{ المرحلة الرابعة }
دورك ودور اطفالك في اصلاح حال زوجك
حبيبتى اريد ان اخبركي امرا ان لاطفالك دور كبير لاصلاح حال زوجك لهذا يجب ان تكون بينكي وبينهم صداقة وحوارات وان يعتادوا ان لا يقحموا اسمك ابدا في حواراتهم مع والدهم
هذه الصداقة ممكنه بالتحديد مع الابن والابنة الكبار لان اعمارهم مناسبة لذلك
فاذا بدأتي مثلا في تحفيظ الاطفال القرآن وجاء زوجك من العمل مساءا يمكن ان يطلب منه ابنه ان يتابع حفظه وان يعطيه مكافأة اذا ادى ما عليه من حفظ قرآن وواجبات مدرسية وهذه المكافأة يختار ان تكون نزهه له ولاخوته
واجعلي بينه وبين والده حوار وصداقة واذا لم يلقي زوجك بالا للولد
تحدثي بينه وبينك حاول ان تتحدث مع ابنك هو لم يعد صغير حاول ان تصادقه وتتفهم رأيه ووجهة نظره حتى ينشأ نفسيا سليم وحتى تظل علاقتك به حميمة الى ان يكبر فهذه الامور تظل عالقة بذاكرة الطفل
واجعلي الاطفال يلحون على الاب للخروج للنزهه معكم بصفة مستمرة ولا يتركونه الا بعد ان يعدهم واذا تحجج لهم انه مشغول ياتي دورك انتي ان تقولي له برقة حبيبي نريد اطفال اسوياء نفسيا
لا تشعر الاطفال انهم اقل من غيرهم فهم كبروا واصبحوا يرون اهتمام آباء اصحابهم بنزهتهم والترويح عنهم
اي ان تكوني حريصة ان لا تطلبي لنفسك ولكن اطلبي لاطفالك واذا وافق لا تصري على مكان بعيد او مكان بعينه ولكن اتركي له حرية التصرف ان يذهب بكم حيث يشاء
تاملي حال زوجك تجدي انه مرتاح البال لدرجة تفكيره في الشهوة بهذا الشكل المبالغ فيه اما ان كان مشارك بشكل ايجابي في مسئولية الاطفال من دراسة ومتابعة لصحتهم ونفسيتهم ونزهتهم ومشاكلهم ما كان الامر بهذا الشكل انه عندما اطمأن على اطفالة من حيث الرعاية والتربية والاهتمام بسبب اعتماده عليكي في ذلك اصبح صافي الذهب ليفكر في شهوته لهذا الحد
لهذا يجب عليكي ان تجبريه على مشاركتك في تربية الاطفال وتلقي على عاتقه بعض مسئولياتهم وتشعريه بضيقك من تحمل المسئولية وحدكي وان الاطفال بالتحديد الذكور يحتاجون لاب في تربيتهم والام وحدها لا تكفي وان تخبريه ان التربية لا تعني في مطلقها عصا لضرب الاطفال ولكن يجب ان تحتوي ابنائك وتهبط بتفكيرك لمستوى عقولهم حتى تستطيع مشاركتهم وتنشأ بينكم صداقة بالتحديد مع الولد الكبير
* احيانا يتخلل الحياة الزوجية نوع من الرتابة والملل تجعل الزوج يشتاق الى فترة ما قبل الزواج ويتصرف كما كان من قبل لهذا اتجه زوجك لعمل هذه العادة السيئة ومجاراة الاصدقاء السيئين
وهذه امور يمكنكي تداركها ان شاء الله ولكن بالافعال وليس الكلام
كيف؟
يجب ان يتسم مناخ البيت اما بالتجديد المستمر وهذا بالطبع سيحتاج منكي لجهد كبير ربما تفقدين العزيمة عليه مع الوقت او يتسم بمناخ روتيني لا يمل منه خاصة وان زوجك يحب التجديد وسريع الملل
ولا تعجبي من هذا فهناك بالفعل روتين جيد
فمثلا اذا خصصتي وقتا كل يوم مساءا جلسة بينك وبين زوجك بعد نوم الطفل تكوني اسعديتي لها من قبل بما لذ وطاب من الحلوى التي يفضلها بجوار كوبين عصير او قهوة كما يفضل
وجلستي معه تستمعين لما يقول وتحدثيه ايضا ( ولكن احرصي ان تستمعي له اكثر من ان تحدثيه )
وحاولي ان يشعر بالسعادة والثقة وهو يتحدث معكي
بأن تظهري اهتمامك الشديد بما يقول وتمدحي اسلوبه في الحوار وانكي تشعرين وهو يتحدث كأنه استاذ جامعي او خطيب يجب اذا تحدث ان يستمع له الجميع
وخلال ذلك اشعريه بحنانك وضمي رأسه الى صدرك وكأنه ابنك الصغير وادعي الله بصوت مسموع ان يبارك لكي في عمره وان لا يحرمكي منه ابدا
وبالطبع هذه التصرفات والايحاءات يجب ان تكون في وقت صفاء وكأنكي نسيتي تماما امر العادة السرية وتصرفاته السيئة(وبذكاء منكي وبطريقة تدريجية غير واضحة)
اتعرفين حبيبتي هذه الجلسة اليومية ان استطعتي ايجادها ستستشعرين مذاقها افضل وافضل مع مرور الايام والسنوات
وستكتشفين مع الوقت انكي وزوجك اصبحتما اكثر قربا وترابطا واصبحت اي معلومة بامكانك توصيلها له
ومن الروتين الرائع ايضا التجهيز لنزهة في نهاية كل اسبوع لحديقة مثلا وان تجعليها فعلا ممتعة بان تجهزي له طعامه المفضل والمشروبات وتجعليه يشاركك بالتجهيز لها يوم اجازته
وتجعلي اليوم رائع بخفة ظلك وبهجتك والتعليقات على حركات الصغار وغير ذلك..
المهم ان تجعليه يوم ممتع حتى يشتاق لتكراره في نهاية كل اسبوع
وايضا اسلوب المزاح بين الزوجين هو اسلوب جيد ورائع جدا ويضفي على البيت نوع من البهجة والنشاط وهو ايضا يقرب بين الزوجين عندما يستعمل بذكاء وتترقب الزوجة بعينيها ما استساغه زوجها من المزاح وما استنكره
وهو ايضا يساعد الزوجة على تدارك المشكلة في بدايتها فهي تتحامل على نفسها حتى وان كانت مستاءة من موقف ما وتمازح زوجها حتى لا تتعقد الامور وتصبح بعد ذلك مشكلة وخصام
{ المرحلة الخامسة }
كيفية اعادة الزوج تدريجيا في القرب من الله
تذكري دائما حبيبتي انه ان كان زوجك قريب من الله ما اتجه لمثل هذه الامور
*لهذا اذا كنتي اقتربتي من ان تختمي القرآن تذكرين له ذلك وتسأليه ماذا تحب ان ادعو لك به حبيبي في دعاء الخاتمة؟ كنوع من التحفيز وتقولي له ما رأيك ان نبدأ نحن الاثنين في القراءة في نفس الوقت المرة القادمة حتى نختمه سويا؟
*واذا وجدتيه يصلي الفروض ولا يصلي السنن تقولي له لقد اعطانا الله حبيبي الكثير من النعم ونريد ان نجتهد في عبادته كنوع من الشكر وتعددي النعم وتذكري ان زوجك من هذه النعم وتذكريه بقول الله تعالى
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم : 7]
وتقولي له نحن نريد ان نبادر بالشكر قبل ان نتعرض لغضب الله وعقابه
اذا نجحتي في تقريب زوجك الى الله لن تكوني في حاجة لجلسة نصح وارشاد ثانية لان قربه من الله كفيل بصلاح حاله
*اقترحي عليه ايضا ان تذهبي برفقته لحضور درس علم في احد المساجد الكبيرة التي تنظم درس علم بعد صلاة العشاء او المغرب يوميا فتحاولي ان تجعلي ذهابكما شبه اسبوعيا وتأكدي ان هذا الامر سيكون له نتائج مذهلة افضل من مائة نصيحة تكرريها على مسامعه
فالجو الروحاني في المسجد لا يضاهيه شىء
ففي المسجد تشعرين بالصفاء والطمأنينة
وفي المسجد تتعرفين على الصحبة الصالحة التي نرجوهم من هذه الدنيا
اناس من مختلف الاعمار تركوا الدنيا واجتمعوا على ابتغاء وجه الله
إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا حفوا عليهم وأتوا بهم ثم بعثوا رائدهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقولون ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ويتلون كتابك ويصلون على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ويسألونك لآخرتهم ودنياهم فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فيقولون يا رب إن فيهم فلانا الخطاء إنما اعتنقهم اعتناقا فيقول تبارك وتعالى غشوهم رحمتي فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/80
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
واحيانا ترين بينهم نساء معهن اطفال حديثي الولادة وتندهشي انها اتت بهذا الصغير للمسجد ونساء معهن 4 اطفال واكثر من مختلف الاعمار
ورجال قلوبهم متعلقة بالمساجد وحلق الذكر
إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3510
خلاصة الدرجة: حسن
وهؤلاء هم الصحبة التي ستؤثر في نفس زوجك وينظر الى ما حدث منه باستنكار فيما بعد
وهذه الصحبة من النساء والرجال هي التي يجب ان نصبر انفسنا معهم على هذه الدنيا
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]
وفي المسجد تطلبين من اكرم الاكرمين وانتي في بيته
واذا كانت انشغالات زوجك حبيبتي لا تتيح لكما ذلك بصفة مستمرة فالحكمة تقول
مالا يدرك كله لا يترك كله
لهذا اجتهدي ان تذهبي مع زوجك والاطفال للمسجد لحضور درس علم في الوقت الذي ترين انه مناسب وحتى ينشأ ايضا الاطفال في هذا المناخ الايماني الرائع
يتبع..
__________________
كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا
فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا