زهرة نبتت في بيت الصدق والصديقية,
وتفتحت وكبرت في بيت النبوة ليسكب الحبيب صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في قلبها النور والورع والعفة والقرآن والسنة فأصبحت بذلك نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه,
اختارها ربنا عزوجل زوجة وحليلة لنبينا محمد,
سيدة مس جسدها جسده الطاهر,
أكلت وشربت معه,
اغتسلت معه من اناء واحد,
أحب زوجاته اليه ,
وتوفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها

لا يوجد في امة محمد بل ولا في النساء مطلقاً امرأة اعلم من أمي عائشة -رضي الله عنها وأرضاها- ، فقد كان اكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض, وقال عنها أبو موسى الأشعري:
ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قَطُّ، فسألنا عنه عائشة -رضي الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.

وكان مسروق اذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة

وكانت أمي عائشة -رضي الله عنها- افصح اهل زمانها وأحفظهم للحديث ,وقال عروة: ما رايت احداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة، ولو لم يكن لعائشة من الفضائل إلا قصة الافك لكفى بها فضلاً وعلو مجد فانها نزل فيها من القرآن ما يتلى الى يوم القيامة , وستظل براءتها قرآن يتلى في المساجد وفي البيوت وفي كل مكان, الى أن يرث الله الأرض ومن عليها ,ولست أهدف من موضوعي هذا تزكية أمي وتبرئتها مما أتهمها به المنافقون , من يدَّعون الاسلام والانتساب لآل البيت , والاسلام وآل البيت الأطهار منهم براء , قوم جعلوا السب واللعن والطعن في الصحابة وزوجات رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عقيدة لهم , يريدون هدم الصحابة , هدم من نقلوا لنا الدين حتى يطعنون في القرآن والسنة , فيخرجون لنا بدين جديد وقرآن جديد لأنهم يرون قرآننا الذي بين أيدينا محرفاً وربنا سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)

من زكاها ربي ليست بحاجة لتزكيتي , لا هي ولا صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

هذا الجيل القرآني الرباني الفريد , جيل لم ولن يتكرر

صحبوا رسول الله وخدموا الاسلام وشهد لهم ربهم بالايمان حين قال : (أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّا)

قوم حطوا رحالهم في الجنة , فليس بعد شهادة الله.. من شهادة!!.. وهل بعد كلام الله من كلمات!!. لكنه زمن تمادى البعض فيه.. فاردت ان أذكر ذلك البعض كـ (.. معذرة الى ربكم.. ولعلهم يتقون.. ).

كل ما تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حادثة الأفك حين قال : (( يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي ؟فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عنه الا خير ))يعتصر الآلم قلبي وتحترق كبدي , كيف لياسر الخبيث وأمثاله يؤذون رسول الله في حبيبة قلبه!!
حسبنا ونعم الوكيل

هذا موضوعي بين أيديكم سطروا فيه فضائل أمكم واحاديثها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فهو أقل مانقدمه نصرة لأمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها

ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي *** هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه *** ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ *** فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه *** فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي *** فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ *** اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي *** فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ *** وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي *** وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ *** وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ *** فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي *** ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي *** حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ *** وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