السلام عليكم
سيدي الفاضل شكراً لك على تواصلك معي
وبودي أن توضح لي هذه النقطة
اقتباس:
|
أرجو أن تبدئي سلسلة كتابة ذكريات الطفولة وتقفي عند كل كلمة أو موقف أثر عليك وتناقشي صاحبها هل هو على حق أو لا
|
كيف أناقش صاحبها ؟!! هل أناقشه بخيالي وكتاباتي أو واقعياً ؟!!
:::
* لا تختلف طفولتي كثيراً عن وضعي الآن ، فقد كانت كلها مشاعر جافة خالية من الحب والحنان
* والدي كان متدين ، حريص علينا وعلى دراستنا ، شديد في تعامله ، وكانت كلمته ثابته لايغيرها مهما حاولنا
لم يكن يجلس معنا كثيراً بحكم عمله ، حيث كان يذهب بعد صلاة الفجر ولا يعود إلا قبيل المغرب
وينام مبكراً لأنه يكون مجهد رحمه الله ، وكان يأخذني معه لعمله بعض المرات فأستمتع كثيراً معه.
* والدتي سلبية جداً ، ضعيفة الشخصية، ولم أجد فيها حنان الأم ، فلا اذكر أنها كانت توجهنا أو تنصحنا إلا نادرا
ومع ذلك كنت متعلقة فيها كثيراً لدرجة أني أنام معها في غرفتها حتى أنهيت المرحلة الإبتدائية
وإذا ابتعدت عني بكيت ، وإذا نمت مع اخواتي بكيت حتى ارجع عندها
* كانت أمي دائمة الشجار مع والدي ، وعلى أشياء تافهة لاتستحق الجدال ولا الصوت العالي أبداً
ووالدي رحمه الله لايهتم بكلامها بل كان يصمت عند غضبها وأحياناً يضحك عليها
* في طفولتي كانت أختي الكبرى وأخي الكبير هما المتحكمان في البيت وفي كل أمورنا
بسبب طول غياب والدي عن المنزل ، وسلبية أمي وتجاهلها لنا وضعف شخصيتها
فكانت كل أمورنا لا تتم إلا بموافقتهما وبقرارهما ، فهم الآمران الناهيان في المنزل حتى على أمي
وكانا يتمتعان بشخصية قيادية قوية ، ولم يكن يرد لهما طلب ، حتى إن أردنا الذهاب إلى متنزه أو غيره
أخي يأخذ الموافقة من أختي وكأن أمي غير موجودة !! ومع ذلك الوضع عند أمي عادي جداً.
* لا أذكر بأني اشتريت لي شيئاً بذوقي الخاص ، بل كانت أختي هي من تشتري لنا وحتى لو لم يعجبنا نجبر على لبسه
* كان أهلي لايعتمدون علي اعتماد كلي في أداء عمل معين ،لأني في نظرهم صغيرة فآنا أصغرهم
وكان عملي معهم مجرد مساعدة بسيطة فقط ، وكنت أتمنى لو أعمل شي بنفسي ولكن لايسمحون لي لأني صغيرة
* كنت في نظر الجميع الطفلة الصغيرة التي لايعتمد عليها ، وكنت نحيلة جداً مما جعلهم يشفقون علي
حتى عندما أحمل بعض الأشياء لا اتحملها وتكاد تسقط مني رغم انها ليست ثقيلة ، فيضحكون علي
ولا يعطوني أحمل مرة أخرى ويقولون ستسقط مثل المرة السابقة.
* عندما تخرجت من الجامعة وقدمت على وظيفة والدي لم يتقبل الفكرة
وكان رحمه الله يقول لازالت شجن صغيرة على أن تكون موظفة.
* أخي سامحه الله كان من صغرنا وهو قاسي علينا جميعاً ، وكان عصبي جداً حتى على والداي
وكانوا يخافون من غضبه ويعملون له ألف حساب ، لأنه إن غضب سب وشتم وضربني أنا وإخواني
رغم أنه حنون في بعض المرات ولكن انفعالاته غطت على كل جميل لديه.
* كانت أختي (دائماً تهددنا بأخي) وتعاقبنا بإخباره بما نفعل حتى يأنبنا أو يضربنا ، وكن نخاف منها ومنه
لأنهم قاسين فأختي لا تتفهم وضعنا وخوفنا ، وأخي قاسي بضربه وسلاطة لسانه.
* كنت إذا بكيت من تأنيبهم أو ضربهم لايريدوني أن أبكي فيبدأوا بتأنيب آخر بأن أسكت أو سيضربني ثانية!!
* أخي كان قاسي مع الجميع ويضرب الجميع وليس أنا وحدي ، ولكن...
بعد ضربه لي في الثانوي ومحاولته قتلي أصبحت عدوانية جداً وأصبحت استفزه بكلامي وتصرفاتي
وكان يغضب ويصرخ علي وكنت لا اسكت له وأرد عليه بأكبر من رده حتى تنتهي بضربه لي
ولم أكن أهتم ، لأني انتصرت في داخلي باستفزازه.
