{المرحلة الثانية}
اختي الصغيرة امامكي امران لتخرجي من هذه الدوامة التي ادخلتي نفسكي فيها
الاول
ان تقتربي من الله تعالى وتزيدي قربكي له
وتدركي جيدا ان ما انتي فيه اختبار من الله
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ [العنكبوت : 2]
حاولي الاكثار من النوافل في الصلاة والصوم واجعلي لكي وردا من القرآن
واعلمي ان السعادة في القرب من الله والضنك والحياة الكئيبة في البعد عن الله
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه : 124]
وعاهدي نفسكي اختي من الان على ان تقطعي اي صلة لكي بهذا الماضي المخجل من الكلام مع الرجال الاجانب وحوارات الشات
وتأملي هذا الحديث الشريف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 10/575
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والامر الثاني
هو الاقتراب من زوجك واشعاره بأنه مسؤول عنكي
حاولي وانتي تتحدثين معه ان تشعريه انكي تتعلمين منه الكثير
وحاولي الاستماع له اكثر من الكلام معه
حتى ينجذب اكثر واكثر للحديث معكي ويشعر بالسعادة والثقة اثناء ذلك
هناك ايضا نقطة غاية في الاهمية اريد ان الفت نظركي اليها وهي هذه الفتاة قريبتي التي تعلم عنكي كل هذا
حبيبتي انتي لا زلتي صغيرة لا تفضحي نفسكي امام اي انسان
لاتجعلي في ظهركي شوكة على مدار العمر
فصديقتكي هذه من الوارد ان تختلفي معها يوما ما فحتى الاخوة يختلفون
ناهيكي عن انكي عندما تدخلين الحياة الزوجية ستجدين اهتماماتك وقد اختلفت وشخصيتك وقد نضجت وسيزعجكي كثيرا ان تذكركي يوما هذه الفتاة بما كان
فاجتهدي اختي ان تظرهي امامها انكي افقتي وانكي عدلتي عن فكرة ان تكلميه وانكي شعرتي ان كل ذلك كان بسبب بعد عن الله
وانكي الان تحبين خطيبك ولا ترين في الكون رجلا سواه
وامحي من تصورها تماما اي رغبة منكي في الحديث معه وانكي تضحكين على هذه مشاعركي المراهقة تجاهه ولا تعتبرينها كانت حبا ابدا
وهذه الصديقة اختي ليست من الصحبة التي تأخذ بيدكي الى بر النجاة
ولكنها تسايركي وتجاريكي في التفكير السىء والتصرفات الخاطئة
فاجتهدي اختي ان تتخذي صديقة من الفتايات الصالحات حتى تعينك على القرب لله وتأخذ بيدكي الى طريق الصلاح وتأملي هذه الاية الشريفة
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]
{المرحلة الثالثة}
اختي الصغيرة انا اشعر بكي صدقيني ومعكي قلبا وقالبا
ولكنكي غير مدركة جيدا للواقع تريدين ان تسيري تلبية لهواكي
تريدين ان تتصرفي بشكل لن يعود عليكي بأي نفع بل ربما يكون استدراج لامور اخرى سيئة
كل كلمة ستعبرين بها عن حبكي لهذا الشخص ستوضع في ميزان سيئاتك لانكي مؤتمنة على عرض رجل آخر بعقد القران هذا
تخيلي بالله عليكي ان علم خطيبك بما ستخبرين به هذا الشخص هل سيبقي عليكي زوجة له ولو لدقيقة واحدة ام سيترككي وسيتعبر نفسه الفائز وان الله انقذه منكي
تقولين انه لابد من وجود عامل مساعد وهو ان ترضي قلبكي
قلبكي يوجهكي لاتباع هواكي وربكي يريدكي نظيفة طاهرة غير ملوثة ولا حتى بكلمة تتفوهين بها في غضب الله
وانتي تريدين ان ترضي قلبكي
غاليتي هذا الموقف الذي تريدين لن يعود عليكي بأي نفع ابدا سوى انكي سترسبين في اختبار الله لكي
وتغضبيه وترضي قلبكي
فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [القصص : 50]
اختي لقد ميزكي الله تعالى بالزوج وغيرك كثيرات جميلات ومن عائلات راقية وغنيات وعلى درجات علمية عالية يتمنين زوج ويتساءلن عن سبب عنوستهن
فالعنوسة هذه الايام ليس لها اسباب
الله اكرمكي ولم تشعري بشعور العنوسة مطلقا وميزكي بالذكاء ودخولك الجامعة ومن عليكي بالبيت المستقر والصحة
وهناك كثيرات يتمنين ان يمشين على ارجلهن كباقي الناس
وهناك من لا تستطيع ان يمر عليها اسبوع دون غسيل كلوي
وهناك فتايات مشوهات تتمنى احداهن ان تكون في وضعك لتتمسك بزوجها وتحفظه بالغيب وتري الله منها خيرا
احمدي الله غاليتي على كل هذه النعم بالحفاظ عليها وجاهدي نفسكي حتى لا تؤخذ منكي هذه النعم
ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 53]
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ [إبراهيم : 7]
حبيبتي انا مشفقة عليك لا اريدك ان تخرجي من هذه التجربة خاسرة لنفسكي او لرضى ربكي
واعلم جيدا انه ان كان الله تعالى يريد ان يغويكي فلن ينفع معكي نصحي
لهذا ارجو ان تكوني واعية ومدركة جيدا للامور حولكي وان تكوني واقعية ولا تقدمي على خطوة الا بعد تفكير في عواقبها
وان تستمتعي بزوجك الحلال الذي كلما اقتربتي منه كان ذلك في ميزان حسناتك
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [هود : 34]
في رعاية الله
{ختام الاستشارة ونهايتها}
ردت صاحبة الاستشارة:
اااااااه ساحاول باقصى جهدي ان اطبق كلامك وساخبرك بما يحدث لي اول باول واخر التطورات لعل وعسى ان
اخرج من هذه المصيبه
__________________
كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا
فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا