السلام عليكم ..
أخي الكريم ..
بالفعل انا استغرب جدا عندما اسمع عن مثل هذه الزواجات .. هل يعقل أن نصل إلى مرحلة أن الزواج أصبح لعبة وتسلية !!
هل يعقل أن يتزوج رجل لمجرد أن أحدهم قد أشار عليه بالأمر وأقنعه به دون أسباب مقنعه !!
أخي الكريم .. ارجو أن يتسع صدرك وصدر صاحبك لما سأوجهه له من انتقادات .. فليس القصد هو انتقاد الشخص بعينه .. فأنا لا اعرفه وليس بيني وبينه اي عداوه .. ولكن القصد هو الفائدة والعبرة للجميع .. ثم بعد ذلك سأطرح ما يلهمني به فكري المتواضع من حلول .. عل وعسى أن يكون فيها الخلاص لصاحبك .. وما توفيقي الا بالله .
لقد ارتكب صاحبك عدة أخطاء .. وليس الخطأ في زواجه ثانية .. ولكن الخطأ في عدم تخطيطه لهذا الزواج ... فقد كان من الأجدر به أن يقتنع بفكرة الزواج أولا .. ويتأكد من أنه راغب بالزواج من إمرأة أخرى فعلا وأن هناك أسباب مقنعه تجعله يتزوج .. لا أن يأخذ برأي غيره في تحديد مصير حياته التي هو مسؤول عنها أمام الله وأمام المجتمع .
فإذا ما اقتنع بالأسباب التي تدعوه للزواج من ثانية .. فعليه أن ينظر في ظروفه المادية والإجتماعية إذا ما كانت تسمح بذلك ام لا .. ودليل ذلك قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فمن لم يستطع فعليه بالصيام فإنه له وجاء )) .
وبعد ذلك عليه أن يمهد لزواجه وذلك باستشارة والديه أولا وذلك تقديرا لمكانتهما ولأهمية رأيهما .. فإذا ماحصل على موافقتهما عليه أن يبدأ بالمرحلة الثانية والتي هي اصعب مرحله .. وهي إقناع الزوجة الأولى .. ولاشك أن هذا سيتطلب منه جهدا كبيرا ومهارة عالية لإقناعها .. لأنه من الصعب إقناع الزوجة الأولى بالزواج من ثانية خصوصا اذا كان بينهم عشرة طويلة وعندهم أبناء ... ثم بعد ذلك يجب أن يتأكد من موافقة الزوجة الثانية قبل الزواج منها وأنها موافقة على الزواج برضاها واقتناعها وانها تعلم بجميع ظروفه حتى لايظلمها .
فإذا ما توفرت كل هذه الشروط فعندها يستطيع أن يتزوج وهو مطمئن البال .. وهناك أمر يجب أن لانغفل عنه وهو لايقل أهمية عن كل تلك الأمور التي ذكرتها آنفا .. ألا وهي الاستخارة .. فقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يستخير في جميع أموره .
وبعد هذا الاستعراض السريع لأهم مايجب أن يراعيه كل مقبل على الزواج سواء للمرة الأولى أو غيرها .. فسأتحدث عن مشكلة صديقك والطريقة التي يجب عليه أن يعالج بها مشكلته .. وبالله التوفيق .
من الملاحظ أن أكبر وأهم مشكله يواجهها صديقك هي زوجته الأولى والتي غضبت عندما علمت بزواجه الثاني وهذا رد فعل طبيعي يحدث لأي زوجه خصوصا انها تفاجأت بالخبر وأنها عرفته من مصدر آخر وليس من زوجها .
ومعنى هذا أنه إذا ما وافقت زوجة صديقك الأولى على هذا الزواج أو على الأقل سكتت عنه .. فإن المشكله ستنحل وستهون بعدها جميع المشاكل الأخرى .
وأفضل طريقه يمكن أن يقنع بها صديقك زوجته الأولى بالسكوت عن زواجه الثاني هو أن يحاول تحريك مشاعر الإنسانية والنبل فيها خصوصا إذا كانت طيبة وتحب عمل الخير .. وذلك بأن يبين لها بأن زواجه من الثانية هو للستر عليها وتخليصها من الحياة المضنية التي تعيشها وأنه يريد كسب الأجر من الله بزواجه منها وأنها ( أي زوجته الأولى ) هي الأهم عنده والأقرب إلى قلبه وأن يطلب منها أن تضع الشروط التي تريدها ماعدا الطلاق .. وذلك لكي يبين لها أهميتها عنده وحبه لها .
فإن نجحت تلك الطريقة فالحمد لله أولا وآخرا .. وإن لم تنجح فلكل حادث حديث .. وأتمنى أن تخبرنا بما سيحدث بعد تجربته لهذه الطريقة لكي نعطيك حلا آخر بإذن الله .
أما بالنسبة للزوجة الثانية .. فإياه إياه أن يطلقها .. فوالله إنه سيتحمل ذنبها لأنه هو من طلب منها الزواج ووافقت على كل شروطه وفوق ذلك أحبته واهتمت به ولم تقصر معه بشيئ .. فليس له حق بأن يطلقها ويكون سببا في تعاستها .
هذا ما لدي .. فإن أصبت فبتوفيق من الله .. وإن أخطأت فمني ومن الشيطان .. والله الهادي إلى سواء السبيل .
مع تحياتي وتقديري ؛؛؛
__________________
[fl=http://fhdkw.jeeran.com/توقيع.swf]WIDTH=300 HEIGHT=300[/fl]