جزاك الله خير يا أبو غانم خير لسعيك إليه ..
و أسمح لي أن أضيف هذا المقال الذي يعلق على أحد الأخبار التي حدثت أثناء
موجة البرد التي مرت علينا :
ماتت مشاعل، وقد ماتت قبلها المشاعر"، ينضح حزنا ولوما وغضبا وأسى وأسفا. :"
هل ستكون مشاعل طبيبة؟ لا، ستكون معلمة؟ لا، ستكون إخصائية اجتماعية؟ لا
ربما ربة منزل؟" ثم ينزل علينا مفاجأته الصاعقة الأسى، فيتابع قائلا:"لا، فلن تكون أياً
من ذلك، كيف تكون وهي ماتت في الأمس!" أما كيف ماتت؟ سنعرف أن مشاعل
تجمدت حتى الموت.. يا لرب السموات. ثم إن الكاتب لا يلوم البرد أبدا، وإنما يعتبره
أداة قتل، ولكن يا ترى من يتهم الكاتب؟ من يلوم؟ لمن يوجه أصابع الاتهام غاضبا
متعجبا ذاهلا باكيا مقهورا؟ الكاتب يصرخ فينا: "نحن قتلناها".
قتلها هذا المجتمع الذي أعماه الطمع، لأننا بدلا من أن نوظف أباها استقدمنا عاملا
أرخص منه وأكثر طاعة، فماتت من البرد في بيت من الصفيح، ماتت وهي لم تنه مقرر
التربية الوطنية، كما يقول الفارسي، ماتت مشاعل فاشتعل قلب الكاتب وقلمه وصب
جام غضبه على نفسه ومجتمعه، فيتضور وجعا وهو يقول: "متِّ من البرد يا مشاعل،
ونحن نذهب لسويسرا بحثا عن البرد!". مقالة الكاتب الحزين الغاضب الموجوع لا بد أن
تكون في مقررات التربية الوطنية.. حتى يكون لها معنى.