اصبحت بعملي كالدجاجة التي تبيض !!!
اعمل بإحدى الشركات منذ 13 عاماً ..
شخصيتي بالعمل بإختصار :
بصري - قلق - مبدع - مثابر - مخلص - متعاون ومعاون - محب للتغير - ايجابي الى ابعد حد ..
وكل ما تقدم من صفاتي ماهو الا اختصارات سريعة لما احب ان اكونه في عملي وحياتي بصفة عامة ..
ولكن ..
على الجانب الآخر تكون النتائج :
عدم الترقية - ظلم من الرئيس المباشر - استغلال من الآخرين لإنجاز اعمالهم - التعرض لضغوط الإدارة - تأخير الآخرين لإنجاز معاملاتي بشئون الموظفين ..
بإختصار ايضاً (انا اتعرض منذ 13 سنة الى حرب غير معلنة في شركتي)
طبعاً اكاد ارى ابتسامة تعجب او سخرية على شفاهكم
هل من المعقول ان اكون محارباً بدون سبب معقول ؟؟؟
لقد تفكرت في هذا السؤال على مدار تلك السنين ..فلم اجد اجابة شافية ..ولكن
فجأة تذكرت ..بأن هناك الكثيرون مثلي بالشركة يتعرضون لمثل هذا الظلم
بل ان الظلم اصبح هو السمة البارزة بشركتي الموقرة ..
فإما ان تكون معروفاً لدى الإدارة العليا ..وان تكون ابن فلان وعلان
او ان تدوسك الاقدام للأبد ..
جربت الواسطة ..فأحتقرت نفسي لعلمي بأنها ادنى من ان تعبر عن شخصيتي ..ولكن احببت ان اجاري التيار
ورغم ذلك ..
اكتشفت بأن الواسطة درجات ..
فهناك واسطة تلقي بك بعيييييداً الى ابعد مما تريد ..
وهناك واسطة تضعك في المكان الذي تريد ..
وهناك واسطة لاتدري ماذا تريد ..
وللأسف ان واسطتي كانت الثالثة ..فأثرت البقاء بعيداً عن الأضواء القوية الكاشفة لكي لا اكتوي بنارها..
ولم اسلم حتى وانا بالظل ..
اكره شركتي ..واصبح راتبي مثل الصدقة الشهرية لعمل لا احبه ..
لا اجد ذاتي بأي قسم او ادارة بهذه الشركة الميئوس منها ..
ادارات ديناصورية ..تجد (فلان) مديراً منذ اكثر من عشر سنوات ..وذاك اضعفهم ..
تتشدق الادارة العليا بالتغيير وفوائده ..ولكن ليتم تطبيقه على الموظفين الغلبانين امثالنا ..
اما هم ..فأهرام ومعالم اثرية لايمكن ان تتزحزح قيد انملة ..
فكرت بالرحيل ..فلم استطع التنفيذ لأفواه انا مسئول عن اطعامها بعد الله سبحانه ..
فكرت بالتجارة او بالعمل احر كما يسمونه او حتى استكمال دراساتي العليا الى جانب العمل ..
تجاذبتني مسئولياتي كأغصان شجر ..
فأصبحت عالقاً بين الاختيار ..اما عملي ..او ..امور اخرى وحسب !!!
اصبحت اجد في البوح والفضفضة هروباً من واقعي ..
فلم اترك مخلوقاً الا وفضفضت له وبحت ..
فكانوا بين فئتين ..اما شامت ..او حزين !!!!
فأثرت السكوت !
ما اجمل ايام الدراسة الاولى ..
كنت استيقظ من نومي صباحاً وانا اعلم تماماً اين سأذهب اليوم وماذا هناك...
الى المدرسة وحسب ..
حيث فصلي الحبيب وكراستي الممتلئة بالواجبات والشخابيط ..:23:
اما الآن ..
فأصبحت استيقظ وانا افكر بألف عذر بأن لا اذهب للعمل !!!
ورغم ذلك اذهب ..:(
وارى نفس الوجوه منذ سنوات عديدة ..
ونفس العمل السخيف الذي من الممكن جداً ان اوكله لعامل الشاهي والقهوة بأن يقوم به بعد ان ادربه عليه ..
واتعرض لنفس المضايقات السخيفة من ارباب السوابق ..عفواً ..ارباب عملي المبجلين !!!
وامتليء حقداً وغيظاً حتى الثمالة ..ثم
اعود الى زوجتي واطفالي وانا مطالب بإبتسامة عريضة :d
أشعر بأن عملي ليس اضافة لي بقدر ما انا اضافة له ..
الابداع بالعمل نوع من الترف لدى الديناصورات المتوارية خلف المكاتب تحت مسمى (مدير) ..
وطريقة ادائهم للعمل تشبه الى حد كبير طريقة جدتي رحمها الله بصنع القهوة العربية ..
فهي خطوات ولا محيد عنها ..
بل أني اجزم بأن جدتي كانت اكثر ابداعاً حين خلطت (يوماً ما ) القهوة بالحليب (سهواً) فظهر لنا مشروب مستساغاً نوعاً ما ..
اما روؤسائي بالعمل ..
فلن يجرؤوا يوماً على خلط القهوة بالحليب خوفاً من الخطأ الذي يمكن ان يلقي بهم خارجاً ..
واذا ارادوا امراً ابداعياً فهم يتركوه لنا لنقوم به (كفئران تجارب) ..
فإذا ظهرت النتيجة ايجابية نسبوه اليهم ..
اما اذا كان الامر غير ذلك يحاسبونا على الاستهبال بالعمل !!!!
اما عن العلاقات الشخصية ..وما ادراك بالعلاقات الشخصية !!!!
فهي التقييم الخاص بنا على مدار سنة كاملة ...
فإذا كنت الحبيب والقريب ..فسأحصل على درجة ممتازة بالتقييم وبالتالي على علاوة مثل الحلاوة ..
واذا كنت اول من يداوم وآخر من يخرج بدون فائدة ..فسأكون بين مقصلة التقدير الشخصي للمدير وسنديان المتبقي من الدرجات..
اما اذا كنت المبدع والمنتج ..فسأحصل على الفتات من التقييم مع تذكيري بأنني في يوم كذا لم ابدع وفي يوم كذا لم انتج !!!
يريدونني دجاجة ...ويريدون بيضاً بإستمرار
وللأسف ..اصبحت اكره ان ابيض بعد اليوم ..
بل سأهديهم بيضة ديك :d
مرة في العام ..او هكذا قيل لي ..
وسأكتفي بالحضور مبكراً ..والدعوات بأن يرزقني الله بنسيب او قريب بالشركة ..عن قريب !!
سامحونا ..
__________________
الفضاوة إما تصنع مبدع أو

مريض
التعديل الأخير تم بواسطة ابو فراس النمري ; 07-12-2007 الساعة 03:44 AM