الثدي ..تجميل .. وإعادة بناء ..وانواع عمليات التجميل
عندما تقترب الفتاة من سن العاشرة يبدأ المبيض في إفراز هرمون معين له تأثير في دفع خلايا معينة في الثدي إلى النمو. وهذا العامل هو الذي يحدد حجم الثدي.
وفي سن المراهقة.. يقترب الثدي من أقصى حجم له .. وقد ينمو أحد الثديين أسرع من الثدي الآخر .. وفي النهاية يكون حجم الثديين واحد في معظم الأحوال. وعندما تصل الأنثى إلى مرحلة الحمل يزيد حجم الثدي ويترهل..
وبعد الولادة يصغر حجم الثدي مرة أخرى.. ولكن يبقى تهدله.. وعندما تتخطى السيدة سن اليأس أو توقف الدورة الشهرية يبدأ الثدي في الضمور ويزيد تهدله. والشكل والحجم الطبيعي للثدي يختلف من بيئة إلى أخرى.. بل ومن مجتمع إلى آخر ففي بعض المجتمعات يكون الثدي المرتفع المشدود علامة من علامات الجمال.. وفي مجتمع آخر يكون الثدي الكبير المتهدل هو الأجمل.
والمرأة دائماً ترى أن جمالها يبدأ من جمال ثديها.. ولهذا فهي حريصة على الحفاظ على شكل الثديين في صورة جميلة متناسقة.
والثدي .. غدة كبيرة تتكون من غدد صغيرة توجد تحت الجلد وكل غدة متصلة بقناة لبنية... وتتجمع هذه الغدد والقنوات في قنوات لبنية ريئسية تفتح على سطح الحلمة بـ 15 - 20 فتحة دقيقة لإفراز اللبن. ويملأ ما بين هذه الغدد كمية كبيرة من الدهون. إذن حجم وشكل الثدي يحدده كمية الدهون التي تحيط بالغدد.. ويتحكم في ذلك عوامل كثيرة تبدأ أساساً من العوامل الوراثية.
الثدي في المرأة يتغير بتغير مراحل الحياة.. فعند الولادة تكون مكونات الثدي متساوية بين الرجل والمرأة.
ومع البلوغ يزيد ثدي المرأة بسرعة حتى يصل لحجم النضوج الطبيعي.. هذه الزيادة في تلك المرحلة تكون أساساً بتراكم الدهون تحت تأثير الهرمونات التي يفرزها المبيضان في مرحلة البلوغ. وبتغير حجم الثدي مع الدورة الشهرية ونتيجة لعوامل وراثية أو نتيجة زيادة أو فقدان في الوزن. ومع الحمل والرضاعة يتغير حجم الثدي أيضاً.
ومع تقدم العمر وكما يحدث في كل أجزاء الجسم يتغير حجم الثدي بالإضافة إلى تأثير الجاذبية الأرضية التي تجذب كل شيء إلى أسفل.
ويصبح الثدي الذي كان بارزاً ومتماسكاً في الصدر مع توجه الحلمة إلى الأعلى في مرحلة الشباب وبداية البلوغ يصبح هذا الثدي متهدلاً ساقطاً مع اتجاه الحلمة إلى أسفل.
ولا تمر جميع الصدور بكل هذه المراحل بدرجات متساوية وبالتالي قد يقف حجم الثدي عند امرأة ما عند الحجم الصغير مثل النبتة التي ظهرت مع البلوغ، وفي أحوال أخرى يكبر حجم الثدي بشدة حتى تصل الحلمة إلى مستوى يقرب من مستوى الصرة.
يلفت النظر أيضاً إلى أنه وفي جميع الأحوال الثدي الأيمن لا يكون مساوياً للثدي الأيسر، فغالباً ما توجد اختلافات في الشكل والتناسق.
معنى هذا أن هناك ثدياً صغيراً يحتاج إلى تكبير وثدياً يحتاج للتصغير. وثديان غير متساويان في الحجم يحتاجان إلى إعادة التناسق بينهما. كما أن هناك ثدياً في حجمه العادي ولكن حدث له سقوط وتهدل فإنه يحتاج إلى رفع. ثم توجد أخيراً حالة يتم فيها استئصال الثدي نتيجة السرطان وتحتاج المرأة بعدها إلى إعادة بناء للثدي المستأصل.
