رد : توقف عقلي عن التفكير ( نور الايمان , البليغ )
جزاك الله خيراً غاليتي
هناك شئ أساسي أحب ان ابينه قبل أن أكتب باقي ردي ، وهو اني لست هنا بصدد إقناعك أبداً ، ولعل هذا سبب تأخري في الرد على موضوعك
لان الموضوع موضوع زواج ، وهذا الموضوع الوحيد الذي لا يختلف فيه اثنان انه يجب ان يكون بإختيار الشخص نفسه حتى لا يلقي باللوم بعد ذلك على من جعله يرتبط دون قناعة من نفسه ودون رضاه هو
ولذلك فهذا الموضوع موضوع شخصي خاص بك وحدك ، عليك اختي تقريره بنفسك والاختيار بنفسك حتى تتحملي نتيجة هذا الاختيار تماماً ، ولا أقول ذلك لانه زوج أختك رحمها أو ان له أولاد ، بل هذا الكلام لأي فتاة ولو كان المتقدم كامل والكمال لله
إسمحي لي عزيزتي بالتوقف قليلاً عند جملة انك ممكن تكوني أماً للأولاد ولكن زوجة له لا كونه كـــــــــــان زوجاً لأختك ، ان كان هذا السبب فأختك رحمها الله انتهى عمرها كما قدره لها الله وهي في أحشاء والدتها ، لم تقدم ساعة ولم تؤخر ، والله عز وجل أرحم بها من والدتك ومنك ومن اقرب الناس لها
والمثل الشعبي يقول الحي أبقى من الميت ، ولذلك جعل الله عز وجل الحداد على الميت ثلاثة أيام فقط ، مهما كانت قرابة هذا الميت لنا إلا حداد المرأة على زوجها وهذه المدة المحددة لحكمة بالغة عظيمة
ولذلك نقول لكل فقيد كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام :{ إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك لمحزونون }
وبعد ذلك ينقطع ما بينه وبين الأحياء وعالمهم إلا بصدقة جارية ، او ولد صالح يدعو لها
ومعنى هذا ان الحياة لابد وان تسير فلا ننسى انها خلفت ورائها اطفال وابناء محتاجين لأم ولحنان وحب ، وشخصيا اعرف رجل بعد عشرة اثنان وعشرين عاما وبعد وفاة زوجته بيومان وكل اخته ان تخطب له في اليوم الثالث لوفاة زوجته من النساء الحاضرات في العزاء ، ولكن كان له ابناء وكان يريد أم وزوجة له حتى تستقيم الحياة ، ولذلك لا ارى ان ما قام به شاذ او غريب ، ولعل كونهم صالحين فيدعون لها فيكون لها صدقة جارية تصلها نور وضياء بإذن الله
بالنسبة لك أختي كما قلت لست هنا لاقنعك ابداً وليس المفروض علينا ذلك ابداً لان القرار لك وحدك ، ولكني سأعلق على ما جاء في ردك ولكن تقرير حياتك هو مسؤوليتك بنفسك
عزيزتي إن رفضتي تربية ابناء اختك من لحمك ودمك فيجب ان ترفضي تربية ابناء مرأة غريبة مستقبلاً ، اما ان كنتي ترين نفسك ستقبلين فيما بعد فأرى ان توافقي فأبناء اختك اولى للقيام بهم
ولتعلمي اختي ان التربية ليست تنظيف وطبخ وغسل وجلي فهذا يمكن ان تحله أي شغالة ، ولكن الأم الحقيقية تربي الابناء على تعاليم الاسلام السمحة مثل الصدق العفة ، فهم امور المراهقة البعد عن الصحبة السيئة وغيرها من الامور الاساسية المهمة ، وهذا لابد لك وان تقومي به حتى لو رزقتي بأولاد منك
الشئ الآخر تقولين لا يمكنني تحمل مسؤولية البيت وحدك ؟ وان المتقدم لك رجل قيادي ؟ عزيزتي مسؤولية البيت طبيعي ان تكون على المرأة ، وكونه قيادي هذا المفروض يجعل المرأة ترتاح وإلا كيف تريدي ان يكون زوجك هل بنفس طبيعتك ؟
