منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - [قسم مساحة فكر] تجربتي الأغرب مع وزير التربية والتعليم((قصة من الواقع))
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-10-2010, 02:22 PM
  #1
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معدن الرجوله مشاهدة المشاركة
كانت لي مواقف كثيرة مع معالي والدي حفظه الله و شفاه مواقف غرسها
و أسال الله أن يكون ثمرة هذا الغرس الفردوس الأعلى من الجنة له و لوالدتي
سأكتفي بذكر بعضها حتى لا أطيل بل حتى أرحم قلبي الضعيف

أذكر و أنا في الثامنه من عمري كانت الوالدة حفظها الله وشفاها تأمرني بالخروج للمسجد لأداء الصلاة
و لكن عقلي الصغير كان ياخذني لغرفة مهجورة مظلمة متهالكه مليأه بالنفايات
ظناً مني أني أختبيء عن أعين الناس و لم يفكر عقلي الصغير أن لن أستطيع أن أختبيء عن الله في أرضه
و كان الوالد كعادته يوقف سيارته بحيث يغلق الباب حتى لا يجلس المتطفلون بل ( المذنبون ) داخلها
و لكن عندما أوقف سيارته أمام الباب تحركت فالباب سبيل خروجي الوحيد
و كأنه شعر بحركه فأبعد سيارته و إقترب و مع كل خطوة يخطوها يحدث زلزال مرعب داخلي
ففتح الباب و رآني ( لم يضربني- لم يؤذيني بكلمة - لم يرفع صوته - لم يجمع علي الخلق - لم يدعو علي الخالق )
و لكن قال ( شوف ذل المعصيه و ين جابك و عز الطاعة وين يوديك )
و مضى و لم يضف كلمة و غرس في إبنه رجل يبحث عن مواقف العزه و لا يرتضي الذل والهوان

و في عمر الثانية عشرة ضربت أختي و علم بهذا الأمر فأدخلني في غرفة وحدي
كنت أتوقع أن يُكسر رأسي بعصا و يسمعني أسوء الألفاظ فهو لا يرضى أن تلمس شعره لبناته
و لكنه أمسك قطعه صغيره في يده و إقترب مني و كان يضربني و يقول
( ردها لي يا قوي و إلا بس على الضعيفه )
و يكررها
( ردها علي يا قوي و إلا بس على الضعيفه )
يا لله لم يؤلمني الضرب و لم أشعر به بل كلماته مزقت روحي و تعابير وجهه أرتني بشاعة فعلتي
كنت أتمنى أن يقطع جسدي بسكين و يتوقف عن ترديد تلك الكلمات
و مضى و غرس في إبنه رجل لا يقف موقف فيه ظلم أو تجبر بل موقف نصرة و إحقاق حق

حتى عندما أعياه المرض و تمكن من جسده لم يتوقف عن الغرس في داخلي
فهو الوحيد في هذه الدنيا الذي جسد لي فضل بر الوالدين
فأذكر في عيد الأضحى من العام الماضي دخلت به الحمام و غسلته و ألبسته و طيبته
و جلست أحادثه و أمازحه و إستأذنت منه وخرجت من المنزل
وعند عودتي إستقبلتني أختي و قالت لي أبي كان يبكي بكاء لم أره في حياتي
يبكي كالطفل و يذكر و يترحم على أمه
لم أستغرب بكاه بعد خروجي تحديداً فقد كان هناك عهدا بيننا و إن كان عهد قلوب لا مشافهه
أن لا يرى دمعتي و لا أرى دمعته و لكن غرابة وصف أختي حيرني
فجلست بجواره و سألته ما بك يا أبي
فقال و هو يضحك عندما كانت والدتك حامل بك كان هناك خطورة على حياتها
ونصحها الأطباء بإسقاطك فرفضت و نصحتها أنا و عمك بإسقاطك فرفضت
و أنجبتك و إذا بك تقوم بما قمت به اليوم فتذكرت أمي و قد فعلت معها ما فعلت أنت معي

فضحكت و قلت سبحان الله و مضى يكمل حديثه مع بقية إخوتي و يمازحهم
فصعدت إلى غرفتي و بكيت بكاء طفل و في قلبي أدعو أن يرزقني الله الذريه الصالحه
وما أبكاني أكثر و جعلني أصيح ( يا الله )
أنه دائما كان يمضي و لكنه يعود لي عندما احتاجه
لكن ماذا سيحدث و ماذا أفعل عندما يمضي و لا يعود
من سيعلمني و يوجهني عندما أخطيء

هل عرفت الآن لماذا عجزت في ردي السابق
هل عرفت الآن لماذا يكون الرجل شاباً و عندما يفقد و الديه يشيخ فجأة !

لإننا نخشى اللحظة التي نحتاجهما فيها فلا نعرف ماذا نفعل
و عندها نتأكد أنهما ماتا و فقدناهما

سؤالي أخي حفيد الداخل ماذا ستفعل إذا مضى معاليه و لم يعد ؟
يا الله .. يا الله , ألقيت جبلاً على كاهلي ومضيت
حنانيك أخي معدن الرجولة , ترفق بي وبنفسك ففي قلبينا ما أعلم وتعلم
والله أحسست أني جاوزت الشيخوخة حتى , بمجرد أن فكرت
مواقفك مع والدك لا تقل عن مواقفي مع والدي وربما أنا من
يخونه التعبير الآن فلا أقوى على الكتابة ولا أقوى على شئ
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي والدك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي والدك
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفي والدك



هذه مقاطع من قصيدة للشاعر عبدالله السفياني
أهديها لمعالي والدي ومعالي والدك

أبي يا أبي...

بلغ رفاقي بأني هنــاكْ

على ضفة الموت أسقي الحياة دمائي لكي لا تموتْ

فلو قابلوك..

ولو ساءلوك..

فقل يا أبي.:

إن نهر الحياة ينادي هنــاك

أبي يا أبي..

ودمعي يناديك من مقلتي

فخذني إليك قبيل الوداع..

ودعني أقبل في راحتيك ابتسامات فجري الجديد


تعلمت منك الكثير..الكثير ..الكثير..

تعلمت أن الحياة لها صورتان

حياة يريدونها..

وأخرى تكون على مانريد..

وبينهما حاجز من جليد..!!

__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