إصلاح هذه التشوهات المختلفة هي مهمة جراح التجميل. إنه يستطيع أن يكبر ثدياً لم يصل حجمه إلى الحجم المتناسق مع الجسم، كما يستطيع أن يصغر الثدي الكبير المترهل، أيضاً يستطيع جراح التجميل أن يعيد التناسق إلى الثديين غير المتناسقين فيكبر الصغير أو يصغر الكبير أو يفعل كلاهما.
والثدي المرهل يمكن شده ورفعه وتثبيته في مكانه الطبيعي.
ويستطيع أيضاً أن يعيد ثدياً ضخماً لرجل إلى حجمه الطبيعي.
كما يمكن إعادة بناء ثدي تم استئصاله.
كل هذه الجراحات يمكن أن يجريها جراح التجميل.
هل يتطلب إجراء جراحة التجميل للثدي سن معينة؟
لا ينصح بإجراء مثل هذه الجراحة في السن المتقدمة لكن يمكن إجراؤها في مرحلة الشباب بعد مرور سنتين من بدء الدورة الشهرية ومرحلة البلوغ وفيها تتم الجراحة بأمان كامل.
أما في السن المتقدم فإنها تتطلب حالة صحية جيدة مع وجود ضرورة لإجرائها.
أيضاً تصغير الثدي أو تكبيره تجرى عندما يستقر وزن الجسم أي بمعنى ضرورة ثبات وزن الجسم لأن الزيادة والنقصان في الوزن على فترات متقاربة تجعل من نتيجة العملية غير جيدة لأننا نعتبر الثدي جزءاً من الجسم. وشكله بعد الإصلاح لابد أن يتناسب مع شكل الجسم.
بعد الحمل والرضاعة قد تطلب السيدة تصغير أو تكبير الثدي.
هنا لا ينصح بإجراء العملية قبل مرور ثلاثة أشهر على الأقل بعد الحمل حتى وإن لم يكتمل الحمل بالإجهاض ... وذلك لأن التغيرات الفسيولوجية الهرمونية التي تحدث للثدي تستغرق ثلاثة أشهر على الأقل حتى يمكن أن تعود أنسجة الثدي إلى حالتها الطبيعية.
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو:
هل هناك علاقة بين جراحة التجميل في الثدي وحدوث السرطان؟
لا توجد علاقة بين الاثنين على الإطلاق.
تكبير أو تصغير الثدي لا يزيد من فرص حدوث السرطان بل على العكس فمن الناحية النظرية إذا تم تصغير حجم الثدي إلى النصف معناه إزالة نصف الأنسجة المحتمل تكوُّن السرطان فيها، إزالة تقلل احتمال الإصابة بالسرطان بعد عملية التجميل.
عمليات تجميل الثديين ليست بالعملية الهينة فليس مطلوباً اللجوء إليها لمجرد الإحساس بوجود مشكلة. لا بد من النظر إليها بجدية واهتمام بحيث يخضع من يريد إجراء هذه العملية لفحص دقيق لكي توضع المزايا إلى جانب العيوب.
وما هي مزايا هذه الجراحة؟
أنها تعطي شكلاً أفضل تجعل المرأة تستمتع بحياتها بأسلوب أفضل.
وإزالة المشاكل الصحية التي تترتب على كبر حجم الثديين في بعض الحالات التي تؤثر بشكل مباشر على العمود الفقري للمرأة.
أما العيوب أو المخاطر المحتملة فتتمثل في:
كأي جراحة فإنها ليست ناجحة بنسبة 100% وهناك فرصة حدوث مضاعفات.
يمكن اتخاذ القرار السليم بإجراء الجراحة أم الابتعاد عنها.
تكبير الثديين:
عملية تكبير الثديين هي عملية يتم فيها تكبير الصدر الصغير أو الثدي غير المتساوي مع الثدي الآخر - أو ثدي لم ينبت أصلاً.
في البداية كانت هذه العملية تجرى فقط للمهتمات بشكل الثدي مثل الفنانات.