اقتباس:
لان اختي غفر الله لها اتعبت من يأتي بعدها ،،،
|
غاليتي مع احترامي لدوافع قولك هذا الكلام ، كونها ستتعب من يأتي بعدها هذا يحدده الزوج واحتياجاته وليس أنتِ أو غيرك أبداً ، فقد أرى من منظوري ان أختي مستحيل ان يعوضها زوجها بأخرى ابداً ولن تسد مكانها او ربعه غيرها مهما فعلت ، ولكن زوجها يرى غير ذلك ، وإلا ما كان اقدم على الارتباط بأخرى بعدها طالما انه يعلم انه لن يستطيع ان يتأقلم او يسعد من بعدها ، واعلمي انه سيتزوج سواء قبلتي او رفضتي كما ذكرتي ان العروض انهالت عليه من كل حدب وصوب
ولذلك خلاصة كلامي أختي العزيزة :
مسؤولية الابناء ، حلها بوجود خادمة في البيت تقوم عنك بعمل البيت وتتفرغي فقط لمتابعة الابناء ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : «الخَالَةُ بِمَنْزِلَة الأُمِّ » وبما انك اخت امهم فهذا يسهل عليك التعامل معهم والدخول فيهم فلا يوجد حواجز او فترة تعارف او شك في انهم سيرفضوك ، وخاصة وان اختك قامت بتربيتهم تربية صالحة فلن تتعبي معهم لانك تعرفي كيف تربوا وكيف هي شخصيتهم ، وهم يعلمون بالامر وهذا يزيد من تسهيل الامر وهم يدركون ان والدتهم توفت وكونك ستكوني امهم لا اراه نفسيا عليهم شئ سيئ بالعكس لانه كما ذكرت في كل الاحوال الاب سيتزوج
الشئ الاخر دائما نقول اسئلوا جيدا وادرسوا شخصية المتقدم ، ولن يوجد فهم ووضح اكثر من وضع المتقدم لك ، فان كان لك رغبة وقبول اجلسي معه وتكلمي بصراحة انك غير أختك ، وان لك طباع مختلفة ، وان لك شروط مثلا العمل وما تريدي من اشياء تحبي ان تتكلمي بها ، فليس شرط ان تكملي مسيرة اختك بحذافيرها لانك لستي هي وهي ليست أنتِ فلا يوجد اختان متطابقتان حتى التوآئم مختلفات ويمكنك ان توضحي له ذلك بكل سهولة هذا ان كنتي موافقة
اقتباس:
ولكن كيف سأتخلص من تأنيب الضمير لو حصل لأولادها شي لا قدر الله ؟!
|
عزيزتي صراحة استغربت كلامك هذا ، لان من يقول هذا الكلام يعني انه متحمل مسؤوليتهم ولن يتركهم لغيره ابداً وهو يعلم ان الاولاد سيضيعوا لو تركهم ، ولكنك تقولين في نفس الرد انك لن تستطيعي تحمل مسؤوليتهم وهم امانة وستحاسبي عليها ، ثم تقولين كيف اتخلص من تأنيب ضميرك لو حصل لهم شئ ؟ ؟
طالما انك تقولين لن تستطيعي القيام بهم فلماذا اذن ستشعري بتأنيب الضمير ؟ لان من يؤنبه ضميره يكون متحمل المسؤولية ولكنه يفرط بها تساهل اوإهمال اوتقصير ، هذه هي اسباب الشعور بالذنب وتأنيب الضمير
وطالما انك استخرتي وغير مرتاحة لا عقلا ولا قلباً فأين المشكلة اذن ؟
وأعيد وأختم ردي بأني أردت التعليق على ما تفضلتي به ولست بصدد اقناعك لان الزواج لابد وان يكون نابع من داخل الشخص بقناعة تامة وقبول ورضى منه داخليا وليس تحت اقناع احد ما وبعد ذلك يفوق ويقول فلان اقنعني وانا لا اريد
أسأل الله ان ييسر أمرك أختي الكريمة
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 04-04-2013 الساعة 02:07 AM