{ثانيا}
اخي الكريم اسمع جيدا لكلماتي انا لا اريدك ان تخرب بيتك ولا ان تطلق زوجتك
ولكني اريد ان استمرت علاقتك بهذه المرأة ان تعيش رجلا والا لا تعيش معها مطلقا
نحن دائما ننصح الرجل ان يتباسط مع المرأة ويتحدث معها ويسمع لها ولكن مع حفظ كرامته
فلا يجب ان تتفوه المرأة امام زوجها بأي كلمة تخطر ببالها كأنما تتحدث مع اختها او تتحدث مع احد الاطفال
من الان اخي الكريم يجب ان تكون متحفظ جدا معها فلا تسمح لها مطلقا ان تتجاوز حدودها في الكلمات ولو على سبيل الدعابة
بل اذا تجاوزت حدها يجب ان ترى ذلك مترجما الى نظرات غضب واحتقار ثم تتركها وتذهب
وان حاولت معرفة السبب اخبرها انها غير مهذبة ولا تفكر في الكلمات قبل النطق بها
ومن الواضح انها بعيدة تماما عن الله تعالى لدرجة انها تطلب الطلاق بمنتهى السهولة ولاتفه الاسباب وكأنما هي في نزوة وتريد انهاء الموضوع
من الواضح انها لا تعني جيدا معنى الحياة الزوجية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/51
خلاصة حكم المحدث: صحيح
لهذا انا ارى ان تظل على الحال الذي انت عليه لا تتصل بها مطلقا حتى تشعر ان سوء خلقها جعلك غير ملهوف عليها مثل السابق
وتجاهلها تماما حتى ان اتصلت بك لا تكن ملهوفا فترد عليها لا بل دعها لفترة حتى تفكر كثيرا
وتتخيل كيف سيكون وضعها ونظرة الناس لها ان انت طلقتها
وان اتصل بك والدها او احد اخوتها اخبرهم انها طلبت الطلاق وانك تستخير الله في هذه الفترة
حتى تشعرها هي وكل عائلتها بالخطر الذي وضعتهم ابنتهم فيه
وحتى تستعيد كرامتك امام هذه العائلة ان عادت المياة الى مجاريها
كما ان تجاهلك اياها ربما يدفعها للتواصل مع اهلك هي واهلها لادخالهم في الامر هؤلاء الذين كانت ترفض زيارتهم والتواصل معهم في يوم من الايام
فتدرك انها ان كانت قوت علاقتها بهم لكانت نفعتها هذه العلاقة الان

{ثالثا}
وبالفعل استخير الله اخي الكريم في هذه الفترة كثيرا
وتأكد ان الحياة السعيدة يعيشها القريبين من الله تعالى الحريصين على رضاه
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل : 97]
وان حياة الضنك يعيشها البعيدين عن الله الغافلين
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه : 124]
هل تعلم اخي الكريم ان من يتخلف عن صلاة الجماعة منافق ؟
عن ابن مسعود أنه قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عن الجماعة إلا منافق معلوم النفاق ، وهذا فوق الكبيرة
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 4/334
خلاصة حكم المحدث: صحيح
اذا ماذا تتوقع مكانة شخص يصلي في البيت ؟
وانت تعلم بالطبع ان الله تعالى قد اختار للمنافقين الدرك الاسفل في النار كما جاء في كتابه
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً [النساء : 145]
هل تأملت ايضا اخي الكريم قوله لن تجد لهم نصيرا؟
انهم اختاروا ان لا يكونوا في معية الله تعالى في الحياة الدنيا فخسروا الدنيا وخسروا نصرة الله لهم في الاخرة
لهذا اخي الكريم اجتهد في ان تكون طيبا صالحا حتى يصلح الله تعالى لك زوجتك ويجعلها من الطيبات كما وعدنا في قوله تعالى
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور : 26]
وان تماديت زوجتك في عدم مصالحتك فاتركها حتى تفيق مما هي فيه وتدرك الوضع بشكل جيد
وتدرك انها كانت في يوم من الايام صاحبة بيت هي فيه ملكة تدبر اموره كيفما تشاء اما الان فهي مجرد فرد في بيت امها فيه هي الملكة وصاحبة الكلمة
وحتى تنظر الى من حولها من الزوجات سواء اخواتها او اقاربها وهم سعيدات يعيشن مستقرات مع ازواجهن وهي تعيش في حالة انتظار في بيت اهلها وكل من يذهب ويجىء يسألها لماذا تركت بيت زوجك
وبالطبع تبحث عن اسباب لتقولها فأسبابها تافهة ان ذكرتها ستسقط من اعين الناس
لهذا اصبر اخي الكريم واعلم ان صبرك وتجاهلك ادب لها حتى تعود زوجة صالحة مقدرة لقيمة البيت وساعية للحفاظ عليه وتتعلم ان يكون الخروج من البيت هو آخر ما تفكر فيه بعد ذلك
في رعاية الله

{{ ختام الإستشارة ونهايتها }}
اكتفى صاحب الاستشارة بقراءة الرد ولم يعلق
__________________
كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا
فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا