستنفق أموال الدولة على المدربات، وعلى أدوات الرياضة، وعلى تهيئة المدارس لممارسة مختلف أنواع الرياضة، ونحوها من العقبات الموجودة الآن فهل تستحق هذه الساعات القليلة كل هذه الأموال لتنفق في أمر عديم الفائدة؟
13 - أما من يطالبون بإنشاء أندية رياضية للمرأة، فهؤلاء يقال لهم إن الأصل في المرأة القرار في البيت فلا تخرج إلا لحاجة كتعليم بنات جنسها، وتطبيبهم، أو قضاء حوائجها، أو صلة أرحامها، أو الخروج مع أهلها في نزه غير مختلطة، والأدلة في ذلك كثيرة منها:
أ - قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) الأحزاب 33 .
ب - أمرت المرأة أن تؤدي الصلاة في بيتها في أعظم أركان الإسلام العملية الصلاة فعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال: (قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي) رواه أحمد وغيره بسند حسن.
ج - وأعفيت أيضاً من أمور أخرى قد يكلفها التكليف بها الخروج من المنزل ومن أهمها النفقة فهي ليست مطالبة حتى بالنفقة على ذاتها، حيث أوجب الله على وليها: أباً أو زوجاً أو ابناً أو أخاً، أو عماً، أو أقرب الورثة بأن ينفق عليها فقال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء: 34 .
كذلك لم يجب عليها الجهاد مع فرضيته في حالة بينها العلماء.
14 - إن الذين يطالبون المرأة بالخروج لممارسة الرياضة لا يعلمون كم سيخسر المجتمع، بذلك الخروج، فمن يطالبون بخروجها عن سترها وعفافها وممارسة الرياضة والمشاركة في الأولمبيات أمام البشر أناس لا يريدون لها الخير، ولا لبيتها، فإذا كانوا يطالبونها بالعمل وممارسة الرياضة فكم يا ترى بقي للبيت وللأولاد وللزوج؟!
وأختم مقالي بفتوى لفضيلة شيخنا الشيخ العلامة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عندما سُئل عن النوادي الرياضية النسائية، فأجاب رحمه الله : نصيحتي لاخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها فقال: وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن) وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) الأحزاب: 33، ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية، ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس، ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سبباً في نزع الحياء عن المرأة فلا تسأل عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد اليها حياءها الذي جبلت عليه، وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لاخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات، أو اخوات، أو زوجات، أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي، وأسأل الله أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين (مجلة الدعوة، العدد 1765 ص 54).

(1) أخرجه أحمد برقم 17337 و17300، والنسائي في السنن الكبرى برقم 8891، وصححه الألباني في الصحيحة 315 وفي صحيح الترغيب 1282 .

د. صالح بن مقبل بن عبدالله العصيمي - عضو الجمعية الفقهية
__________________