مهما كان ومهما حصل فإن كل ما يحدث فهو لسعادتك ولصحتك ولصالحك, وأنظر لكل ما يأتيك سواء كان إيجابيا أو سلبيا فهو لصالحك وأنظر للمحنة على أنها منحة أو حولها لمنحة, ولو نظرت إلى قصص العظماء لوجدت أنهم مروا بمحن كثيرة ولكن لم يجعلوا هذه المحن مؤثرة عليهم بل حولوها لمنح لصالحهم فخرجوا من محنهم أناسا جددا متطورين سعداء, وفكر دائما في تحويل المحنة لمنحة والتعاسة لسعادة والمشكلات إلى حلول والمرض لشفاء ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة 216.
والعاقل من يرضى بقضاء الله وبمجرد رضاه فإن الأنوار تأتيه من كل مكان ويخرج من محنته فراشة بعد أن كانت دودة وعصفورا يطير بعد أن كان بيضة, والذكي من جعل العداوة صداقة وأكثر من أصدقائه وقلل من أعدائه, وجعل من خلافه نقطة بداية للتسامح والحب والتفاهم ونقطة فهم للنفس ومعرفة حاجاتك ودوافعك ونقطة انطلاقة لسعادة الدنيا والآخرة.

يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ) النساء 92.
وهذه قاعدة جليلة في التسامح فإذا رأيت شخصا ليس بالمستوى المطلوب وأنه كثر الخطأ أو أنه يكذب أو يفعل أشياء قبيحة فسامحه لأنك كنت من قبل تخطئ وتعصي فمن الله عليك بالصواب والهداية فأغفر لهذا الشخص وأعتبر هذا الشئ طبيعيا في البشر وبإذن الله سيصلحون في يوم ما وليس عليك الكشف عن قلوبهم إن كانوا صالحين أم لا, فأنت عليك بنفسك, وإذا رأيت الناس على خطأ فأشكر الله أن علمك وهداك وسامح هذا الشخص على أفعاله لأنك في يوم من الأيام كنت مثله.