قصة قصيرة ( أمرأة وحيدة ) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المطلقات والأرامل والمتأخرات يعتني بالمطلقات والأرامل والمتأخرات عن الزواج

موضوع مغلق
قديم 30-03-2008, 01:43 AM
  #1
جويرية22
عضو متألق
 الصورة الرمزية جويرية22
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 2,616
جويرية22 غير متصل  
قصة قصيرة ( أمرأة وحيدة )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




هذه مذكرات أمراة مجنونة .. او علي الأصح .. امراة محرومة حاولت ان تعوض نفسها عن ذلك الحرمان الذي اصابتها به الحياة . فنجحت في ذلك إلي ابعد حد .. و ان كانت لم تسلم من ان يتهمها الناس بالجنون .. ولكن ماذا يضيرها أن يقولوا عنها مجنونة .. و ان كانت قد استطاعت ان تمنح نفسها ما فد حرمتها الحياة اياه


و لقد لمحت المرأة مرة أو مرتين و هي حبيسة في دارها في شرودها و ذهولها و نحولها و ذبولها فلم اشك قط في انها لا يمكن أن تكون ألا مجنونة ثم انبئت بعد ذلك بوفاتها فلم يدهشني النبا فقد كانت اقرب الي الموات منها الي الأحياء حتي لقد خيل إلي انها هيكل او شبح ثم استطعت بعد ذلك – بطريقة ما – ان اطلع علي مذكرات أعتادت أن تكتبها من حين لأخر و ادهشني أن تكتب المراة مذكرات لها .. و اقبلت علي قرائتها بلهفة شديدة .. فقد كان بي شوق الي ان أقرأ كتابة مجنون .. وخاصة هذه المراة .. اذ كنت اود أن اعرف فيم كان ذهولها و شرودها .. و كيف كانت طريقة تفكيرها


و أخيرا انتهيت من قراءة المذكرات فلم أحاول ان أبرئ المراة من الجنون ختي لا اثير جدلا و لكنني لم أستطيع أن أمنع نفسي من التساؤول ما هو الجنون ؟ و ما هو الحد الفاصل بين العاقل و المجنون ؟
الم يحس احدكم ذات مرة بذلك الألم الذي ينتابه عندما يشعر بعجز امام شخص قوي يحاول إيذائه وهو لا يملك ان يرد الأذي ؟ ثم ألم يحس بألمه يزول و غضبه ينفثئ عندما يخلو إلي نفسه فيصور أنه قد حطم ذلك الشخص القوي ورد عن نفسه ذلك الأذي ظ اجل .. أولم يحس بالكثير من الراحة لمجرد ذلك التصور ظ

هل اتهم نفسه حينذاك او أتهمه احد بانه مجنون ؟ غذا فلماذا نتهم هذه المراة بالجنون وهي لم تفعل اكثر مما يفعله امرؤ حاول أن يتلمس متعته عن طريق الخيال ؟

علي أية حال .. مجنونة كانت أم غير مجنونة .. اليكم مذكراتها فاقراوها و قولوا ما شئتم .. فما يضير الشاه سلخها بعد ذبحها :

" خمسة و ثلاثون عاما ؟ يا للسنين التي تمر فلا تترك لي سوي الألم و لا تخلف لي غير الوحشة و الفراغ .. أية حياة تلك التي احياها ما اشبهني بسائحة في بيداء مقفرة جرداء .. لا ماء فيها و لا رواء و لا ظل و لا ثمر .. كلها سأمة في سامة و ملل في ملل .. لا ابصر سوي المل السرابي و اللمحات الكاذبة .
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع
قديم 30-03-2008, 01:44 AM
  #2
جويرية22
عضو متألق
 الصورة الرمزية جويرية22
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 2,616
جويرية22 غير متصل  
أني أنتظر و انتظر و احس بالعمر يتسرب و الأعوام تولي متسللة فتتملكني لوعة و يغشاني أسي أليم .. و لكني اتظاهر بالرضا و القناعة .. وماذا أستطيع غير ذلك . و انا لا أملك سوي التمني و الأنتظار !

إني امراة محرومة .. محرومة من الشئ الذي خلقت لأجله محرومة من نعمة الحياة التي تتوق إليها نفس كل انثي محرومة من الزواج و البنين و محرومة من كل شئ إلا الفراغ و الوحدة

ومع ذلك فلا يسعني سوي الصبر و ادعاء السعادة خشية السخرية و أنا التي لو كان الأمر بيدها لصاحت بكل ما في صدرها من لوعة مكبوتة ( اريد زوجا .. أريد بنين )

خمسة و ثلاثون عاما .. مرت ثقيلة بطيئة .. فما وهبت لي إلا زيادة في العمر و زيادة في الشعور بالحرمان .. اني لأنظر في المرآة فأري هبتها جلية في وجهي .. ذبول و نحول و شحوب

لقدد مللت الحياة .. و مللت العمل .. ما اسخف اولئك الذين يظنون ان المراة يغنيها العمل عن الزواج .. هم يظنون ان الزواج وسيلة للعيش .. او مورد للرزق .. ما اشد حمقهم ! لقد كرهت ضجيج الحياة و ضجيج العمل .. فهو ضجيج اجوف كالطبل قد خلا من موسيقي الألف و تغريد البنين اني احس بالرغبة في ان استريح من حياتي برهة .. أني اتوق الي شئ من التغيير ايا كان


كم سرني أن انتقل إلي هذه الدار النائية في احدي الضواحي لاشك ان الصيف فيها سيكون خيرا منه في جوف المدينة و لا شك اني سأجد تسلية في حديقتها الواسعة .. انها تحتاج الي كثير من العناية و التنسيق .. ثم أن ةأجرها أقل من كثيرا من اجر الطابق الضيق الذي كنت اقطنه في وسط المدينة .. فهي من تلك الدور التي يعرض عنها السكان فتظل خالية .. لا لشئ ألا لمجرد ما يشيعه عنها الناس من انها مسكونة و ما تجود به خيالاتهم عما رأوه فيها من جن وما صادفوه من ارواح و اشباح


و لم أتردد برهة في الأنتقال إليها .. وقلت لنفسي ضاحكة : من يدري هساي ان أجد في الجن و الأرواح ما يؤنس وحدتي .. و يذهب وحشتي

وسرتني حياتي في الدار الجديدة .. فقد احسست بشئ من التغير وخاصة انني قد بدأت عطلة الصيف .. فصممت علي أن أتمتع بحياة جديدة .. و أن أنعم بالحديقة و الهواء .. و الا أفعل شيئا سوي النوم و القراءة

مر الأسبوع الأول و أنا منهمكة مع البواب و أمراته في تنظيف الدار من تلك الأتربة المتراكمة .. و في تنسيق الحديقة و أزالة الأعشاب و الحشائش .. حتي ذهب عنها ذلك المنظر الموحش الذي كانت تبدو به


ولا أستطيع أن أنكر ذلك الشعور بالرهبة الذي كان يتملكني في بادئ الأمر .. عندما كنت اذهب الي الفراش بعد ان اطفئ النور .. أو عندما اسمع فرقفعة هينة او صوتا يصدر من هنا او من هناك من تلك الأصوات التي لا يخلو منها اي بيت .. كصوت نافذة يغلقها الهواء .. أو قطة تقفز في الحديقة أو تمشي علي السطح .. و لكن الرهبة اخذت تزول علي مر الأيام ووحل محلها اطمئنان الي كل ما في الدار


وفي ذات يوم جلست في ركن ظليل بالحديقة .. و أخذت اتسلي بقراءة احدي القصص و قد جلست امامي أمرأة البواب ترتق بعض الثياب واحسست بتعب من القراءة فألقيت بالكتاب جانبا .. و تثائبت في كسل .. و بدأت اجاذب المراة اطراف الحديث حتي جرنا الحديث الي ذكر تلك الأشاعة التي يطلقها الناس علي الدار و ما يرجفون به من انها "مسكونة " وكيف تسبب ذلك في ان تمكث الدار مهجورة طوال تلك المدة ، و قالت المرأة :

