السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألف ألف مبروك أختي الفاضلة (( خجل المحب ))...
والله يوفقك ويسعدك يارب و بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير...
قال الله تعالى ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ))
الكهف آية : 46
وقال تعالى ((إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ))
التغابن آية : 15
وقال الله تعالى ((وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ))
الأنفال آية : 28
أختي الفاضلة...
إن أفضل هدية تقدمها الزوجة لزوجهاعند دخولها الحياة الزوجية معه ...هو (( إحسان ظنها به ))....
نعم يسعده كثيراً هذا الشعور...و(( سيجتهد )) كثيراً ليبرهن لها أنه في محل ثقتها...
وبما أنها أحسنت ظنها به في نفسها....فمن الطبيعي أن تحسن ظنها به في مالها وفي كل ماتملك...
قد تسأليني....وكيف أوفق بين ماأنزله الله تعالى في محكم كتابه...وبين (( إحسان ظني بزوجي ))...
ولا أجد أفضل من قول رسولنا الكريم _ عليه أفضل الصلاة والسلام _
(( المؤمن كيّس فطن ))
ومعاذ الله أن أدفعك للتشكيك بنوايا زوجك الكريم...لا والله أخيتي...يعلم الله أني لم أنصحك إلا بما سأنصح به شقيقتي أو ابنتي...لو أنهم استشاروني في هذا الأمر....
فكم رأيت من صروف الدهر...وتعجبت فعلاً من أعاجيب الزمان...
وأفاعيل من افتتن بالمال وأحبه حباً جماً....!!!
أختي الفاضلة...
نصيحتي لكِ من باب قول الشاعر :
أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
ولم تخف سوء مايأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعند صفو الليالي يحدث الكدر
والله ليس تشاؤم...بقدر ماهو (( السعيد من اتعظ بغيره ))...
وهذا لا يتعارض أبداً مع إحسان الظن بزوجك العاقل الكريم بإذن الله...
أختي الكريمة...
أترك أمامك خيارين...
أنك تشيلي معاشك كما نصحك زوجك الكريم لكم وللأيام...وان يكون مصروفكم من راتبه هو...
أو_ وهذا ما أنصحك به _
أن تأخذي (( ثلث )) معاشك لكِ (( أنتِ فقط )) وتحتفظي بالباقي لكم وللأيام...إلى جانب ما هو (( ملزم به تجاهك ))...
في حال اختيارك الخيار الأول فقد _ وهذا مانخشاه ونحاول تجنبه _ أن تشعري بضيق زوجك وتذمره فيما بعد _ لا سمح الله _ لو أنكِ واجهتي موقف يستدعي صرف جزء من معاشك (( لأهلك , موقف مع صديقة , مساعدة أخاكِ , مشروع صغير خاص بكِ .......الخ )).
س _ لماذا سيشعر زوجي بالضيق ...؟؟؟
ج - قد يكون (( اطمئن لوجود معاشك إن _ لا سمح الله _ غدر الزمان , ثقته بمساعدتك له إن أحتاج له بغض النظر عن تخطيطك , شراء ملك لكما , مشروع معين برأسه لا غنى له عن مساعداتك المادية .......الخ ))
وللأمانه أقول ...وقد لا يحدث شيء مما سبق...وفعلاً يترك لكِ مطلق الحرية في مالك وفيما تعطيه اياه ...بل وقد يرفض مساعداتك ويتولى هو تنفيذ شؤونه الخاصه بمعرفته .
ولكن شخصياً أفضل وضع أسوء الاحتمالات مبكراً لأصل لأفضل النتائج بإذن الله .
أما في حالة اختيارك الخيار الثاني ...
فإن كان زوجك مقتنع تماماً بأن معاشك لكِ أنت ...فلن يهتم باحتفاظك بثلثه ولا حتى كله ...
وإن كان (( لا والله حبيبتي احنا شركا بالحلوه والمره )) فرسالتك قد وصلته وهيّ :
(( لأنك حبيبي وزوجي وشريكي وابو اولادي....فلك ثلثيّ معاشي ))
أختي الفاضلة....
من السهل على (( بعض )) الرجل أن يتقبل مبكراً فكرة احتفاظك بجزء من معاشك ...ومع الوقت وعامل المودة والرحمة سيراكِ عظيمة إن تنازلتي له بطيب خاطر عن معاشك كله...
في حين أنه من الصعب على (( بعضهم )) _ وأنا أقول صعب وليس مستحيل _ أن يتقبل احتفاظك بجزء منه بعد أن تعود منك على أنه (( محفظتك ومحفظته واحده ))...والله ليس من أجل المال...بقدر ماهو شعور مؤلم بأنكِ لم تعودي تثقي به أوأنكِ ترغبين بالاستقلال عنه مادياً.
استخيري واستشيري واستفتي قلبك...والله يوفقك يارب...
أعتذر على إطالتي...ولكن الله وحده يعلم كم من المشاكل حدثت وستحدث بين الزوجين كان سببها الرئيسي (( المال )) ...
وكم من زوج يقايض زوجته على (( ورقة طلاق )) وهو طلاااااااااااااااق .
وأخيراً...
إحسني الظن بزوجك العاقل والكريم بإذن الله...واحرصي على أن تكوني بجانبه قبل أن تنطق عيناه باحتياجه لكِ...ولتكن قاعدتك الأساسية في التعامل معه هيّ :
(( طالما رضيت إعطاءه أغلى ما أملك _ نفسي وروحي ومشاعري وعمري _ فلن أستكثر عليه أي شيء أخر ))..
وأن ماتقومين به هو (( للوقاية )) وليس العلاج..والسعيد من اتعظ بغيره.
والله يوفقك ويسعدك مع من هو أغلى من كل كنوز الأرض بإذن الله.