السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة .....
في بداية كلامك .. شعرت بالتعاطف معك والنظر لك بالشخص المظلوم الذي وقع عليه الظلم وانزلق ..!
وكلما استمررت في قراءة ردودك اتضحت لي الصورة جلية بأنك شخصية قوية ... ملهمة ... أخطأت .. ولكن اعذريني .. أخطأت واستمرأت الفعل ...!!

فلا يمكن بمن عانت من الخيانة ومن تبعاتها ان تعود لتمارسها على غيرها ...
بدليل انك لم تقصري بحق زوجك ولكنه من خانك .. فكيف بك تصدقي كلام الخونة الذين تتنفسين معهم نسيم الشباك الخلفي ...وهم يجزمون بتقصير زوجاتهم ...!!


ردك هذا فجّر كل هدوئي ... وكل الغيرة الفطرية التي جبل الله الخليقة عليها حينما قال صلى الله عليه وسلم ...((أتعجبون من غيرة سعد ! ؟ لأنا اغير منه ، والله اغير مني ) )

كيف لم تؤذي أحدا...؟

كيف وعندما هرب زوج من عش الزوجية وراح يهوي على وجهه في شباكه الخلفي وجد شباكا خلفيا مفتوحا يلتقط السقطاء ليسقطوا سوياً .. !
لو لم يجد أحدا لعاد لعشه واصلحه او نظر اليه بعين الرضى ..

هل تعلمين لماذا قدم الله الزانية على الزاني في مطلع سورة النور حينما قال سبحانه وتعالى ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ*** الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
















قال بعض العلماء .. في الاية الأولى قُدّمت الزانية على الزاني لأنها الأصل في عملية الزنى , فهي التي أظهرت مفاتنها وهي التي قالت له : هيت لك , وهي التي كانت السبب في الزنى ..، ولكن جاء الزاني في الاية الثانية مقدما على الزانية لأن الرجل في عقد النكاح هو الأصل وهو الذي يطلب , اذا حملنا كلمة ينكح بمعنى عقد الزواج ففي القران الكريم وردت كلمة النكاح بمعنى عقد الزواج , وقد ذكر بعض العلماء ان كلمة النكاح تعني اللقاء , فذلك الزاني هنا قدم على الزانية لأنه إذا كان النكاح هو عقد الزواج فالرجل هو الأصل , فهو الذي يطلب لذلك قدم الزاني على الزانية .
التثفسير المطول - سورة النور 024- الدرس ( 03-23) تفسير الايات 3-5
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي 1988-10-14
مقتبس من الموقع على النت

عرفتي لماذا كلامك مردود عليكي ....لا تقولي هم أتوا ..أذكر حينما كنت بالثانوي واخذنا في حصة نشاط تفسير سورة النور قالت المعلمة لو لم يجد الرجل امرأة تزني لما زنى ..لذلك قدّمها الله على الزاني في السورة ...

لذلك يظل الزاني او الخائن لربه ودينه يبحث عن ساقطة فإن استمرأت الفعل وسقطت حصل مراده وان لم يكن معها بحث عن أخرى .. وسيظل يبحث ويبحث يجد مراده ويستبدلهن كل ما اشتهى التغيير ...


لذلك أختي لا تطالبي بالبديل وأنتي العاقلة الرزينة .. ولا يغرنك العلم النفسي وتحليل الشخصيات فهو للأفادة ولن يكون ذا قيمة اذا لم يتوفر له المحضن الرئيسي لينمو يترعرع بداخله ألا وهو القرار السليم والصدق فيه ...
حينما قال تعالى (طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ)

اقرأي قصة توبة الثلاثة المخلفين في سورة التوبة حينما ختم الله الايات بقبول توبتهم وانها توبه صادقة تحملوا تبعات صدقهم انهم لم يكذبوا امام الرسول صلوات ربي وسلامه عليه ... وتحملوا مشقة الاعتراف والتطهير من الذنب ... وختم الله آياته بأن يرشدنا للمفتاح الذكي الذي كان معهم لكي نقتدي بهم بأن قال ..(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)
ليس الصدق فقط أن اعترف .. ولكن الصدق أن أصْدق الله بيني وبين نفسي ... في أعمالي .. أصدق الله في أني فعلا اريد التوبه وأًريه من نفسي خيرا ..لذلك قال الله عن عباده المؤمنين (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا )
كثير يريد الجهاد والشهادة ولكن الله امتدح هؤلاء لأنهم بذلوا كثيرا وأرو الله من نفسهم خيرا ..


صدقيني أختي انتي لا تحتاجين البديل ... واعذريني لقسوتي ..

انتي تحتاجين الخلوة بنفسك كثيرا .. حتى تصدقين مع نقسك فما البديل الا مخدر ان توفر تلهيتي عنه وان لم يتوفر عدتي كما كنتي ...

اخلي بنفسك واعتزلي كل الملهيات الصالحة والطالحة ... فكري .. قلبي الأمور .... انظري في توبة الثلاثة كيف أنهم خًلٍّفوا في الأرض ..اعتزلوا وامتًحٍنوا ... وبعد ذلك ثبتوا فامتدح الله صدقهم ... وامرنا بالقدوة بهم ...

ان الايمان اذا وقر في القلب وخالطت حلاوته النفس لم يطلب البديل ...

اختي العزيزة بدل أن أحلل الشخصية احلل لك الروح البشرية وصلتها بالله ..

النفس البشرية مخلوقة من جسد و روج ..الجسد يتقوى بما هو مخلوق من الأرض .. غذاء شراب رفاهية .. الروح اذا كلّت تريد ماهو من الله لأنها من لدن الله ..

فالايمان بالله هو الذي يهزم كل المعاصي .. فكيف لك ان تهزمي هذه المعصية وانتي مؤمنة ....؟
لماذ لم تستطيعي ؟
لآن الله اخبرنا ان الايمان يزيد وينقص .. واخبرنا الرسول ان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي .. لذلك الكبائر ..كيف تؤثر على الايمان..
الايمان عندك الان ضعيف .. حتى وان كنتي في استمرار على فروضك ... انتي مؤمنة بالله والملائكة و و و لكن هل هذا الايمان قوي لدرجة انه حاجز واقي لك ؟؟

زيدي ايمانك بالطاعات .. كما قال تعالى في سورة الأنفال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
زيدي ايمانك بالاطلاع على بعض البرامج البعيدة كل البعد عن النصح المباشر فهي الان لا تنفعك فأنتي في حالة سكر بالمعصية ... شاهدي حلقات المسلمين الجدد وكيف تركوا كل الدنيا لأجل الإسلام وهي حلقات رائعه على اليوتيوب من برنامج بالقران اهتديت ... انظري لحلقات الشيخ مشاري الخراز وكيف سافر وشاهد المسلمين وهم يصبرون عاللواء والضراء أفلا نصبر على متاع زائل ...
استمعي لقصص التائبين ولمقاطع الرقائق .. واكثري من العزلة لله .. واقرأي القران ... واكثري الدعاء لله .. استزيدي من الطاعات فاذا زاد الايمان في قلبك وقفتي على قدميك وتصديتي للشيطان وغيّه

الله يغسل قلبك بطاعته ويرشدك لمافيه صلاح امرك ولاتنسي قول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا )
فمن فوائد هذه الاية ا وقد قرأتها لاحد المفسرين بانه لو فعل الانسان النصيحة مباشرة حتى وان كان يجد في نفسه شيء لكان هذا اكبر عامل في صلاح امره .... وانتبهي فليس المؤمن هو الذي يؤثر بعد قول الله ورسوله امر ..(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا )

__________________
قال صلى الله عليه وسلم: "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء"
اللهم اني اطمع في مزيد رحمتك علي وعلى اخواتي في الله فرجا ورزقا يارحمان