- انا لا انكر يا سيدتي ان هناك دورا " مسكونة " و لكن الواقع ان هذه الدار بالذات مسكونة و لكن الواقع أن هذه الدار مظلومة بين هذه الدور ، لأني لم ار فيها شيئا قط ، و كل ما سمعته عنها قصة قديمة لست ادري مداها من الصحة و هي أن صاحبها الأول قيد شيدها لتكون سكنا له ولزوجته الجميلة المحبوبة ، و أن حياتهما كانت نموذجا لحياة هادئة و قد زادت سعادتهما بذلك الطفل الجميل الذي انجباه و الذي نما وملأ البيت تغريدا و ترنيما و في ذات يوم غابت الزوجة عن البيت ثم اكتشف الرجل انها فرت مع عشيق لها تعودت ىأن تذهب إليه في غفلة منه و كاد الرجل و لكنه تجلد و تمالك ووجد في ولده العزاء كل العزاء و سرعان ما شفي الله جرحه و أذهب لوعته و بدأ يجد السعادة في حياته مع أبنه و أخذ يكرس لتربيته و العناية به كل وقته حتي كان ذات يوم وقد جلس الرجل في الحديقة يقرأ فسمع فجأة صوت سقوط جسم يصطدم بالأرض و صرخة مدوية تشق السكون المخيم و قفز من مكانه كمن لدغته عقرب فوجد الصبي قد هوي من الشرفة وهو يلهو فدق عنقه و مات لساعته
وهجر الرجل الحزين الدار فلم يعد اليها قط و لا يدري احد ما حل به بعد ذلك .. ربما قد جن .. و ربما قد انتحر .. أنها قصة قديمة .
و أنتهت المرأة من قصتها التي لا تدري هي مداها من الصحة و التي قد تكون محض خرافة ومع ذلك فقد انتابني من سماعها شعور بالحزن العميق و أحسست بعطف شديد علي الرجل الذي ربما لم يكن له وجود إلا في خيال المراة او في خيال من قص عليها القصة
و لا أدري ما الذي جعل القصة تتجسم في مخيلتي و لا أدري ما الذي جعلني ازج بنفسي بين ابطالها فأقارن بيني و بين الزوجة الخائنة التي وهبت لها الحياة كل ما حرمتني اياه .. وهبت لها الزوج الوفي الأمين و الأبن الذي اتلهف عليه .. فركلت كل هذا بقدمها وفرت من عشها لا تلوي علي شئ . اتراني لو كنت مكانها اكنت افعل ما فعلت ؟ و تخيلت الرجل امامي يعدو في الحديقة ضاحكا خلف الصبي .. و تخيلت انهما زوجي و ابني ، فأحسست بنشوة عجيبة و قلت لنفسي : ان المرأة الهاربة لاشك بلهاء مخبولة كافرة بنعمة الله

وفي هذه الليلة بدأت احس اول تغير يطرأ علي الدار و خيل إلي اني اسمع وقع اقدام تسير في الحجرات .. و أحسست بخوف شديد و لكني وجدت الحجرات خالية فلم اشك انني واهمة .

ومرت الأيام فازداد شعوري بالأصوات و الهمسات حتي كانت تمر بي اللحظات لا اشك في خلالها أن هناك اشخاصا غيري يتحركون في الدار و لكني لا ابصرهم و في ذات ليلة جلست أقرا قبل النوم و سمعت الصوات واضحة تمام الوضوح كأن اصحابها يجلسون في الحجرة المجاورة

و كأن الصوت صوت طفل و رجل وسمعت الطفل يقول( غني لي يا ابوح .. يا أبوح )
و أجابه الرجل متاسائلا : " ثم تنام ؟ "
- أجل
و بدأ الرجل يغني ( يا أبوح يا أبوح كلب العرب مدبوح )
وصاح الطفل فجاة متسائلا ( ومن الذي ذبحه ؟ )
وترك الرجل برهة قبل أن يجيب في حيرة " لقد وجدوه مكذا مذبوحا .. و لم يعثروا حتي الأن علي القاتل "
و رغم ما اصابني من خوف وقتذاك لم استطع أن أمنع نفسي من الضحك بصوت مرتفع .. و خيل الي أن الصوت قد وصل الي الطفل و الرجل .. فقد كفا عن الحديث .. و تسللت الي الغرفة المجاورة فلم اجد بها أحدا
ومن ذلك الحين أزداد يقيني بوجود الرجل و الطفل .. و بدأت أحس بهما في كل مكان في الدار .. و اخذت انصت الي تلك الأحاديث التي تدور بينهما دون ان أرسل صوتا أو حركة حتي لا يكفا عن الحديث .. فقد كنت احس من وجودهما بنشوة عجيبة مشوبة بشئ من الخوف .
وخيل إلي اني قد بدأت لعبة خطرة .. لعبة لم يحاولها أحد سواي .. قد يكون الطرف الأخر فيها من صنع الوهم ، ولم أجد ما يمنع أن استمر في اللعبة ، ما دمت احس منها بمتعة و لكني صممت علي أن احيط نفسي بالكتمان و ألا أنبأ احدا بتلك الأشباح التي احس بحركاتها و اسمع اصواتها .. فقد خشيت أن اتهم بالجنون .. علي أني لم اكن في يوم ما اوفر عقلا مني الأن

