منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ذبحني التردد والتفكير فالموت / المستشارة لحظه
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-09-2015, 03:37 AM
  #4
00لحظة 00
نائب رئيس الهيئة الاستشارية
 الصورة الرمزية 00لحظة 00
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,846
00لحظة 00 غير متصل  
رد: ذبحني التردد والقلق ودمر علاقاتي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي الفاضلة ربما كثيرين ممن يقرؤون مشكلتك يقولون نحن مثلها ونعاني ما تعانيه

ربما انا ايضا احسست بإحساسك هذا بفترة في حياتي

فنحن نظرتنا قاصرة وخبراتنا محدودة ولا نعلم الغيب وبالتالي لا نجيد الاختيار

هذا العقل البشري لا يرى الا ما يدركه بحواسه , لا يعلم ان كان ما سيترتب على اختياره ايجابيا ام سلبيا

فماذا نفعل ؟

وكيف نجيد ادارة خطواتنا نحو الاتجاه السليم؟

كيف نتفادي الشعور بالالم والحسرة على ما فاتنا بسبب سوء اختيارنا

الامر غاية بالبساطة كنز من الهدي النبوي الشريف ما ان التزمت بما جاء به لم اشعر ولو لمرة واحدة بالندم وشعرت بأن خطواتي ثابتة وموفقة

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كلِّها، كالسورةِ من القرآنِ : ( إذا هَمَّ أحدُكم بالأمرِ فليركَعْ ركعتينِ، ثم يقولُ : اللهم إني أستخيرُك بعِلمِك، وأستقدِرُك بقدرتِك، وأسألُك من فضلِك العظيمِ، فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وأنت علَّامُ الغُيوبِ، اللهم إنْ كنتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمرَ خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال : في عاجلِ أمري وآجِلِه - فاقدُرْه لي، وإن كنتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌّ لي في ديِني ومَعاشي وعاقبةِ أمري - أو قال : في عاجِلِ أمري وآجِلِه - فاصرِفْه عني واصرِفْني عنه، واقدُرْ ليَ الخيرَ حيثُ كان، ثم رَضِّني بِه، ويُسَمِّي حاجَتَه ) .
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6382 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 7980


ما هي الا ركعتين من غير الفريضة وتستخيري الله تعالى بكل كبيرة وصغيرة تخيرين فيها

بكل كبيرة وصغيرة تقدمين عليها

الوقت الذي سيستغرق ليس الا خمس دقائق تستخيرين ثم تسيرين بالخطوة التي نويتي عليها

ان كانت خيرا ستجديها ميسرة وان كانت شرا ستجدي صعوبات بها فتفهمين انها ليست خيرا

فقط التزمي بهذا الامر البسيط وودعي تماما الندم والحسرة ولوم نفسك

اما بخصوص تذكر الموت والحساب فهذا امر ممتاز ان كان لتقويم النفس وتصحيح المسار والسعي بالاتجاه الذي يرضي الله تعالى

لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

أَكْثروا ذِكْرَ هادمِ اللَّذَّاتِ
الراوي : [أبو هريرة] | المحدث : الزرقاني | المصدر : مختصر المقاصد
الصفحة أو الرقم: 133 | خلاصة حكم المحدث : صحيح


لان الانسان اذا تذكر الموت خاف ان يعصي الله
خاف ان يقصر في جنب الله
خاف ان يقع في حدود الله
خاف ان يقبض على عمل خبيث فتكون سوء خاتمة
خاف خاف خاف .....

وعِزَّتِي لا أجمعُ على عَبدي خَوفيْنِ وأَمنيْنِ ، إذا خافَني في الدُّنيا أمَّنْتُه يومَ القيامةِ ، وإذا أمِنَني في الدُّنيا أَخَفْتُه في الآخِرةِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3376 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح


فتكون نتيجة خوفه فالدنيا ان يأمن بآخرته

اما ان كان تذكر الموت والقبر والحساب ما هي الا وسائل ليعيش الانسان الكآبة ويدخل الحزن على اهل بيته ولا تؤثر بأي تغير ايجابي باقواله وافعاله هنا يكون الشخص غير سوي

وكثيرين ندركهم بحياتنا يعشقون الكآبة وان يعيشون الالم والحزن ويدخلون على انفسهم ومن حولهم الهم والغم

وهذا امر خطير للغاية

لان كثيرين بحياتنا يعيشون مآسي حقيقية مثل الاعاقة او العنوسة او الفقر او المرض واذا نظرتي لوجودهم تجدينها مشرقة بابتسامة ملؤها الامل والتفاؤل

والعجيب جدا انك ربما تجلسين مع احداهن تجدينها تبث الامل فيمن حولها وتساعدهم على تجاوز محنهم وهي تعيش محنة عظيمة

لذا اذا تذكرتي الموت اجعليه حافزا للافضل واعلمي بأن الجميع سيمر به وان كان شرا على الدوام لما امات الله تعالى الانبياء والصالحين الذين عاشوا حياتهم يعبدونه ويحرصون على طاعته

أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازةٍ، فقال: مُستريحٌ ومُستراحٌ منه . قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما المستريحُ والمستراحُ منه ؟ قال: العبدُ المؤمنُ يَستريحُ من نَصَبِ الدنيا وأذاها إلى رحمةِ اللهِ، والعبدُ الفاجرُ يَستريحُ منه العبادُ والبلادُ، والشجرُ والدَّوابُّ .
الراوي : أبو قتادة الأنصاري | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6512 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


ارأيتي اختي الفاضلة ليست على الدوام شرا بل هي خيرا وراحة للمؤمنين جعلنا واياكم منهم

في النهاية احب ان اذكرك ونفسي بقدوم ايام غالية اتمنى ان تغتنميها في طاعة الله تعالى فهي خير من الجهاد في سبيل الله

ما العملُ في أيامٍ أفضلُ مِنهُ في عشْرِ ذِي الحِجَّةِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلَّا رجلٌ خرجَ يُخاطِرُ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلمْ يرجِعْ من ذلكَ بشيءٍ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 5548 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |


في رعاية الله
__________________

كتبتُ وقدْ أيقنتُ يومَ كتابَتِـــي *****بـِأنَّ يدِي تفـْنَى ويبْقى كتابُـهـــــا

فإن كتبتْ خيرًا ستـُجْزَى بمثله*****وإن كـَتبتْ شرًا عليها حسابهــــا
رد مع اقتباس