
ويقاد منك يا زوجي ما فعلت بي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير اخواني وأخواتي
قد تستغربون وتسألون ما معنى عنوان موضوعك الذي في الأعلى
وحتى تفهموا أكثر سأكتب الحوار كامل
حصلت مشادة كلامية بين زوجين
فأخطأ الزوج على الزوجة بالكلام ودفعها فوقعت وتألمت
أحس الزوج بخطأه فذهب وأمسك بها وواساها وهمز موضع الألم
فقالت الزوجة: الله يسامحك، يُقاد منك يا زوجي ما فعلت بي (يعني أسوي فيك مثل ما سويت فيني)
قال الزوج: لا
قالت: ولم؟
قال: لأنك لا تكافئين السيئة بالسيئة (يعرف أخلاق زوجته)
فسامحته ورجعوا أحسن مما كانوا قبل الخصام
أسألكم جميعا كيف ستكون مشاعر الزوجين تجاه بعضهما بعد هذا التعامل الايجابي مع المشكلة أو الخطأ؟
وهل تعتقدون أننا ممكن نتعامل بهذه الطريقة الايجابية؟ وإذا كان الجواب لا فلماذا؟ أين الخلل؟ هل الخلل في نفسي أم في الطرف الآخر؟ وكيف أصححه؟
قد تقول الزوجة سامتحه كثيرا
أو يقول الزوج سامحتها كثيرا
وأنا أقول لماذا سامحتها؟ ولماذا سامحتيه؟
هل سامحته ليعطيك؟
أم أنك قرأت قوله تعالى: (والعافين عن الناس) ونيتك أن تسامحه لله؟
هناك فرق بين النيتين
وحتى لو سامحته لله فهل ستصبر؟
طبعا لا أقصد بالصبر والمسامحة أن تتنازل فتصبح مهينا يؤخذ حقك في كل مرة ولا تفعل شيئا
إنما كن وسطا
لأن كل خلق جميل هو وسط بين طرفين
لأن الحلم هو وسط بين البغي والعدوان وبين المهانة
فالحليم يتصرف بتعقل وبحكمة
ملاحظة هذه العبارة التي في العنوان اقتبستها مع تغيير بسيط من الحديث التالي
عن أنس - رضي الله عنه - : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعليه برد غليظ الحاشية ، فجبذه أعرابي بردائه جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه ، ثم قال : يا محمد ، احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك ، فإنك لا تحمل لي من مالك ، ومال أبيك . فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : المال مال الله ، وأنا عبده . ثم قال : ويقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي قال : لا . قال : لم ؟ قال : لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة . فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم أمر أن يحمل له على بعيره شعير ، وعلى الآخر تمر .
__________________
(إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون)
(ما عندكم ينفد وما عند الله باق)