أما الآن ومع زيادة الوعي بالتجميل أصبحت العملية مطلوبة وتقدم عليها فئات مختلفة من السيدات.
كيف يتم تكبير الثدي؟
بداية كانت تجرى هذه العملية منذ 70 سنة وكانت تتم عن طريق حقن زيت البرافين وشمع البرافين تحت الجلد وكانت نتائجها مأساة بمعنى الكلمة.
وفي الخمسينات بدأ حقن مادة سائلة تحت الجلد في الثديين وهي مادة السليكون.
ومع مرور الوقت اكتشف أن حقن هذه المادة بهذا الأسلوب غير آمن صحياً وتدخل مع الكشف المبكر عن سرطان الثدي فيما بعد وتهاجم الجهاز المناعي للجسم بشكل واسع.
وأصبح الحقن بالسليكون تحت الجلد سواء كان في الثدي أو الوجه أو في أي مكان آخر غير مقبول علمياً.
وفي سنة 1965 توصل العلماء إلى طريقة في ذلك الوقت وهو وضع (السليكون) الذي يحقن تحت الجلد في شكل شبة سائل مثل الجيلي في كبسولة من مادة السليكون المقواة تحميه داخلياً ولا تسمح له بالعبور خارج نطاق هذه الكبسولة.
وأًصبحت لها أحجام مختلفة لثدي صناعي يتكون من السليكون جيل موجود في كبسولة قوية مصنفة من السليكون.
ومنذ عام 1962 بدأت هذه المادة في الاستخدام. وكانت لها مميزات فهي ثابتة كيميائياً، وطبيعياً، ولا تتحلل داخل الجسم، فلا تحدث تفاعلات كيميائية أو التهابات أو حساسية وتتحمل الصدمات وحركة العضلات والذراعين ويمكن تعقيمها بسهولة ولا تسبب سرطانات.
وتم استعمالها بكثرة واستمر استخدامها 25 سنة حتى أواخر الثمانينات من الاستخدام المتزايد حتى قدر عدد الثدي الصناعي المكون من السليكون خلال هذه الفترة بأكثر من 10 ملايين ثدي صناعي تم إنتاجه. وساعد على ذلك أن الثدي الصناعي في مكانه تحت الثدي الطبيعي حسن من شكل الثدي الطبيعي.. في نفس الوقت يمكن فحصه بسهولة وعمل أشعة وأخذ عينة منه إذا وجد شك في وجود أي تغير في خلاياه.
كما أن الثدي الصناعي لا يتدخل في الإحساس للثدي الطبيعي. كما تتم الرضاعة بصورة شبه طبيعية، وهذا هو السبب في استمرار أجراء هذه العملية لأواخر الثمانينات.
في تلك الفترة - أواخر الثمانينات - حدث هجوم شرس على السليكون.
جراح التجميل يرى أن السليكون مادة تعطي شكلاً جميلاً للثدي ويمكن إعطاء نتيجة جيدة بعد استخدام السليكون الصناعي.
لكن أثبتت أبحاث علمية أن هناك خطورة. فالسليكون جيل يشبه السائل الموجود داخل الكبسولة وينتشر في الجسم. وظهرت ادعاءات بأنه يسبب سرطانات وأمراضاً مختلفة.
هذه الزوبعة قامت في أمريكا في أواخر الثمانينات واستمرت حتى أوائل التسعينات. وقد تم إخضاع جميع من أجريت لهن الجراحة لفحوصات متعددة.
وتم دفع تعويضات لمن رفعن قضايا ضد هذه الجراحة.
وتم إزالة السليكون الصناعي من الكثير من السيدات اللاتي أجريت لهن العملية.
ولكن قال العلم كلمته في النهاية بعد كل هذه الضجة وكانت: أنه لا توجد علاقة بين هذا لثدي الصناعي المكون من السليكون وبين السرطان.
أي أن هذه المادة ليست مسرطِنة، أي لا تسبب سرطاناً. ولكن تبين أنها يمكن أن تؤثر على جهاز المناعة بشكل عام على الجسم فتؤدي إلى إلتهابات في المفاصل مثلاً أو ظهور بعض الأمراض الخفيفة مثل الصداع وكلها أشياء لا تهدد الحياة بصفة عامة.
