نائب رئيس الهيئة الاستشارية
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,846
قهر , شذوذ , اعجاب ( مشاكل في حياتي ) / نفسية & سلوكية
{{ المشكلة }}
اقتباس:
|
السلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركاته
أما بعد .. أحبي الكرام
أكتب لكم هذه الكلمات و القلب يتمزق قهراً و غبناً و إنكساراً بل أن روحي تشعر بالذل و الهوان أيضا
أول مره أبوح بما داخل قلبي الصغير .. الذي لطالما كتم همومه و أحزانه و أسراره لسنوات عديده
كيف وهو القلب الذي قال عنه أحد مدربين الدورات التي ألتحقت بها أن هذا القلب وهذه الروح خلقت لمسح الدموع فقط دون أن تشتكي لأحد في هذا العالم سوى لخالقها سبحانه و تعالى ..
سأسطر لكم قصتي التي بدأت منذ نعومة أضافري .. سأسطر لكم هنا شىء من الحزن و الألم و الظلم
عشت طفولتي في أسرة محافظة .. أسرة فقيرة بعض الشىء .. أفردها بسيطون يعيشون على قوت والدهم الذي يعمل في القطاع الحكومي ..
القصة بدات حينما كان يعاملني والدي معامله قاسيه و أنا في سن السادسة من العمر
حيث أنه يبرحني ضرباً و شتماً لأجل مواضيع تافه للغاية بل و أحياناَ قد تكون مزاجيه فياتي و يضربني دون أي سبب
أحسست بإن معاملت أبي لي مختلفه معي انا بالذات دون أخوتي البقيه
أستمر هذا الحال حتى وصلت إلى سن السادسة عشر بدأت هنا مرحلة المراهقه التي تعبت فيها كثيراً
واجهت في هذه المرحله عدة أمور منها أني بدأت في تعاطي الدخان و لم ألبث قليلاً حتى واجهني الشذوذ الجنسي ..
فأحببت كثير من طلاب ثانويتي و حيي الذي أقطن به أستمرت هذه الحاله حتى سن الثامنه عشر ثم أنتهت حالة الشذوذ الجنسي نسبياً
تخرجت من ثانويتي و تجهت إلى اطهر البقاع مكه المكرمة .. لإكمال الدراسة الجامعية وهنا بدأت ظواهر المشكله
سكنت بالسكن الجامعي المخصص للطلاب وكان معي أحد أصدقائي الذي تعرفت عليه مسبقا من أحد اللقائات الإجتماعية لكن لم يسبق لي السكن معه
وكانت هذه هي التجربة الاولى أمضيت ما يقارب الشهرين معاه ثم بدأت علاقتنا بالتفكك تدريجياً
إبتداء من نقاشات حول بعض الاشخاص الذين لا نريديهم و إنتهاء بتوجيه أهله له بأن ينفصل عني بسبب أني مدخن
و ما أثار أستغرابي هو أنه صاحبي هذا مدخن مثلي ايضا .. لكن يبدو انه يخفي ذلك عن والديه
ثم أنتقلت لغرفة أخرى و سكنت مع شخص لا أعرفه و مالبثت شهر حتى نقلني مشرف السكن إلى غرفة آخرى في الدور العلوي بسبب نزاعات كانت بيني وبين أحد شباب السكن الملتزمين دينياً
سكنت ما يقارب الشهر و النص وحيداً
كنت مستمتع جدا .. بل و مرتاح .. لكن علاقتي بشباب السكن ساءت بعد هذه الحادثه حيث أنهم يغتابوني كثيراً
و يكنون لي حقداً و حسداً حيث أني الشاب الوحيد الذي في السكن يمتلك علاقة إجتماعية كبير بمن في السكن ايضا لاني شخص قيادي وحرك و أحب المبادره
لكن كما قلت لكم الان هم يكرهوني كرها شديداً وهذا الشئ سبب لي إنطوائية و خوف شديد من العلاقات القادمه
المهم كانت هناك مشكله في السكن وهي عدم توفر بعض الخدمات الازمه للطلاب فكلفني المشرف بأخذ تواقيع الطلاب و أسمائهم حتى يتسنى لنا الدخول على عميد شؤون الطلاب في جامعتنا
بدأت بالعمل و قمت آخذ رأى هذا و أناقش هذا و أسجل أسم هذا .. و هكذا أنتهيت من الطابقين الاول و الثاني وبقي الثالث فبدأت في العمل به و اتنقل بين شققه و غرفه حتى أنتهى بي المطاف عند تلك الغرفه
طرقت الباب فإذا بشخصان يفتحان لي الباب و يقفان صامتان إنتظراً منهم لي بالبدء في الحديث
بادرت بالسلام و الترحيب و شرحت لهم المشكله و بينت لهم مطالبنا
خلال حديثي معهم تعرفت عليهم كانوا ذو مستوى تعليمي و مادي راقي جدا إذ أنهم من طلاب قسم الهندسة بجامعتنا
كان يظهر على كليهما إنفتاحية في الفكر من مظهرهما خلال حديثي معهما آخذ قلبي بالخفقان بسرعه حينا كنت أنظر على أحدهم
أحسست بشعور غريب جدا هو حب .. أو بمعنى أصح أرتياح أرتحت لذلك الشخص التي تظهر عليه ملامح وسامه بسيطه .. بمعنى أنه ليس وسيما جدا
لا أعرف كيف أشرح لكم هذا الشعور لكنه والله طاهر .. الشخص لا أفكر في عرضه و لا في شكله أنما أفكر في تلك الروح التي أشعر بإني محتاج إليها
لا أخفيكم أرى أني لو بدأت مع هذا الشخص في علاقه قويه ستتحسن أموري النفسيه و الإجتماعيه أيضا لكني آخاف أن تكون هذه المشاعر مجرد نزوه أو شذوذ جنسي
و آخاف ايضا من أن ينظر لي نظره دونيه كوني في مستوى تعليمي و مادي منخفض الان أنا على علاقه معه جيده حيث أنه رجع لي في امور بسيطه و الان انا الشخص الوحيد في السكن الذي يتحدث معي و يزورني
هنا تبدارت لي بعض الاسئلة التي أحتاج إلى إجابتها هل هذا الشخص سيكون الشخص المناسب للتعايش معي ؟
ومشاعري هذه بعيدا عن كونها حب أو شذوذ .. هل هي صادقه أم لا ؟ هل ينقصني أمور معينه حتى أرجع لوضعي الطبيعي ؟ كيف أتخلص من الشذوذ الجنسي كلاياً ؟
أسألوني لعلي لم أصل إلى مرادي بحديثي المشتت هذا ..
أبنكم
|
{{ الرأي الإستشاري }}
{{ التمهيد للإستشارة }}
اخي الفاضل بداية اريد ان اعبر عن سعادتي بشخصية حساسة كثيرا مثلك وانسان متأمل وموضوعي ويسعى للافضل
وااتمنى ان تستشعر هذه النعمة الكبيرة التي رزقك الله تعالى اياها وهي النفس اللوامة التي اقسم الله تعالى بها في كتابه
وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة : 2]
ولكني في المقابل اتمنى منك ان لا تنظر للوراء الا فقط لاخذ العظات كان تتذكر مثلا في حياتك المستقبلية ان حرمانك من الاحتواء الابوي جعلك فريسة للشذوذ
وان عدم حرصك على الصحبة الصالحة جعلك تعود للذنب كلما اهتديت للطريق السليم
وارجو منك ان تضع دائما هذه الكلمات التالية امام عينيك
النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
وهذه لب الموضوع انك كطالب جامعي في كلية نظرية متاح لك الكثير من الوقت وهذا بخلاف الكليات العملية واتمنى ان تتأمل يومك لترى هل انت مستثمر جيد لكل هذا الوقت المتاح لديك؟
{{ الإستشارة }}
{ أولاً }
انت شاب في ريعان شبابك تعيش اجمل فترات عمرك وغدا عندما تتخرج وتعمل وتتزوج وتتحمل المسؤوليات ستجلس مع اصحابك وتتأمل الفترة التي تعيشها الان لتجد انها كانت اجمل فترات العمر دون ان تدري
فأنت ليس لديك اهتمامات رياضية لتبني جسدك وتشغل وقتك بشىء مفيد ولا تنظر الى اهتمامك بكرة القدم على انها اهتمام رياضي
ففي مجتمعاتنا نجد ان كرة القدم هي رياضة من لا رياضة له اما ما ارجوه لك هو ان تهتم برياضة وتتعلق بها اهتمام حقيقي وتختارها بما يتناسب مع بنيتك الجسدية
وهناك العديد من الرياضات الرائعة التي تبني الجسد وتأثر اهتمام الشباب ككرة السلة او السباحة او حمل الاثقال او كمال الاجسام اوغيرها...
فلماذا لا تلتحق بنادي هذه الفترة لتوسع بداية آفاق حياتك الاجتماعية وتتعرف على شخصيات جديدة واهتمامات جديدة وثانيا لتشغل وقتك بشىء مفيد
اما من ناحية الاصحاب والصداقات تحديدا فأنا واعذرني اخي الكريم لا اجدك تضع في ذهنك قواعد ذات قيمة لاختيار الصديق فهل يمكن ان اختار صديق بمجرد النظر اليه ؟
وهل اي منا بشكل عام يختار صديقه هكذا؟ ام ان الاحتكاك والمعاملة من خلال الاصحاب تجعل الطرفين ينجذبان لبعضهما البعض بسبب الاعجاب بالشخصية مثلا والخلق والدين
وغالبا ما تكون هذه اهم الاسس التي نبني عليها اختيار الصديق ولهذا اهتم رسول الله صلى الله ليه وسلم بان يوصينا بالحرص في اختيار اصدقائنا فقال
الرجل على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل
الراوي: أبو هريرة المحدث: النووي - المصدر: تحقيق رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم: 177
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وبالتالي معك كل الحق عندما شككت في نواياك لتمنيك لهذا الشاب تحديدا وذلك لان الاختيار لم يكن على الاسس والضوابط الصحيحة
وانظر الى اي فئة وجهنا الله تعالى ان نختار منهم الصحبة من خلال هذه الاية
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف : 28]
تأمل ستجد انهم فئة الملتزمين الذين كرهك بعض زملائك بسبب خلافك معهم لانه هكذا سبحان الله مهما اختلفت درجة التزام الاشخاص تجد الناس توقر الملتزمين حتى وان لم يكونوا منهم
لهذا اخي اريدك انت تختار الصحبة الملتزمة لتكون صحبتك فهذه التي ستأخذ بيدك الى الطريق الصحيح كلما قادتك نفسك للتحول عنه
{ ثانيا}
ومن الامور الجيدة ايضا التي يمكن ان تشغل وقتك بها وترتقي بمستواك المادي العمل وهو من اجمل الامور التي تبني شخصية الانسان وتشعره بالاستقلال
وان لم تجد بين الاعمال المعروضة عملا يناسب وقتك فيمكن ان تعمل في توصيل المعتمرين والحجاج خاصة وانك في مكة المكرمة هذه الارض الطاهرة التي دعا سيدنا ابراهيم عليه السلام لاهلها المؤمنين بالسعة في الرزق
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [البقرة : 126]
وتأكد انك بمجرد ان تتوكل على الله وتسعى في طلب الرزق ستتحسن مادياتك بإذن الله وفي نفس الوقت ستشغل نفسك بشىء مفيد
ومن خلال كل ما سبق ستجد ان الصحبة الصالحة وشغل وقتك بالرياضة والعمل كفيل بأن يبني شخصيتك بشكل رائع وعندما تنظر لاهتمامات من حولك كما سبق وذكرت وترى كم انها تافهه
ستجد في المقابل حياتك مليئة بالخير ومحط اعجاب منك اولا وممن حولك وصدقني وقتها لن تشعر بالاحباط لان الله تعالى الذي توعد بالحياة الضنك البعيدين عنه في قوله تعالى
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه : 124]
هو من وعد الحريصين على عمل الصالحات بالحياة الطيبة ايضا في كتابه
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل : 97]
واريد ان اذكرك في النهاية بأحب الاعمال الى الله تعالى
سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها . قال : ثم أي ؟ قال : ثم بر الوالدين . قال : ثم أي ؟ قال : الجهاد في سبيل الله . قال : حدثني بهن ، ولو استزدته لزادني .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 527
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
تأمل اخي الكريم ستجد ان اولها الصلاة على وقتها
وثانيها هو بر الوالدين لهذا لا اريدك ان تنمعك ذكرياتك السيئة مع والدك ان تبره وتحسن اليه وتقترب منه فأنت لا تعرف ظروفه النفسية التي ادت الى بعده عنك بهذا الشكل ونحن غير مطالبين بمحاسبة آبائنا
يكفي انه رباك واهتم بتعليمك حتى اصبحت شابا جامعيا متفتحا وحساسا بهذا الشكل الجميل
يتبع..
__________________
كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا
فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا