بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
تردني رسائل فحواها الشعور بعذاب نفسي بين سندان غضب الوالد أو الولدة وقسوتهما وبين مطرقة الخوف من العقوق
من ذلك
أمي تدعي عليّ.
أبي يطلب مني أن أطلق زوجتي.
أمي حرمت أن تزورني.
أمي تريدني أن أطلب الطلاق
وغيرها من العبارات.
بداية
أوضح شيء من لذة دراسة علم الأصول في تحليل النصوص الشرعية وهو لخدمة العبادة الكريمة الي هي التدبر فيما أنزل الله في كتابه الكريم وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
من القرآن نقرأ(وإن جاهداك على أن تشرك بي ) الآية. وأمر بالإحسان لهما ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم لمن استأذنه في الجهاد حينما سأله عن والديه قال. :
ففيهما فجاهد.
في علم الأصول قاعدة تقول ما ورد بالنص فهو مقصود وجوده بمعناه وما لم يوجد فعدم وجوده مقصود.
وللتوضيح كلمةففيهما فجاهد كان بالإمكان أن يقول له برهما ويكفيك ولكن قال ففيهما فجاهد.
وقال الله في الآية وإن جاهداك ولم يقل وإن أمراك بغلظة مثلاً.
ثم نلاحظ أن الله عز وجل قرن رضاه برضاهما.
فجمع النصوص وتدبرها نجدها منظومة عظيمة بليغة لإيصال الخريطة التوجيهيةالتشريعية
لعلمه عزوجل بما خلق وما يصلح لهم.
نفسياً
كما دعى عليه الصلاة والسلام بقوله رحم الله أمرأً أعان ولده على بره
الأب والأم بشر ورثوا جينات مختلفة وتربوا على سلوكيات كثيرة
ولهم رغبات ويعترضوا للضغط أو التوجيه أو غيرها من الأمور التي تجعلهم يضغطون عكس رغبات الإبن أو الإبنة والابن او الابنة يرون أن رغباتهم فيها ظلم أو ضرر عليهم أو على غيرهم
ويهدد الأب والأم بالاتهام بالعقوق أو الدعاء على من يخالف.
هنا نصل للمشكلة بين الخوف من العقوق وبين الرضا بالظلم
حسب أمرهم.
نعلم جميعاً أن الله عز وجل لا يرضى بالظلم ولا يستجيب للدعاء بسوء
العلاج والله أعلم كالتالي:
1- نقدم رضى الله على الوالدين ورضاهما على رضا أنفسنا
2- ننصت لكلام الأم والأب حتى يفرغ من كلامة ولا نزد كلمة بضدها ورأي بعكسه.
3- نتكلم بصوت هاديء وكلام مباشر وواضح وليّن.
4- نتكلم معه بحجمه الذي منحه الله كأم وأب وليس كأخ أو أخت أو صديق أو صديقة.
5- لا نجعله بمستوانا من حيث الخطأ والاعتذار ولا نحوجه أن يكون في موقع ضعف
6- لا نعين الشيطان عليه فلا نحوجه للغضب الشديد.
7- إذا كان ما يطلبه فيه ضرر بين أو ظلم واضح فندره معه أو معها لله وللرسول والشرع.
8- نقدر خبراتهم المتراكمة وتجاربهم الكثيرة ورؤيتهم العميقة
9- ننتبه إلى أن إبليس الرجيم يستغل ثقل الواجب بطاعتهما ليثقل علينا كل ما يصدر منهما ويحرضنا بعكس ذلك. 1
10- نحتسب لله عز وجل الصبر على ما يصدر منهما مما لا نحب ونعلم ذريتنا ذلك فسنكون بمكانهم لاحقاً.
11- لأنهما مسلمين مكلفين مثلنا فسيحاسبهما الله ويحاسبنا كل واحد لوحده لذلك ننصح لهما ولأنفسنا بتخفيف أسباب المعاصي(إليَّ مرجعكم) الآية وانتبهوا لميم الجمع أي أنت ووالديك سترجعون للحساب .
12- نوسط من يحبون عندهم فيما نحب.
إذا طلبوا أمراً نكرهه نمسحب بهدوء ثم نعود لهما بوقت يكونان فيه بمزاج طيب ونعيد فتحه بهدوء ولين
13- نكون معهما حضوراً وكلاماًوفعلا كما يحبان أن نكون لهما فهما يحبانك بنتا أو ابنا لهما بهذه الصفة لا الصفات الأخرى من بقية الأدوار.
ختاماًثقيل جدا هذا الامتحان مع الوالدين القاسيين حيث جعله الله جهاداً في بر الوالدين الصالحين فكيف بالقاسيين والأجر من الله للمطيعين المجتسبين ويعظم الأجر للصابرين فالجنة درجات وهم من أبوابها وقد يكون هذا الباب يحتاج منك جهداً وجهاداً لتدخل منه للجنة وكلها أيام وسنوات وتندم على عدم برهما.
نسأل الله العلي القدير أن يحنن القلوب ويطهرها من القسوة وأسباب الذنوب وييسر للجميع بر الوالدين وعون الأبناءوالبنات على بر الاباء والأمهات ويرحم والديَّ ووالديكم والمسلمين أجمعين.