وبدأت أحاول أن ابصر الرجل و أبنه فما كنت اسمع همسا أو صوتا حتي اتسلل في اتجاهه و لكني كنت لا اري شيئا ومع ذلك كنت واثقة من وجودهما .. أجل .. من المحال أن يكونا غير كائنين .
و استيقظت ذات صباح علي صوت اشبه بصوت دراجة صغيرة من دراجات الأطفال ذات العجلات الثلاث تتحرك علي أرض الصالة فمددت رأسي قليلا لأبصر الصالة من خلال الباب فرايت عجبا
لقد كان الطفل هناك .. بدمه و لحمه .. ووجنتيه المتوردتين وشعره الأصفر المدلي علي جبينه ، وشعرت بغبطة شديدة ووجدتني اناديه بصوت كالهمس و لم يبد عليه انه سمعني ، ولكنه أختفي مرة واحدة .. اجل لقد أختفي ، دون أن أعرف كيف أختفي ، لقد كان هناك منذ ثانية .. وفي الثانية التي تلتها لم يكن هناك .. !

وفي ذلك اليوم طردت الخادمة فقد رغبت ان أكون في الدار وحيدة ثم رايته كثيرا بعد ذلك يروح و يغدو في الدار .. يضحك تارة و يصيح أخري .. و بدأ يعبث بأثاث الدار و يقلب المقاعد ليتخذ منها ( حميرا ) يمتطيها

و لم يكن الطفل يراني أو يحس بوجودي و لم يكن صوتي يصل الي سمعه ومع ذلك فقد اشعر أنه اصبح قطعة مني و لم أحاول أن أترك الدار بعد ذلك لحظة واحدة أو أقابل احدا فقد سرتني الحياة مع الطفل و أبيه ، و أن كنت لم أبصر أباه بعد

وكنت أتهرب من رؤية البواب و زوجته و منعت البستاني من أن يباشر عمله في الحديقة فقد كان الطفل كثيرا ما يلهو بعمل بيوت من الرمل فيها و كنت أكره أن يراه الناس .
وفي ذات يوم اقبلت علي امرأة البواب و رأيتها تنظر إلي نظرات بها كثير من الرأفة و الحزن و أنباتني المرأة انني قد هزلت كثيرا و أنني يجب علي ألا أسجن نفسي في الدار علي هذه الحال

و شكرت المرأة و أنبأتها في اقتضاب أني احس ميلا الي الوحدة و أني لا أرغب في الخروج و تركتني وهي تهز رأسها في دهشة و حيرة

و لم تكد تنصرف حتي قمت إلي المرآة وكانت هذه اول مرة - منذ بدأت أنهمك في حياتي الجديدة – أقف فيها أمام المرآة ، و راعني تلك الصورة التي أبدو عليها .. وهالني ذلك الأصفرار و الشحوب .. و ذلك الشعر المهمل الشبيه بشعر أمراة مجنونة ومددت يدي الي المشط لأعيد تمشيطه و تصفيفه و نظرت في المرآة فلم أجدني وحيدة !
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع
قديم 30-03-2008, 01:45 AM
  #3
جويرية22
عضو متألق
 الصورة الرمزية جويرية22
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 2,616
جويرية22 غير متصل  
اجل لقد أبصرته لأول مرة ، و قد وقف بجواري يمشط شعره هو الأخر ، و قد بدا حلو التقاطيع ، جذاب الملامح ، طويل القامة ، متين البنيان ، و أحسست بفرحة لا توصف ، ثم ألتفت اليه فلم أجد شيئا و أعدت النظر الي المرآة فوجدت الصورة قد ذهبت أيضا .
ثم أعتدت أن أبصره بعد ذلك .. هو و أبنه . ووجدتني أكن لهما حبا عجيبا . أجل ! لقد احببت هذين ( الشبه كائنين ) أكثر مما أحببت أي ( كائن ) في هذه الحياة .
وحاولت أن أتحدث إليهما .. و لكنهما لم يسمعاني .. و حاولت أن أنظر في أعينهما فلم يبصراني .. و عندما كنت أتقدم لألمسهما كانا يتطيران في الهواء .

