وداعًا حجاج البيت العتيق - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 21-11-2008, 11:17 PM
  #1
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
وداعًا حجاج البيت العتيق

امزج قراءتك للموضوع بسماع هذه القصيدة المؤثرة:

اسكب عبراتك هنا
وداعا حجاج بيت الله

ها قد أذن المنادي بالحج بالاستعداد للرحيل.. وها قد أعد الحجاج رواحلهم وزادهم.. وها قد ودعوا أهليهم وأوصوهم.. وخُلِّفنا..

فيا لحسرة المخلفين.. ويا لندامة القاعدين.. رأوهم قد امتطوا رواحل السفر.. فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا.. وفي حلوقهم حشرجة وعبرات.. حجوا بقلوبهم المتلهفة.. فما سار الحجاج مسيرا ولا قطعوا واديا ولا رقوا مرتفعا أو نزلوا سهلا إلا كانوا معهم.. تهفو قلوبهم للصحبة وتتوق نفوسهم للرفقة ومساعدة الإخوان وتلاوة القرآن والطواف والسعي وسائر أعمال الحج.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
يا سائرين إلى البيت العتيق لقد:::::سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا:::::ومن أقام على عذر كمن راحا
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
يا سائرين إلى الحبيب ترفقوا:::::فالقلب بين رحالكم خلَّفْتُهُ
ما لي سوى قلبي وفيك أذبته:::::ما لي سوى دَمْعي وفيك سكبته
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::
في اليوم الثامن يتأمل القاعدون قوافل الحجيج وقد لبت نداء الله فأحرم الحجاج وحُرموا.. ينظرون إليهم عبر الشاشات.. تترقرق منهم دموع الشوق وهم بين أهليهم.

وفي يوم عرفات.. في يوم العبرات.. وفي يوم الغفران ويحهم إذ لم يكونوا معهم.. لا يحتملون المنظر.. فينزوون في الحجرات.. يبكون.. وما لهم لا يبكون.. وهم يرون أولئك قد انطرحوا بين يدي مولاهم.. وبثوا إليه شكواهم.. فقال أرحم الراحمين لملائكته: هؤلاء عبادي قد أتوني شعثا غبرا.. أشهدكم أني قد غفرت لهم، فأي حظ يحرم منه المشتاقون، حتى إذا دنت شمس عرفة من المغيب ازداد الشوق والتاعت النفوس، لكأنما يريدون من الشمس أن تتوقف لا تغيب حتى يلحقوا بهم، وأنى لهم ذلك، ينظرون إلى تلك الأيادي المتضرعة وكأنهم بينهم، لكن سرعان ما يعود لهم رشدهم، فيدركون عظم المصاب، وجلالة البلية، ولو عزاهم أحد في مصيتهم ما أبعد النجعة.

وأي فوت قد فاتهم وهم يرون تلك الرواحل تحمل أقواما يمضون خفافا من الذنوب، يُفيضون وقد عادوا من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، ليبيتوا ليلتهم في مزدلفة بثياب بيضاء نقية من الذنوب والخطايا، غسلوا الخطايا بدموع عرفة فحُق لهم في ليلة جمع النوم ملء جفونهم.

وتمضي الأيام بالحجيج يقيمون شعائر الله يرمون ويطوفون في تلك الأماكن التي طالما هفت إليها أفئدتهم وهوت، وها هم يحققون الأمنية ويبلغون المكان الذي جمعوا من أجله أموالهم، فلئن كان الله قد قبل حجهم وغفر ذنبهم، فما غائب أحب إليهم من الموت، وقد تحققت أغلى أمنياتهم.

حتى إذا دنا موعد عودة الحجاج إلى منازلهم، توارى المشتاقون وأعينهم تترقرق بغبطة العائدين، يقولون مهنئين: يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.

ألا ما أحلى تلك الأيام وأروع لياليها! وما أجمل تلك البقاع وأحسن المقام فيها! تلبية لنداء الرحمن.

ننتظر هطول دموعكم هنا
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
البحث, دجاج


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:00 PM.


images