وقد ثبت مؤخراً في عام 2001 في لجنة خاصة شكلها المعهد الطبي القومي في أمريكا أن هذه الادعاءات ليست صحيحة ولم يعد استخدام السليكون يسبب قلقاً للأطباء وان اختلف الأمر بالنسبة للمرضى الذين أصبحت الغالبية العظمى منهم تفضل عدم استخدامه مصداقاً للقول الشائع أن العيار الذي لا يصيب يدوش ..
الشيء المدهش أن هذه الزوبعة لم تعبر الشاطئ الآخر من المحيط الأطلنطي إلى أوربا فلا يزال استخدام الثدي الصناعي المكون من السليكون آمن ويستخدم على نطاق واسع في فرنسا وبريطانيا ومعظم دول أوربا الغربية .. باعتبار أن لهذا الأسلوب ميزة عن البديل المستخدم في الولايات المتحدة.
ما هو البديل الذي لجأ إليه الجراحون الأمريكيون؟
في أمريكا توصلوا إلى ثدي صناعي أكثر أماناً بالنسبة لاحتمال إحداث أي مشاكل في المستقبل . يتكون من بالون من مادة السليكون الآمنة التي تتكون منها الكبسولة في الثدي تدخل أولاً إلى الجسم فارغة. ويتم حقن هذا البالون بمحلول مائي معقم يتكون من محلول ملحي.
لهذا البالون أحجام مختلفة حسب الحجم المطلوب تكبيره، وإذا حدث تسرب للمحلول الملحي فإنه لن يسبب مشكلة كما أنه يحتمل الصدمات ويعطي شكلاً جيداً لكنه مقارنة بالسليكون الصناعي.. يعطي شكلاً أقل جمالاً منه لكن مخاطره أقل أيضاً بكثير ولهذا زاد استخدامه على نطاق واسع في أمريكا وفي معظم دول العالم بما فيها مصر.
هنا يتبادر سؤال إلى ذهن المريضة عند التحرك.. هل سأشعر بالماء المملوء في البالون يتحرك في صدري؟
ما دام تم حقن الماء دون إدخال ملليمتر واحد من الهواء معه لا يوجد أي احتمال لسماع أي صوت. وهي آمنة ونسبة حدوث انفجار في البالون لا تتعدى واحدة كل مائة ألف حالة. وفي مصر يتبع جراحو التجميل الأحوط وأصبح معظمهم يتجنبون استخدام الثدي الصناعي المكون من السليكون ونلجأ عادة للثدي المكون من البالون التي تحقن بمحلول مائي معقم.
ماذا يحدث في الزيارة الأولى للطبيب؟
جراح التجميل لا بد أن يطمئن إلى أن المريضة لديها من الأسباب الطبية المقنعة بضرورة إجراء العملية.
السيدة التي تفشل حياتها الزوجية على صغر حجم ثدييها تكون غير مناسبة لإجراء مثل هذه الجراحة.
السيدة أو الفتاة غير المقتنعة من داخلها بأهمية هذه الجراحة لكن هناك من يدفعها إلى ذلك مثل الزوج أو الأم هي أيضاً غير مناسبة لإجرائها.
إن عملية تكبير الثدي هي عملية اختيارية يجب أن تجرى فقط لأن المريضة تريد حقاً إجرائها.
هنا يبدأ الجراح بعد التأكد من رغبة المريضة الحقيقية في إجرائها في مناقشتها ويحدد معها الحجم الذي يمكن الوصول إليه كما يراه بمقاييس الجمال التي تتناسب ومقاييس جسمها العادي. ولابد وأن يتلاقى رأي الطبيب مع المريضة فالجراح يأخذ في اعتباره البناء الجسماني: حجمها وحجم الثدي قبل العملية - لأن هذا يحدد حجم الثدي الذي سيختاره.
وحجم الثدي الصناعي الكبير لا ينصح به لأن شكله العام لا يكون جميلاً ولا يستمر فترة طويلة كما أن مضاعفاته كثيرة