وحدث ذات يوم و قد جلست في أحدي الحجرات أن رأيت الطفل يدخل الي الشرفة و يمد رأسه من فوق الحاجز . و تذكرت القصة التي سمعها من أمرأة البواب و كيف سقط الطفل من الشرفة فدق عنقه .. فصحت به ناهرة اياه كيلا يطل من الشرفة ، وكم كانت دهشتي شديدة عندما رأيت الصبي يسمع صيحتي فيلتفت الي ثم يعود الي داخل الحجرة

ومنذ ذلك الوقت و الصبي يعرفني تمام المعرفة و يبصرني كما ابصره و يذدجر اذا ما زجرته و يطيع اذا أمرته .. بل أكثر من ذلك كان يناديني ( ماما ) و يا المتعة العجيبة التي كنت احس بها وقتئذ .
و لم تمضي فترة قصيرة حتي بدأ الرجل نفسه يحس بوجودي و يراني كما أراه و كان ذلك في حدي الأمسيات و قد جلس في الحديقة في سكون الليل ، و شرد ذهنه ، فراح في تفكير عميق و خيل الي أني ألمح في قسماته حزنا و لوعة لم اشك في أنه يفكر في أمراته الهاربة و أحسست نحوه حنينا و تمنيت لو أستطعت أن أنسيه اياها و أن أعوضه عن حبها بما يخفف من لوعته و يذهب من حزنه

و رغم معرفتي أن صوتي لا يمكن أن يصل اليه و أنني لو لمسته لتطاير و تحلل ، فقد وجدتني أندفع اليه بقوة الحنان الذي يجيش في صدري و لمست ذراعه قلم يتطاير هذه المرة بل أنتفض و رفع الي رأسه في دهشة .

ومددت يدي الي رأسه أتحسسه برفق فرأيته قد أستراح الي وزالت عنه تلك الدهشة و نظر الي كأنني امراته المحبوبة التي ما فارقته و ما هجرته



و في الصباح سمعت امرأة البواب تطرق الباب و ترددت برهة قبل ان افتح لها فقد كنت لا أريد أن أري أحدا .. و كنت أحس كراهية شديدة للناس ، و لكن المرأة المجنونة ألحت في طرقها فقمت الي الباب غاضبة و سألتها عما تريد و نظرت الي المرأة و قد بدا عليها الفزع كأنما قد ابصرت شبحا مخيفا و توسلت الي ان ارحم نفسي و ازور طبيبا و لكني صحت بها ان تغرب عن وجهي و أغلقت الباب خلفها بشدة و عادت المراة أدراجها ووصل الي صوتها وهي تقول لزوجه ( مسكينة .. لقد أصبحت مجنونة )
مجنونة ! مجنونة ! أيها الحمقي .. اليكم عني . أتركوني حيث أنا .. ماذا يهمني منكم .. ومن دنياكم .. بعد لحظة أو بعد يوم .. أو بعد عام .. ستكفون عن الحياة .. و سأكف أنا كذلك .. و بعد حين من الدهر ، ستكف الحياة نفسها عن أن تسري في هذا الكون و سنصبح كلنا كهؤلاء الذين أعيش معهم و الذين اعطوني ما حرمتموني و منحوني ما بخلتم به علي

ماذا أخشي و لم أعد بعد محرومة ..؟ و ماذا تخشون علي شرا من الحرمان الذي كنت فيه .. هبوني كما تقولون مجنونة ماذا يضيرني من الجنون و قد وهب لي ما حرمت ، وهب لي الزوج و الأبن .. لو كنت حقا مجنونة كما تقولون ..
" فأنعم بالجنون و طوبي للمجانين "





منقــــــــــــــــــــــول
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع
قديم 02-04-2008, 04:34 AM
  #4
جويرية22
عضو متألق
 الصورة الرمزية جويرية22
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 2,616
جويرية22 غير متصل  
يا أخواتي محدش قرا القصة خالص !!؟؟
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع
قديم 02-04-2008, 05:47 AM
  #5
سهم المنايا
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 295
سهم المنايا غير متصل  
اقتباس:
امراة محرومة حاولت ان تعوض نفسها عن ذلك الحرمان الذي اصابتها به الحياة . فنجحت في ذلك إلي ابعد حد .. و ان كانت لم تسلم من ان يتهمها الناس بالجنون .. ولكن ماذا يضيرها أن يقولوا عنها مجنونة .. و ان كانت قد استطاعت ان تمنح نفسها ما فد حرمتها الحياة اياه
اختي الكريمة الحياة لاتمنح احد ولاتحرم احد الله وحده سبحانه وتعالى هو المعطي والمقدر وهو خالق الحياة و مدبر الكون جل وعلا وليست الحياة يجب الانتباه لمثل هذه التعابير
احببت التنبيه فقط .
قديم 02-04-2008, 05:59 AM
  #6
جويرية22
عضو متألق
 الصورة الرمزية جويرية22
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 2,616
جويرية22 غير متصل  
شكرا يا اختي لأنك أول أخت تردي عليا


