من المفترض عندما نختلف في أي مسألة ان نعرضها على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )
فإن كانت هذه المسألة في اصل من اصول الدين فلن يكون هناك اختلاف أم إن كانت في أحكام فرعية فالاختلاف فيها وارد لكن بدليل وهذا الامر حصل حتى في زمن الصحابة رضوان الله عليهم في قصة بني قريضة المعروفة عندما قال بأبي هو وامي صلى الله عليه وسلم ( لا يصلين أحد الظهر أو العصر إلا في بني قريظة ) فانقسم الصحابة قسمين قسم اخذ بلفظ الحديث , فلم يصلي إلا في بني قريضة,وقسم آخر أخذ بمعنى الحديث , فهموا من كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم أنه يريد منهم الاستعجال فصلوا في الطريق
ومع اختلافهم هذا إلا انهم كانوا (أشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ),(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) ,(وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
فالتفاوت بين الناس في مستوى العقل والوعي والإدراك والخبرات والافكاروالأذواق ,يولد إختلاف وتنوع في الأراء وهذا الأمر ايجابي وليس سلبي فهذه الأراء اشبه بسلة فاكهة أتذوق منها مايحلو لي ,فأعقل الناس من جمع إلى عقله عقول الناس .
فهذا الاختلاف لم يكن هو أخوف مايخافه حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ( أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان يجادل بالقرآن )
الاراء المبنية على اتباع الأهواء والابتداع والتلبيس على الناس وتضليلهم بفكر هدام , هذه الاراء التي لابد من دحرها والرد عليها بالدليل القاطع والحجة الدامغة ,لا أن ندعهم يتصدرون في وسائل الاعلام وينعقون بإسم حرية الفكر والرأي ,فأغلب من ينادي بحرية الرأي والفكر من ليبراليين وغيرهم يقومون بإقصاء اراء الأخرين ولا يرون سوى وجهة نظرهم ويريدون فرضها بالقوة على مجتعهم فهل هذه هي حرية الفكر التي يدعوننا إليها؟؟!!.
كنت اتابع اخي وهو طالب علم ويدخل في حوارات مع بعض الفرق الضالة والليبراليين وهم الأشد لمهارتهم في اللغة العربية وبلاغتهم وايضاً لعلمهم بالقرآن ولديهم من الاسلحة الشي الكثير , فكان من فضل الله عليه يدحرهم, فشجعني هذا أن اخوض جدال مع سيدة كانت تتحدث وتطعن في ثوابت الدين , في الحقيقة كانت أفضل مني في اسلوبها وحتى كتابتها كانت تخلو من أي خطأ نحوي وكانت تستشهد بأدلة ماكنت أعرفها من قبل ,تعبت ابحث عن اصل لها فوجدتها إما ضعيفة او موضوعه وبعضها من الاسرائليات وكانت تعرف كيف تستفزني حتى تثير غضبي فأتفوه بكلام يحسب ضدي ومن كثرة ماأتعبني الجدال معها ماكنت استطيع أن انام الليل من التفكير , كانت مثل الحية وتتهرب مني ومن اسئلتي بطرق ذكية , كانت داهية والحمدلله أن دحرها ربي واسأل الله ان يصرف عنا شرها.
مثل هؤلاء اراؤهم وأفكارهم ماهي إلا شر وخطر لكن من يفهم؟!
المشكلة ايضاً في الإمّعة الذي يقرأ مقالاتهم ويقلدهم في ارائهم ويضر نفسه ووطنه ودينه من حيث لايعلم .
جزاك الله خيراً أخي في الله معدن الرجولة على هذا الموضوع الرائع وعذراً منك على الاطالة
اسأل الله ان ينفع بك