وكانت أختي وأمي دائماً تقولان لي اسكتي ..لا تردي عليه.. حتى كرهت الصمت من كثرة ما أسمعه منهم
* بعد أن كبرنا أنا واخوتي وصار لنا رأينا الخاص وقرارتنا الخاصة بدأ أخي وأختي يتضايقون
وكثرت المشاكل لأنهم يريدون رأيهم أن يتم حتى لو لم يناسبنا.
* أهلي لا يحبوا أن يعلم أحد بأمورهم فكان شعارهم دائماً (لا يدري أحد) حتى لو ضربنا أخي
يؤكدون علينا أن نلزم الصمت ولا نخبر أبي ، وأي موضوع يحدث لا يريدون أن يعلم عنه أحد
حتى صار الكبت للأحداث والمشاعر هو السائد في حياتنا.
* في دراستي كنت من المتفوقات ولله الحمد ، وأختي اللي معي في المدرسة عكسي
وفي أيام الإختبارات أهلي يهتمون بأختي في دراستها وبعد عودتنا من المدرسة يسألونها ماذا عملت
وأنا لا يسألوني ماذا عملت ودائماً يقولون أنت لاعليكِ ستنجحين حتى لو لم تذهبي للإختبار!!
وكان يحز في نفسي كثيراً تجاهلهم لي وعدم اهتمامهم.
* أختي الكبيرة تأخرت في الزواج ، وكان أخي يرفض كل الخطاب الذين يتقدمون لأخواتي الأصفر منها مع أن والدي موافق !!
لأنه من أصحاب (ثقافة العيب) و(مراعاة كلام الناس) واذكر عندما تخرجت من الجامعة جائني في غرفتي وأفزعني بأسلوبه
يقول لي لا تتوظفي الآن وانتظري حتى تتوظف أخواتك الأكبر منك ، وكأن الوظيفة تنتظري غداً !!
* من الغريب أني لم أكن أفكر في موضوع زواجي مطلقاً حتى أنهيت دراستي العليا ، ولم يكن الموضوع يهمني مطلقاً
حتى إن جاء خاطب ورفضه أخي أو أهلي لم أكن أهتم ، ولا أدري مالسبب !!
* أهلي جميعاً لا يعطون رأيهم ولا يشيرون علينا بشئ إن استشرناهم ، ودائماً ردهم (لا ندري ، افعل ماتريد)
حتى أصبحنا نتخبط ولا ندري الصح من الخطأ ، ثم بعد هذا يأتون ويعاتبونا (لو فعلتوا كذا لكان أفضل)!!
* من بداياتي في المرحلة الإبتدائية وأنا أحب الرسم حتى كبرت وأصبحت رسامة
كانت معلمتي في المتوسط والثانوي دائماً تأخذ رسماتي من كراستي وتعلقها على حائط المتميزات تشجيعاً لي
وكنت أرسم لاخواني وأخواتي لوحات مائية وزيتيه كان يظن معلميهم أنها صنعت عند خطاط
ومع كل هذا ألقى الإستهزاء من أهلي وتحطيمي حتى خبت موهبتي وتركتها.
* كنت ولازلت أحب الشعر ، كنت أكتبه في المرحلة الإبتدائية وكان أخواتي يضحكن على كتاباتي
ويستهزئن بها كثيراً كلمة كلمة حتى مزقت كل ماكتبته في المرحلة الإبتدائية
وإذا كتبت شئ أخبئه عنهن حتى لا يطلعن عليه
أما الآن فأنا لازلت أكتب خاصة إذا حز في نفسي موقف فأجد الشعر متنفس لي
فأفرغ مشاعري حروف على الورق ، أنا أراها رائعة جداً ، ولا أجعل أحد يطلع عليها
ومن فترة أردت أن أجس نبضهم تجاه كتاباتي لأرى مدى التغير الذي حصل عندهم بعد هذا العمر
فطرحت عليهم 3 قصائد وكان واضح من نظمها أني أنا من نظمها لوجود أسماء صريحة من أفراد العائلة في قصيدة منها
والنتيجة أن واحدة من اخواتي أعجبتها كثيراً وطرحت علي فكرة اصدار ديوان ، والبقية قالوا جميل ولم يعلقوا
وأختي الكبيرة المتسلطة كان ردها جميل جداً ،أضحكني وأسكتني ، فقد قالت حرفياً ( كاذبة ليست هذه كتاباتك )!!
هذه طفولتي .. كتبتها وتألمت على ذكرى بعضها
وأرى الآن بأن جفاف البيئة التي عشت فيها وأسلوب العنف والكبت والخوف هو الذي شكل شخصيتي
:::
انتظر ردك مستشارنا الفاضل .. أثابك الله وبارك فيك .. ورزقك من حيث لا تحتسب
داعية الله لك أن يعينك ويجزل لك الأجر على ما تقوم به معنا من متابعة وقراءة ، وما يتبع هذا من وقت وجهد
وأسأل الله تعالى أن يقبل دعائنا لك في الخلوات والسجدات