(5)


الخاطرة:
فن أدبّي يخرج به المحزون ما في نفسه, وينفث به المصدور ما في صدره.
ولعلنا نوسع هذا فنقول: إنها ليست للحزنِ والكآبة فقط بل حتّى للفرح, ولكل العواطف .
هدفها هو هدف الأدب: التَّنفيس عن الّذات والاتجاه إلى الجمال والإخلاص له.

أحيانًا تشعرُ بحاجةٍ ملحةٍ إلى الكتابةِ كأنَّها حاجةُ الطفل الصَّغيرِ إلى البُكاءِ.
الّذي لا يمتلك قلمًا وورقة -وأقصدُ بالذي لا يمتلكُ : الّذي لا يحب الكتابة- لا تستأتيه هذه الحاجة,
بل يشعرُ بضيقٍ في الصَّدرِ ولا يدري أنّه لو كتبَ سوف يخرجُ ذلكَ الضَّيق, كما أنّ الصغير يبكي ليفرِّج همّه, الكتابةُ تفرج هم الكبير .



سمات الخاطرة :
1- الخاطرةُ حديثُ الرّوح .
إذا كانت المقالة حديث العقل, فالخاطرةُ حديثُ الرٌّوح,
مثل الشّعر مثل البكاء تكتبها كيفما اتفق, قلنا في المقالة أنَّه من الواجبِ عليكَ أن ترتب أفكارك,
أن تخرجها متسلسلة بطريقةٍ عقلانيّة واضحةٍ جيّدة. وأنْ تكتب الخاطرة كيفما اتفق لا يعني أنَّها بلا نظام,
هي مرتبة ومنظمة تنظيمًا مميزًا لكنه نظام روحي/نظام نفسي, وليس نظامًا عقليًا .

2- أسلوبها أدبيّ رفيع جدًا .
أشبه ما تكون بالشّعر, قريبة منه إلا أنها ليس فيها وزن, فيها أخيلة, فيها عاطفة, فيها صور أدبيّة رفيعة,
وقد قلنا من قبل أنّ الصور خدم للمعاني بطبيعةِ الحال, لكنّ هذه الصُّور تحرّك النّفس, تُقرّبُ العواطف, تجعل القارئ يمتزجُ مع نصّك الأدبي الّذي كتبته .

3- ليستَ طويلة !
هل هذه قاعدة أنّ الخاطرة لا تكون طويلة ؟
لا, ليست قاعدة, لكنّ طبيعة الخاطرة تمنعها من الطول .
فالخاطرة كما أسلفنا حديث الرّوح أشبه ما يكون ببكاء الطفل الكبير,
الكبير يكتب خاطرة, يكتب شعرًا, والطفل يبكي, وهذا الإخراج بهذه الخلجات النّفسيّة لن يكون طويلًا .

4- ليسَ فيها مقدمة ولا خاتمة كالمقالة .
هذه الخلجات النّفسيّة الّتي خرجت على الورق خرجت منظّمة تنظيمًا روحيًا خاصًا,
لا تحتاج أن تقدّم لها ولا أن تختم لتخرج منها .

5- الخاطرةُ جمال, والمقالةُ نفع .
وقد يكون في الجمال نفع, وفي النّفع جمال,
وبقدرِ زيادة الجمال تزداد الفنيّة, وتزداد الأدبيّة, والفن هو ما كان خالصًا للجمال .


قطرة :
لمن أراد الاستزادة عنها فأنصحه بالبحث في قوقل
عن درسٍ بعنوانٍ: ( الخاطرة الأدبية د. محمد أحمد الأسطل) .
فقد تحدّث عنها حديثًا شافيًا وافيًا, ... قطع بهِ قول كُلّ خطيب !!


+

من منكم ...
يكتبُ الخاطرة ؟ أو يهوى قراءتها ؟

عندما قرأتُ هذهِ
رغبتُ وبشدّةٍ أن تكون الخاطرة الّتي طرحتها من نظمك لا نقلك!
شكرًا لمشاركتكَ أستاذنا, وأدعوكَ للمشاركةِ في فعاليّة [ أنا بين السطور (:
حُييتَ دائمًا وأبدًا .

أهلًا أقحوانتي .
ما دمتِ تبحثين عن الفخامة
فلتقرئِي خواطر الرافعي والعقاد, وربما تروقكِ أحلام مستغانمي-غادة السّمان !

على الهامش:
أفتقدكِ -هناكَ- ولا أدري ما سببُ عدم وصولِي إليكِ؟!
أرجو أنّكِ بخير .

وفيكَ باركَ الله أستاذنا مارد
جميل جدًا, وبودنا لو تطلعنا على إحدى خواطرك النثرية (:
بانتظارك .

أهلًا بالأستاذِ تلميذ
أسعدتنا بمشاركتكَ والله
ولعلّك تقتبسُ جزءًا من إحدى خواطركَ وتمنحنا شرف الإطلاع عليها .
-بإذن ربنا- أنّكَ لا تخاف القوانِين (:
ننتظركَ .

أهلًا ضَي
إذًا أنتِ كذلكَ تحبينها (:
لعلكِ تعودِي للأسماء التي كتبتُ لأقحوانة وتقرئِي لها .
ما كتبته جميل, ولو أعدتِ صياغته وقت صفاء ذهنكِ سيكون أجمل -بإذن الله- .
بخُصوصِ سؤالكِ :

فحوى التغريدة نفسها ليس ثابتًا,
فمنها ما جاء في: السياسة / الشعر / الخاطرة ...
وإدراج التغريدات تحت فنٍ أدبيّ -قديم- له تعريفه, وهيكله العام, وقوالبه التي تحكمه أمرٌ صعب
ففن التغريد في تويتر مستحدث, وربما سيُضاف للفنون الأدبية مستقبلًا لكن لن يكون تحت هذهِ الأنواع الأدبية
إلا إن صُنّفت التغريدات إلى [ خواطر / شعر / ... ] وقد تنال مسمّى جديدًا, وهو ما أراه فيها صوابًا, ... والله أعلم !

سحابتِي
كنا قد تحدثنا في هذا الأمر
فما الذي يعيقكِ للآن؟ هل ما زلتِ تحاولين ولم تصلي؟