فعلا انا خدت بالي من الجزئية دي بس انا نقلت القصة زي ما هي
__________________
انا منتدي عالم الأسرة و المجتمع
قديم 02-04-2008, 06:39 AM
  #7
الشهومى
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية الشهومى
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 568
الشهومى غير متصل  
اشكر الاخت جويرية على هذا الاحساس المرهف ,,وصدقينى تراى الواقع واحوال اخواتنا ...الغير متزوجات تؤثر بنا ...ولا تظنين اننا ننساكن ..لا والله بل انتن بعقولنا وما وبتفكيرنا ..بين الحين والاخ ..حيث ان هذه الافكار قد تطرأ يوما ما على ابنتى او اختى او قريبه لة ..وسف احول جاهد ان تنال من هذه الدنيا ما من اجله خلقها الله ..لذلك كانى احس ان احدى قريباتى تتكلم هذه الكلام ..لذا اهيب بالرجال وليس كل الرجال بعض بعضهم من يرغبون بالارتباك بثانيه وثالثه ان لا يتاخر فى ذلك الامر ..حيث ان كلامك وخواطرك ..تنحت فينا نحتا عجيب وكل يوم نقتنع انه لابد من مشمر وعازم لهذا الامر ....وفى النهاية تظل ارادة الموالى التى هى فى اللوح المحفوظ التى لا نستطيع نحن ازاءها تغيرا ..ومن خلال الواقع ممكن للرجل ان يتزوج وينجب من الاولى ..وياخذ ثانيه وينجب صدقونى ترانى الرجل يس مثل الحرمه ..الله خلق الحرمه بعاطفة حب الاطفال لذا ما يضير الرجل لو خذ ثانيه وهو مرتب اموره عسها تجيب لها ولد يحلى لها حياتها ويلهيها عن باقى الامور ويشغلها ..عموما الله يرزق كل بنت بالزواج الصالح
__________________
أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ ** وحليةُ الفضـلِ زانتني لدى العَـــــــــــــــطَلِ
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَـرعٌ ** والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في لطفـلِ
غالى بنفسي عرفاني بـقيمتـها ** فـصـنـتـها عن رخيـــــص القـــــــــول مبـتـذلِ
ما كنـتُ أوثــر أن يـمتد بي زمني** حــتــى أرى دولــة الأوغـاد والسفـــــــــــــل
أعــــــللُ النــفــس بالآمال أرقبها** ما أضيق العــيــش لولا فُســــــــــحــة الأمل

قديم 03-04-2008, 06:44 AM
  #8
الوفية لوالديها
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الوفية لوالديها
تاريخ التسجيل: Apr 2006
المشاركات: 6,817
الوفية لوالديها غير متصل  
السلام عليكم و رحمة الله

و أسعد الله صباحك اخيتي جويرية

صراحة و ببعض الخجل اقول القصة طويلة قليلا .. تجعل البعض يصدم فيضطر للخروج دون القراءة

شفتي كيف.. يا حبذا تلخيص القصة في مشاركة واحدة فقط .. و انا متأكدة من أنها قصة جميلة جدا

و الله يحفظك و تقبلي ملاحظتي البسيطة
__________________
اللهم تقبل دعاء
قديم 03-04-2008, 06:33 PM
  #9
المصرية
عضو متألق
 الصورة الرمزية المصرية
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 5,125
المصرية غير متصل  
معرفش اشوف موضوع ليكى وماردش
لكن كسلانه اقراها
لكن تشكر ياجميل على القصه الرووووووووووعه دى
__________________
قديم 03-04-2008, 09:40 PM
  #10
الفــتاة
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية الفــتاة
تاريخ التسجيل: Jun 2004
المشاركات: 1,302
الفــتاة غير متصل  
قصة مؤلمة جدا وبعيدا عن صحتها أو عدمه فهي ترمز لوحدة الفتاة الغير متزوجة

ألف شكر أختي
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM.


images